أسباب وأعراض وعلاج حنف القدمين
يعاني نصف الأطفال المصابين بحنف القدم من الإصابة في كلا القدمين، حيث يكون من الصعب على الطفل المشي بشكل طبيعي إذا لم يتم العلاج في وقت مبكر، لذا يوصي الأطباء بمعالجة حنف القدم بعد الولادة بفترة وجيزة، أسباب وأعراض وطرق علاج حنف القدم في هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو حنف القدم؟
هو عبارة عن تشوهات خلقية في القدم تصيب الأطفال منذ الولادة، ويكون الطفل مصاباً بها وهو جنين، حيث تظهر لدى الجنين أثناء الحمل، وتكون قدم الطفل ملتوية بشكل نصف دائرة بحيث تلتف نحو الداخل وتقترب أسفل القدمين من بعضهما.
وقد يتقابل الكعبين في بعض الحالات الشديدة، وينتج حنف القدم بسبب قصر الأوتار الخلفية للقدم (وهي الأنسجة التي تربط العضلات بالعظام).
أسباب حنف القدم:
عادة ما يكون حنف القدم مجهول السبب أو يكون مزيجاً من الوراثة والعوامل البيئية، وتكون الأسباب: [1]
- التشوهات الخلقية في الهيكل العظمي: حيث لا يتطور العمود الفقري والحبل الشوكي لدى الجنين بشكل صحيح.
- التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين أثناء الحمل إلى زيادة خطر إصابة الجنين بحنف القدم.
- نقص السائل الأمينوسي (هو السائل الذي يحيط بالجنين): عدم وجود كمية كافية من السائل الأمينوسي أثناء الحمل، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بحنف القدم.
- الوراثة وتاريخ العائلة: إذا كان أي من الوالدين مصابين فمن المرجح أن يصاب أحد الأطفال.
أنواع حنف القدم:
هناك نوعان من حنف القدم: [3]
- حنف القدم المعزول: وهو النوع الأكثر شيوعاً ويعتبر مجهول السبب، ولا يترافق مع أية مشاكل طبية أخرى.
- حنف القدم غير المعزول: حيث يوجد مع مشاكل أخرى، ويصاحب هذا النوع من الحنف اعوجاج في المفاصل والسنسنة المشقوقة (من عيوب الأنبوب العصبي وهي مشاكل في الدماغ والعمود الفقري والنخاع الشوكي).
تشخيص وأعراض حنف القدم:
عادةً لا يسبب حنف القدم أي مشاكل للطفل حتى يبدأ المشي، ولكن الأعراض تظهر منذ ولادة الطفل، ويمكن للطبيب معرفة المرض من خلال: [1] [2]
التشخيص:
- حيث يكون الجزء الخارجي من القدم ملتوياً إلى الأسفل والداخل، ويكون شكل القدم مقوساً بحيث تميل الكعب والأصابع إلى الداخل بشكل نصف دائرة.
- تكون القدم أقل مرونة وكأنها مقلوبة رأساً على عقب.
- تكون القدم المصابة أقصر قليلاً من القدم الأخرى.
الأعراض: لا يسبب حنف القدم على الرغم من شكله أي ألم أو انزعاج، ولكن قد تظهر الأعراض على الشكل التالي:
- تجعد في منتصف الجزء الداخلي من القدم المصابة.
- تكون عضلة ربلة الساق (السمانة) على الجانب المصاب أصغر من الموجودة في الساق الأخرى.
- من المحتمل أن يصاب الطفل بالتهاب المفاصل، إذا لم يتم العلاج.
- عدم القدرة على المشي عندما يبدأ الطفل بالمشي.
- عدم النمو الطبيعي لعضلة الربلة في القدم المصابة بالحنف.
- تصلب الكاحل.
علاج حنف القدم للأطفال:
عادة ما يتم تشخيص حنف القدم للطفل أثناء الحمل، لذا يجب بدء العلاج بعد الولادة، وبأسرع وقت ممكن لتجنب المشاكل لاحقاً، حيث يجب أن يبدأ العلاج خلال الأسبوعين الأولين بعد ولادة الطفل، وهناك عدة طرق لعلاج حنف القدمين: [4]
- طريقة بونسيتي (Ponseti): وهي الطريقة الأكثر شيوعاً، وتتضمن الصب المتسلسل، ويستمر العلاج لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتتم العملية بالشكل التالي:
- شد القدم لتأخذ الشكل الصحيح.
- وضع القدم في قالب يبدأ من أصابع القدم المصابة إلى أعلى الفخذ.
- تكرر العملية من أربع إلى سبع مرات، مرة في الأسبوع وفي كل مرة جبيرة جديدة.
- يحرك الطبيب أو المعالج الفيزيائي في كل مرة يقوم فيها بإزالة الجبيرة القدم قليلاً إلى الوضع الصحيح.
- عادة قبل الجبيرة النهائية يقوم الطبيب بقطع صغير في وتر العرقوب (وهو الوتر الخلفي للقدم).
- عندما تنفصل الجبيرة الأخيرة يكون الوتر قد وصل إلى طول منتظم.
- قد يحتاج الطفل إلى تمارين الإطالة وارتداء أحذية خاصة لبضع سنوات بعد المشي.
- الطريقة الفرنسية: تشبه هذه الطريقة طريقة بونسيتي، ولكنها تستخدم التجبير والشريط بدلاً من الصب:
- يبدأ هذا العلاج بعد وقت قصير من الولادة، ويجب إجرائه يومياً.
- ويمكن للأهل أن يقوموا بالعلاج الفيزيائي بعد أخذ التعليمات من الطبيب.
- تُمد القدم نحو الموضع الصحيح.
- تثبت القدم في مكانها باستخدام شريط لاصق وجبائر.
- تكرر هذه العملية كل يوم لمدة شهرين.
- وتكرر بشكل أقل بعد بلوغ الطفل الشهرين حتى يبلغ الثلاث أشهر.
- وفي بعض الحالات يحتاج الطفل إلى قطع وتر العرقوب.
- وللحفاظ على وضع القدم الصحيح ومنع عودة حنف القدم؛ غالباً ما يحتاج الآباء إلى مواصلة العلاج حتى يبلغ الطفل عامين أو ثلاثة أعوام.
قد يوصي الطبيب بعد العلاج بالطريقتين السابقتين وضع دعامة، حيث تمنع الدعامة من عودة القدم إلى وضعها السابق، وتكون الدعامة عبارة عن زوج من الأحذية يربط بينهما شريط معدني، ويجب ارتداء الدعامة كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، ويمكن ارتدائها في الليل فقط، حيث يجب أن يصبح الأمر ممتعاً وروتينياً بالنسبة للطفل أثناء اللعب والنوم.
- الجراحة: وهو الحل الأمثل عندما لا يستجيب الطفل للعلاج بالطرق آنفة الذكر، وفي الجراحة يجب أن يكون:
- جراح عظام أطفال متخصص في مشاكل العظام والمفاصل.
- معالج فيزيائي لمساعدة الطفل على تحريك القدم بعد الجراحة والاستشفاء.
حيث يتم العمل الجراحي على الشكل التالي:
- إطالة وتر القدم ووتر العرقوب.
- وضع دبابيس خاصة في القدم لتصحيح الوضع.
- وضع جبيرة بعد الجراحة.
- بعد أسابيع قليلة من الجراحة يقوم الطبيب بإزالة الدبابيس.
- ويقوم الطبيب بوضع جبيرة جديدة على القدم لحوالي أربعة أسابيع.
- وبعدها يتم إزالة الجبيرة النهائية.
- قد تسبب الجراحة عادةً تيبس في القدم خاصة مع نمو الطفل، وهو ما يستجيب بالعلاج الفيزيائي.
علاج حنف القدم للكبار:
قد يصعب علاج حنف القدم للكبار، وكذلك لا يجوز إبقاء الطفل مصاباً بحنف القدم حتى يكبر بل يجب علاجه بعد الولادة مباشرة، فلا يوجد علاج فعلي للكبار.
كما أنه من المستحيل أن يبقى الطفل مصاباً بحنف القدم حتى يصبح كبيراً، لأن المشي يصبح صعباً جداً، ومن المستحيل عدم ملاحظته من قبل الأهل والأطباء.
ويبقى العلاج مستمراً منذ الصغر، حيث يبدأ العلاج بعد الولادة بأسبوع بواحدة من الطرق السابقة ويستمر حتى الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل.
ختاماً.. مع تطور الطب أصبح الحمل وأمراض الحمل ومعالجتها أمراً سهلاً، وممكن اكتشاف أي مرض منذ الأشهر الأولى للحمل، فالوقاية من أي مرض أثناء الحمل إجراء بسيط يقيك من مشاكل خطيرة قد تصاحبك أنت وطفلك طوال العمر.