أسباب اضطراب الغدة الدرقية
يعد اضطراب الغدة الدرقية من أكثر اضطرابات الغدد الصماء شيوعاً، حيث تشير الإحصائيات إلى إصابة حوالي 13 مليون مريض في الولايات المتحدة بأمراض الغدة الدرقية غير المعالجة، لهذا السبب نلقي الضوء في هذا المقال على أسباب اضطراب الغدة الدرقية، والطرق الطبية المستخدمة في التشخيص والعلاج.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو اضطراب الغدة الدرقية
اضطراب الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Disorder) هو مصطلح شامل يضم الاضطرابات التي يمكن أن تتعرض لها الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة تقع في مقدمة الرقبة، وتفرز هرمونات الغدة الدرقية التي تتحكم في التمثيل الغذائي، الذي يتحول فيه الطعام الذي نتناوله إلى طاقة، كما تساهم هذه الهرمونات في تنظيم درجة حرارة الجسم، وضربات القلب. [1]
تفرز الغدة الدرقية في الظروف الطبيعية ما يكفي من الهرمونات دون زيادة أو نقصان، وفي حالة معاناة المريض من وجود خلل في كمية الهرمونات، يظهر اضطراب الغدة الدرقية الذي ينقسم بدوره إلى نوعين، هما: [1]
- فرط نشاط الغدة الدرقية: تفرز الغدة الدرقية في هذه الحالة كميات كبيرة من الهرمونات، مما يؤدي إلى استخدام الجسم الطاقة بسرعة كبيرة، ويتضح ذلك من خلال معاناة المرضى من الإجهاد، والتوتر، وتسارع ضربات القلب.
- قصور الغدة الدرقية: يعاني المرضى في هذه المشكلة من نقص في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ينعكس ذلك القصور على الأعراض التي يعاني منها المرضى؛ مثل: زيادة الوزن، والشعور بالبرودة، والإحساس الدائم بالتعب.
ما هي أسباب اضطراب الغدة الدرقية
ترتبط أسباب اضطراب الغدة الدرقية بمجموعة مختلفة من المشكلات المرضية، كما تلعب العوامل الوراثية دوراً هاماً في ظهور الأعراض، وانتقالها بين العائلات، نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر أسباب اضطرابات الغدة الدرقية. [2]
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية
هناك العديد من المشكلات المرضية التي تتسبب في فرط نشاط الغدة الدرقية، من أهم هذه المشكلات: [2]
- مرض جريفز: يعد مرض جريفز هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، ويطلق عليه في بعض الأحيان تضخم الغدة الدرقية السام.
- العقيدات: يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية في بعض الأحيان بظهور بعض العقيدات التي تفرز كميات كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية.
- التهاب الغدة الدرقية: قد يتسبب التهاب أنسجة الغدة الدرقية في حدوث تسرب للهرمونات المخزنة داخل الغدة، يمكن أن تستمر هذه الحالة لبضعة أسابيع أو أشهر.
- اليود المفرط: يعد اليود من أهم العناصر المستخدمة في تصنيع هرمونات الغدة الدرقية، وعندما يتناول المرضى كميات زائدة من اليود، تبدأ الغدة الدرقية في إنتاج كميات أكبر من الهرمونات.
- خلل في الغدة النخامية: تتحكم الغدة النخامية في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وقد يؤدي أي نمو سرطاني أو اضطراب في الغدة النخامية إلى التنشيط الزائد للغدة الدرقية حتى تفرز كميات أكبر من الهرمونات.
أسباب قصور الغدة الدرقية
يرتبط خمول الغدة الدرقية بمجموعة من المشكلات المرضية، من أهمها: [2]
- مرض هاشيموتو: وهو أحد اضطرابات المناعة الذاتية، وفيها يهاجم الجسم أنسجة الغدة الدرقية، حتى تتوقف عن العمل، ولا تتمكن من إفراز الهرمونات.
- التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة: تحدث هذه المشكلة عند حوالي 9% من السيدات بعد الولادة مباشرةَ، وعادةَ ما تكون من المشاكل المرضية المؤقتة.
- نقص اليود: تستخدم الغدة الدرقية اليود لتصنيع الهرمونات، وفي حالة عدم وجود ما يكفي من اليود لا تفرز الغدة الدرقية كميات مناسبة من الهرمونات.
- استئصال الغدة الدرقية: يؤدي الاستئصال الكامل للغدة الدرقية عن طريق الجراحة أو الإشعاع إلى معاناة المريض من قصور الغدة الدرقية مدى الحياة.
أعراض اضطراب الغدة الدرقية
تشبه أعراض اضطراب الغدة الدرقية العديد من المشكلات الطبية الأخرى، الأمر الذي يزيد من صعوبة التشخيص في العديد من الحالات، وتختلف الأعراض باختلاف طبيعة الاضطراب الذي يعاني منه المريض. [2]
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
تتضمن أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية الأعراض التالية: [3]
- العصبية والتوتر.
- الشعور بالإجهاد.
- ألم العضلات.
- فقدان الوزن.
- رعشة اليدين.
- اضطرابات النوم.
- مشاكل في الرؤية.
- تضخم الغدة الدرقية.
- الإسهال، وتقلصات البطن المتكررة.
- تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها.
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو توقفها.
- الشعور بحساسية تجاه الحرارة.
أعراض قصور الغدة الدرقية
يعاني مرضى خمول الغدة الدرقية من مجموعة من الأعراض، من أهمها: [1][3]
- الاكتئاب.
- الإمساك.
- جفاف الجلد.
- زيادة الوزن.
- النسيان وضعف التركيز.
- سرعة الشعور بالتعب.
- جفاف وخشونة الشعر.
- غزارة الدورة الشهرية، وطول مدتها.
- عدم القدرة على تحمل برودة الجو.
تشخيص أمراض الغدة الدرقية
قد يكون من الصعب تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية؛ نظراً لتشابه الأعراض مع كثير من المشكلات الطبية الأخرى، وهناك العديد من الطرق التي يلجأ إليها الأطباء للتشخيص، نستعرض هذه الطرق في هذا الجزء من المقال. [3]
الفحص البدني
يبدأ تشخيص أمراض الغدة الدرقية بإجراء الفحص البدني، ومن خلاله يتحقق الطبيب من وجود ورم أو تضخم في أنسجة الغدة الدرقية، لا يتضمن هذا الفحص أي صعوبة، ولا يسبب للمريض أي ألم. [1]
اختبارات الدم
يلجأ الأطباء إلى تحاليل الدم للتحقق من أن الغدة الدرقية تعمل بكفاءة، عن طريق قياس كمية هرمونات الغدة الدرقية في الدم، كما تحدد الاختبارات بعض الهرمونات المرتبطة بوظيفة الغدة الدرقية، ومن ضمنها الهرمون المحفز للغدة الدرقية (بالإنجليزية: TSH). [1]
الأشعة التصويرية
يعتمد الأطباء على بعض الإجراءات الطبية التي تساعد على إلقاء نظرة أكثر دقة على أنسجة الغدة الدرقية، يعد التصوير بالموجات الصوتية أشهر هذه الإجراءات، وهو إجراء بسيط يستغرق من 20 إلى 30 دقيقة، ويزيد الاعتماد عليه أثناء الحمل؛ لتشخيص اضطرابات الغدة الدرقية أثناء الحمل. [1]
علاج اضطراب الغدة الدرقية
يهدف علاج اضطراب الغدة الدرقية إلى إعادة مستوى الهرمونات إلى المعدلات الطبيعية، هناك العديد من الطرق التي تساعد على تحقيق ذلك، بعد التعرف على نوع الاضطراب الذي يعاني منه المريض. [3]
علاج قصور الغدة الدرقية
يتضمن علاج قصور الغدة الدرقية استخدام الأدوية التعويضية التي تحتوي على هرمونات الغدة الدرقية، يعد الليفوثيروكسين (الاسم التجاري: Eltroxin) من أشهر هذه الأدوية التي تساعد على حياة المرضى بشكل طبيعي دون المعاناة من أعراض هذه المشكلة. [3]
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
على الجانب الآخر، هناك بعض المسارات الطبية التي تساعد على علاج فرط نشاط الغدة الدرقية، من ضمن هذه المسارات: [1]
- العلاج الدوائي: يصف الأطباء بعض الأدوية المضادة لنشاط الغدة الدرقية؛ مثل: الميثيمازول (الاسم التجاري: Tapazole)، والبروبيل ثيوراسيل (الاسم التجاري: PTU)، كما يستخدم المرضى حاصرات بيتا؛ للسيطرة على الأعراض المصاحبة للمرض، وأهمها رعشة اليدين، وتسارع ضربات القلب.
- الجراحة: يلجأ الأطباء إلى الاستئصال الكلي أو الجزئي للغدة الدرقية عن طريق الجراحة.
- اليود المشع: يساعد العلاج عن طريق اليود المشع على منع خلايا الغدة الدرقية من تكوين كميات كبيرة من الهرمونات.
يرتبط اضطراب الغدة الدرقية بالعديد من الأسباب، قد يكون بعضها مصاحباً لفرط نشاط الغدة الدرقية، وهناك بعض الأسباب الأخرى المرتبطة بخمول الغدة الدرقية، وهناك العديد من المسارات الطبية والعلاجية التي تساعد على تشخيص وعلاج هذه المشكلة؛ حتى تعود هرمونات الغدة الدرقية إلى معدلاتها الطبيعية.