أسباب ضعف الانتصاب
قد يواجه الرجل عديداً من المشكلات الصحية الجنسية أكثرهم شيوعاً ضعف الانتصاب، وهي واحدة من الحالات التي تتنوع أسباب الإصابة بها ما بين أسباب مرضية ونفسية إلى أثر جانبي من تناول بعض الأدوية، وقد يدمر الأمر العلاقة الزوجية بل قد يؤدي إلى فقدان الرجل ثقته بنفسه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذا في هذا المقال سنتناول بالتفصيل أسباب ضعف الانتصاب، والأعراض، وكيف يتم التشخيص، وجميع الوسائل العلاجية المتاحة، وكيف يُمكن الوقاية من تلك الحالة المزعجة.
ماذا تعرف عن ضعف الانتصاب
ضعف الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile Dysfunction) أو كما يُعرف أيضاً بالضعف الجنسي (بالإنجليزية: Impotence) هو حالة من عدم قدرة العضو الذكري على الانتصاب، أو المحافظة على الانتصاب الفترة الكافية لممارسة عملية جنسية صحية كاملة.[1]
قد يكون الضعف الجنسي مشكلة مؤقتة أو دائمة يتعرض لها معظم الرجال البالغين في مرحلة ما، إذ تشير الأبحاث إلى أن واحداً من كل 10 رجال حتماً سيعاني من ضعف الانتصاب الذي قد يختفي تلقائياً في بعض الأحيان دون تدخل طبي.
وفي بعض الحالات يكون علاج الحالة المرضية المسببة لضعف الانتصاب كافياً للتخلص منه، وهناك حالات أخرى تحتاج إلى تدخلات طبية جراحية ودوائية، فالضعف الجنسي لا يُعد مرضاً في حد ذاته لكنه عرض أو دلالة على وجود حالة صحية جسدية أو نفسية أخرى.
وقد يكون من المحرج أن تتواصل مع الطبيب المتخصص في هذا الأمر، لكن يجب أن تتذكر أن الحياة الجنسية الصحية قد تحسن نوعية حياتك عموماً، وتحميك من عديد من المضاعفات النفسية غير المرغوبة. [2]
أسباب ضعف الانتصاب
لأن عملية الانتصاب عملية معقدة تشمل الدماغ، والهرمونات، والأعصاب، حتى العضلات والأوعية الدموية، فإن ضعف الانتصاب ينتج من وجود خلل ما في عنصر واحد أو أكثر من هؤلاء.
أسباب ضعف الانتصاب المرضية
هناك حالات مرضية مختلفة قد تؤثر سلبياً على عملية الانتصاب، وتشمل:[1][2][3]
- أمراض القلب والأوعية الدموية (تصلب الشرايين).
- مرض السكري خاصةً النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
- متلازمة التمثيل الغذائي.
- مرض الشلل الرعاش.
- مرض بيروني.
- اضطرابات النوم المرضية.
- بعض أنواع السرطان خاصةً سرطان البروستاتا.
- الاضطرابات الهرمونية، مثل انخفاض هرمون التستوستيرون، وأمراض الغدة الدرقية.
- إجراء العمليات الجراحية، أو التعرض إلى الإصابات في منطقة الحوض أو النخاع الشوكي.
- وجود أمراض كلوية مزمنة.
- الاضطرابات العصبية؛ مثل: مرض التصلب المتعدد.
أسباب ضعف الانتصاب النفسية
يلعب الدماغ دوراً فعالاً في سلسلة الأحداث الجسدية التي تسبب الانتصاب، بدايةً من الشعور بالإثارة الجنسية، لذا هناك عوامل نفسية متعددة قد تتداخل مع المشاعر الجنسية وتؤدي إلى ضعف الانتصاب أو تدهوره، وتشمل [1][2][3]
- الحالات الصحية العقلية الشائعة؛ مثل: الاكتئاب، أو القلق، أو التوتر.
- الوقوع تحت ضغط عصبي.
- وجود مشكلات زوجية مع الشريك؛ مثل: ضعف التواصل، والشعور بمخاوف أو ملل من العلاقة الزوجية أو تجاه الطرف الآخر.
- خوف الرجل من الفشل الجنسي.
- الشعور المستمر بالذنب تجاه الأداء الجنسي أو بعض الأنشطة الجنسية عموماً.
- تدني احترام الذات.
- الإجهاد الناتج من التفكير المستمر حول كيفية تحسين الأداء الجنسي.
- التعرض إلى صدمة عصبية نفسية سواء في الصغر، أو عند البلوغ.
أسباب ضعف الانتصاب الدوائية
قد يؤثر تناول بعض الأدوية على هرمونات الذكورة، أو الأعصاب، أو الأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى الضعف الجنسي، أو زيادة خطر الإصابة بضعف الانتصاب، ويحتاج الأمر هنا أن تستشير طبيبك حول هذا الأثر الجانبي حتى يستطيع وصف دواء مختلف مناسب للحالة، أو تعديل الجرعات للتخلص من تلك المشكلة.
تشمل قائمة الأدوية الشائعة التي يندرج ضعف الانتصاب كأثر جانبي محتمل من تناولها ما يلي: [1][2][3]
- مدرات البول.
- بعض الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم تؤثر على الانتصاب.
- مضادات الهيستامين.
- مضادات الاكتئاب.
- بعض أدوية القلب؛ مثل: مضادات اضطراب نظم القلب كدواء ديجوكسين.
- الأدوية التي تعالج مرض باركنسون (الشلل الرعاش).
- بعض أدوية السرطان؛ مثل: عقاقير العلاج الكيميائي.
- الأدوية الهرمونية.
- بعض أدوية الجهاز الهضمي؛ مثل: أدوية القرحة الهضمية، أو مضادات الحموضة.
- مثبطات الشهية التي تجعلك تشعر بجوع أقل.
- المهدئات والعقاقير المخدرة التي يُساء استخدامها؛ مثل: الأفيون، والكوكايين، والأمفيتامينات.
عوامل خطر ضعف الانتصاب
هناك بعض عوامل الخطورة قد تزيد من خطر إصابتك بضعف الانتصاب، تشمل كل مما يلي:[1][2][3]
- التقدم في العمر.
- زيادة الوزن، خاصةً إذا كنت تعاني السمنة.
- الإفراط في تناول الكحوليات.
- التدخين، وتناول منتجات التبغ المختلفة.
- عدم ممارسة أي نشاطات بدنية.
- وجود أي عادات سلوكية مؤثرة على نمط يومك تُشعرك بالإجهاد، والضعف.
أعراض ضعف الانتصاب
من الجدير بالذكر أن الرجل قد يتعرض إلى ضعف الانتصاب بشكل مفاجئ وعابر، لكن إذا تكرر الأمر يكون الرجل مصاباً بضعف الانتصاب المرضي، وهذا الأمر شائع لدرجة أنه يؤثر على حوالي 30 مليون رجل في الولايات المتحدة، وتشمل أعراض ضعف الانتصاب المستمرة ما يلي:[2][3]
- عدم قدرة العضو الذكري على الانتصاب في أثناء العلاقة الجنسية، أو في أي وقت.
- صعوبة الحفاظ على انتصاب العضو الذكري لإكمال العملية الجنسية.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- التعرض إلى مشكلات جنسية أخرى؛ مثل: سرعة القذف، أو تأخره، أو عدم بلوغ النشوة الجنسية.
تشخيص ضعف الانتصاب
لأن هناك مجموعة متنوعة من أسباب الضعف الجنسي، فهناك عديد من الاختبارات التي قد يستخدمها الطبيب لتشخيص الحالة بدقة وتحديد السبب، ومن ثم يستطيع بعدها أن يحدد الخطة العلاجية الفعالة، إذ قد يقوم الطبيب بإجراء:[4][5]
- فحص بدني شامل.
- الحصول على التاريخ الطبي والنفسي الجنسي الشامل.
- تحاليل الدم (CBC).
- اختبارات البول.
- اختبارات وظائف الكبد والكلى.
- اختبار مستوى الدهون.
- اختبار وظائف الغدة الدرقية.
- قياس مستويات الهرمونات الجنسية؛ مثل: هرمون الذكورة التستوستيرون، والبرولاكتين في الدم.
- التقييم النفسي في حالة الاشتباه بوجود اضطرابات نفسية؛ مثل: الاكتئاب، أو القلق.
- الموجات فوق الصوتية المزدوجة.
- منعكس البصيلة الكهفية لتقييم الإحساس العصبي في القضيب.
- اختبار انتفاخ القضيب الليلي (NPT) الذي يقيس وظيفة الانتصاب عند الرجل أثناء نومه.
- القياس الحيوي للقضيب باستخدام الاهتزاز الكهرومغناطيسي.
- التصوير الكهفي الذي غالباً يستخدم مع اختبار قياس التسريب الديناميكي.
- اختبار الجهاز البولي العصبي من الاختبارات التشخيصية المتقدمة للكشف عن أسباب ضعف الانتصاب العصبية؛ مثل: تلف الأعصاب الناجم عن ركوب الدراجات لمسافات طويلة
مضاعفات ضعف الانتصاب
على الرغم من أن ضعف الانتصاب قد يكون من الأعراض اللحظية التي سرعان ما تختفي، لكن هذا لا ينفي ضرورة معالجتها؛ لأنها قد تسبب مضاعفات ومشاكل نفسية أكثر خطورة؛ مثل:[4][5]
- الإصابة باضطرابات نفسية؛ مثل: الاكتئاب، أو القلق المرضي.
- الشعور بعدم الرضا عن حياتك الجنسية.
- الشعور بالإحراج من الشريك خاصةً عند ممارسة العلاقة الجنسية.
- فقدان احترام الذات.
- معاناة مشاكل زوجية مستمرة.
- قد يصل الأمر إلى إصابة الرجل بالعقم وعدم القدرة على الإنجاب.
وسائل علاج ضعف الانتصاب
تعتمد الوسيلة العلاجية المناسبة على سبب وشدة ضعف الانتصاب، كما يختلف علاج ضعف الانتصاب عند الشباب عن كبار السن، ويختلف باختلاف الحالات الصحية التي يعانيها الرجل، وقد يكون للحالة الواحدة عدة خيارات علاجية مختلفة حيث يشرح الطبيب لك فوائد ومخاطر كل خيار، ويختار معك المناسب بعد النظر أيضاً إلى تفضيلاتك وتفضيلات شريكتك.
العلاجات الدوائية
تُعد الأدوية الفموية علاجاً ناجحاً مع كثير من حالات ضعف الانتصاب، وأبرزها:
- سيلدينافيل (الاسم التجاري: الفياجرا).
- تادالافيل (الاسم التجاري: سياليس).
- فاردينافيل (الاسم التجاري: ليفيترا).
- أفانافيل (الاسم التجاري: ستيندرا).
تعمل تلك الأدوية الأربعة على تعزيز تأثيرات أكسيد النيتريك التي ينتجها جسمك وتؤدي إلى إرخاء عضلات القضيب؛ مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم، والحصول على الانتصاب استجابة للتحفيز الجنسي الخارجي، أي تلك الأدوية لا تؤدي إلى الانتصاب تلقائياً.
الآثار الجانبية للأدوية
تختلف أدوية الانتصاب في الجرعة، ومدة المفعول وفي الآثار الجانبية التي من أبرزها:
- احمرار الوجه.
- احتقان الأنف.
- الصداع.
- اضطراب المعدة.
يجب أن تحصل على موافقة طبيبك قبل أن تتناول أي دواء يُعالج ضعف الانتصاب، إذ عند تناولها مع بعض الأدوية قد تشكل خطورة كبيرة على الشخص؛ مثل: أدوية النترات التي توصف عادة لألم الذبحة الصدرية، أو إذا كنت تعاني أمراضاً قلبية أخرى، أو انخفاض ضغط الدم.
قد يلجأ الطبيب إلى وصف الحقن الذاتية من مادة البروستاديل في قاعدة أو جانب العضو الذكري، أو تحاميل البروستاديل التي توضع داخل مجرى البول في القضيب الذي يبدأ الانتصاب بعدها في غضون 10 دقائق، ويستمر ما بين 30-60 دقيقة.[6][7]
بدائل هرمون التستوستيرون
قد تعاني بعض الحالات من ضعف الانتصاب من انخفاض مستوى هرمون الذكورة التستوستيرون، لذا يكون الحل الأمثل هنا هو تعويض هذا النقص كخطوة أولى، أو يُعطي مع مزيج من الوسائل العلاجية الأخرى في صورة أقراص، أو كريمات موضعية، أو مواد هلامية، أو حقن.[6][7]
العلاجات الجراحية
قد يوصي الطبيب بإجراء علاج جراحي عندما تكون العلاجات الدوائية غير فعالة في الحالات المستعصية، وهناك نوعان من الإجراءات يُمكن اللجوء إليها:[6][7]
- عمليات الزرع: يقوم الجراح بزرع دعامة للقضيب التي قد تكون قابلة للنفخ باستخدام مضخة تجعل قضيبك أكبر، أو مرنة تساعد في تعديل القضيب يدوياً.
- جراحة الأوعية الدموية: يتم فيها إصلاح الشرايين المسدودة لاستعادة تدفق الدم إلى القضيب، ويعد هذا النوع نادراً، وعادةً يقتصر على الأشخاص الأصغر سناً الذين يعانون صدمة الحوض التي تؤدي إلى إصابة الأوعية الدموية.
العلاجات المستحدثة غير الشائعة
هناك بعض الوسائل العلاجية الأخرى غير المعتادة التي لا تصلح مع جميع الحالات، لكن قد تعود بالمنفعة على حل تلك المشكلة المزعجة، وتشمل:[6][7]
- مضخة القضيب التي تعمل بالبطارية أو ما يُطلق عليه جهاز الانتصاب بالفراغ.
- العلاج النفسي أو العلاج بالكلام.
- القيام بتمارين ضعف الانتصاب؛ مثل: تمارين كيجل، وتمارين الأيروبيك، وممارسة اليوجا.
- العلاج بالإبر الصينية.
- تناول مكملات غذائية معينة لعلاج ضعف الانتصاب؛ مثل: الجينسنغ، وشاتافاري، وارجنين.
كيفية الوقاية من ضعف الانتصاب
يرى خبراء الطب أن أفضل وسيلة وقائية للتصدي لمشكلة ضعف الانتصاب هي اتخاذ خيارات صحية في يومك، والتحكم في أي ظروف صحية تواجهك، لذا يمكن علاج ضعف الانتصاب طبيعيا بطرق بسيطة، فعلى سبيل المثال يُمكنك القيام بالتالي:[6][7]
- الابتعاد عن عادة التدخين قدر الإمكان.
- التقليل من تناول المشروبات الكحولية أو تجنبها إن أمكن.
- الابتعاد عن العقاقير المُخدرة المحظورة.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- قد يكون اتباع النظام الغذائي النباتي مفيداً في العلاج والوقاية من الضعف الجنسي.
- الابتعاد عن التوتر، وكل ما يُشعرك بالقلق والضغط النفسي.
- الحصول على المساعدة المتخصصة في حالة معاناة مشكلات صحية نفسية كالاكتئاب.
- الحرص على فقدان الوزن الزائد أول بأول.
- حل المشكلات الموجود مع شريكتك حتى تصل إلى العلاقة الزوجية الصحية المُرضية للطرفين.
- إجراء الفحوصات الطبية بانتظام؛ للكشف عن المشكلات الصحية التي تسبب ضعف الانتصاب مبكراً.
- الحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم طبيعياً.
- إدارة الحالات الصحية المزمنة بفاعلية تحت إشراف طبي؛ مثل: مرض السكري، أو أمراض القلب.
- تجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المختص.
- الحفاظ على جدول نوم منتظم.
قد لا تُشعرك أسباب ضعف الانتصاب التي ألقينا الضوء عليها بالقلق، وتتوانى عن طلب المساعدة الطبية المتخصصة ظناً بأنها دائماً حالة مؤقتة ستزول، لكن كما رأينا ضعف الانتصاب قد يتكرر ليصبح حالة مرضية بمضاعفات محفوفة بالمخاطر على صحتك النفسية وعلاقتك الزوجية، لذا لا تتردد ولا تشعر بالحرج بأن تتخذ خطوات جدية في علاجها، والوقاية منها باتباع النصائح البسيطة التي ذكرناها.