هل شرب الماء البارد مضر بالصحة؟
حين نشعر بالحرارة خلال فصل الصيف، فأننا عادةً ما نرغب في إرواء عطشنا عن طريق شرب الماء البارد، لكن السؤال الذي يتبادر في أذهان الكثيرين هو: هل شرب الماء البارد مضر بالصحة العامة؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فلماذا؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
للإجابة عن هذا السؤال، يتحدث عدد من خبراء وأخصائيي التغذية حول هذا الموضوع.
تأثير شرب الماء البارد على الجسم
يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار أن جسمنا وخصوصاً المعدة لها درجة حرارة معينة وهذه الحرارة لا ينبغي أن تتغير بشكلٍ كبير.
هذا يعني أن تناول أي شيء ساخن أو بارد مثل الماء البارد يمكن أن يحدث تأثيراً ضاراً بالمعدة والجسم بشكل عام، ويمكن لذلك أن يؤثر على عمليه الهضم ويعيق استيعاب المواد الغذائية في الجهاز الهضمي، وبالتالي يعاني الشخص من بعض الاضطرابات الهضمية.
يكون تأثير الماء البارد الضار أكثر إذا تم شرب هذا الماء أثناء تناول وجبات الطعام أو بعد تناول الوجبات بشكلٍ مباشر، فهذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالمغص والألم الشديد في المعدة ويسبب النفخة.
يحصل ذلك لأن العديد من أنواع الأطعمة حين تتلامس مع الماء البارد فإنها تتمدد ويزداد حجمها، وبالتالي يزداد حجم المعدة ويشعر الشخص بالانتفاخ والألم.
إذا تم شرب الماء البارد بعد الوجبات، فإن تأثيره الضار يكون أكبر ويمكن أن يؤدي إلى عسر شديد في الهضم، فبالإضافة إلى تأثيره الذي يغير درجة حرارة المعدة والجهاز الهضمي، يتسبب الماء البارد في تغيير حالة بعض الأطعمة مثل الأطعمة الدهنية التي يمكن أن تتجمد حين تكون في الماء البارد، وبالتالي يصبح من الصعب هضمها واستيعابها في الجهاز الهضمي، وبذلك تكون عملية الهضم بطيئة ومعقدة وقد يعاني بعض الأشخاص من الارتجاع المعدي المريئي. [1]
يسبب ألم في الأسنان والحلق ويضر القلب
لا يُنصح أيضًا بشرب الماء البارد أثناء الوجبات إذا كنت من أصحاب الأسنان أو اللثة الحساسة، لأنه في هذه الحالات يمكن أن تؤدي درجة حرارة الماء المنخفضة إلى الإضرار بالأسنان واللثة.
ومع ذلك، لا تنتهي المخاطر هنا، فشرب الماء البارد جداً يمكن أيضاً أن يخفف من معدل ضربات القلب حتى تعود درجة حرارة الجسم إلى وضعها الطبيعي، ويمكن أن يسبب الإمساك.
الماء شديد البرودة والجفاف
عندما تشرب الماء شديد البرودة، فسوف تظن أنك ستروي عطشك، ومع ذلك، يحذر الخبراء من ذلك، فيمكن أن تؤدي درجة حرارة الماء المنخفضة جداً إلى الجفاف، حيث يصبح الامتصاص أكثر صعوبة هذا لا يعني الجفاف الشديد الذي يحدث نتيجة لبعض الأمراض أو نقص شديد في الماء، لكن يمكن أن يسبب هذا مشاكل مثل الصداع النصفي أو الصداع الشديد والتعب والإرهاق وضعف التركيز والتهيج والعصبية. في الواقع، الماء الغني بالمعادن مهم جداً لأجسامنا (يتكون ثلثي جسم الإنسان من الماء)، وإذا كان الماء قليلاً، فإنه ذلك يسبب اضطرابات ومشاكل للعديد من عمليات التمثيل الغذائي.
كيف تلاحظ حالة الجفاف هذه؟
تتميز حالة الجفاف ببعض الأعراض مثل:
- زيادة الشعور بالعطش
- الحاجة إلى التبول أقل من المعتاد
- يصبح البول داكن اللون
يجب عدم الاستهانة بحقيقة أنه في أكثر الحالات خطورة، وإن كانت نادرة جداً، قد يتسبب شرب الماء شديد البرودة، خاصة عندما تكون درجة حرارة الجسم عالية، في حدوث احتقان ناتج عن التغير المفاجئ في درجة الحرارة داخل المعدة. من المستحسن دائمًا، إذا كانت حرارتك مرتفعة، أن تشرب ماء بدرجة حرارة الغرفة أو، على الأكثر، أن تشربه بارداً قليلاً، ولكن في رشفات صغيرة، حتى لا يتسبب هذا الماء في حدوث تغير مفاجئ في درجة الحرارة.
هذا ينطبق أيضاً على من يمارسون الرياضة. يعتقد الكثيرون أنه من الجيد شرب الماء البارد بعد الرياضة من أجل تبريد الجسم، ولكن في الواقع، هذا ليس صحيحاً، فمن الضروري خفض درجة حرارة الجسم تدريجياً، باستخدام الماء الذي تكون حرارته بدرجة حرارة الغرفة أو بارد قليلاً، وشربه على شكل رشفات صغيرة وتدريجياً.
الماء البارد أكثر ضرراً في فصل الصيف؟
رأينا أن شرب الماء البارد يمكن أن يكون له تأثير سلبي على جسمنا، ومن المهم التأكيد على أن المخاطر يمكن أن تتضاعف في فصل الصيف. يحدث هذا لأننا نميل إلى شرب المزيد ونفضل الماء بدرجة حرارة منخفضة. فشرب الكثير من الماء يتسبب في خفض تركيز عصارة المعدة، مع ما يترتب على ذلك من تباطؤ في عمل الجهاز الهضمي.
ومع ذلك، من المهم عدم نسيان هذه المخاطر حتى في فصل الشتاء. قد يظن المرء أن التأثير الحراري للمياه الباردة أقل، نظرًا لانخفاض درجة الحرارة الخارجية، ولكن هذا ليس هو الحال، فالفرق في درجة الحرارة موجود على أي حال لأن درجة حرارة أجسامنا أعلى من الخارج خلال موسم البرد. [2]
في الختام، يؤكد الخبراء أن شرب المياه الباردة لا يؤدي لجميع النتائج السلبية التي تحدثنا عنها. فهناك أشخاص يشربون الماء البارد بهدوء في فصل الصيف دون أن يعانوا من أي مشاكل. ومع ذلك، يجب أن ندرك الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها شرب الماء البارد، حتى نتعرف عليها إذا ظهرت، علاوة على ذلك، حقيقة أننا لم نواجه مشاكل من شرب الماء البارد لا يعني أننا سنكون "محصنين" ضده مدى الحياة. أفضل استراتيجية هي شرب الماء الذي تكون حرارته مثل درجة حرارة الغرفة دائماً.