ما هو الميلاتونين وأهميته للجسم
الميلاتونين لا تقتصر أهميته على فوائد النوم فقط بل يقوم بعدة وظائف مهمة لصحة الجسم
الميلاتونين يعد من أشهر المكملات الغذائية التي تساعد على النوم لكن يمتد تأثير هذا الهرمون الحيوي إلى عدة وظائف أخرى في الجسم لنتعرف في هذا المقال على ما هو الميلاتونين وأهميته للجسم
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الميلاتونين
يُسمى الميلاتونين بهرمون النوم، وهو هرمون طبيعي تنتجه الغدة الصنوبرية في الدماغ ثم يتم إطلاقه في مجرى الدم، وتعدلامستويات الميلاتونين في الليل أعلى بعشرة أضعاف على الأقل من النهار.
يتأثر إنتاج الميلاتونين بالضوء حيث تعالج شبكية العين الضوء وتنقل هذه الطاقة إلى الغدة الصنوبرية في الدماغ، ثم تفرز الغدة الصنوبرية الميلاتونين في مجرى الدم، وينتقل الميلاتونين من المخ إلى باقي الجسم عن طريق الدورة الدموية.
يحفز الظلام الغدة الصنوبرية على البدء في إنتاج الميلاتونين بينما يؤدي الضوء إلى توقف إنتاج الميلاتونين لذلك يساعد الميلاتونين في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، ومزامنة دورة النوم والاستيقاظ، بالتالي يسهل الانتقال إلى النوم، ويعزز الراحة.
الميلاتونين مسؤول عن جعلنا متعبين في الليل وأقل تعبًا أثناء النهار إذ ينتج الميلاتونين عن طريق الضوء لذلك كلما زاد الضوء الذي نتعرض له قل إفراز الميلاتونين، بينما يؤدي الظلام إلى إنتاج الميلاتونين، كما أن مستويات الميلاتونين تصبح أعلى في الخريف والشتاء عندما تكون الليالي أطول، بينما تصبح أقل في الربيع والصيف عندما تكون الليالي أقصر.[1][2]
أهمية الميلاتونين للجسم
يعتقد معظم الناس أن الميلاتونين هو علاج لمشكلات النوم والأرق فقط لأن الجسم يعتمد عليه لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية والحفاظ على دورات النوم والاستيقاظ اليومية، مع ذلك يساهم الميلاتونين في علاج الأمراض والوقاية منها، فيما يلي أبرز فوائد الميلاتونين الصحية للجسم:
حماية صحة القلب والأوعية الدموية
الميلاتونين له قدرات قوية مضادة للأكسدة تعمل على حماية الخلايا والجينات من التلف الذي يؤدي إلى حدوث خلل وظيفي وظهور المرض إذ تعمل مضادات الأكسدة على تقليل الالتهابات الضارة، وتحد من تلف الخلايا والحمض النووي من عملية تعرف باسم "الإجهاد التأكسدي" التي تحدث عندما تتكاثر المواد الكيميائية المتطايرة المعروفة باسم الجذور الحرة في الجسم، يمكن للمواد التي تعمل كمضادات للأكسدة أن تحيد الآثار الضارة للجذور الحرة التي تضر بسلامة وعمل الخلايا والجينات.
قدرات الميلاتونين المضادة للأكسدة هي إحدى الآليات التي يمكن من خلالها أن يمنع ويعالج أضرار الأمراض المزمنة والمتعلقة بالعمر؛ مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر.
تستمر الأبحاث الطبية الحديثة في إثبات أن الميلاتونين قد يحمي ويعالج مجموعة من أمراض القلب والأوعية الدموية؛ مثل:
- النوبات القلبية.
- السكتة الدماغية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تصلب الشرايين.[3]
الميلاتونين عامل مضاد للسرطان
أظهرت الأبحاث على مدى السنوات العديدة الماضية الطرق العديدة التي يوقف بها الميلاتونين ظهور عدة أنواع من السرطان وتطورها حيث أظهرت الدراسات أن الميلاتونين يمكنه فعل ما يلي:
- قمع نمو الخلايا السرطانية والورم.
- منع ورم خبيث السرطان.
- يساعد في تعزيز فعالية علاج السرطان، بما في ذلك بعض أنواع السرطان المقاومة للعلاج.
- التقليل من حدة الآثار الجانبية من العلاج الإشعاعي والكيماوي.
- منع تطور السرطان في المقام الأول.[3]
الوقاية من أمراض الدماغ المرتبطة بالعمر
الميلاتونين يعمل على الوقاية من أمراض الدماغ المرتبطة بالعمر بما في ذلك مرض ألزهايمر حيث يوجد مستويات أقل من الميلاتونين في الأشخاص المصابين بالزهايمر مقارنة بأقرانهم في العمر غير المصابين بالمرض، ويستمر فقدان الميلاتونين في التصاعد مع تقدم مرض التنكس العصبي.
تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن الميلاتونين يتمتع بقدرات كبيرة في الحماية العصبية، وقد يساعد في منع الإصابة بمرض ألزهايمر جزئيًا.
يعمل الميلاتونين كمضاد قوي للأكسدة في الدماغ حيث يُعتقد أن الإجهاد التأكسدي الذي يدمر خلايا الدماغ هو أحد الأسباب الرئيسية المساهمة في المشاكل الإدراكية المرتبطة بالعمر، وعامل في تطور الأمراض التنكسية العصبية بما في ذلك مرض ألزهايمر وغيره.
سبب آخر محتمل لقدرة الميلاتونين على حماية صحة الدماغ وهو دوره في الحفاظ على إيقاعات الساعة البيولوجية متزامنة.[3]
تأثير الميلاتونين على مرض السكري
يتمتع الميلاتونين بتأثير على كل من نسبة السكر في الدم والأنسولين، وهي علامات رئيسية للصحة الأيضية ومحفزات لأمراض التمثيل الغذائي، وخاصة مرض السكري من النوع الثاني.
بالرغم من أن دور الميلاتونين في خطر الإصابة بمرض السكري وعلاجه معقد، ولم يُفهم جيدًا بعد هناك مجموعة قوية من الأبحاث التي تشير إلى أن الميلاتونين له تأثير وقائي على صحة التمثيل الغذائي ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري حيث تم ربط مستويات الميلاتونين الطبيعية في الجسم أثناء الليل بخطر الإصابة بمرض السكري، والحفاظ على مستويات الميلاتونين الليلية الصحية قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري إلى النص، مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من انخفاض إنتاج الميلاتونين أثناء الليل، كما أظهرت الأبحاث الحديثة الأخرى أن الميلاتونين التكميلي قد يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم، مما يمنعه من الارتفاع بشكل كبير.
من جهة أخرى وعلى النقيض أظهرت الأبحاث الحديثة الأخرى أن الميلاتونين قد يعقد خطر الإصابة بمرض السكري عن طريق التدخل في الأنسولين، وهو هرمون يساعد الخلايا على الوصول إلى الجلوكوز من مجرى الدم وبالتالي تنظيم مستويات السكر في الدم، وقد يؤدي رفع مستويات الميلاتونين لدى بعض الأشخاص إلى تقليل قدرة الخلايا المتخصصة على إفراز الأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
تشير الدراسات إلى أنه عند تناول مكملات الميلاتونين أثناء النهار أو عند تناوله في الليل من قبل الأشخاص الذين يأكلون في وقت متأخر من المساء يمكن أن يضعف الميلاتونين من تحمل الجلوكوز، مما يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الميلاتونين.[3][4]
طرق زيادة الميلاتونين في الجسم
ينتج الجسم الميلاتونين بشكل طبيعي ويُسمى الميلاتونين الداخلي، لكن يمكن إنتاج الهرمون خارجيًا وتصنيعه في المختبرات ثم بيعه في شكل مكمل غذائي.
الطرق الطبيعية لزيادة الميلاتونين
يوجد عدة طرق طبيعية يمكنك من خلالها زيادة مستويات الميلاتونين في الجسم للحصول على نوم أفضل، وهي ما يلي:
- تناول الأطعمة الغنية بالميلاتونين؛ مثل: مثل البيض، والأسماك، والمكسرات.
- التعرض الكافي للضوء أثناء النهار لتقليل الميلاتونين حتى تشعر بالنعاس في الليل.
- الاستحمام بالماء الساخن قبل النوم حيث يقلل الاسترخاء من إنتاج الكورتيزول وهو هرمون التوتر في الجسم، ويحفز الاستحمام إنتاج الميلاتونين.[1]
مكملات الميلاتونين
حبوب الميلاتونين غالبًا ما تُستخدم لمساعدة الأشخاص على النوم، وتخفيف أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وتقليل القلق قبل الجراحة أو بعدها.
يعتبر الاستخدام قصير الأمد لمكملات الميلاتونين آمنًا بشكل عام مع ذلك لا توجد أبحاث كافية حتى الآن لقياس مدى تأثير تناول مكملات الميلاتونين على المدى الطويل، وقد تشمل الآثار الجانبية لاستخدام الميلاتونين ما يلي:
- الصداع.
- الغثيان.
- النعاس.
- الكوابيس.
في حالات نادرة، هناك تأثيرات أكثر شدة للميلاتونين وتشمل:
- القلق الخفيف.
- مشاعر الاكتئاب.
- الرعشة.
- تشنجات البطن.
- الارتباك.
- انخفاض ضغط الدم.
على الرغم من أن مكملات الميلاتونين قد تكون مفيدة للنوم من الأفضل استشارة الطبيب بشأن أي مشاكل نوم مزمنة تستمر لمدة شهر أو أكثر.[1]
الميلاتونين ليس مهدئًا لكن يعمل محفزًا للنوم، من خلال المساعدة في تنظيم الساعة الحيوية للجسم ودورات النوم والاستيقاظ، وتساعد مكملات الميلاتونين على تقوية وتحسين دورات النوم والاستيقاظ.