متلازمة ستوكهولم
أسباب ظهور أعراض متلازمة ستوكهولم
تأثيرات متلازمة ستوكهولم على الصحة
ما هي متلازمة ستوكهولم
عادةً ما ترتبط متلازمة ستوكهولم (بالإنجليزي: Stockholm Syndrome) بحالات الاختطاف أو الاعتداء، وهي اسم الاستجابة النفسية للأسر وسوء المعاملة، حيث يبني الرهائن أو ضحايا الاعتداء روابط عاطفية مع آسريهم أو المعتدين، وتتطور هذه الروابط مع مرور الأيام وأحياناً الشهور، وربما تصل إلى سنوات من الإساءة أو الأسر والاتصال الوثيق بالآسر، وقد يبدأ المأسور بتكوين أهداف مشتركة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كما أنهم يتشاركون في قضية واحدة، وقد تصل هذه المشاعر وتجعل المُعتدى عليه يبدأ بتكوين العداوة لأي شخص يريد تخليصهم من الأسر أو حمايتهم من الخطر، ومن الممكن أن يكوّن المختطف مشاعر إيجابية لضحيته، مما يؤدي إلى معاملة أفضل نوعياً.
متلازمة ستوكهولم لم تصنف كتشخيص نفسي ولم يعتبرها أطباء الصحة النفسية اضطراباً رسمياً للصحة العقلية، بل هي طريقة لفهم الاستجابة العاطفية لبعض الأشخاص تجاه المعتدين أو المسيئين، ولا تحدث هذه المفارقة لكل الذين يعانون من هذا النوع من الصدمات. [1] [2] [3]
ما هو تاريخ متلازمة ستوكهولم
وجدت هذه الحالة منذ قرون، ولم يكن هناك أحد مختص كي يبحث في تفاصيلها أو لكي يجد أسبابها وأعراضها، لكن في عام 1973م حدثت عملية سطو على إحدى البنوك في ستوكهولم-النمسا، حيث سطا رجلان على أحد البنوك وقاموا باحتجاز أربعة أشخاص لمدة ستة أيام، وبعد إطلاق سراح الرهائن رفضوا الإدلاء بشهاداتهم أمام القضاء لإدانة السارقين، بل بدؤوا بجمع الأموال للدفاع عنهم.
بعد ذلك عين علماء النفس المتخصصين لدراسة هذه الحالة الفريدة وأطلقوا مسمى متلازمة ستوكهولم على الأشخاص الذين يطورون علاقة أو مشاعر إيجابية مع المعتدين أو الخاطفين.[2]
أسباب ظهور أعراض متلازمة ستوكهولم
لم يستطع العلماء فهم هذه العلاقة بين الضحية والمعتدي بشكل كامل، إلا أنهم حاولوا التواصل مع الضحايا بشكل فعال أكثر لكي يستطيعوا فهم سبب تطور هذه المشاعر بشكل أفضل، مما كون صورة عن كيفية تكيف الضحايا مع المعتدين أو الآسرين وهي إحدى مهارات البقاء عند الجنس البشري، وقد وجدوا أيضاً مشاعراً مشتركة بين الكثير ممن يعانون من متلازمة ستوكهولم وفي ما يلي بعضاً منها:[3] [4]
- قد يشعر المختطف بالامتنان تجاه مختطفه؛ لأنه أبقاه على قيد الحياة.
- يشعر الضحايا بالامتنان لأقل درجة تعاطف من قبل مختطفيهم كالحصول على الطعام، أو التعرض للأذى بشكل أقل من المعتاد.
- يتعلم الرهائن بعض ردود الأفعال لإرضاء مختطفيهم، لطلب وِدّهم ودرء بعض الأذى عنهم.
- من الممكن أن يعامل الخاطف الضحية معاملة إنسانية في بعض الأحيان.
- يتمتع المعتدي والضحية بالتفاعل المباشر بشكل مكثف، مما يؤدي إلى التواصل مع بعضهم البعض.
- قد يشعر الأسرى أن موظفي الإنقاذ لا يؤدون عملهم بشكل صحيح.
- قد تشعر الرهينة أن السلطات ليس في اهتمامها مصلحة الضحايا.
أعراض متلازمة ستوكهولم
يمكن التعرف على متلازمة ستوكهولم من خلال عدة أحداث أو أعراض، وتحدث هذه الأعراض للأسباب المذكورة أعلاه وهي كما يلي:[2][3]
- ينتج عند الضحية مشاعر إيجابية مثل الحب تجاه الشخص الذي يحتجزها.
- تتطور لدى الضحية مشاعر سلبية تجاه السلطات أو الشرطة، أو أي شخص من الممكن أن يقدم المساعدة، وإنقاذهم من آسريهم.
- يتكون فهم خاص للضحية تجاه خاطفها حيث يشعر بإنسانيته، ويبدأ بالاعتقاد أنهم يتشاركون الأهداف.
- رفض مساعدة الشرطة في ملاحقة خاطفيهم رفضاً تاماً.
- عدم ترك آسريهم حتى لو أتيحت لهم الفرصة.
تأثيرات متلازمة ستوكهولم على الصحة
متلازمة ستوكهولم ليست مدرجة قانونياً تحت قائمة اضطرابات الصحة العقلية أو تحت احصائياتها، ولكنهم قد يعانون من بعض ردات الفعل في وقت التعرض للأذى، وبعض الأعراض الجانبية التي تتكون في ما بعد الحادثة وهي كما يلي: [1]
الأعراض في وقت الحادث
- الإحراج من مشاعرهم تجاه المعتدي.
- الشعور بالارتباك مع الآخرين.
- صعوبة الثقة بالآخرين.
- الشعور بالذنب من غير أسباب واضحة.
أعراض ما بعد الحادثة
- المعاناة من الكوابيس.
- الأرق شديد.
- ذكريات الماضي.
- يتفاجأ بسهولة.
- إنكار الحادثة.
- الانسحاب من المجتمع.
- التوتر المزمن.
- مشاعر الفراغ.
- اليأس.
- الشعور بالاكتئاب.
- القلق.
- العجز المكتسب.
- الاتكال المفرط.
- عدم الاهتمام بالأنشطة.
علاج متلازمة ستوكهولم
تنتج متلازمة ستوكهولم بسبب التعرض للتوتر الشديد والخوف، والاكتئاب، لذلك فإن العلاج الأكثر فعالية هو العلاج النفسي، ويتكون أولاً من الدعم النفسي من قبل العائلة، وثانياً على يد طبيب نفسي خبير قد يساعد المريض في تعلم التعايش مع ذكرياته بشكل صحيح، وطرق الإنفتاح بمشاعره السلبية والإيجابية، لذلك من الممكن أن يأخذ العلاج فترة طويلة من الزمن. [4]
التعامل متلازمة ستوكهولم
يمكن مساعدة الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم عن طريق فهم أساس حالته الشخصية، وتعلم أسس التعامل مع حالة متلازمة ستوكهولم عن طريق تعلم النقاط التالية وتطبيقها على أرض الواقع: [4]
- التثقيف النفسي للمريض: يجب على المصاب بمتلازمة ستوكهولم أن يفهم حالته الشخصية لكي يعترف بالمشكلة قبل إيجاد الحلول.
- تجنب الاستقطاب: لا تحاول مهاجمة الشخص المُعتدي، مما قد يؤدي المصاب بمتلازمة ستوكهولم إلى الدفاع عن الآسر أو المعتدي، ومن الممكن أن تزيد المشاعر الإيجابية تجاه ذلك الشخص، وتنامي المشاعر السلبية تجاه الشخص الذي يريد المساعدة.
- إعطاء المصاب الاهتمام الكافي: يمكن سؤال الضحية العديد من الأسئلة مثل كيف تشعر، وما هو شعورك وقتها، وما هو رأيك.
- لا تكن حكماً: عندما تتحدث الضحية عن تجربتها مع الجاني، لا يجب مقاطعتها أو التعليق على الأحداث بشكل دقيق، بل يجب إعطاء ردات الفعل الصحيحة لكي يشعر أن هذا الشخص المستمع في صفه.
- لا يجب إعطاء النصائح: يجب على ضحايا الاعتداء اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، حيث أن الطريق إلى الشفاء من الإساءة يكون بتمكين اتخاذ قراراته الخاصة، وإعادة الثقة بالنفس.
قضايا متلازمة ستوكهولم رفيعة المستوى
هنالك العديد من قضايا الخطف التي أدت إلى إظهار متلازمة ستوكهولم في واقعنا الحالي، وفيما يلي بعض أشهر تلك القضايا:[2]
باتي هيرتز
عندما اختُطفت حفيدة رجل الأعمال وناشر الصحف ويليام راندولف هيرست في عام 1974 على يد جيش التحرير السيمبيوني، وفي أثناء أسرها تخلت عن أسرتها، وتبنت اسماً جديداً، بل وانضمت إلى جيش تحرير السودان في سرقة البنوك.
حيث تم القبض على هيرست لاحقاً، واستخدمت متلازمة ستوكهولم كدفاع في محاكمتها، ولكن هذا الدفاع لم ينجح، وحُكم عليها بالسجن 35 عاماً.[2]
ناتاشا كامبوش
تم اختطاف ناتاشا البالغة من العمر 10 سنوات، عام 1998، ووضعت تحت الأرض في غرفة مظلمة ومعزولة، واحتجزها خاطفها وولفجانج بيكلوبيل لأكثر من 8 سنوات، وخلال تلك الفترة أظهر لها بعض اللطف، لكنه ضربها أيضاً وهددها بالقتل، وعندما تمكنت ناتاشا من الفرار انتحر بويكلوبيل، حيث ذكرت وكالات الأخبار في ذلك الوقت أن ناتاشا "بكت بشدة حزناً على خاطفها".[2]
ماري ماكلروي
احتجز أربعة رجال ماري البالغة من العمر 25 عاماً تحت تهديد السلاح عام 1933، وربطوها بالسلاسل إلى الجدران في مزرعة مهجورة، وطالبوا عائلتها بفدية، وعندما تم إطلاق سراحها، كافحت من أجل تبرئة آسريها في محاكمتهم، كما أعربت علانيةً عن تعاطفها معهم.[2]
متلازمة ستوكهولم في حياتنا اليومية
تظهر متلازمة ستوكهولم في أغلب الأحيان عند ضحايا الخطف أو الاعتداء، ولكنها من الممكن أن تتواجد في حالات أخرى ومنها: [2]
العلاقات المؤذية
قد يكون الأذى النفسي أو الجسدي، أو الجنسي في العلاقات بين الزوجين من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة ستوكهولم، حيث إنه من الممكن أن يستمر الأذى لسنوات طويلة، مما يؤدي إلى تطوير مشاعر إيجابية لدى المعتدى عليه، وقد يرفض المساعدة من أحد بشكل كلي خوفاً على المعتدي. [2]
الإساءة للأطفال
كثيراً ما يهدد المعتدون ضحاياهم بالقتل أو العقاب الجسدي والنفسي، مما يطور ردة فعل لدى الضحية لتجنب العقاب وكسب رضا الطرف الآخر، وتبعاً لذلك قد يعامل المعتدي الضحية ببعض اللطف، مما يكوّن لدى الطفل فهم خاطئ وارتباك بطبيعة هذه العلاقة السلبية. [2]