أسباب ألم الرحم
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الأجهزة التي تقوم بوظائف مختلفة، حيث يعد الجهاز التناسلي من أهم هذه الأجهزة، كما أنّ هذا الجهاز يحتوي على منطقة الرحم التي يمكن أن تصاب بالعديد من الحالات المرضية المسببة للألم، فما هو ألم الرحم؟ وما هي أسبابه؟ وما هي علاجاته؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ألم الرحم
ألم الرحم (بالإنجليزية: Uterine pain) أو ما يعرف بألم الحوض (بالإنجليزية: Pelvic pain) الذي يشير إلى وجود مشكلة في أحد الأعضاء التناسلية في جسم المرأة بما فيها الرحم. في هذا المقال سنتحدث عن أسباب ألم الرحم.
من الممكن أن تصيب آلام الحوض كلا الجنسين، لكنها أكثر انتشاراً لدى النساء مقارنةً بالرجال، حيث تشير هذه الآلام إلى الإصابة بحالة مرضية في منطقة الأعضاء التناسلية للمرأة سواءً الرحم، أو المبيض، أو المهبل، أو عنق الرحم، أو قناتا فالوب، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث ألم الرحم نتيجة أسباب بسيطة أو حالات مرضية خطيرة تتطلب العلاج. [1]
أسباب ألم الرحم
يصيب ألم الحوض الجزء السفلي من منطقة البطن، بالتحديد ما بين السرة والفخذ، كما يحدث هذا الألم نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [2]
تقلصات الدورة الشهرية
تشير الكلية الأمريكية لطب النساء والتوليد إلى أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بألم الرحم خلال فترة الدورة الشهرية، حيث يعاني أكثر من نصف النساء من ألم في الرحم لمدة يوم أو يومين خلال فترة الدورة الشهرية، حيث تحدث هذه التقلصات قبل أن تبدأ فترة الطمث، ذلك عندما ينقبض الرحم ليتخلص من بطانته المتشكلة، كما أنّ الألم يتميز بأنه يكون مشابهاً لتشنج العضلات. [2]
عملية الإباضة
يمكن أن تشعر النساء بألم في جانب واحد من منطقة الحوض خلال فترة الدورة الشهرية، هذا قد يكون ناتجاً عن حدوث التبويض، إذ يطلق الأطباء على هذه الحالة الإباضة المؤلمة، كما أنّ عملية الإباضة تتمثل في إطلاق المبيض البويضة، وبعض السوائل الأخرى.
حيث تنتقل البويضة بعد ذلك من خلال قناة فالوب إلى الرحم، كما يمكن أن يدخل السائل الذي تم إفرازه من منطقة المبيض إلى منطقتي البطن والحوض، مما يؤدي إلى الإصابة بألم في الرحم. [2]
التهاب المثانة الخلالي
لم يحدد الأطباء سبباَ واضحاً للإصابة بهذا النوع من الالتهابات، إذ يمكن أن يكون الألم في منطقة الرحم ناتجاً عن الإصابة بهذه الحالة، كما يترافق الألم مع مجموعة من الأعراض التي تتضمن الرغبة المتكررة في التبول، والألم عند التبول، وعند ممارسة العلاقة الجنسية. [2]
التهاب المسالك البولية
يمكن أن يصيب التهاب المسالك البولية أي جزء من أجزاء الجهاز التناسلي لدى المرأة بما فيها الرحم، إذ إنّ هذا الالتهاب يحدث نتيجة عدوى بكتيرية تنتقل من المهبل أو المستقيم لتدخل إلى مجرى البول الذي يعد أنبوب رفيع يصرف البول من المثانة، مع ذلك فإنّ هذه العدوى تزول خلال فترة قصيرة، حيث يمكن علاجها بالعديد من الخيارات. [2]
الأمراض المنقولة جنسياً
قد يكون ألم الرحم ناتجاً عن الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسياً التي تنتقل عند ممارسة العلاقة الجنسية مع شخص مصاب، بما في ذلك السيلان، أو الكلاميديا، إذ إنّ عدوى الكلاميديا تصيب 4 ملايين شخص كل عام، بالإضافة إلى أنّ السيلان حسب ما تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأنّه أصاب في عام 2018 ما يقارب 1.6 مليون شخص هذا ما يجعله ثاني أكثر أنواع العدوى المنقولة جنسياً شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكية. [2]
التهاب الحوض
يحدث التهاب الحوض نتيجة عدوى تصيب منطقة الرحم حيث تلحق الضرر بالأنسجة المحيطة، كما يمكن أن ينشأ التهاب الحوض عند دخول البكتيريا الموجودة في منطقة المهبل أو عنق الرحم إلى داخل الرحم، كما يعد التهاب الحوض من الحالات المرضية شائعة الحدوث، إذ إنه يصيب ما يقارب 2.5 مليون امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أنّ التهاب الحوض في الغالب يكون نتيجة الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة جنسياً، حيث يؤدي هذا الالتهاب إلى ألم حاد في الرحم، وظهور إفرازات غير طبيعية، ونزيف. [2]
الانتباذ البطاني الرحمي
يحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما تنمو أنسجة الرحم التي تبطن الرحم من الداخل والخارج، كما تعد هذه الحالة من الحالات شائعة الحدوث التي تصيب ما يقارب 11% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15-44 عاماً في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يمكن أن يكون ألم الرحم الناتج عن هذه الحالة مزمناً أي يستمر لفترات طويلة بشكل خاص خلال أوقات الدورة الشهرية. [2]
متلازمة القولون العصبي
تعد هذه المتلازمة من الحالات المرضية المنتشرة أيضاً بشكل كبير، إذ تصيب القناة الهضمية مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض؛ بما فيها: الإمساك، والإسهال الشديد، وانتفاخ البطن، بالإضافة إلى الانزعاج، وعدم الراحة بشكل عام، عدا عن الشعور بألم في منطقة الرحم. [2]
التهاب الزائدة الدودية
تقع الزائدة الدودية وهي عضو صغير في الجهة السفلية اليمنى من البطن، حيث يحدث التهاب الزائدة الدودية العدوى التي على الرغم من شيوعها، إلا أنها قد تكون شديدة في بعض الحالات، كما أنّ هذا الالتهاب قد يؤدي إلى حدوث ألم في منطقة الرحم، بالإضافة إلى القيء، وارتفاع في درجة حرارة الجسم، هذا ما يستدعي مراجعة الطوارئ بشكل فوري. [2]
حصى المسالك البولية
تتكون الحصى في الجسم سواءً في المسالك البولية أو غيرها من المناطق من أملاح ومعادن بما فيها الكالسيوم، حيث تؤدي هذه الحصى إلى وجود ألم في الرحم، وصعوبة في التخلص من البول، أو ظهور دم في البول، علاوة على ذلك يمكن أن تتراكم الحصى لتشكل بلورات في الكلى أو المثانة، هذا ما يؤدي إلى حدوث ألم في منطقة الحوض، وأسفل منطقة الظهر. [2]
الحمل خارج الرحم
قد يكون ألم الرحم ناتجاً عن حدوث حمل خارج منطقة الرحم، ذلك عندما يقوم الجنين بزراعة نفسه خارج منطقة الرحم ويبدأ بالنمو، كما تصيب هذه الحالة ما يقارب 1% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 24-44 عاماً، كما أنّ الحمل خارج الرحم يؤدي إلى حدوث ألم في الرحم، وغثيان، والنزيف المهبلي، وتشنجات في منطقة الحوض التي غالباً ما تتركز في جانب واحد من الجسم. [2]
مميزات ألم الرحم
يتميز الألم في منطقة الحوض بأنّه قد يكون شديد أو ثابت، أو يحدث من فترة لأخرى، أو أنّ هذا الألم يؤدي إلى حدوث تشنجات حادة في منطقة الرحم والحوض، بالإضافة إلى الإحساس بالضغط أو الثقل في عمق الحوض، كما يمكن أن يحدث الألم الناتج عن وجود مشكلة في الرحم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، أو عند التبرز أو التبول، أو يزداد عند الجلوس لفترات طويلة، أو يزول عند الاستلقاء. [3]
علاج ألم الرحم
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يحدد الطبيب العامل المسبب، ليتمكن من وضع خطته العلاجية التي تتضمن العديد من الخيارات الهادفة إلى التخفيف من الأعراض، وتحسين نوعية الحياة، حيث تتضمن هذه العلاجات الخيارات التالية: [3]
العلاجات الدوائية
تستدعي بعض آلام الرحم استخدام العلاجات الدوائية التي تتضمن الأدوية التالية: [3]
- الأدوية المسكنة للألم.
- الأدوية الهرمونية.
- المضادات الحيوية.
- مضادات الاكتئاب.
العلاجات الأخرى
تتضمن علاجات ألم الرحم الخيارات التالية أيضاً: [3]
- التحفيز العصبي أو ما يعرف بتنشيط الحبل النخاعي.
- العلاجات النفسية.
العلاجات الجراحية
قد يلجأ الطبيب إلى علاج ألم الرحم بعدة أنواع من الجراحة التي تتضمن الآتي: [3]
- الجراحة بالمنظار.
- استئصال الرحم الذي يتم في بعض حالات ألم الرحم الناتج عن أسباب معقدة.
اتباع نمط حياة صحي
كون ألم الرحم قد يتعارض مع ممارسة المرأة الأنشطة الحياتية بشكل طبيعي، فإنّ الطبيب في هذه الحالة يوصي المصابة بممارسة تمارين الاسترخاء، ذلك للتقليل من التوتر والقلق، وتهدئة الانفعالات والمساعدة على النوم والراحة لفترات كافية حتى تتماثل المصابة للشفاء التام. [3]
ختاماً لا بد من مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي يشير إلى وجود مشكلة في الرحم، ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العامل المسبب الذي قد يكون خطيراً ويستدعي العلاج بشكل فوري.