أسباب ألم الدورة الشهرية الشديد
تعاني معظم السيدات والفتيات من آلام الدورة الشهرية، فهي مشكلة شائعة تؤثر على الإناث في جميع الأعمار، لكن في بعض الحالات تكون هذه الآلام شديدة جداً لدرجة أنها تمنع الفتيات والسيدات من ممارسة حياتهن بشكل طبيعي، لذا نوضح اليوم أهم أسباب ألم الدورة الشهرية الشديد، وبعض الطرق التي تساعد على التغلب على هذا الألم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب ألم الدورة الشهرية الشديد عند البنات
يعرف ألم الدورة الشهرية أو عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) بأنه مجموعة من التقلصات أو الآلام التي تحدث قبل الدورة الشهرية بيوم أو يومين، وتستمر عادةً عند بدء النزيف الفعلي، قد يكون بعض هذه الآلام بسيطاً ولا يرتبط بأمراض أخرى، وهو ما يطلق عليه عسر الطمث الأولي، وقد يرتبط البعض الآخر باضطرابات تناسلية أخرى، وهو ما يعرف باسم عسر الطمث الثانوي. [1]
تعاني 10% تقريباً من الفتيات من آلام عسر الطمث الثانوي، وتتسم هذه الآلام بأنها شديدة جداً، وتستمر لفترة أطول من آلام الدورة التقليدية، لذا نستعرض في هذا الجزء من المقال أهم الأسباب المرتبطة بعسر الطمث الثانوي، أو بالأحرى أسباب ألم الدورة الشهرية الشديد عند البنات. [1]
بطانة الرحم المهاجرة
بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis) هي مشكلة مزمنة، تعاني فيها الفتيات من نمو أنسجة الرحم أو بطانة الرحم في أماكن أخرى خارج تجويف الرحم، تعاني المريضة في هذه المشكلة من ألم شديد في منطقة الحوض أثناء الدورة الشهرية، إلى جانب بعض الأعراض الأخرى، من ضمنها: [2]
- آلام في الجهاز الهضمي.
- نزيف غزير أثناء الدورة الشهرية.
- نزيف بين فترات الدورة الشهرية.
- طول فترة الدورة الشهرية، وتجاوزها سبعة أيام.
الأورام الليفية
الأورام الليفية (بالإنجليزية: Fibroids) هي أورام غير سرطانية تنشأ داخل عضلة الرحم، تختلف هذه الأورام في حجمها من فتاة لأخرى، وتختلف الأعراض التي تعاني منها كل فتاة اعتماداً على عدد الأورام، وحجمها، وموقعها. [2]
تعد آلام الدورة الشهرية الشديدة من أبرز أعراض الأورام الليفية، كما توجد بعض الأعراض الأخرى، منها: [2]
- الإمساك.
- كثرة التبول.
- ألم أسفل الظهر.
- غزارة الحيض.
- استمرار الدورة الشهرية أكثر من أسبوع.
متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية: Polycystic Ovary Syndrome) هي مشكلة شائعة تؤثر على 10% من الإناث تقريباً في سن الإنجاب، يرجع السبب في هذه المشكلة إلى ارتفاع نسبة هرمونات الذكورة، وهناك بعض الأعراض التي تميز هذه المشكلة، من ضمنها: [2]
- زيادة الوزن.
- زيادة نمو شعر الوجه والجسم.
- غزارة الدورة الشهرية، وطول مدتها.
- ظهور بقع داكنة في الجلد، خاصةً في ثنايا العنق.
ضيق عنق الرحم
تولد بعض الفتيات ولديهن ضيق في عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical Stenosis)، وفي بعض الأحيان يكون عنق الرحم مغلقاً تماماً، مما يؤدي إلى منع دم الحيض من الخروج من الرحم، إلى جانب الآلام الشديدة المصاحبة للدورة الشهرية. [2]
أسباب ألم الدورة الشديد للمتزوجة
تستمر بعض أسباب ألم الدورة الشهرية الشديد مع كثير من الفتيات لمرحلة ما بعد الزواج، وتزيد أيضاً الأعراض المصاحبة لها، فعلى سبيل المثال تتسبب الأورام الليفية، وبطانة الرحم المهاجرة في حدوث ألم شديد أثناء الجماع، كما تظهر مشكلات أخرى بعد الزواج تؤدي إلى نفس المشكلة، لذا نوضح في هذا الجزء من المقال أشهر أسباب آلام الدورة الشهرية الشديدة بعد الزواج. [3]
العضال الغدي
العضال الغدي (بالإنجليزية: Adenomyosis) هو عبارة عن زيادة في سمك الرحم؛ نتيجة لنمو بطانة الرحم داخل عضلات الرحم، تتضح هذه المشكلة عند السيدات بعد سن الثلاثين، خاصةً السيدات اللاتي لديهن أطفال، وإلى جانب آلام الدورة الشديدة، تعاني السيدات اللاتي لديهن هذه المشكلة من بعض الأعراض الأخرى، من ضمنها: [3]
- ألم شديد أثناء الجماع.
- نزيف حاد أثناء الدورة.
- طول مدة الدورة الشهرية.
اللولب النحاسي
اللولب هو جهاز صغير يتم إدخاله في الرحم لتحديد النسل، قد تسبب بعض أنواع اللولب، ومن أشهرها اللولب النحاسي، آلام شديدة وتقلصات أثناء الدورة الشهرية، وقد تؤدي أيضاً إلى غزارة الحيض، وعدم انتظام الدورة الشهرية في كثير من الأحيان. [3]
مرض التهاب الحوض
مرض التهاب الحوض (بالإنجليزية: Pelvic Inflammatory Disease) هو عدوى بكتيرية تصيب الأعضاء التناسلية، تحدث هذه العدوى غالباً بسبب الأمراض المنقولة جنسياً، وهناك العديد من الأعراض المصاحبة لها: [2]
- حمى.
- ألم الحوض.
- الجماع المؤلم.
- حرقان عند التبول.
- نزيف أثناء الجماع وبعده.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
عوامل خطر الإصابة بألم الدورة الشديد
هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بألم الدورة الشهرية الشديد، تتضمن هذه العوامل: [4]
- غزارة الطمث.
- المعاناة من التوتر والضغط العصبي.
- أن يقل عمر السيدة أو الفتاة عن 30 عاماً.
- وجود تاريخ عائلي ينطوي على الإصابة بعسر الطمث الثانوي.
على الجانب الآخر، هناك بعض العوامل الأخرى التي يعتقد أنها تقلل من حدة تقلصات الدورة الشهرية، من ضمنها: [4]
- إنجاب الأطفال.
- التقدم في العمر.
- استخدام أدوية منع الحمل.
علامات ألم الدورة الشهرية الشديد
ينبغي أن تفرق كل سيدة بين التقلصات الطبيعية المصاحبة للدورة الشهرية، وبين الآلام الشديدة الناتجة عن عسر الطمث الثانوي، والتي قد تعكس في بعض الأحيان إصابة السيدة باضطراب تناسلي كما أوضحنا من قبل. [2]
بطبيعة الحال يحتاج الأمر إلى إجراء فحص للتحقق من عدم وجود مشكلة عضوية، لكن هناك بعض العلامات التي تميز آلام الدورة الشهرية الشديدة، من ضمنها:2
- الألم يشبه التشنج في أسفل البطن، مع وجود ضغط أو ألم مستمر في منطقة الحوض.
- انتشار الألم إلى مناطق أخرى من الجسم؛ مثل: أسفل الظهر، وداخل الفخذين.
- بداية الألم قبل الدورة بيوم أو يومين، مع بلوغ الألم ذروته بعد 24 ساعة من بداية الدورة، واستمراره لمدة يومين إلى ثلاثة أيام.
- عدم استجابة الألم إلى المسكنات التقليدية، كما هو الحال مع التقلصات الطبيعية للدورة الشهرية التي تستجيب عادةً إلى الإيبوبروفين (الاسم التجاري: Advil).
- وجود نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، إلى جانب عدم قدرة السيدة على القيام بأنشطة حياتها اليومية بسبب هذا الألم.
إلى جانب هذه العلامات، يوجد عادةً بعض الأعراض المصاحبة لألم الدورة الشديد، من أهم هذه الأعراض: [4]
- دوخة.
- غثيان.
- إعياء.
- إسهال.
- صداع شديد.
علاج ألم الدورة الشهرية الشديد
قد يصعب التغلب على آلام الدورة الشهرية الشديدة دون علاج السبب الرئيسي للمشكلة، لكن هناك بعض الطرق التي تقدم حلاً للتخفيف النسبي من الأعراض، من أهم هذه الحلول: [2]
- وسادة التدفئة: يمكنك الاستعانة بوسادة تدفئة، ووضعها على أسفل البطن؛ لأن الحرارة تساعد على تخفيف آلام الدورة.
- الرياضة: أشارت بعض الدراسات إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً، تساعد على الحد من آلام الدورة.
- التحكم في التوتر: تساعد اليوجا وتمارين التنفس على الحد من الضغط النفسي والتوتر؛ لأنهما من ضمن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة حدة ألم الدورة.
- المكملات الغذائية: هناك بعض المكملات الغذائية التي تقلل من ألم الدورة الشهرية؛ مثل: أحماض أوميغا 3، وفيتامين ب المركب، والمغنيسيوم.
- المسكنات: على الرغم من عدم فعالية المسكنات التقليدية في علاج ألم الدورة، إلا أن استخدامها قبل يوم من بدء الألم قد يكون فعالاً.
ترتبط أسباب ألم الدورة الشهرية الشديد ببعض الأمراض والاضطرابات التناسلية التي تعاني منها الفتيات والسيدات، فهي تختلف عن الآلام والتقلصات التقليدية التي تعاني منها معظم السيدات وقت الدورة، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على السبب الأساسي للمشكلة، والتعامل معه لتخفيف هذه الآلام.