متلازمة النفق الرسغي وطرق علاجها
ما هي متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel syndrome)، هي من أكثر اضطرابات الأعصاب شيوعاً في وقتنا الحالي، ويمتد النفق الرسغي من الساعد إلى راحة اليد، كما تشكل ثمانية عظام صغيرة في المعصم ثلاثة جوانب للنفق الرسغي، ويتكون الجانب الأخير من النفق الرسغي من أنسجة رخوة، تتكون من رباط يسمى الرباط الرسغي المستعرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يمر العصب المتوسط وتسعة أوتار أخرى عبر النفق الرسغي، وتساعد هذه الأوتار على تحريك الأصابع، وعندما يصبح هناك ضغط على العصب المتوسط بسبب أنسجة متورمة على سبيل المثال.
كما أنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى بطء أو منع النبضات العصبية من الانتقال عبر العصب، مما يسبب أعراض تتراوح من خدر خفيف إلى ضعف اليد، وفقدان الإحساس بها، وفقدان وظيفة اليد، وفي هذا المقال سيتم تبيان كل ما يخص متلازمة النفق الرسغي و طرق علاجها.[1]
أعراض متلازمة النفق الرسغي
تبدأ أعراض النفق الرسغي تدريجياً في البداية، وتتمثل الأعراض الأولية بتنميل متكرر أو وخز في الأصابع، خاصةً في السبابة، والإبهام، ثم الأصابع الوسطى، كما تبدأ الأعراض أولاً بالظهور في إحدى اليدين أو كلاهما أثناء الليل، قد يستيقظ الأشخاص المصابين بالنفق الرسغي وهم يشعرون بحاجة إلى هز اليد أو المعصم، ومع تفاقم الأعراض قد يبدأ المصابون بالشعور بوخز أثناء النهار، خاصةً عند القيادة، أو القراءة، أو التحدث بالهاتف، وفيما يلي أهم أعراض متلازمة النفق الرسغي:[2][3]
- صعوبة الإمساك بالأشياء، خاصةً الصغيرة منها.
- وخز أو خدر في الإبهام والأصابع الأخرى.
- وخز أو خدر في راحة اليد.
- ألم يمتد إلى الكوع.
- ألم في اليد أو الرسغ.
- مشاكل في الحركات الدقيقة للأصابع.
- في الحالات المتقدمة، ضعف العضلات في اليد.
- صعوبة حمل الحقائب، وقبضة ضعيفة.
- ضعف في أحد اليدين أو كلاهما.
طرق علاج متلازمة النفق الرسغي
العلاجات غير الجراحية
- التجبير: وهذا يعد من العلاجات الأولية، وهو عبارة عن جبيرة تلبس ليلاً فقط.
- الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية: من الممكن أن تخفف بعض الأدوية من الألم والتورم المرتبط بمتلازمة النفق الرسغي، ومن الممكن أن توفر العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب، مثل دواء الأسبرين، ودواء الإيبوبروفين، وتوفر مسكنات الألم الأخرى التي لا تتطلب وصفة طبية بعض الراحة قصيرة الأمد، لكن لم يثبت أنها تعالج متلازمة النفق الرسغي.
- الأدوية الموصوفة: يمكن حقن الكورتيكوستيرويدات مباشرة في الرسغ، مثل بريدنيزون، أو عقار ليدوكائين الذي يتم تناوله عن طريق الفم، لتخفيف الأعراض عند الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة أو متقطعة، لكن يجب الحذر للأشخاص المصابين بداء السكري أو المعرضين للإصابة به؛ لأنه يجب ملاحظة أن الاستخدام المطول للكورتيكوستيرويدات يصعب تنظيم مستويات الأنسولين.
- العلاجات البديلة: قد يستفيد بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة النفق الرسغي بالعلاجات البديلة، مثل الوخز بالإبر والعلاج بتقويم العمود الفقري، لكن فاعلية هذه العلاجات غير مثبتة، وثبت أن ممارسة الرياضة الهوائية تقلل من الألم وتحسن قوة القبضة عند الأشخاص المصابين بمتلازمة النفق الرسغي.[2]
الجراحية
من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً تحرير النفق الرسغي، تتضمن الجراحة قطع الرباط حول الرسغ لتقليل الضغط على العصب المتوسط، وتجرى الجراحة عادةً تحت التخدير الموضعي، ولا تتطلب المبيت بالمستشفى، وفيما يلي طريقتان مختلفتان يستخدمها الجراحون لتحقيق ذلك:[2]
- جراحة التحرير المفتوح: وهي الإجراء التقليدي المستخدم لعلاج متلازمة النفق الرسغي، تتم عن طريق عمل شق بطول 2 بوصة في الرسغ ثم قطع الرباط الرسغي لتوسيع النفق الرسغي، حيث يتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي في العيادات الخارجية، إذ لم تكن الحالة الطبية غير عادية.
- الجراحة بالمنظار: عادةً ما يتعافى الأشخاص بشكل أسرع بعد الجراحة بالمنظار مقارنةً بالجراحة التقليدية المفتوحة، لكن يوجد لها مخاطر أكبر، مثل حدوث مضاعفات والحاجة لجراحة إضافية، تتم عن طريق عمل شق أو شقين بطول نصف بوصة، في الرسغ وراحة اليد، وإدخال كاميرا متصلة بأنبوب، ويقطع الرباط الرسغي بمشرط صغير يتم إدخاله عن طريق الأنبوب.
أسباب متلازمة النفق الرسغي
غالباً ما تكون متلازمة النفق الرسغي نتيجة عدة عوامل تزيد من الضغط على العصب الأوسط والأوتار في النفق الرسغي، تشمل العوامل المساهمة لهذه المتلازمة الالتواء، أو الكسر، أو فرط نشاط الغدة النخامية، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، كما تشمل الأعراض الأخرى الاستخدام المتكرر للأدوات اليدوية المهتزة، أو احتباس السوائل أثناء الحمل، أو انقطاع الطمث.[2]
عوامل خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي
تم ربط العديد من عوامل الخطر بالإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، مع أنها قد لا تسبب الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي بشكل مباشر، إلا أنها تزيد من خطر حدوث تلف أو تهيج في العصب المتوسط، وفيما يلي أهم هذه العوامل:[4]
- العوامل التشريحية: من الممكن أن يسبب الكسر أو الخلع في الرسغ، أو التهاب المفاصل الذي يشوه العظام الصغيرة في الرسغ إلى تضيق الفراغ داخل النفق الرسغي، مما يسبب ضغط على العصب الأوسط.
- الظروف المدمرة للأعصاب: قد تزيد بعض الأمراض المزمنة من خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي وتلف الأعصاب، مثل مرض السكري.
- الأدوية: أثبتت بعض الدراسات وجود صلة بين متلازمة النفق الرسغي واستخدام دواء أناستروزول، وهو دواء يستخدم لعلاج سرطان الثدي.
- السمنة: تعد السمنة عامل خطر شائع للإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
- تغيرات في سوائل الجسم: من الممكن أن يؤدي احتباس السوائل إلى زيادة الضغط داخل النفق الرسغي، مما يسبب تهيج العصب المتوسط، ويعد هذا أمراً شائعاً أثناء الحمل وانقطاع الطمث، وبشكل عام تتحسن متلازمة النفق الرسغي بعد الحمل من تلقاء نفسها.
- حالات طبية أخرى: قد تزيد حالات معينة، مثل الفشل الكلوي، والوذمة اللمفية، من فرص الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.
تشخيص متلازمة النفق الرسغي
قد يطرح الطبيب عدد من الأسئلة ثم يجري فحصاً واحداً أو أكثر من الفحوصات التالية لتأكيد أو نفي إصابة الشخص بمتلازمة النفق الرسغي.[5]
- تاريخ الأعراض: سيقوم الطبيب بمراجعة نمط الأعراض عند المصاب، فعلى سبيل المثال، يلجأ الطبيب إلى فحص الأصبع الصغير، لأن العصب المتوسط لا يؤثر عليه، فإن كَشفت الفحوصات وجود مشاكل صحية في هذا الأصبع فهذا يعني وجود مشكلة أخرى غير متلازمة النفق الرسغي.
- الفحص البدني: يجري الطبيب فحصاً جسدياً ليختبر الشعور بالأصابع وقوة عضلات اليد.
- الأشعة السينية: يوصي بعض الأطباء بفحص الرسغ المصاب بواسطة الأشعة السينية، ليتم استبعاد الأسباب الأخرى لألم الرسغ، مثل الكسر أو التهاب المفاصل، مع ذلك لا تساعد الاشعة السينية في تشخيص متلازمة النفق الرسغي بشكلٍ دقيق.
- التخطيط الكهربي للعضلات: يقيس هذا الفحص التفريغ الكهربائي الصغير الناتج في العضلات، حيث إنه خلال هذا الفحص يقوم الطبيب بإدخال أقطاب كهربائية رفيعة في عدد من العضلات المحددة لتقييم النشاط الكهربائي عند انقباض العضلات، يتميز هذا الفحص بأنه يحدد الأضرار التي لحقت بالعضلات التي يتحكم فيها العصب المتوسط، ومن الممكن أن يستبعد أيضاً الحالات الأخرى.
- دراسة التوصيل العصبي: في هذا الفحص يتم لصق قطبين كهربائيين على الجلد، ويتم تمرير صدمة صغيرة عبر العصب المتوسط لمعرفة ما إذا كانت النبضات الكهربائية تتباطأ في النفق الرسغي بسبب تضيق فيه، ويساعد استخدام هذا الفحص لتأكيد الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي واستبعاد الحالات الأخرى، أو نفي الأصابة بهذه المتلازمة.