نصائح لمرضى التهاب الأمعاء في رمضان
لا تمنع الإصابة بالتهاب الأمعاء من صيام شهر رمضان، لكن يجب استشارة الطبيب قبل الصيام حتى يساعد في التخطيط لهذا الشهر الكريم، فما هي أهم النصائح لمرضى التهاب الأمعاء في رمضان، وما هي الأطعمة التي يجب تجنبها. [1]
ما هو التهاب الأمعاء
إن التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Bowl Disease Inflammatory) هو التهاب مزمن في الجهاز الهضمي، ويشمل نوعين من الأمراض وهما التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative Colitis)، وداء كرون (بالإنجليزية: Crohn"s Disease). يؤثر التهاب القولون التقرحي على القولون فقط أو الأمعاء الغليظة، بينما يؤثر مرض كرون على أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم حتى فتحة الشرج. [2][3]
ما هي أهم نصائح لمرضى التهاب الأمعاء في رمضان
لا يسبب صيام شهر رمضان ضرراً لمرضى التهاب الأمعاء في أغلب الأحيان، بل أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الصيام له فوائد صحية لهم، حيث يزيد من عدد الخلايا الجذعية المسؤولة عن إصلاح الأنسجة وتجديدها مما يقلل من الالتهاب، لكن يجب استشارة الطبيب قبل بدء الصيام لأن الحالة الصحية تختلف من شخص إلى آخر، والطبيب وحده هو من يقرر إذا كان مسموحاً للمريض بالصيام أم لا.
كما ينصح الطبيب المرضى بأفضل نظام غذائي يمكن اتباعه للحد من أعراض التهاب الأمعاء. أما عن تحضير وجبات الإفطار والسحور في رمضان لمرضى التهاب الأمعاء فهي كالأتي: [1][4][5]
- تقسيم الأطعمة منذ الإفطار وحتى السحور ليصبح عدد الوجبات من 4-6 وجبات صغيرة يومياً.
- شرب كمية كبيرة من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم، وحتى يصبح لون البول أصفر فاتح.
- تجنب استخدام الماصة أثناء شرب العصائر؛ لأنها قد تسبب ابتلاع الهواء مما ينتج عنه الغازات والانتفاخ.
- شراء كل الأطعمة المسموح بها قبل رمضان لتتواجد في المطبخ ويصبح من السهل تحضير الوجبات.
أفضل نظام غذائي لمرضى التهاب الأمعاء في رمضان
لا يوجد نظام غذائي خاص لمرضى التهاب الأمعاء لكن يوصي الطبيب بتناول الأطعمة التالية: [6]
- الدواجن و الأسماك قليلة الدهون.
- الموز وعصير التفاح.
- البطاطس المهروسة
- الأرز والمعكرونة.
- الحبوب السادة.
- الخبز الأبيض.
- الفواكه المعلبة.
- دقيق الشوفان.
- البيض.
- كما يجب تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب نظراً لنقص التغذية الناتج عن عدم قدرة الأمعاء على امتصاص الأطعمة.
ما هي الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مرضى التهاب الأمعاء في رمضان
يوجد بعض الأطعمة التي يجب أن يتجنبها مرضى التهاب الأمعاء ليس فقط في رمضان، لكن في كل الأوقات منعاً لتفاقم أعراض المرض، وهي كالآتي: [6]
- المقليات والدهون.
- التوابل والأطعمة الحارة.
- الأطعمة الغنية بالألياف؛ مثل: الفواكه والخضروات النيئة لأنها تسبب الانتفاخ والتقلصات.
- منتجات الألبان لاحتوائها على اللاكتوز.
- المكسرات والفاصوليا.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الحلويات.
- الكحول.
ما هي أعراض التهاب الأمعاء
لا تظهر أعراض التهاب الأمعاء طيلة الوقت، بل يوجد أوقات تتفاقم فيها الأعراض وأوقات أخرى تختفي فيها تلك الأعراض المزعجة، كما تختلف شدة الأعراض من شخص إلى آخر، والأعراض هي: [2][3]
- تقلصات الجهاز الهضمي.
- الإسهال المتكرر والدموي.
- ألم في البطن.
- فقدان الوزن.
- فقدان الشهية.
- التعب الشديد.
- الانتفاخ.
- القيء.
- فقر الدم.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التهاب المفاصل.
- التهاب القزحية.
- التهاب الأقنية الصفرواية، لكنه نادر الحدوث.
ما هي أسباب التهاب الأمعاء
ما زال سبب الإصابة بمرض التهاب الأمعاء غير معروف حتى الآن، لكن هناك اعتقاد بأنه ناتج عن خلل في جهاز المناعة تجعله يهاجم خلايا الجهاز الهضمي، كما يعتقد أيضاً أنه مرض وراثي، ويوجد بعض العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض وهي كالتالي: [2][3]
- العمر: تزداد فرص الإصابة بالتهاب الأمعاء قبل سن الثلاثين، لكن أحياناً يصيب أشخاص أكبر عمراً في الخمسينات والستينات.
- العرق: تزداد فرص الإصابة بالمرض لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء.
- التدخين: يظهر التهاب الأمعاء لدى المدخنين بنسبة أعلى كثيراً عن غير المدخنين.
- التاريخ العائلي: كما ذكرنا سابقاً قد يكون سبب الإصابة بهذا المرض وراثياً، ولذلك عند إصابة أحد أفراد العائلة بالتهاب الأمعاء فلابد من عدم إهمال أي أعراض تخص الجهاز الهضمي والتوجه لزيارة الطبيب لمعرفة أسباب تلك الأعراض وعلاجها مبكراً منعاً لحدوث أي مضاعفات.
ما هي مضاعفات التهاب الأمعاء
إذا تم تشخيص المريض بالتهاب الأمعاء فيجب الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة، مع زيارته بانتظام لتجنب الإصابة ببعض المضاعفات، وهي كالآتي: [3]
- سرطان القولون: قد يظهر سرطان القولون بعد فترة تترواح بين 8-10 سنوات من تشخيص الإصابة بالتهاب الأمعاء.
- الجلطات الدموية: قد يسبب هذا المرض الإصابة بجلطات دموية في الأوردة والشرايين.
- الالتهابات: وتشمل التهاب المفاصل، والجلد، والعين، وأحياناً يسبب التهاب الأقنية الصفرواية مما يؤدي إلى تلف الكبد تدريجياً.
- الآثار الجانبية للأدوية: قد تسبب الأدوية المستخدمة في علاج التهاب الأمعاء خاصة الكورتيكوستيرويدات الإصابة ببعض الأمراض، مثل هشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم.
- الجفاف: وذلك ناتج عن الإسهال المفرط.
- تضخم القولون السمي: قد يسبب التهاب القولون التقرحي انتفاخ القولون بشكل سريع ينتج عنه هذه الحالة وهي خطيرة وتتطلب الرعاية الطبية على وجه السرعة.
- انثقاب القولون: هو ثقب في القولون ينتج غالباً عن تضخم القولون السمي، لكن أحياناً قد يحدث بدون أسباب واضحة.
- انسداد الأمعاء: قد يسبب مرض كرون زيادة سماكة الأمعاء مما يعيق تدفق محتويات الجهاز الهضمي ويحدث انسداداً للأمعاء، وهي حالة خطيرة قد تطلب جراحة لاستئصال جزء من الأمعاء.
- الشق الشرجي: هو تمزق في النسيج الذي يبطن فتحة الشرج، ويسبب ألم أثناء التبرز وقد يؤدي إلى الإصابة بالناسور.
- الناسور: يحدث غالباً في منطقة الشرج أو حولها، وقد يؤدي إلى الإصابة بخراج نتيجة التعرض للعدوى.
كيف يمكن تشخيص التهاب الأمعاء
لا يجري الطبيب تشخيصاً لالتهاب الأمعاء إلا بعد استبعاد أي أسباب أخرى لظهور تلك الأعراض على الشخص المصاب، ويتم التشخيص عن طريق التصوير أو المنظار. [7]
التصوير
يوجد عدة طرق للتصوير وهي كالآتي:
- الأشعة السينية: يمكن عمل الأشعة السينية على منطقة البطن لاستبعاد وجود ثقب في القولون.
- التصوير المقطعي: هو تصوير دقيق للأمعاء والأنسجة المحيطة بها.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يقدم هذا النوع من التصوير صور تفصيلية للأعضاء والأنسجة ويستطيع الطبيب من خلاله أن يتأكد من وجود ناسور في محيط منطقة الشرج ويقيم وضعه بالتحديد.
المنظار
يمكن عمل تنظير للجهاز الهضمي بطرق مختلفة، وهي كالآتي:
- تنظير القولون: يستطيع الطبيب رؤية القولون بالكامل عن طريق تنظير القولون حيث يتم إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا في نهايته، كما يمكن أيضاً أخذ جزعة من القولون وتحليلها في المعمل لاحقاً للتأكد من الإصابة بالتهاب الأمعاء.
- التنظير السيني: يتم فحص المستقيم والجزء السيني وهو الجزء الأخير من القولون بدلاً من تنظير القولون بالكامل.
- التنظير الداخلي العلوي: عند الاشتباه بوجود التهاب في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي نتيجة الإصابة بمرض كرون فقد يجري الطبيب التنظير الداخلي العلوي، حيث يتم فحص المريء، والمعدة، والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
- تنظير الكبسولة: يتم ابتلاع كبسولة مزودة بكاميرا والتقاط صور للأمعاء، وتمر الكبسولة بعد ذلك في البراز بسلام، وتستخدم هذه التقنية لتشخيص مرض كرون، لكن يجب تجنبها إذا كان المريض مصاباً بانسداد الأمعاء.
- التنظير بمساعدة البالون: إذا شك الطبيب في إصابة المريض بمرض كرون بعد عمل تنظير الكبسولة فقد يلجأ لهذا النوع من التنظير حيث يستخدم المنظار مع أنبوب مغلف لفحص الأمعاء الدقيقة بدقة.
ما هو علاج التهاب الأمعاء
يعد مرض التهاب الأمعاء من الأمراض المزمنة التي تستمر طيلة العمر، لكن يهدف العلاج إلى تقليل الالتهاب لتزداد الفترة التي تختفي فيها أعراض المرض، أما عن طرق العلاج فهي تشمل العلاج بالأدوية، والعلاج الجراحي. [7]
العلاج الدوائي
يصف الطبيب بعض الأدوية وفقاً للأعراض التي يعاني منها المريض، وهي كالتالي:
- الأدوية المضادة للالتهابات: هي خطة العلاج الأولى التي يصفها الطبيب، حيث يتم تناول الكورتيكوستيرويدات والأمينوساليسيلات، مثل الميسالامين (الاسم التجاري: ديلزيكول)، والسلازيد (الاسم التجاري: كولازال).
- المضادات الحيوية: قد يلجأ إليها الطبيب في حالة العدوى لوصف المضادات الحيوية للسيطرة عليها، مثل سيبروفلوكساسين (الاسم التجاري: سيبرو) وميترونيدازول (الاسم التجاري: فلاجيل).
- المستحضرات الحيوية: هي فئة جديدة من الأدوية تستهدف البروتينات المسببة للالتهاب ويتم حقن المريض بها عن طريق الوريد أو الحقن العضلي، مثل إنفليكسيماب (الاسم التجاري: ريميكاد) وإستكينوماب (الاسم التجاري: ستيلارا).
- مثبطات المناعة: هي أدوية تعمل على تثبيط الجهاز المناعي حتى تمنع مهاجمته لخلايا الجهاز الهضمي، مثل ميثوتريكسيت (الاسم التجاري: تريكسال).
- مسكنات الألم: لتخفيف آلام البطن؛ مثل أسيتامينوفين (الاسم التجاري: باراسيتامول).
- المكملات الغذائية: يصف الطبيب الفيتامينات والمكملات الغذائية حتى يحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية الهامة.
العلاج الجراحي
إذا فشل العلاج الدوائي فقد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي، وهو كالآتي:
- التهاب القولون التقرحي: يتم استئصال القولون والمستقيم بالكامل وعمل كيس داخلي متصل بالشرج للتبرز بشكل طبيعي، لكن في بعض الحالات قد لا يستطيع الطبيب عمل الكيس الداخلي فيضطر إلى عمل فتحة دائمة في البطن وربط كيس خارجي لتجميع البراز داخل هذا الكيس. عند إجراء تلك الجراحة يشفى المريض نهائياً من مرض التهاب القولون التقرحي لأن هذا المرض يتواجد فقط في القولون الذي تم بالفعل استئصاله.
- مرض كرون: يستأصل الطبيب الجزء التالف من الجهاز الهضمي مع إعادة توصيل الأجزاء السليمة، كما يجري الطبيب جراحة لعلاج الناسور وتصريف الخراج في حالة تكوينه، لكن بما أن مرض كرون لا يقتصر على القولون فقط ويشمل أي جزء من الجهاز الهضمي فإن فوائد الجراحة مؤقتة، كما أن المريض قد يحتاج إلى تكرارها عدة مرات على مدار حياته.
تستطيع أن تعيش حياة طبيعية رغم إصابتك بالتهاب الأمعاء، كما تستطيع أيضاً صيام شهر رمضان، كل ما عليك فعله هو زيارة الطبيب بانتظام لوضع الخطة العلاجية المناسبة لك مع تنظيم الوجبات، والابتعاد عن جميع الأطعمة التي تسبب تفاقم الأعراض.