أسباب ألم الحلق
90% من أسباب ألم الحلق تعود إلى الإصابة بالفيروسات، فماذا عن الـ 10% الأخرى؟
يعد ألم الحلق من الأعراض الشائعة لدى الصغار والبالغين، الذي قد يكون نتيجة أسباب كثيرة؛ لذلك سنتعرف على كيفية التشخيص التي تساعد على تحديد المسبب الرئيس لهذا الألم؛ ثم معرفة طريقة العلاج المناسبة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قد تتفاجأ في صباح أحد الأيام بإحساس ألم الحلق لديك أو لدى طفلك، الذي يؤدي إلى صعوبة الأكل والبلع بطريقة طبيعية مع هذا الألم، بل أحياناً يشعر المريض بخشونة وتهيج في الحلق بمجرد التحدث. فما أسباب ألم الحلق؟ وكيف يمكن الوصول إلى التشخيص الصحيح، الذي بناءً عليه سيتحدد العلاج الذي يتوافق مع الحالة؟
ما هو ألم الحلق
ألم الحلق (بالإنجليزية: Sore throat) هو ذلك الشعور غير المريح الذي يسبب ألم وخشونة بالحلق، الذي يكون غالباً بسبب عدوى تصيب جزءاً معيناً من الحلق، ووفقاً لذلك ينقسم إلى عدة أنواع هي: [1]
- التهاب البلعوم (بالإنجليزية: Pharyngitis).
- التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsilitis).
- التهاب الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngitis).
- التهاب لسان المزمار (بالإنجليزية: Epiglottitis).
أسباب ألم الحلق
تتعدد أسباب ألم الحلق، إلا أن أكثر الأسباب شيوعاً الفيروسات والبكتيريا، لكن هذا لا ينفي احتمالية الإصابة بالأسباب الأخرى، أما عن هذه الأسباب بالتفصيل فهي: [1] [2]
الفيروسات
يرجع السبب في معظم حالات إصابة ألم الحلق بنسبة 90% من إجمالي الحالات إلى الفيروسات، التي منها على سبيل المثال ما يلي:
- نزلات البرد، أو الزكام والرشح.
- الانفلونزا.
- فيروس إيبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein barr virus).
- مرض الحصبة.
- جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox).
- النكاف (بالإنجليزية: Mumps).
- فيروس كورونا.
البكتيريا
تصنف البكتيريا من ثاني أكثر الأسباب بعد الفيروسات في معدلات الإصابة بألم الحلق، وتعد الفصيلة الشائعة منها المسؤولة عن الغالبية العظمى من الحالات، بكتيريا المكورات العقدية المجموعة أ، خاصةً في الأطفال حيث إنها تصيب ما يقرب من 40% من مجمل الإصابات.
كذلك توجد أنواع أخرى من البكتيريا تسبب ألم الحلق، لكن بمعدلات أقل؛ مثل:
- البكتيريا المسببة عدوى السيلان.
- المتدثرة أو الكلاميديا.
الحساسية
تؤدي مسببات حساسية الأنف كحبوب اللقاح، أو وبر الحيوانات الأليفة إلى رد فعل الجهاز المناعي بإنتاجه لمواد كيميائية، تسبب الأعراض التالية:
- احتقان الأنف.
- العطس.
- العيون الدامعة.
- ألم الحلق وتهيجه.
الهواء الجاف
يلعب فصل الشتاء دوراً كبيراً في حدوث ألم الحلق؛ حيث يكثر فيه استخدام المدفأة التي ينتج عنها الهواء الجاف، الذي يمتص الرطوبة من الفم والحلق؛ مما يؤدي إلى جفافهما والإحساس بالخشونة.
المواد الكيميائية والمهيجة
يوجد حولنا الكثير من المهيجات التي تسبب احتقان الحلق وألمه؛ مثل:
- الدخان الناتج عن تدخين السجائر.
- المنظفات الكيميائية.
- الهواء الملوث.
مرض الارتجاع المعدي المريئي
يوضح اسم المرض طبيعة ما يحدث فيه؛ إذ إن الحمض المعدي يحدث له ارتجاع مرة أخرى إلى المريء؛ مما يؤدي إلى الإحساس الحارق به وبالحلق، وأعراض أخرى؛ مثل حموضة المعدة.
الجروح
هناك مجموعة من الأسباب المختلفة التي قد تسبب جروحاً بالحلق، منها على سبيل المثال التالي:
- إصابة أو جرح بالرقبة.
- وجود قطعة من الطعام العالقة بالحلق.
- الصياح، أو التحدث بصوت عالِ.
الأورام
نادراً ما يكون أياً من سرطان الحنجرة، أو اللسان، أو الحلق، السبب في حدوث ألم الحلق البسيط؛ لأن في حالة ألم الحلق عند الإصابة بالسرطان لا يختفي الألم من تلقاء نفسه بعد عدة أيام، كما يحدث في الحالات العادية.
أعراض ألم الحلق
تختلف الأعراض وفقاً للمسبب الرئيس في هذا الألم، لكن توجد بعض الأعراض العامة المشتركة؛ مثل: [3]
- الألم المستمر مع البلع أو التحدث.
- الشعور بخشونة وجروح بالحلق.
أما ما يميز ألم الحلق الناجم عن العدوى الفيروسية فهي الأعراض التالية بالإضافة إلى ما سبق:
- الصداع.
- السعال.
- آلام الجسم.
- الغثيان مع القيء، أو بدونه.
- الرشح، أو احتقان الأنف.
- ألم الأذن.
- احمرار، أو تورم باللوزتين.
- الحمى التي قد تكون مصحوبة برعشة.
- العطس.
- فقدان الشهية.
- ظهور بقع بيضاء على اللوزتين.
- تورم في العقد الليمفاوية بالرقبة، ربما تكون مصحوبة بألم أيضاً.
- الصوت المبحوح، أو الأجش.
بينما الأعراض التي تخص العدوى البكتيرية، فهي كما يلي:
- احمرار وتورم اللوزتين.
- وجود بقع بيضاء على اللوزتين؛ بسبب الإفرازات.
- الحمى.
- تورم وألم في العقد الليمفاوية بالرقبة.
ألم الحلق عند الأطفال
تحدث الإصابة بألم الحلق عند الأطفال غالباً من عمر 5-15 عاماً، وتكون العدوى البكتيرية أكثر شيوعاً بينهم عن حدوثها عند البالغين، وتكون الأعراض هي: [2]
- ألم البطن.
- الغثيان والقيء.
- الصداع.
- تورم اللوزتين مع تكون صديد.
- تقلب المزاج.
- فقدان الشهية.
- بقع حمراء صغيرة على سقف الفم.
- العقد الليمفاوية المتورمة بالرقبة، والمصحوبة بالألم.
كانت العدوى الفيروسية هي الأكثر تكراراً في معدلات الإصابة بين الأطفال فيما مضى، لكن مع تطور اللقاحات ضد عدوى المستدمية النزلية النوع ب (بالإنجليزية: Haemophilus influenza type B)، قلّت معدلات الإصابة بشكل ملحوظ.
تشخيص ألم الحلق
يسهل على الطبيب تشخيص ألم الحلق، وذلك عند إجرائه للخطوات التالية: [1] [4]
- سؤال المريض عن الأعراض التي يعانيها.
- فحص مؤخرة الحلق للكشف عن وجود أي التهاب باللوزتين، أو تورم، أو بقع بيضاء.
- فحص العقد الليمفاوية على جانبي الرقبة؛ للتأكد من عدم وجود تورم.
- أخذ مسحة من الحلق؛ لإجراء الاختبار السريع للبكتيريا العقدية عليها.
- عمل مزرعة من العينة المأخوذة من الحلق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا التحليل يُجرى بالمعمل.
- قد يوصي الطبيب بعمل تحليل تعداد الدم الكامل، وتحليل الأجسام المضادة.
- ينصح في بعض الحالات بإجراء أشعة سينية على الرقبة.
طرق علاج ألم الحلق
تناول الأدوية
تعتمد طريقة العلاج المستخدمة على حسب نوع العدوى؛ فإذا كان السبب فيروسياً فلا توجد أدوية يمكن استخدامها للقضاء على الفيروس، وإنما توصف أدوية لتقليل الأعراض؛ مثل: [4]
- مسكنات الألم البسيطة، كدواء الباراسيتامول.
- أقراص الاستحلاب.
- مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية، كدواء الإيبوبروفين، والأسبرين.
- الكورتيكوستيرويدات في الحالات الشديدة.
بينما في حالة العدوى البكتيرية تكون المضادات الحيوية العلاج الفعال لها بشرط استخدامها المدة التي يحددها الطبيب كاملةً، حتى مع تحسن الأعراض. أما عند حدوث الإصابة بعدوى التهاب لسان المزمار النادرة فإنها تحتاج إلى تلقي العلاج بالمستشفى، الذي يكون من خلال أخذ مضادات حيوية عن طريق الوريد. [4]
يمكن أيضاً أن تسهم بعض العلاجات المنزلية البسيطة في تخفيف الأعراض، التي منها على سبيل المثال ما يلي: [5]
شرب السوائل الدافئة أو الباردة
اعتاد الجميع على معرفة أن المشروبات الدافئة والحساء من أفضل الطرق لتهدئة ألم الحلق والسعال، لكن لوحظ أن المشروبات الباردة تناسب أيضاً بعض الأشخاص وتشبه تأثير المشروبات الدافئة في تلطيف احتقان الحلق؛ لذا يمكن أن يجرب كل شخص كلا النوعين لمعرفة أيهما يجدي نفعاً معه.
الغرغرة
يمكن تحضير الغرغرة بالمنزل بكل سهولة، وذلك عن طريق إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح، أو بيكربونات الصودا في كوب من الماء الدافئ، ثم استخدامها للغرغرة كل 3 ساعات دون بلعها، وتكمن فائدة هذا المحلول الملحي في تقليل تورم الحلق وتهيجه.
استنشاق البخار
يساعد استنشاق البخار سواء كان مصدره أجهزة الترطيب، أو البخار الناتج عن الاستحمام بالماء الساخن على علاج ألم الحلق وتلطيفه بصورة فعالة، بالإضافة إلى إذابة المخاط المتراكم.
تناول العسل
يتميز العسل بالكثير من المميزات التي تجعل استخدامه مثالياً في حالة ألم الحلق؛ حيث إنه يُكون طبقة على الحلق تساعد على ترطيبه وتقليل تهيجه، بالإضافة إلى خواصه المضادة للبكتيريا، كذلك فإن لحلاوة مذاقه تأثير على تهدئة الأعصاب المستثارة بالحلق، وتقليل أعراض السعال.
الحصول على القدر الكافي من الراحة
يجب ألا يستهين المريض بهذه النقطة، فعلى قدر أنها تبدو بسيطة إلا أنها تساعد كثيراً في عملية العلاج، فقط يحاول المريض النوم في وضعية مرتفعة لتخفيف الألم، ويتجنب الاستلقاء؛ لأنه قد يسبب تورم بسبب الضغط على مؤخرة الحلق.
الوقاية من ألم الحلق
يمكن اتباع عدد من النصائح والتعليمات لتساعد في الوقاية من الإصابة بالعدوى؛ مثل: [2] [3]
- الحرص على غسل اليدين، بالأخص بعد العطس أو السعال.
- تغطية الفم عند العطس أو السعال.
- تجنب التعامل المباشر مع الأشخاص المصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين.
- تعقيم الأسطح التي يلمسها الأشخاص باستمرار، كالطاولات.
- الإقلاع عن التدخين.
- التأكد من مضغ الطعام جيداً؛ حتى لا يسبب أي جسم غريب بالطعام جرح الحلق.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة.
متى يجب زيارة الطبيب
تختفي معظم الأعراض الناتجة عن عدوى ألم الحلق من تلقاء نفسها مع بعض العلاجات المنزلية في خلال أسبوع، دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، لكن عند استمرار بعض الأعراض الخطرة، حينها لا بد من استشارة الطبيب، التي منها على سبيل المثال ما يلي: [1]
- الألم الشديد بالحلق.
- مشكلة في عملية البلع.
- صعوبة في التنفس.
- عدم القدرة على فتح الفم بطريقة طبيعية.
- ألم بالمفاصل.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم أكثر من 38 درجة سيليسيوس.
- ألم وتيبس بالرقبة.
- دم في اللعاب، أو البلغم.
في النهاية نؤكد على مقولة أن الوقاية خير من العلاج، فالإجراءات الوقائية السابقة لا تحتاج إلى أي مجهود في تنفيذها، مقارنةً بالعواقب التي ستترتب على صحة الشخص إذا أصيب بالعدوى، وتجعله مقيداً بتعليمات صارمة للعلاج.