أسباب مرض الربو ودرجاته
ينبغي على المرضى معرفة أسباب مرض الربو ودرجاته للحد من ظهور الأعراض والمضاعفات الشديدة لهذا المرض بالإضافة إلى تقدير وتيرة ظهورها واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها؛ فإن الربو يؤثر على الجهاز التنفسي، ويُمكن أن يتسبب بعدة مضاعفات خطيرة، ومنها: عدم القدرة على التنفس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو مرض الربو
إن الربو (بالإنجليزية: Asthma) واحدُ من الأمراض غير المُعدية التي تصيب الرئتين ويتعرض إليها البالغين والأطفال، ووهو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً عند الأطفال، وتؤثر أعراض الربو على كفاءة التنفس بالإضافة إلى السعال وضيق التنفس، ويُمكن للمصابين متابعة حياتهم اليومية بشكل طبيعي ودون مُواجهة أي صعوبات عند تناول الأدوية المخصصة للربو. [1]
أهمية معرفة أسباب مرض الربو ودرجاته
من المُهم معرفة أسباب الربو حتى يتجنبها المرء أو يتعامل معها بالشكل المُناسب ليقي نفسه من الإصابة بهذا المرض الذي يؤثر على جودة التنفس وعمل الرئتين بشكل سلبي،[2] كما أن التعرف على درجاته تُساعد المصابين في تنظيم الأنشطة اليومية والعلاجات بشكل جيد؛ فإن الدرجات الخفيفة لا تستدعي علاجاً دائماً بينما تتطلب الدرجات المتقدمة الحد من الأنشطة اليومية والاعتماد على الأدوية بشكل مستمر.[3]
أنواع مرض الربو
يتم تصنيف أنواع الربو بالاعتماد على عاملين أساسين؛ وهُما: سبب ظهور الأعراض على المرضى وشدة هذه الأعراض، ومن الأمثلة على هذه الأنواع: الربو المستمر والربو المتقطع اللذَين تم تصنيفهما بناءً على درجة تكرر الأعراض، وذلك لأن بعض المصابين تظهر عليهم أعراض المرض بشكل متكرر في حين تظهر على الآخرين بتواتر أقل.[4]
الربو غير التحسسي
يظهر هذا النوع من الربو نتيجة لبعض العوامل أو الأسباب التي لا علاقة لها بالحساسية، ومنها: تناول بعض الأدوية أو استنشاق الهواء البارد أو التعرض إلى دخان التبغ، وكذلك يُمكن أن تظهر أعراض الربو غير التحسسي عند البعض نتيجة للتعرض إلى المواد الكيميائية المنزلية أو الإصابة ببعض أنواع الالتهابات مثل الإنفلونزا ونزلات البرد. [5]
الربو التحسسي
يرجع السبب في هذا النوع من الأمراض إلى ذات الأسباب التي تؤدي إلى الحساسية، ولذلك عُرف باسم الربو التحسسي (بالإنجليزية: Allergic asthma)، وعادة ما يكون ربواً موسمياً، وذلك لأنه يظهر مع الحساسية الموسمية، ويُعد اللقاح والعفن وغبار من الأمثلة على مسببات هذا المرض، وكذلك وبر بعض الحيوانات الأليفة مثل القطط. [6]
الربو الناتج عن ممارسة الرياضة
عُرف تضيق الشعب الهوائية الناجم عن التمارين الرياضية (بالإنجليزية: Exercise-induced bronchoconstriction) باسم الربو الناتج عن ممارسة الرياضة في السابق، وعادة ما يبدأ تأثيره بالظهور على المصابين بعد مرور دقائق من البدء بالتمارين الرياضية، ويستمر التأثير حتى مُضي فترة تتراوح بين 10-15 دقيقة من الانتهاء. [6]
الربو عند البالغين
يبدأ تأثير هذا النوع على الإنسان بعد استكمال 18 عاماً من عُمره، ولذلك أطلق عليه اسم الربو عند البالغين (بالإنجليزية: Adult-onset) خلافاً للربو الذي يظهر قبل الوصول إلى هذا العُمر؛ فإنه يُعرف باسم الربو عند الأطفال (بالإنجليزية: Childhood asthma) وعادة ما يظهر قبل وصول الطفل إلى عمر 5 سنوات. [4]
الربو المهني
يتعرض المرء إلى هذا النوع من الربو نتيجة لبعض المحفزات الموجودة في مكان العَمل بما فيها المواد الصناعية الكيميائية أو الغبار أو الغازات أو الأبخرة أو المطاط وغيرها، ولذلك عُرف باسم الربو المهني (بالإنجليزية: Occupational asthma)، ويُمكن أن يصاب العاملين في مجال التجارة أو الصناعة أو الحياكة أو التصنيع. [6]
الربو الليلي
إذا أصيب المرء بالربو الليلي (بالإنجليزية: Nocturnal asthma)؛ فإن الأعراض تزداد حدة وسوءً عند حلول الليل، وهناك العديد من المحفزات التي يتوقع الأطباء وجود ارتباط بينها وبين هذا النوع من الأمراض؛ أبرزها: وبر الحيوانات الأليفة، وعث الغبار، وحرقة المعدة، وكذلك يُتَوَقّعُ بأن دورة النوم الطبيعية للإنسان يُمكن أن تؤدي إلى الربو الليلي أيضاً.[6]
درجات مرض الربو
يُمكن تقسيم الربو إلى أربع درجات بناءً على عدد المرات التي تظهر فيها الأعراض عند المصاب في الأسبوع أو اليوم، وهي الدرجات الآتية: [3]
- الربو الخفيف المُتقطع: في هذه الرجة يتعرض المصابون إلى نوبات الربو أقل من مرتين اثنتين في الأسبوع الواحد، وأما الأعراض الليلة؛ فيتعرض المصاب إليها أقل من مرتين في الشهر، وهذا يعني أنها تتميز بالنوبات الربوية القليلة.
- الربو الخفيف المستمر: يُمكن أن تؤثر هذه الدرجة على الأنشطة اليومية للمريض؛ وذلك لأن النوبات الربوية تظهر عند المصاب بين 3-6 مرات في الأسبوع، وكذلك تظهر الأعراض الليلة بين 3-4 مرات في الشهر.
- الربو المزمن المُعتدل: عند الإصابة بهذه الدرجة من المرض تظهر الأعراض بشكل يومي على المصاب، ويزداد تكرر الأعراض الليلية حتى يصل إلى 5 مرات أو أكثر في كل شهر، وقد تؤثر هذه الدرجة على الحياة اليومية للمريض.
- الربو المُزمن الشديد: تُعد هذه الدرجة أكثر درجات الربو شدة؛ فإنها تعني استمرار ظهور الأعراض على المرضى ليلاً ونهاراً، وينبغي على المصاب الحد من الأنشطة اليومية للتعامل مع هذا المرض.
أسباب الإصابة بالربو
إذا تعرضت الأنابيب التي تحمل الهواء من الرئتين وإليهما إلى الالتهاب؛ فإن ذلك يجعل الرئة حساسية للغاية، ويتسبب بتضيقها مؤقتاً، وينتج عن ذلك الإصابة بمرض الربو، ولكن سبب هذا الالتهاب لا يزال مجهولاً لدى كثير من المصابين، بينما يتعرض المصابون الآخرون إلى الربو نتيجة لمحفزات معروفة؛ مثل التعرض إلى الدخان أو ممارسة الرياضة. [7]
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالربو
يُمكن أن يُصاب البالغون والأطفال بمرض الربو على حد سواءً إلا أن هُناك بعض الفئات التي تزيد خطورة إصابتها بهذا المرض، ومنها ما يأتي: [1][5]
- الطفل الذي يتعرض إلى التدخين السلبي عندما يكون صغيراً، وكذلك الذين يتعرضون إلى التدخين السلبي وهم أجنة في بطون أمهاتهم، بالإضافة إلى الأفراد الذين يدخلون الخداج أو يكون وزنهم منخفضاً عند الولادة.
- الأفراد الذين يتعرضون إلى بعض المحفزات أو المواد المُعينة؛ مثل المهيجات الكيميائية أو الأغبرة الصناعية.
- الذين لديهم تاريخ مرضي مع التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية في مرحلة الطفولة، وكذلك الأفراد الذين لديهم تاريخ مع الحساسية أو المصابين بالسمنة.
- الذكور في مرحلة الطفولة، وأما في مرحلة المراهقة والبلوغ؛ فإن الإناث أكثر عرضة إلى الإصابة بالربو.
- الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بمرض الربو، وتزداد فرصة التعرض إلى هذا المرض في حالة كان الوالدان أو الإخوان مُصابين.
أعراض الإصابة بالربو
من المُتوقع أن تظهر الأعراض الآتية أو بعضها عندما يُصاب الإنسان بالربو: [6]
- صفير يصدر عند التنفس.
- التعرض إلى السعال، وخاصة عند الضحك أو التمرين أو أثناء الليل.
- الشعور بضيق في الصدر أو ضيق في التنفس.
- التنفس بسرعة أكبر من المُعتاد.
- صعوبة الكلام.
- الشعور بالقلق أو الذعر.
- الإعياء أو الآلام في منطقة الصدر.
- التعرض إلى الالتهابات بشكل متكرر.
- مواجهة صعوبة عند الرغبة بالنوم.
طريقة تشخيص مرض الربو
عادة ما يعتمد الأطباء على مجموعة متنوعة من الاختبارات لتشخيص الإصابة بمرض الربو، وأبرزها ما يأتي: [8]
- قياس التنفس: في هذا الاختبار يقوم الطبيب بقياس كمية الهواء الذي تستطيع الرئة إخراجه بالإضافة إلى التحقق من سرعة نفخ الهواء لدى المريض، ويعتمد قياس التنفس على جهاز صغير يقوم المصاب بالنفخ فيه عن طريق أنبوب مخصص لذلك.
- اختبار ذروة التدفق الزفيري: يتم إجراء هذا الاختبار أثناء قياس التنفس أحياناً بينما يقوم الطبيب بإجرائه مُعتمداً على جهاز محمول صغير في الأحيان الأخرى، ويقيس السرعة التي يستطيع المريض نفخ الهواء بها عند بذل الجُهد الأقصى.
- تحدي الميثاكولين: يُعد الميثاكولين واحداً من المسببات المعروفة للربو، ويؤدي إلى تضييق مجرى الرئتين عند تنفسه من قبل المصابين بالمرض؛ فإذا أظهر الاختبار تفاعلاً من جسم المريض مع الميثاكولين؛ فإن ذلك يعني احتمالية الإصابة بالربو. [9]
- الصور الطبية: تهدف الصور الطبية سواءً بالأشعة السينية أو غيرها إلى تشكيل صورة يستطيع الطبيب الاعتماد عليها للتحقق من أية تشوهات هيكلية أو عدوى تؤدي إلى مشكلة في التنفس. [9]
- فحص أكسيد النيتريك: عادة ما تكون نسبة أكسيد النيتريك في أنفاس الإنسان مرتفعة عند التعرض إلى الالتهاب الذي يُعد من علامات الإصابة بالربو، ويستطيع هذا الاختبار التحقق من نسبة الأكسدي المذكور. [9]
علاج مرض الربو
الربو من الأمراض المُزمنة التي لا يوجد علاج للشفاء منها حتى الآن، وإنما تهدف الأدوية والعلاجات الأخرى إلى التقليل من المضاعفات والحد من خطورتها، ويُمكن للمرضى في كثير من الأحيان التخلص من الأعراض بدون الحاجة إلى أي علاجات، وإنما بالاعتماد على تجنب المحفزات فحسب. [10]
العلاج الدوائي للربو
يعتمد العديد من المرضى على العلاجات الدوائية للتعامل مع نوبات الربو والحد من مضاعفاتها، ومنها الأدوية الآتية: [11]
- المسكنات: تُساعد هذه الأدوية على فتح مجرى التنفس بسرعة عند التعرض إلى النوبة مما يُؤدي إلى تخفيف الأعراض، ويبدأ مفعولها بعد دقائق ويستمر حتى مرور 4 ساعات تقريباً، ومنها: دواء السالبوتامول (الاسم التجاري: فينتولين).
- المانعات: تهدف هذه الفئة من الأدوية إلى منع حدوث نوبة جديدة مع إبقاء المرض تحت السيطرة، وتعمل المانعات عن طريق إرخاء المسالك الهوائية بشكل أساسي، وتأتي على شكل بخاخ للربو أو أقراص، وينبغي على المرضى تناولها كل يوم.
- أدوية التحكم بالمرض: إذا لم تنجح المانعات من التعامل مع المرض؛ فيتم اللجوء إلى أدوية التحكم بالربو، ولهذه الأدوية تأثير مشابه للمسكنات إلا أن فعاليتها تستمر فترة أطول، ويتم دمجها مع المانعات في جهاز استنشاق واحد غالباً عند الحاجة إليها.
العلاجات البديلة للربو
يلجأ البعض إلى العلاجات البديلة للتعامل مع هذا المرض إلا أن هذه الطريقة في العلاج تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث حتى تُثبت فعاليتها، ومنها: الوخز بالإبر وتقنية الارتجاع البيولوجي بالإضافة إلى بعض الأعشاب الصينية، وكذلك يعتمد البعض على تمارين التنفس لتحسين السيطرة على عملية أخذ النفس والحد من الشعور بالتوتر. [12]
التحدث مع الطبيب بسبب الربو
على المرضى المصابين بالربو التواصل مع الطبيب عند تفاقم الأعراض بشكل لا يُمكن السيطرة عليه، ومنها: التفاقم السريع في النفس أو الزفير، وكذلك عند الشعور بضيق التنفس بعد القيام بنشاط بدني خفيف أو في حالة عدم التحسن بالرغم من استخدام جهاز المنشقة (بالإنجليزية: Inhaler) سريع المفعول.[2]
مضاعفات مرض الربو
إذا لم يقم المرضى باتخاذ الإجراءات المطلوبة للسيطرة على الربو؛ فيُمكن أن يتعرضوا إلى المضاعفات الآتية: [3]
- الالتهاب الرئوي.
- الولادة المبكرة.
- التعرض إلى الإجهاض.
- التضيق الدائم في أنابيب الشعب الهوائية.
- التعرض إلى انهيار الرئة.
- توقف أخذ النفس.
- التوتر والاكتئاب والقلق.
الوقاية من مضاعفات مرض الربو
بما أن سبب هذا المرض يكون مجهولاً في كثير من الأحيان؛ فهذا يعني عدم القدرة على الوقاية منه، وإنما توجد العديد من الإرشادات لمنع ظهور الأعراض والوقاية منها، ومن هذه الإرشادات ما يأتي:[2]
- التزام تعليمات الطبيب: لا بُد من التزام جميع التعليمات التي يأمر بها الطبيب بما في ذلك تعليمات تناول الأدوية وغيرها، ويجب على المرضى تجنب أخذ جرعة زائدة من الدواء عند التعرض إلى نوبة شديدة إلا بعد استشارة مقدم الرعاية الصحية.
- أخذ المطاعيم: من الضروري للمريض أن يأخذ مطعوم الإنفلونزا بالإضافة إلى مطعوم الالتهاب الرئوي حتى يحد من النوبات التي تتسبب بها هذه الالتهابات أو المشاكل الصحية.
- تجنب مسببات الربو: تختلف المسببات بين مريض وآخر؛ إذ إن البعض يصابون بالنوبة عند ممارسة الرياضة في حين يتعرض البعض إلى نوبة جديدة بسبب المحفزات في مكان العمل أو غيرها، وتقل خطورة الإصابة بالنوبات عند الابتعاد عن مسببات المرض.
- معرفة العلامات التحذيرية: من الجيد للمريض أن يراقب نفسه بشكل مستمر ويتعرف على العلامات التحذيرية التي تشير إلى اقتراب النوبة الجديدة؛ مثل السعال الخفيف أو ضيق النفس، وذلك حتى يتخذ الخطوات المناسبة في وقت مبكر.
- العناية بالصحة العامة: كلما ازدادت عناية المرء بصحته العامة زادت قدرته على التعامل مع المرض والسيطرة عليه، ومن ذلك: أخذ القسط الكافي من النوم بالإضافة إلى ممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية قدر الإمكان. [13]
إن الربو من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وتؤثر عليه بشكل سلبي، ومن الضروري معرفة جميع المحفزات التي تؤدي إلى ظهور النوبات الجديدة والابتعاد عنها لضمان الحد من أية مضاعفات خطيرة مُحتملة، وينبغي على المرضى كذلك استخدام الأدوية المخصصة للسيطرة هذا النوع من الأمراض بشكل جيد.