9 فوائد صحية للتسامح تجعلك أكثر نجاحاً في حياتك
لكيف يمكن للتسامح أن يجعلنا نتشافى من الأمراض
في السنوات الأخيرة أصبح من الشائع الدعوة للتسامح والتقبل والغفران من قبل العديد من الهيئات والمنظمات، ومؤخراً الأطباء أيضاً، حيث يثبت العلم الحديث أن الشعور بالغضب الشديد من أشد الأمور النفسية خطورة والتي ينتج عنها الكثير من المشاكل العقلية والنفسية.
ولذا برز التسامح كراية سلام تطالب الأفراد بالتخلي عن المشاعر السلبية، من شعور بالاستياء، المرارة والرغبة بالانتقام والعقاب تجاه أشخاص يعتقد أنهم مارسوا الظلم ضدنا.
وعدا عن أن هذه المشاعر والأفكار السلبية تشكل إجهاداً للعقل والقلب على حد سواء، يبقى التسامح أحد الميول الطبيعة الإنسانية التي نشأت مع تطور البشرية عبر السنوات وفق عملية الانتقاء الطبيعي وعلم التطور، بنفس الطريقة التي يتطور فيها الميل للانتقام. ولكن لماذا علينا أن نسامح، وما هي الفوائد التي قد نجنيها من التسامح صحياً ونفسياً وذهنياً؟ [1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التسامح
التسامح والانتقام كلاهما غرائز اجتماعية نشأت مع وجود البشر الأول على الأرض، ولكل منهما جوانب ثابتة من الطبيعة البشرية وقدرات تتفاوت من إنسان لآخر ، إلا أنه يمكن تغيير هذه القدرات لمنح الأمل، وجعل العالم مكاناً أكثر تسامحاً وأقل انتقاماً.
دون أن ننكر أن التعرض للخيانة، العدوان، التجاهل هي أمور فعلياً تسبب الأذى وليس من السهل التسامح فيها، وتشكل تحدياً كبيراً للإنسان، لا سيما وإن كان الشخص المسيء لا يستحق التسامح ولم يطلبه بالأساس، فيبدو لنا الأمر وكأننا نسمح له بالإفلات من العقاب. [1]
ما أهمية التسامح
في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2017 ونشرت في مجلة Annals of Behavioral Medicine تم الربط ما بين التسامح ومستويات أقل من الإجهاد على الصحة العقلية، مع ارتفاع المؤشرات الحيوية للصحة البدنية.
كما أظهرت الأبحاث أن التسامح مرتبط بنتائج الصحة العقلية مثل الحد من مؤشرات القلق، الاكتئاب، الاضطرابات النفسية الرئيسية ، بالإضافة إلى انخفاض مشاكل الصحة البدنية ومعدلات الوفيات.
وفي بحث تم نشره عام 2015 وقام بجمعه عدد من الباحثين، هم توسان ورثينجتون وديفيد ر. ويليامز ، بنشره في كتاب بعنوان "التسامح والصحة" ، والذي يفصل الفوائد الجسدية والنفسية للتسامح ويبرز آثارها
فيقول توسان وورثينجتون "المسامحة تسمح لك بالتخلي عن الضغوطات الشخصية المزمنة التي تسبب لنا عبئًا لا داعي له".
بينما يقول إنرايت "لا حرج في الغضب الصحي ، ولكن عندما يكون الغضب عميقًا جدًا وطويل الأمد ، فإنه يمكن أن يؤثر علينا بشكل منهجي". "عندما تتخلص من الغضب ، تسترخي عضلاتك ، تكون أقل قلقًا ، وتتعزز طاقتك وتعزز من قوة جهازك المناعي". [1]
ما معنى التسامح في الإسلام
يدعو الإسلام إلى التسامح والعفو، لكونه فضيلة تساهم في إزالة الأضغان والأحقاد ويحقن الدماء، ولهذا حبذ الإسلام التسامح ويتضح ذلك من خلال قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" سورة النور آية (22).
بالأمس ، تحدثنا عن كيف أن التسامح هو في الواقع عملية وليست عملاً منفردًا. بالطبع ، هذا يطرح السؤال ، "ما هي عملية الغفران؟" [2]
كيف نستطيع التسامح
إذا اقتنعت فعلياً بأنك تريد التسامح، فهناك مجموعة من الخطوات العملية والتي تسمح لك بالمرور إلى بر السلام وللتسامح الهادف الذي سيساعدك على إيجاد حل.
الخطوة الأولى
الاعتراف: اعترف بالأذى ممن جرحك أو آذاك، واعرف لماذا فعلوا ذلك، ما هو سياق الموقف وكم مضى على حدوثه.
الخطوة الثانية
مواجهة المشاعر: فكر كيف أثر الألم والأذى عليك، وما هي المشاعر السلبية التي مررت بها. كيف غيرك الألم؟ إلى أي حد تمادى هذا الشخص في خطأه وكان ضرره كبيراً في حياتك.
الخطوة الثالثة
التقبل: تقبل أنه لا يمكنك تغيير الماضي. بغض النظر عن مدى رغبتك في عكس هذا الألم، فقد حان الوقت لتعترف لنفسك أن غضبك تجاه الشخص لن يغير ما فعله، وخلال هذه الخطوة فكر مليًا فيما إذا كنت تريد أن تسامح فعلياً أم لا.
الخطوة الرابعة
التحديد: حدد ما إذا كنت ستسامح أم لا. هذا هو الوقت الذي ستبدأ فيه عملية التسامح أو تنتهي. لا ينبغي اتخاذ هذا القرار باستخفاف ، لأنه سيحدد مستقبل علاقتك بهذا الشخص.
الخطوة الخامسة
الإصلاح: أصلح علاقتك مع الشخص الذي ظلمك، قبل أي فعل من أفعال التسامح أو المصالحة ، أعد بناء العلاقة التي اعتدت أن تربطك بهذا الشخص.
ستأخذ على عاتقك عملية الإصلاح، وغالباً ما ستتمكن أن تكون البادئ فيها بحال نجحت في تطبيق الخطوات السابقة بشكل صحيح.
لاحظ أنك تقوم بإصلاح العلاقة وليس إعادة مسار العلاقة لمجاريه، وعلى حسب طبيعة العلاقة، قد تضطر أو يكون من الأفضل أن ترسل لهذا الشخص هدية أو إيماءة أو كلمات إصلاح.
الخطوة السادسة
اعرف ماذا يعني لك التسامح، فقد تعتقد أن التسامح في صالح الآخرين وليس في صالحك ولكن في الواقع أنك ستكتشف أن التسامح هو وسيلة لك لإيجاد ختام للعلاقة وإغلاق ملفات لا داعي لها.
الخطوة السابعة
سامح فعلياً من ظلمك، اتركه وما فعله لرب العالمين، اجعل المسامحة لفظية وكررها في ذهنك ليستقبلها عقلك الباطن، بغض النظر عن رد فعله، فما يهم هو أنك وجدت طريقة للتخلي عن إزعاجات هذا الشخص الباقية في داخلك والمضي قدماً. [2]
ما هي الفوائد الصحية للتسامح
مؤخراً قام العديد من الأطباء والأخصائيين النفسيين مهتمون بدراسة آثار التسامح كعملية شفاء من العديد من المشاكل الصحية والنفسية، فعدم التسامح يزيد التمسك بالذكريات المؤلمة مما يؤدي لمشاكل صحية طويلة المدى، وبعد أن قام هؤلاء بعقد جلسات التسامح وتدريب حالاتهم عليه وجدوا أن له العديد من الفوائد الصحية التي سنتحدث عنها بالتفصيل.
تخفيض ضغط الدم
وجد الخبراء أن التسامح يخفض ضغط الدم، فعندما لا نشعر بالقلق أو الغضب بسبب الماضي، فإن معدل ضربات القلب لدينا يتساوى وينخفض ضغط الدم لدينا. يؤدي هذا إلى تطبيع العديد من العمليات في الجسم ويجعل الدورة الدموية تعمل بفاعلية أكبر، كما أن التسامح يشعرنا بالارتياح، ويهدئ الأعصاب مما يخفض معدلات ضربات القلب.
الحد من الإجهاد
المسامحة تخفف من التوتر، لأننا نتوقف عن إعادة تدوير الأحداث والأفكار بوعي أو لا شعور، مما يزيد الضغوطات النفسية، فنتعامل مع الأمور بشكل أكثر واقعية وعملياً بشكل أكبر فلا يصيبنا بالضغط والهياج العصبي.
تقليل العدائية
التسامح يتيح لنا الفرصة للتخلي عن العدائية تجاه أنفسنا والآخرين، مع انخفاض السلوك العدوانية تجاه الآخرين بنفس الوقت، مثل الغضب والقتال وافتعال المشاجرات.
تحسين مهارات إدارة الغضب
مع وجود أعباء أقل وأقل من الماضي تثقل كاهلنا ، يمكننا الحصول على مزيد من ضبط النفس عندما نغضب. ونصبح أكثر قدرة على أخذ بعض الأنفاس ، أو العد إلى عشرة ، أو أخذ استراحة أو ممارسة بعض التمارين - بدلاً من تسديد ضربة لشخص ما عند الغضب.
تقليل مخاطر إدمان الكحول أو المخدرات
إن عدم الشعور بالأسى تجاه الماضي، يجعلنا نتسامح مع أنفسنا ولا نلجأ لبدائل تنسينا الماضي، أو توقف زوابع الأفكار السلبية في أدمغتنا، فاللجوء للمخدرات في كثير من الأحيان أشبه بقناع آمن للتغلب على الألم.
الحد من أعراض الاكتئاب
على غرار الحد من تعاطي المخدرات ، فهذه مسألة حاسمة لكثير من الناس. الاكتئاب منهك ويمكن أن يؤدي إلى الانتحار. من ناحية أخرى ، يمنحنا التسامح القدرة على التشافي، ويمكن أن يستبدل مشاعر الاكتئاب بالحب والرحمة.
انخفاض أعراض القلق
أنت عندما تسامح الآخر لا تسامحه وحده فعلياً، بل تسامح نفسك على مشاعر الخذلان التي تعرضت لها، وتتجنب فكرة أن هناك خطأ ما بك لذا تعرضت للخديعة أو الخذلان أو الأذى، ففعلياً أنت تسامح نفسك قبله وتتخلى عن شعور جلد الذات، مما يقلل الضغط ويجعل القلق في الحد الأدنى.
الحد من الآلام المزمنة
غالبًا ما يكون للألم الجسدي سبب نفسي. عندما نسمح بحدوث تحول عميق مع التسامح ، فإننا نعالج أنفسنا على المستويين النفسي والجسدي.
القدرة على تكوين الصداقات الصحية
عندما يزول شعور الحقد، فذلك يتيح لنا الفرصة تكوين المزيد من الأصدقاء، والتمتع بعلاقاتنا القديمة مع عائلتنا وأصدقاء الطفولة وأيضاً لعلاقاتنا الجديدة بالنمو، فتزول المخاوف من الاحتكاك والانفتاح على المجتمع.
صحة العلاقات
عندما يندمج مفهوم التسامح في حياتنا وممارساتنا فإنه سيصبح سلوكاً منتظماً نتعامل من خلاله طوال الوقت، مع زملائنا في العمل، رؤوساؤنا، سنقلل من شخصنة الأمور ونتعامل بأسلوب أقل درامية مع المواقف.
قدر أكبر من الرفاه الديني أو الروحي
دعت جميع الأديان إلى التسامح، وفعلياً فكلما غسلت قلبك من أدران الحقد أو الكراهية أو حتى الغضب، كلما استقبلت عطايا الخالق، واستمتعت بعباداتك وازداد يقينك بالعدالة الإلهية.
تحسين الرفاه النفسي
من خلال الإفراج عن شعور الضحية ، نصبح أكثر تناغمًا مع الكون والطبيعة والحياة، فتقل الكوابيس والمخاوف، وتصبح لدينا رؤى جديدة ومستبشرة ونمنح المزيد من التعاطف لمن حولنا. [3]