متلازمة راي..احذر الأسبرين للأطفال دون 14 عاماً
تعرف على أسباب متلازمة راي وأعراضها وعلاقتها بتناول الأطفال دون 14 عاماً للأسبرين بعد عدوى فيروسية مع توضيح طرق التشخيص والعلاج ووسائل الوقاية
متلازمة راي هي مرض نادر الحدوث وخطير جداً، وفي مقالنا نتعرف على أعراض وأسباب الإصابة بمتلازمة راي، هذا بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج وسبل الوقاية من الإصابة بهذه المتلازمة.
ما هي متلازمة راي؟
إذاً.. متلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome) مرض نادر وخطير ينتج عنه تورم في الدماغ والكبد، وهو يصيب مختلف الأعمار، لكنه غالباً ما يصيب الأطفال أو المراهقين بعد شفائهم من أمراض فيروسية أكثرها الإنفلونزا أو جدري الماء.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكلما تم التشخيص لمتلازمة راي مبكراً كانت نتائج العلاج أفضل -خاصة عند الأطفال- أما المراحل المتأخرة من المتلازمة فقد تنتهي بتلف دماغي دائم.[1][2]
أسباب متلازمة راي
- يعد الإصابة بهذه المتلازمة نادراً جداً عالمياً، ويبلغ عدد من أصيب به 20 شخصاً في العام الواحد وهذا منذ عام 1988؛ لذا فإن الأسباب الدقيقة وراء الإصابة بمتلازمة راي غير معروفة تماماً.
- تلعب عدة عوامل دوراً في إصابة الطفل أو المراهق، وعلى ما يبدو أن العامل الرئيسي في الإصابة بمتلازمة راي هو استخدام الأسبرين أو أحد المركبات التي تحويه، وذلك أثناء علاج حالة عدوى فيروسية (خاصة الإنفلونزا وجدري الماء) لدى الأطفال الذين يعانون من اضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية الكامنة.
- المقصود باضطرابات الأكسدة الأحماض الدهنية أنها حالة وراثية استقلابية يعاني فيها الجسم من عدم القدرة على تكسير الأحماض الدهنية، نتيجة لفقدان أحد الإنزيمات الفعالة في هذا المجال، أو أن أنزيماً أو أكثر لا يعمل بشكل صحيح.
- في بعض الحالات النادرة جداً قد تظهر أعراض وعلامات متلازمة راي لأشخاص مصابين بحالة استقلابية نادرة جداً وهي نقص نازعة هيدروجين الأسيل (COA) متوسطة السلسلة (MCAD)؛ مما يمنع استقلاب الطاقة في الجسم، لكن هؤلاء غير مصابين بمتلازمة راي.
- قد يؤدي التعرض لبعض المواد السامة كالمبيدات الحشرية، ومجففات الدهانات، بالإضافة إلى المبيدات العشبية إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض متلازمة راي، لكن هذه السموم لا تسبب متلازمة راي.[1][2]
أعراض متلازمة راي
تختلف أعراض هذه المتلازمة حسب مدة الإصابة وتطور المرض، وحسب عمر المصاب، وعادة ما تبدأ بالظهور بعد التعرض لعدوى فيروسية وعلاجها بعقار الأسبرين، تبدأ الأعراض عادة بعد 3-4 أيام من الإصابة الفيروسية للأطفال وتظهر الأعراض عليهم كالتالي:[2][3]
الأطفال أقل من عامين
الأطفال الأكبر سناً والمراهقين
الأعراض الأكثر حدة وخطورة
- سلوك عصبي وتصرفات عدوانية أو غير واعية.
- ارتباك في التصرفات قد تصل إلى بعض أشكال الهلوسة.
- ضعف في حركة الأطراف تصل إلى حد الشلل.
- نوبات من الألم أو مرض الصرع.
- انخفاض في مستويات الوعي.[2][3]
ملاحظة: هذا ويمكن في بعض الحالات الخلط بين أعراض متلازمة راي وبعض حالات الالتهابات، مثل: مرض السحايا (تورم أغشية الدماغ والحبل الشوكي) أو التسمم؛ لهذا يحتاج إلى عدة اختبارات شاملة للكشف عن الإصابة بمتلازمة راي تحديداً.[2][3]
تشخيص متلازمة راي
بما أن متلازمة راي هي حالة نادرة جداً، يجب على الطبيب بداية استبعاد الحالات الأخرى التي تسبب أعراضاً مماثلة، مثل: التهاب السحايا، والتهاب الدماغ؛ فيجب إجراء اختبارات الدم والبول لاستبعاد حالات التسمم، أو تراكم البكتيريا في الدم، وكذلك ضرورة إجراء اختبارات لوظائف الكبد، وتشمل الاختبارات الموصى بها للكشف عن متلازمة راي:[1][2][3]
- الفحص بالأشعة المقطعية: وهو التصوير الطبقي المحوري للتأكد من تورم الدماغ.
- المبزل القَطني: لاستخراج عينة من سائل العمود الفقري للتحقق من الإصابة بالفيروسات.
- خزعة الكبد: حيث تؤخذ عينة من خلايا أنسجة الكبد للبحث عن تغيرات الخلايا المميِزة للإصابة بمتلازمة راي.
علاج متلازمة راي
في حال تم تشخيص إصابة الشخص أو الطفل بمتلازمة راي فإن ذلك يستوجب دخولاً مباشراً إلى المستشفى في وحدة العناية المركزة، وحيث لا يقتصر علاج متلازمة راي على علاج واحد؛ فإن الأطباء يلجئون إلى عدة إجراءات من شأنها منع الأعراض الأكثر خطورة والسيطرة على ورم الدماغ حتى يزول الخطر على الحياة، وتشمل هذه الإجراءات:[2][4]
- دعم وظائف الجسم الحيوية، مثل التنفس والدورة الدموية وذلك عن طريق وصل جهاز التنفس الاصطناعي في حال الحاجة له، وإعطاء الشوارد والسوائل وريدياً لتصحيح مستوى المعادن والعناصر الغذائية.
- تساعد مدرات البول على تخليص الجسم من السوائل الزائدة والتخفيف من الورم الدماغي.
- أدوية تنظيم الأمونيا لخفض مستواها في الجسم فهي مادة سامة.
- إعطاء مضادات الاختلاج والتي يتم بواسطتها السيطرة على النوبات الناتجة عن الورم الدماغي.
- مراقبة ضغط الدم والأنسجة وضربات القلب ودرجة الحرارة والسيطرة عليها ضمن الحدود الطبيعية.
- إعطاء أدوية منع النزف.
- في حال وجود نزيف في الكبد يعطى فيتامين ك والصفائح الدموية.
مضاعفات متلازمة راي
ونظرا لسرعة تشخيص متلازمة راي -التي تحسنت مع الوقت- انخفض معدل الوفيات إلى أقل من 20% بعد أن كان يفوق 50% في الثمانينات من القرن الماضي، وتتفاوت درجة الشفاء حسب سرعة الاستجابة الطبية، حيث سيتعافى البعض تماماً، بينما يمكن أن يشفى البعض مع مضاعفات طويلة الأمد، مثل:[2][4]
- قلة الانتباه وتأثر الذاكرة.
- تأثر حاسة السمع أو البصر بشكل نسبي.
- صعوبات في النطق وتعلم اللغة لدى الأطفال.
- بعض المشاكل الحركية.
ملاحظة: في الحالات المتقدمة جداً قد يعيش المصاب بمتلازمة راي مع تلف دائم في الدماغ قد ينتج عنه العديد من الإعاقات والصعوبات.[2][4]
الوقاية من متلازمة راي
بما أن معظم الدراسات أثبتت علاقة تناول الأسبرين بمتلازمة راي فيجب للوقاية منها:[4]
- توخي الحذر عند إعطاء الأسبرين للأطفال دون ال16 سنة إلا إذا كانت الفوائد المرجوة منه أكبر بكثير من مخاطره.
- عدم إعطاء الأسبرين نهائياً في حالات إصابة الأطفال والمراهقين المصابين بأمراض فيروسية، مثل الإنفلونزا وجدري الماء، وخاصة من أثبتت لديهم حالات اضطراب أكسدة الأحماض الدهنية الكامنة.
- القيام بالكشف المبكر عند الأطفال عن الإصابة باضطرابات أكسدة الحموض الدهنية الكامنة؛ لتحديد الأطفال الأكثر عرضة لمتلازمة راي.
- التحقق دائماً من النشرات المرافقة لأدوية الأطفال للتأكد من خلوها من مركبات الأسبرين مثل: حمض أسيتيل الساليسيليك، أو أستيتيل ساليسيلات، أو حمض الصفصاف، أو الساليسيلات.
- استخدام خافضات الحرارة البديلة والتي لا تحتوي على الأسبرين كبديل.
- إذا كان طفلك مصاباً بأمراض مزمنة بحاجة إلى علاج بالأسبرين، فتأكد من لقاحاته الحديثة من لقاح الجدري ولقاحات الأنفلونزا، حيث إن تلك اللقاحات تكون لأمراض منشأها فيروسياً.
متلازمة راي مرض نادر جداً، لكن هذا لا يعني عدم توخي الحذر، تأكدي من أدوية أطفالك ومن حالات اضطرابات أكسدة الأحماض الدهنية، كما التدقيق في علاج الإصابة بالعدوى الفروسية لتحافظي على صحة أطفالك.