أسباب ألم المهبل للعذراء
تعاني الفتيات في الكثير من الأوقات من آلام الفرج دون علم السبب، تعرفي على أسباب ألم المهبل للعذراء وطرق العلاج المختلفة
تتعرض جميع الفتيات إلى اختبار ألم المهبل في مرحلة ما في حياتهم الذي غالباً يكون ناتجاً عن مشكلة طبية أو نفسية تتطلب منا الانتباه، فالمهبل من أهم أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي الذي يحتاج إلى عناية يومية، واتباع الخطوات الصحية السليمة للحفاظ على نظافته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لذا سنتطرق في السطور التالية إلى معرفة أسباب ألم المهبل للعذراء، وأهم الأعراض التي قد تصاحب هذا الألم، وكيف يُمكن علاج تلك المشكلة دوائياً ومنزلياً بخطوات بسيطة.
ألم المهبل
يُعد ألم المهبل (بالإنجليزية: Vaginal Pain) من المشكلات الصحية الشائعة التي تُصاب بها الإناث في ذلك الممر الضيق الممتد من عنق الرحم إلى فتحة الفرج، ويعتبر مصطلح شامل يصف الألم الذي تشعر الإناث به في منطقة المهبل عموماً، إذ قد يكون الألم داخلياً، أو خارجياً بل قد يمتد إلى منطقة الحوض. [1] [2]
وقد يكون من المعتاد أن تشعر السيدات به أثناء فترة الحمل، أو خلال العلاقة الجنسية، وقد يحدث أيضاً قبل الدورة الشهرية أو بعدها، لكن قد يكون الشعور بالذعر والقلق الأكبر عندما تُصاب به الفتاة العذراء؛ لأنه في تلك الحالة يكون غالباً ناتجاً عن حالة مرضية ما. [1] [2]
وقد يمنع الخوف والخجل كثير من الفتيات من طلب المساعدة الطبية المتخصصة للتخلص من تلك المشكلة، وبالتالي ينعكس سلبياً على صحة الفتاة النفسية والجسدية، بل قد يؤثر عليها في المستقبل بعد الزواج. [1] [2]
أسباب ألم المهبل للعذراء
توجد أسباب مرضية وسلوكية متعددة وراء الشعور بالألم في منطقة المهبل لدى السيدات فجميعهن عرضة للإصابة على اختلاف مراحلهم العمرية، لكن نخص بالذكر هنا أسباب ألم المهبل للعذراء التي تشمل كل ما يلي: [1] [2] [3]
الالتهابات الجرثومية
تًعد الالتهابات الجرثومية أو كما تُعرف أيضاً بالتهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial Vaginosis) من أهم أسباب ألم المهبل للعذراء وأكثرها شيوعاً التي تنتج عن فرط نمو البكتيريا. [1]
إذ عادةً يحتوي المهبل على توازن بكتيري للحفاظ على توازن درجة الحموضة الخاصة به، لكن عندما تتفوق البكتيريا الضارة على البكتيريا النافعة تكون الحصيلة النهائية حالة التهاب المهبل البكتيري التي حتى الوقت الحالي لم نتعرف بدقة السبب الذي يُحفزها، فقد تكون التغييرات الهرمونية أو الدورة الشهرية سبباً في ذلك. [1]
وتصاحب تلك الحالة غالباً إفرازات سائلة بيضاء اللون تميل إلى الرمادي أو الأصفر برائحة كريهة تُشبه رائحة السمك، بالإضافة إلى الشعور بالحكة، أو الحرقة مع عدم الراحة مهبلياً. [1]
الالتهابات الفطرية
تعتبر من الأسباب الشائعة وراء معظم حالات ألم المهبل للعذراء التي يُطلق عليها غالباً عدوى الخميرة، إذ أوضحت الأبحاث أن حوالي 75% من الإناث يصبن بعدوى الخميرة الفطرية المهبلية في مرحلة ما خلال حياتهم، وتنتج غالباً من عدم توفير العناية الكافية للمهبل أو من نقص المناعة خاصةً في بعض الحالات المرضية؛ مثل: مرض السكري. [1] [2]
كما أنها تسبب بجانب الألم الشعور بالحكة والحرقة داخل أو خارج المهبل خاصةً في أثناء التبول، وظهور تورم مع احمرار المنطقة المحيطة، بالإضافة إلى إفرازات مهبلية مميزة بيضاء اللون توصف عادةً بأنها تُشبه الجبن القريش. [1] [2]
قد تتداخل مع كثير من الناس أعراض التهاب المهبل البكتيري مع أعراض عدوى الخميرة الفطرية على الرغم من اختلاف أسبابهما وطريقة العلاج، إذ يُمكن علاج عدوى الخميرة بالأدوية التي تصرف دون وصفة طبية في بعض الحالات. [3]
الإصابة بالطفيليات
تُعد واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بألم في منطقة المهبل مع حكة بل قد تتطور الأعراض لتصبح أكثر حدة عند إهمال علاجها؛ مثل: داء المشعرات المهبلي الناتج عن أحد أنواع الطفيليات الأولية. [1] [2]
مشكلات قاع الحوض
قد يكون ضعف أو تلف عضلات الحوض السبب وراء شعورك بألم في المهبل، والمعدة، وأسفل الظهر، بل تعرض الحوض للإصابات المؤلمة كفيلاً بأن يجعلك تشعر بألم مبرح في المهبل مثلما يحدث عند: [1] [2] [3]
- الإفراط في استخدام عضلات الحوض.
- إجراء جراحة في تلك المنطقة.
- زيادة الوزن.
كما قد يكون ألم المهبل الناتج عن مشكلة في قاع الحوض من جراء متلازمة احتقان الحوض التي تُشبه الدوالي، أو تهيج العصب الفرجي الذي يُعد أحد الأعصاب الرئيسية في الحوض. [1] [2] [3]
ويصاحب ألم المهبل هنا عادةً الحاجة إلى استخدام الحمام كثيراً، أو الشعور بألم خلال التبول، أو وجود حركة غير معتادة في الأمعاء مع تسرب البول أو البراز، أو الإصابة بسلس البول خاصةً عند العطس أو القفز؛ لذا هي من الحالات التي تتطلب استشارة الطبيب المختص فوراً فلا مجال للإهمال هنا. [1] [2] [3]
التهاب الأعضاء الأنثوية
يمثل التهاب الأعضاء الأنثوية (بالإنجليزية: Vulvodynia) حالة من الألم المهبلي المزمن المستمر لمدة لا تقل عن 3 أشهر مجهولة السبب أي ليس نتيجة عدوى، أو حالة طبية أخرى. [1] [2]
فوفقاً للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد حوالي 9% من الإناث يعانين هذا النوع من الألم في حياتهن، وقد يتواجد بصورة متقطعة أي يأتي ويذهب بل قد تشعر به الفتاة العذراء دون أن تلمس منطقة المهبل أو يحدث بها أي شيء، ومؤخراً يرى الأطباء بأنه قد يكون ناتجاً عن الألياف العصبية الزائدة في الجزء الخارجي من المهبل. [1] [2]
وقد يساعد في تخفيف الشعور بعدم الراحة المستمر ارتداء الملابس الفضفاضة والملابس الداخلية القطنية، كما يُمكن علاج بعض الحالات بواسطة الأدوية الموضعية؛ مثل: الليدوكايين. [1] [2]
كيس بارثولين
تقع غدد بارثولين المسؤولة عن ترطيب المهبل على كل من جانبي مدخل المهبل من الداخل، لذا عند حدوث انسداد في إحدى هذه الغدد؛ يبدأ في الظهور كيس يبدو كأنه كتلة صلبة، أو بثرة عادةً في جانب واحد من المهبل، وقد تجعلك تشعر بالألم الشديد أحياناً خاصةً قبل أن تختفي أو تتمزق. [2] [3]
أسباب أخرى لألم المهبل للعذراء
توجد بعض الحالات الأخرى التي قد تتسبب في شعور الفتاة العذراء بألم في المهبل؛ مثل: [1] [2] [3]
- جفاف منطقة المهبل.
- الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- استخدام غسول مهبلي خارجي غير مناسب، أو بطريقة خاطئة.
- ارتداء الملابس الداخلية غير القطنية الضيقة باستمرار.
- استخدام منتجات العناية بمنطقة المهبل التي تحتوي على عطور ومواد كحولية.
- التعرض إلى الإصابات الجسدية الطفيفة في المهبل؛ مثل: الجروح الناتجة عن إزالة الشعر.
أعراض ألم المهبل للعذراء
تختلف الأعراض المصاحبة لألم المهبل حسب السبب الذي تُعانيه الفتاة العذراء كما رأينا، لكن من الشائع الشعور بالأعراض التالية: [3] [4]
- الشعور بالحكة أو الحرقان.
- الشعور بخفقان أو ما يُشبه النبض في منطقة المهبل.
- وجود إفرازات مهبلية غير طبيعية سواء في اللون أو الكمية.
- الإحساس بخشونة عند ملامسة أنسجة المهبل.
- انبعاث رائحة كريهة من المهبل.
- وجود أعراض مرتبطة بالجهاز البولي؛ مثل: الحاجة المتكررة إلى التبول، أو الشعور بحرقان أثناء التبول.
كيف يتم تشخيص ألم المهبل للعذراء
قد يشخص الطبيب بعض الحالات من الأعراض المميزة فقط خاصةً الإفرازات، لكن على الرغم من ذلك قد يقوم بكل مما يلي: [4]
- معرفة التاريخ الطبي الشامل في أثناء إجراء الفحص الجسدي.
- إجراء فحص شامل لمنطقة المهبل؛ بحثاً عن أي أعراض ملحوظة كالتورم والاحمرار.
- إجراء اختبارات معملية على إفرازاتك المهبلية؛ لمعرفة إذا كانت تحتوي على أي بكتيريا، أو فيروسات، أو فطريات مسببة العدوى التي تُشعرك بالألم.
- إجراء اختبار الضغط على المهبل والفرج بواسطة قطعة قطن للتحقق من الألم.
- قد يحولك الطبيب إلى أخصائي صحة نفسية إذا كان يشتبه بوجود عوامل نفسية وراء ألم المهبل.
علاج ألم المهبل للعذراء
يعتمد العلاج المناسب للحالة على السبب وراء ألم المهبل، فكما رأينا هناك بعض الأسباب التي يُمكن أن نتخلص منها منزلياً، والبعض الآخر يحتاج تدخلاً طبياً أو حتى إجراء عملية جراحية حتى لا تسوء الأمور. [4] [5]
العلاجات الدوائية
توجد اختيارات دوائية متنوعة يعتمد الطبيب منها المناسب وفقاً للتشخيص الذي توصل إليه، فقد يلجأ إلى أحد الاختيارات التالية: [4] [5]
- المضادات الحيوية الفموية.
- مضادات الفطريات الفموية.
- مسكنات الألم الفموية.
- مراهم تسكين الألم الموضعية؛ مثل: ليدوكائين جل الذي يُخدر منطقة المهبل؛ لتخفيف شعورك بالانزعاج.
- العلاج الهرموني الفموي أو الموضعي.
- كريمات الستيرويد الموضعية التي تُستخدم في تقليل التهيج، والتورم، والحرقان.
- بعض أنواع مضادات الاكتئاب التي تُستخدم في تقليل الألم المزمن.
من الجدير بالذكر أنه يجب الالتزام بالجرعات المحددة من قبل الطبيب حتى إذا اختفت الأعراض قبل انتهاء مدة العلاج المحددة؛ لتقليل خطر الإصابة المتكررة بالعدوى، وأنه قد يلجأ الطبيب أحياناً إلى إجراء عملية جراحية بعد فشل محاولات العناية المنزلية والعلاجات الدوائية خاصةً في حالة سرطان عنق الرحم. [4] [5]
العناية المنزلية
قد تساعد بعض وسائل العناية المنزلية في تخفيف ألم المهبل للعذراء بل يُمكن أن نعتبر البعض منها وسائل وقائية تحافظ على صحة منطقة المهبل للفتيات غير المتزوجات، وتشمل كل ما يلي: [4] [5]
- استخدام الكمادات الدافئة على المهبل إذا كان الألم ناتجاً عن أكياس بارثولين صغيرة الحجم؛ لأن هذا قد يساعدها في أن تختفي من تلقاء ذاتها دون تصريفها جراحياً.
- غسل المهبل بانتظام بالماء الدافئ فقط، أو بالغسول المهبلي المناسب دون استخدام الصابون أو أي منتجات عطرية أخرى خاصةً أثناء الدورة الشهرية.
- ارتداء الملابس الداخلية القطنية؛ لأنها تمتص الإفرازات المهبلية وتحافظ على جفاف المنطقة الحساسة.
- تبديل الملابس الداخلية يومياً حتى لا تتكاثر مسببات العدوى المختلفة في المنطقة الحساسة.
- قد تساعدك ممارسة بعض تمارين العلاج الطبيعي منزلياً في إصابات قاع الحوض سواء أكان بمفردك، أو مع أخصائي العلاج الطبيعي.
- ممارسة تمارين قاع الحوض بانتظام؛ مثل: تمارين كيجل.
- تناول مكملات سترات الكالسيوم قد يساعد في تخفيف أعراض المسالك البولية التي تساهم في ألم المهبل.
- قد يساعد تجنب الأطعمة الغنية بالأوكسالات على منع التهابات المسالك البولية المسببة للألم المهبلي؛ مثل: الكراث، والبامية، واللوز، والفول السوداني، والجوز، والفستق.
ختاماً، لقد تعرفنا بالتفصيل إلى أسباب ألم المهبل للعذراء سواء أكانت بسيطة أم محفوفة بالمخاطر، لذا لا تدعي الخوف والإحراج يُسيطر عليكِ في طلب المساندة الطبية المتخصصة؛ تجنباً للوقوع في عواقب غير مرغوب فيها، كما يجب أن تضع جميع الإناث في الاعتبار أن الحفاظ على صحة المهبل ونظافته لا تقل أهمية عن الحفاظ على جمالهن.