أسباب مرض الزلال وعلاجه
قد يتسرب بروتين الزلال (بالإنجليزية: Albumin) من الكليتين إلى البول، فإذا ارتفعت نسبته عن 30mg/g، فهي إشارة للإصابة بمرض الزلال، فما المقصود بمرض الزلال؟ وما هي أهم أسباب الإصابة به؟ وهل يمكن السيطرة عليه وعلاجه؟ إليك التفاصيل في المقال التالي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو مرض الزلال
يتواجد بروتين الزلال بشكلٍ طبيعي في الدم، لكن إذا وُجد فوق الحد المسموح به طبيعياً في البول، فهنا نستطيع القول بأنه لسببٍ ما قد حدث اضطرابٌ كلوي، هذا الاضطراب أدى إلى تلف الكبيبات الكلوية (بالإنجليزية: Glomeruli) المسؤولة عن تصفية الدم، حيث تحتجز المواد الهامة وتعيد امتصاصها -ومنها البروتينات- بينما تسمح بعبور المواد الضارة أو الزائدة إلى البول للتخلص منها خارج الجسم.[1]
تتعدد الأسماء التي تُطلق على مرض الزلال، منها: البيلة البروتينية (بالإنجليزية: Proteinuria)، والمتلازمة الكلوية أو الكُلائية (بالإنجليزية: Nephrotic Syndrome).
أسباب مرض الزلال
يُعد مرض السكري وارتفاع ضغط الدم العاملين الرئيسيين في حدوث الاضطراب الكلوي، مما يؤدي إلى الإصابة بمرض الزلال، ولكن تُوجد أسباب أخرى نذكر منها التالي:-[2]
- بعض الأمراض المناعية التي تُصيب الكلى: مثل: الذئبة (بالإنجليزية: Lupus)، وهو مرض التهابي يصيب مناطق مختلفة في الجسم، متلازمة جودباستور (بالإنجليزية: Goodpasture"s Syndrome)، أو عند تراكم الجلوبيولين المناعي A في الكبيبات.
- التعرض للجفاف الشديد: الناتج عن العطش، أو التعرق، أو القيء والإسهال الشديدين.
- التهاب الكبيبات داخل الكلى: ويحدث هذا الالتهاب عند الإسراف في تناول مضادات الالتهاب غير الإستيرودية مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofene)، أو تعرض القلب للعدوى البكتيرية، بالإضافة إلى طول مدة الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل: (بالإنجليزية: Preeclampsia)، ويحدث عادةً ابتداءً من الشهر الخامس في الحمل.
- إصابة أحد أجهزة الجسم بالسرطان: مثل: سرطان الكلى، أو سرطان الدم، أو سرطان الرئة، أو سرطان الثدي، أو سرطان القولون والمستقيم، وغيرها من الأورام السرطانية التي تسبب اضطراباً أو فشلاً في وظائف الكلى.
- الخلل الوظيفي: الذي يحدث للنبيبات الكلوية (بالإنجليزية: Renal tubules).
- التهاب المسالك البولية: وينتج غالباً عن وجود ورم، أو التعرض لعدوى.
- الإنتاج الزائد لبعض أنواع البروتين: هو من مسببات مرض الزلال.
علاج مرض الزلال
تتوقف خطة العلاج على تحديد سبب ظهور الزلال في البول أولاً، وتكون الخطوة التالية هي تناول العقاقير المناسبة للسيطرة على هذا المسبب وعلاجه، على سبيل المثال:-[3]
- إذا كان سبب الإصابة هو مرض السكري، وبالأحرى هو عدم السيطرة على معدل الجلوكوز في الدم، فيكون العلاج في هذه الحالة هو تناول الأدوية المناسبة للتحكم في معدل الجلوكوز.
- أما إذا كان السبب هو ارتفاع ضغط الدم فيجب الرجوع للطبيب، لتنظيم جرعات الدواء، أو تغييرها في حالة عدم استجابة الجسم لها، مع العلم أن عقاقير معالجة ضغط الدم المرتفع التالية هي أدوية تخفض من نسبة الزلال في البول أيضاً:
- مثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين ( بالإنجليزية: ACE inhibitors).
- وعقاقير حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين 2 (بالإنجليزية: ARBs).
- يجب على مريض داء السكري أو مريض ضغط الدم المرتفع بعمل الفحوصات الطبية، والاختبارات المعملية اللازمة، بناءً على توجيهات طبيب المسالك البولية، وذلك كل 6 شهور على الأكثر، بهدف الاطمئنان الواجب على حالة الكلى بشكلٍ مستمر.
- أما عن المرأة الحامل التي تعاني من مرض الزلال ابتداءً من الشهر الخامس، فيجب متابعتها بعناية من قبل طبيب النساء والتوليد، حيث أن التعافي يحدث تلقائياً بعد عملية الولادة.
- تناول المضادات الحيوية اللازمة والموصوفة من قبل الطبيب المختص، لعلاج الحالات المختلفة لالتهاب المسالك البولية، منعاً من تفاقم الأمر والوصول بالحالة إلى الفشل الكلوي.
- تجنب الإسراف في تناول مضادات الالتهاب، وخصوصاً إذا كانت الكلى تعاني اضطراباً أو خللاً في وظائفها.
- تناول كميات مناسبة من السوائل، والتي تكون كافية لحماية الجسم من الجفاف، أو فرصة تكون حصوات في أي جزء من الجهاز البولي.
- عدم الإسراف في تناول البروتينات، لتجنب إرهاق الكلى.
أعراض المرض
تتداخل أعراض مرض الزلال مع الأعراض التقليدية للعديد من الأمراض، وهي لا تظهر عادةً في بداية الأمر، ولكن مع تطور الحالة يلاحظ المريض الآتي:-[3]
- زيادة عدد مرات التبول.
- صعوبة في التنفس.
- تورم الوجه، والبطن، والقدمين أو الكاحلين.
- فقدان للشهية.
- غثيان وقيء.
- انتفاخ المنطقة حول العينين..
- الشعور بالتعب والإجهاد.
- بول رغوي معكّر.
تشخيص مرض الزلال
هناك عدة طرق لاكتشاف وجود الزلال في البول، نسرد منها:-[4]
- إجراء فحص فوري لعينة بول عشوائية باستخدام شرائط فحص البول (بالإنجليزية: Dipstick test)، وهي شرائح مصنوعة من البلاستيك، يتم معالجتها كيميائياً، حيث تتفاعل تلك المواد الكيميائية مع الزلال في حالة وجوده في البول ليتغير لون شريط الفحص.
- إجراء فحص البول بتجميعه على مدار 24 ساعة في عبوات معقمة، تُسلم للمريض من مختص المعمل، وتُفحص معملياً للتأكد من وجود الزلال بالبول ومقداره على وجه التحديد.
- عمل اختبار معملي لمعرفة النسبة بين الألبومين والكرياتينين (بالإنجليزية: Albumin Creatinine Ratio Test)، ويتم تجميع العينة على مدار 4-24 ساعة حسب توجيهات الطبيب المختص، والكرياتينين هو مادة تنتج كنفاية من الكتلة العضلية في الجسم، تتخلص منها الكلى عبر البول.
- فحص خزعة من الكلى تحت الميكروسكوب للتعرف على سبب الخلل الوظيفي بها.
- عمل اختبار دم لمعرفة نسبة الكرياتينين، حيث أن ارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم عن المعدل الطبيعي هو مؤشر على اعتلال الكلى.
- إجراء التصوير المقطعي وأشعة الرنين المغناطيسي، وهي فحوصات تُعين الطبيب على تصور حالة الكلى وتحديد سبب اضطرابها الوظيفي.
نود أن نؤكد أنه لا تُوجد طرق محددة للوقاية من مرض الزلال، ولكن يمكن السيطرة عليه وتجنب حدوثه عن طريق المحافظة على الحالة الصحية للجسم عموماً، وللكلى على وجه الخصوص، وكذلك عن طريق تناول الوجبات الغذائية المتوازنة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة.