أسباب نشاط الغدة الصنوبرية وعلاجه
يعاني بعض المرضى من مشكلة نشاط الغدة الصنوبرية، وعلى الرغم من ندرة هذا الاضطراب وعدم انتشاره بين عدد كبير من المرضى، إلا أن البحث عن أسبابه وطرق علاجه يحتل مساحة كبيرة من الدراسات والتجارب، فما هي أسباب نشاط الغدة الصنوبرية؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نشاط الغدة الصنوبرية
نشاط الغدة الصنوبرية هو مشكلة طبية غير شائعة، تؤثر على الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية: Pineal Gland)، وهي غدة صغيرة جداً تقع في عمق مركز المخ وتفرز هرمون الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية التي تساعد الإنسان على النوم والاستيقاظ بانتظام كل يوم. [1]
يترتب على نشاط الغدة الصنوبرية كثير من الأعراض، من ضمنها زيادة إفراز هرمون الميلاتونين، ونظراً لكون الغدة الصنوبرية هي آخر المناطق التي تم اكتشافها في المخ، لا تزال الأبحاث مستمرة حول التحقق من وظائفها والاضطرابات المصاحبة لها. [2]
أسباب نشاط الغدة الصنوبرية
ترتبط أسباب نشاط الغدة الصنوبرية ببعض الأورام التي يطلق عليها الأورام الصنوبرية، وهي أورام نادرة جداً تؤثر على الأطفال والبالغين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، تختلف هذه الأورام في سرعة انتشارها وتطورها، وقد لجأت منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف يُقسم تلك الأورام إلى أربع فئات، تعد الفئة الأولى هي الأبطأ في النمو، بينما تنتمي أورام الفئة الرابعة إلى الأورام الأسرع انتشاراً وتطوراً. [2]
لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى أسباب الإصابة بالأورام الصنوبرية على وجه التحديد، وإن كانت هناك بعض الأبحاث ترجح احتمال ارتباط هذه المشكلة ببعض العوامل الوراثية والجينية، وقد يساهم تعرض بعض المرضى لأنواع معينة من الإشعاع إلى زيادة تكون هذه الأورام. [2]
أعراض نشاط الغدة الصنوبرية
تعتمد أعراض نشاط الغدة الصنوبرية على المنطقة التي تكونت فيها الأورام، وفي كثير من الأحيان تشكل هذه الأورام ضغطاً متزايداً على خلايا المخ؛ نتيجة لإنتاج كمية كبيرة من السائل النخاعي، أو منع تدفقه في بعض الحالات. [3]
تتضمن الأعراض المصاحبة لنشاط الغدة الصنوبرية: [2] [3]
- الإصابة بالصداع.
- القيء والشعور بالغثيان.
- اضطراب في الرؤية.
- بعض المشكلات في حركة العين.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- ضعف الذاكرة.
- صعوبة في المشي.
- مشاكل في التوازن.
تشخيص نشاط الغدة الصنوبرية
تتشابه أعراض نشاط الغدة الصنوبرية مع كثير من أعراض المشكلات الصحية الأخرى، لهذا السبب يعد التشخيص الصحيح من أهم العوامل التي تساعد على نجاح الخطة العلاجية وسرعة تنفيذها. [2]
يعتمد تشخيص نشاط الغدة الصنوبرية في البداية على التعرف على التاريخ المرضي والعائلي للمريض، وإجراء الفحص الجسدي الذي يتضمن بدوره قياس قوة العضلات وحركة العين، وعند اشتباه الطبيب باحتمال إصابة المريض بورم في الغدة الصنوبرية، يطلب منه بعض الإجراءات الطبية التي نستعرضها في السطور القادمة. [2]
التصوير بالرنين المغناطيسي
يلجأ الأطباء في أغلب الحالات إلى إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي؛ للحصول على صورة تفصيلية توضح المخ والنخاع الشوكي وحجم الورم الموجود بالغدة الصنوبرية. [2]
خزعة من أنسجة الورم
يخضع جميع مرضى نشاط الغدة الصنوبرية إلى إجراء خزعة أو عينة من أنسجة ورم الغدة الصنوبرية، وإرسال هذه العينة إلى المختبر؛ للتحقق من طبيعتها ودرجتها وسرعة انتشارها. [2]
البزل الشوكي
يستعين الأطباء بالبزل الشوكي أو القطني كما يطلق عليه في بعض الأحيان؛ للبحث عن الخلايا السرطانية في عينة السائل النخاعي، يستخدم الطبيب إبرة رفيعة جداً لاستخراج السائل النخاعي من بين عظام العمود الفقري. [2]
تحاليل الدم
تعد تحاليل الدم من الإجراءات الطبية الهامة التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص نشاط الغدة الصنوبرية؛ لأنها تعكس مدى الارتفاع في مستوى هرمون الميلاتونين. [2]
علاج نشاط الغدة الصنوبرية
يعتمد علاج نشاط الغدة الصنوبرية على كثير من العوامل من ضمنها: [2]
- حجم الورم المؤثر على الغدة الصنوبرية.
- مكان الورم.
- درجة الورم.
- احتمال تسبب الورم في ضغط على أنسجة المخ.
- انتشار الورم إلى أماكن أخرى في الجهاز العصبي المركزي.
تعد الجراحة هي الخيار الأول لإزالة أورام الغدة الصنوبرية، وقد يستعين الأطباء بتقنية الجراحة الإشعاعية بالتوجيه التجسيمي في بعض الحالات التي تقع فيها الأورام في منطقة يصعب إزالتها بالجراحة التقليدية، مثل الأورام التي تقع في عمق المخ، تتضمن هذه التقنية استخدام إشعاع عالي الطاقة وتركيزه على المنطقة المصابة بالورم. [2]
تشمل العلاجات الأخرى لفرط نشاط الغدة الصنوبرية العلاج الكيميائي والإشعاعي، وقد يلجأ إليهما الأطباء لاستكمال الخطة العلاجية بعد الجراحة؛ لإزالة الجزء المتبقي من الورم، مع الأخذ في الاعتبار متابعة المريض بصفة دورية عن طريق إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي؛ للتأكد من نجاح خطة العلاج، واكتشاف العلامات التي تنذر باحتمال عودة الورم مرة أخرى. [3]
يمثل التعرف على أسباب نشاط الغدة الصنوبرية جانباً هاماً يساعد الأطباء في التشخيص الدقيق للحالة، وتحديد الخطة العلاجية المناسبة.