هل يمكن استخدام فحص الدم للكشف عن القلق
تطوير فحص دم جديد قد يكشف عن القلق.
نعاني جميعاً من القلق بدرجات متفاوتة قد يكون هذا القلق حميداً ومحفزاً لتجنب بعض الأخطار والحذر مثلما يحدث في أثناء القيادة، أو يحفزنا على التدريب أو إتقان شيء ما مع ذلك قد يكون يتحول القلق إلى اضطراب يطغى على حياتنا اليومية، ويعيقها، وكثيراً من الأشخاص لديهم اضطرابات القلق دون تشخيص صحيح لكن مؤخراً نجح العلماء في استخدام فحص الدم للكشف عن القلق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اختبار الدم للكشف عن القلق
نجح باحثون من كلية الطب بجامعة إنديانا من تطوير اختبار دم لتشخيص القلق، يقوم بفحص المؤشرات الحيوية التي تساعد في تحديد خطر إصابة شخص ما بالقلق، وقياس شدة قلقلهم الحالي، كما سيساعد اختبار الدم الأطباء على تحديد العلاج على وجه أفضل للمريض بناءً على المؤشرات الحيوية للقلق.
دراسة اختبار الدم للكشف عن القلق شملت 3 مجموعات مستقلة هي الاكتشاف، والتحقق، والاختيار حيث يقوم المشاركون بفحص الدم كل 3 إلى ستة 6 أشهر، من خلال فحص المؤشرات الحيوية للحمض النووي الريبي في دمائهم يستطيع الباحثون تحديد حالة القلق الحالية للشخص، ووصف الأدوية، ودراسة مدى فعالية الخيارات المختلفة لهم.
من مميزات اختبار الدم للقلق مرونته حيث تتغير المؤشرات الحيوية للشخص بمرور الوقت، ويعمل الاختبار على تقويم خطر إصابة الشخص أو تطور مراحل القلق لديه في المستقبل، والكشف عن العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى إصابته بالقلق أو تؤثر في مدى شدته مثل التغيرات الهرمونية.[1][2]
كيف يعمل اختبار الدم للكشف عن القلق؟
حدد الدكتور ألكسندر نيكوليسكو أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة إنديانا الذي ساعد في تطوير اختبار الدم برفقة فريقه في التقرير المنشور في الدورية العلمية الطب النفسي الجزيئي(Molecular Psychiatry) 19 مؤشراً حيوياً تستطيع من خلاله تتبع القلق والتنبؤ به، وترتبط المؤشرات الحيوية بأدوية خاصة بها تعمل على تخصيص العلاجات للمريض.
أستاذ الطب النفسي ألكسندر نيكولسكو قد عمل سابقاً على تطوير اختبارات دم تختص بالألم والاكتئاب، وكذلك اضطراب ما بعد الصدمة، والاضطراب ثنائي القطب، ويستخدم أساليب متشابهة في دراسته الأخيرة حول اختبارات الدم لكشف القلق.
المؤشرات الحيوية تُستخدم كثيراً في تشخيص السرطان، وعلاجه، ومراقبته، وكيف يستجيب الجسم للعلاج لكن فيما يتعلق بالصحة العقلية يعد الأمر صعباً للغاية.
أشار الدكتور ألكسندر نيكولسكو في حديثه لمجلة هيلث إلى أن الفريق كان يرغب في فهم كيفية اكتشاف التوقيع الجيني الذي يرتبط بشيء يحدث في الدماغ، وليس في أنسجة الجسم، وأوضح أن الدماغ والجهاز المناعي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، وهناك اتصال ثنائي الاتجاه بينهما حيث يؤثر الدماغ في الجهاز المناعي، ويؤثر الجهاز المناعي على الدماغ، وهذه هي الطريقة التي يمكننا بها اختيار بعض الإشارات التي تلتقط ما يحدث في الدماغ.[1][2][3]
هل يكفي الاختبار لتشخيص القلق؟
يقوم الطبيب بتشخيص المرضى بالأسلوب التقليدي عن طريق طرح الأسئلة حول الأعراض المتكررة التي قد تكون مرتبطة بالقلق مثل ضعف وصعوبات التركيز، واضطرابات النوم والأرق، وتوتر العضلات.
اختبار الدم الجديد متاح حالياً من خلال شركة مايند إكس ساينسيس MindX Sciences الناشئة لكنه لم يُصمم لتشخيص القلق بل يساعد في قياس مستويات القلق لدى المريض، وتحديد الأخطار المحتمل التعرض لها في المستقبل.
اختبار الدم الجديد قد يكون وسيلة إضافية للرعاية الصحية العقلية الوقائية لأنه حتى لو لم يظهر الشخص أي نتائج تدل على إصابته باضطراب التوتر حالياً قد يتمكن الطبيب من إجراء التحليل مرة أخرى بعد عام على سبيل المثال، وتقديم علاجات وقائية إذا لاحظ أي تغيرات في نتائج التحليل، كما يعد مفيداً في مراقبة الحالة الصحية والمؤشرات الحيوية للمرضى المعرضين لأخطار عالية نتيجة اضطرابات القلق.[2][3]
بعض الخبراء يشيرون إلى أنه من السابق لأوانه الاعتماد على هذا الاختبار لفحص القلق، كما هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات التي تؤكد أن استخدام فحص الدم يسمح باختيار علاجات أكثر فاعلية من التي يستخدمها الأطباء حالياً لعلاج اضطراب القلق.