مضاعفات مرض السكري
يعد مرض السكري مرضاً مزمناً له العديد من المضاعفات الخطيرة فما هي مضاعفات داء السكر وكيف يمكن الوقاية من الإصابة بها؟
يعد مرض السكري مرضاً مزمناً، ومع ذلك يمكن التأقلم على وجوده والتعايش معه، لكن قد ينتج عن إهماله العديد من المضاعفات، فما هي مضاعفات مرض السكري، وكيف يمكن الوقاية من الإصابة بها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو مرض السكري
يعد هرمون الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن نقل السكر من الدم إلى خلايا الجسم حتى يتم استخدامه للحصول على الطاقة، لكن عند الإصابة بمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes Mellitus) فإن الجسم لا ينتج ما يكفي من هرمون الأنسولين أو لا يستخدمه بشكل فعال.
أما عن أنواع مرض السكري فهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع، ينتج النوع الأول عن مرض مناعي ذاتي يهاجم فيها الجسم خلايا البنكرياس ويدمرها فلا يتم إنتاج الأنسولين، والنوع الثاني هو الأكثر شيوعاً ويحدث عندما يصبح الجسم مقاوماً للأنسولين فيتراكم السكر في الدم، أما النوع الثالث فهو سكري الحمل وتصاب به بعض النساء خلال فترة الحمل، وقد يؤدي إهمال أي نوع من هذه الأنواع إلى مضاعفات صحية خطيرة.[1]
ما هي مضاعفات مرض السكري
تنقسم مضاعفات مرض السكري إلى مضاعفات حادة وهي التي قد تحدث في أي وقت وتتطلب سرعة التوجه لتلقي الرعاية الطبية، والمضاعفات المزمنة وهي مشاكل طويلة الأمد وتزداد سوءً إذا تم إهمالها، وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:[2][3][4][5]
انخفاض نسبة السكر في الدم
ينتج انخفاض نسبة السكر في الدم عن زيادة تناول دواء الأنسولين أو تخطي أحد الوجبات خلال اليوم، وهو من المضاعفات الحادة لداء السكري، وأعراضه كالتالي:[2][3]
- سرعة ضربات القلب.
- رؤية ضبابية.
- الصداع.
- الدوخة.
- الإغماء.
الحماض الكيتوني
يعد الحماض الكيتوني من المضاعفات الحادة لمرض السكري، ويظهر إذا كان الجسم خال من الأنسولين أو يحتوي على كميات قليلة منه، وبذلك يعجز عن استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة، فيبدأ الجسم في استخدام الدهون كبديل للطاقة ويعمل على تكسيرها؛ مما قد يؤدي إلى تراكم الأحماض السامة والتي تسمى بالكيتونات، وتظهر الأعراض التالية:[2][3]
- مشاكل في التنفس.
- آلام البطن.
- الجفاف.
حالة فرط سكر الدم
إن حالة فرط سكر الدم من المضاعفات الحادة لمرض السكري وتحدث فقط للمصابين بداء السكري من النوع الثاني، وينتج عنها ارتفاع حاد في سكر الدم، والجفاف الشديد.[2]
أمراض الكلى
إن ارتفاع سكر الدم المزمن يجعل الكلى غير قادرة على تصفية الفضلات، مما يسبب العديد من أمراض الكلى وفي الحالات المتقدمة قد تتوقف عن العمل ويحتاج المريض إلى عمل غسيل كلوي، لكن تزداد فرص الإصابة بأمراض الكلى إذا كان الشخص يعاني من كلا من داء السكري وارتفاع ضغط الدم معاً.[2][3][4]
الاعتلال العصبي
قد يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى إتلاف أعصاب الجسم، سواء الأعصاب المسؤولة عن العمليات التلقائية في الجسم مثل الهضم، أو الأعصاب التي تتحكم في الأطراف؛ مما قد يؤدي إلى ظهور الأعراض التالية: [2] [3] [4] [5]
- التنميل.
- الحرقان.
- الألم.
مشاكل العين
قد يتلف مرض السكري الأوعية الدموية في العين؛ مما قد يسبب المشاكل التالية: [3] [5]
- إعتام عدسة العين: تسبب هذه الحالة منع الضوء من الدخول إلى العين، ويمكن علاجها عن طريق ارتداء النظارات الشمسية وعدسات التحكم في الوهج إذا كانت الحالة في مراحلها الأولى، لكن في الحالات المتقدمة يتم زرع عدسة للعين.
- الزرق: ينتج عن تراكم الضغط في العين؛ مما يمنع تدفق الدم إلى العصب البصري والشبكية، وفي حالة إهمال هذه الحالة قد تتطور إلى الإصابة بمرض الجلوكوما وهو فقدان البصر التدريجي.
- اعتلال الشبكية السكري: ينتج عن تضخم الشعيرات الدموية الصغيرة في مؤخرة العين؛ مما يسبب نزيفاً يؤثر على الرؤية، وفي الحالات المتقدمة تتضرر الأوعية الدموية فتنغلق شبكية العين؛ مما يؤدي إلى تكوين أوعية دموية جديدة ضعيفة للغاية ونتيجة لذلك فإنها تنزف باستمرار مما قد يسبب فقدان دائم للبصر.
- وذمة البقعة الصفراء: إن هذه الحالة من مضاعفات اعتلال الشبكية السكري، حيث تنتفخ البقعة وهي الجزء المسؤول عن القراءة ورؤية الوجوه وعند انتفاخها يضعف البصر، لكن العلاج الفوري لهذه الحالة قد يمنع فقدان البصر الدائم.
أمراض اللثة
يسبب داء السكري زيادة السكر في اللعاب؛ مما ينتج عنه زيادة البكتيريا في الفم والإصابة بالتهاب اللثة وأمراضها المختلفة.[2][4]
تلف الأوعية الدموية
إن ارتفاع سكر الدم على المدى الطويل يتلف الأوعية الدموية؛ مما قد ينتج عنه مشاكل القدم، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية. [2] [3] [4]
القدم السكري
قد يسبب تلف الأوعية الدموية الناتج عن داء السكري صعوبة شفاء القدمين من الجروح، ولذلك عند ملاحظة أي تغيرات على شكل أو ملمس القدم فلا بد من سرعة التوجه إلى الطبيب، لأن إهمال القدم السكري قد يؤدي إلى البتر. [2] [3] [4] [5]
المشاكل الجنسية
إن مرض السكري يسبب على المدى الطويل بعض المشاكل الجنسية لأنه يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وينتج عن ذلك ما يلي:[2][4]
- النساء: انخفاض الإحساس في الأعضاء التناسلية، كما تزداد فرص الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
- الرجال: ضعف الانتصاب وأحياناً العجز الجنسي.
الأمراض الجلدية
تزداد فرص الإصابة بمشاكل الجلد؛ مثل الالتهابات البكتيرية والفطرية لدى مرضى داء السكري، ومن المعروف أن فترة علاج تلك الأمراض عند مريض السكر قد تطول عن المريض غير المصاب بالسكر.[4][5]
ما هي مضاعفات سكري الحمل
لا تصاب جميع النساء خلال فترة الحمل بسكري الحمل، لكن في حالة الإصابة به فلا بد من المتابعة المستمرة مع الطبيب منعاً لظهور المضاعفات التالية للجنين:[5]
- الوزن الزائد: عند ارتفاع سكر الدم فإن الجلوكوز قد يمر عبر المشيمة إلى الجنين؛ مما يحفز البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين، فيجعل الطفل أكبر وزناً وحجماً، وغالباً يجري الطبيب في هذه الحالة الولادة القيصرية.
- انخفاض سكر الدم للجنين بعد ولادته: قد يؤدي زيادة إنتاج الأنسولين لدى الجنين إلى إصابته بعد الولادة بانخفاض سكر الدم، لكن يمكن علاجه فورياً عن طريق التغذية الوريدية بمحلول الجلوكوز.
- السمنة: تزداد فرص الإصابة بالسمنة لاحقاً للطفل الذي كانت أمه تعاني من سكري الحمل.
- الوفاة: إن إهمال سكري الحمل قد يعرض الجنين للوفاة قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.
كيف يمكن الوقاية من مضاعفات مرض السكري
يوجد عدة خطوات على مرضى داء السكري اتباعها للتعايش مع هذا المرض وتجنب مضاعفاته المحتملة، كما يمكن اتباع نفس تلك الخطوات أيضاً للوقاية من الإصابة بالسكري من الأساس، وهذه الخطوات تشمل ما يلي:[2][5]
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه، والخضروات، والبروتينات منخفضة الدهون، والحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالألياف، وتجنب الحلويات، والنشويات، والدهون المشبعة، وهذا النظام مناسب لجميع أفراد الأسرة وليس مريض داء السكري فقط.
- ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي أو ركوب الدراجة، لكن على مرضى السكري استشارة الطبيب لمعرفة أنواع التمارين المناسبة لهم قبل البدء في ممارستها.
- الإقلاع عن التدخين لأنه يجعل تدفق الدم صعباً؛ مما يعيق وصوله إلى القلب والقدمين.
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب وعمل اختبارات دورية لسكر الدم.
فكل ما ينبغي فعله لتجنب مضاعفات مرض السكري هو عدم إهمال هذا المرض مع المتابعة المنتظمة مع الطبيب المتخصص، ومراقبة أي أعراض لم تكن موجودة من قبل لمناقشتها لاحقاً مع الطبيب، كما يجب تناول الأطعمة الصحية لأنها تحافظ على كفاءة عمل الجسم وتحميه من أي أمراض.