ما هو التهاب القولون المزمن
القولون (بالإنجليزية: Colon) من الأعضاء الأساسية والمهمة في الجسم البشري، وهو ما يطلق عليه اسم الأمعاء الغليظة، تكون على شكل أنبوب غليظ وطويل متصل من أعلاه بالأمعاء الدقيقة المتصلة بدورها بالمعدة، وفي آخره يكون المستقيم من ثم القناة الشرجية المسؤولة عن الإخراج، ومن الأمراض التي تواجه هذا العضو مرض التهاب القولون (بالإنجليزية: Colitis)، فما هو التهاب القولون؟ وما هي أسباب التهاب القولون المزمن؟[1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب القولون المزمن
التهاب القولون (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) هو التهاب تقرحي يصيب القولون، فيبدأ من المستقيم لينتشر ويتصاعد إلى القولون بأكمله فيصبح مزمناً، يتصاحب هذا الالتهاب مع عدة أعراض دالة عليه.[2]
ينتمي مرض التهاب القولون المزمن إلى فئة أمراض التهابات الأمعاء، إذ تكون التقرحات فيه مفتوحة لدى انتشارها في القولون (الأمعاء الغليظة).
آلية انتشار التهاب القولون المزمن
يبدأ التهاب القولون من المستقيم، وهو أقرب نقطة من فتحة الشرج المسؤولة عن إخراج البراز، فيبدأ الالتهاب فيها وينتشر نحو الأعلى باتجاه القولون، ليصيب جزء منه أو يصيبه بأكمله.[2]
التهاب المستقيم لوحده دون انتشاره في القولون يسمى التهاب المستقيم التقرحي، أما في حال التهاب الجزء الأيسر من القولون فيطلق عليه اسم التهاب القولون المحدود، والتهاب القولون بالكامل يسمى التهاب القولون التقرحي، وبذلك تعتمد تسمية التهاب القولون على كمية الالتهاب ومدى انتشاره وموقعه، بالتأكيد يمكن تشخيص ذلك من شدة الأعراض وسوء حالة المريض.[2]
أنواع التهاب القولون
يوجد عدة أنواع لالتهاب القولون، حيث تعتمد التسمية على حسب موقعه وهي كالتالي:[3]
- التهاب المستقيم التقرحي.
- التهاب المستقيم السيني.
- التهاب القولون في الجانب الأيسر.
- التهاب القولون بنكوليت.
- التهاب القولون العصبي.
أسباب مرض التهاب القولون
هنالك عدة أسباب كامنة وراء الإصابة بالتهاب القولون المزمن، إذ يعزي الأطباء ذلك في المقام الأول إلى ردود فعل مناعية جسمية اتجاه القولون لحمايته من الجراثيم مما يسبب تقرحات فيه [2]، كما يلعب النظام الغذائي دوراً في تهيج القولون وتقرحه، ليكون أحد الأسباب وراء التهاب القولون، وقد وجد أن العامل الوراثي يلعب دوراً في الإصابة بمرض التهاب القولون المزمن.[3]
أعراض التهاب القولون المزمن
يتصاحب التهاب القولون المزمن مع عدة أعراض متدرجة على المريض، فتأتي وتذهب حسب شدة الالتهاب وانتشاره، وهذه الأعراض هي:[2]
- التشنجات البطنية والإسهال.
- فقدان للوزن وفقر دم.
- دم مرافق للبراز أو صديد.
- غثيان وتعب عام.
- تقرحات في الفم وحمى.
- طفح جلدي وألم في المفاصل.
- لون عيون حمراء.
- أمراض في الكبد في حالات متقدمة من الالتهاب.
الفئة المعرضة لالتهاب القولون التقرحي
يبدأ تشخيص الإصابة بالتهاب القولون المزمن من عمر 15 عاماً، ويستمر ذلك حتى العمر 30، وهي الفئة العمرية الأكثر انتشارًا فيها، وقد يصيب الأطفال الذين لم يبلغوا العامين من أعمارهم، تقل نسبة انتشاره للفئة العمرية 50-70 عاماً، ويمكن تلخيص الأشخاص الأكثر عرضة من غيرهم في الإصابة بالتهاب القولون المزمن في الآتي:[2]
- من لهم أقارب مصابون بالتهاب الأمعاء.
- الفئة العمرية 15-30 وأكبر من 60 عاماً.
- الأشخاص الذين يحتوي غذاؤهم على نسب عالية من الدهون.
- استخدام الأدوية المضادة للالتهابات من فئة الغير الستيرويدية.
- كما أن هناك شعوباً ينتشر فيها المرض أكثر من غيرها مثل اليهود.
تشخيص التهاب القولون المزمن
يخطئ بعض المصابون بآلامٍ في البطن بين أعراض وتشخيص عسر الهضم والتهاب القولون، لذلك يتم تشخيص مرض التهاب القولون المزمن عبر توجيه الطبيب لمريضه لإجراء الفحوصات التالية:[2]
- فحوصات دم شاملة تهدف للكشف عن فقر الدم ونقص الحديد، ووجود عدوى.
- فحص براز لتأكد من وجود طفيليات أو بكتيريا أو أية دلالة على الالتهاب.
- صورة رنين مغناطيسي أو تصوير مقطعي محوسب للقولون والمستقيم.
التنظير عبر فتحة الشرج للكشف عن أية تقرحات.
علاج التهاب القولون المزمن
تعمل الأدوية والعلاجات الخاصة بالتهاب القولون المزمن على التخفيف من حدة أعراضه على المريض، وتحسين صحته بشكل عام، وتهدئة تهيجات القولون، إذ أنه ليس هناك علاج شاف من هذا المرض، ولكن يمكن التعايش معه عبر تنظيم العلاجات والفحوصات بشكل دوري، ومن ما يمكن وصفه من أدوية التهاب القولون المزمن:[2][4]
دواء امينوساليسيلات
دواء امينوساليسيلات (الاسم التجاري: سالازوبيرين)، يوصف في الحالات الخفيفة حتى المتوسطة من المرض، يأتي هذا الدواء بعدة أشكال مثل الحبوب، التحاميل، والحقن الشرجية، يعد هذا الدواء المرحلة الأولى في علاج التهاب القولون المزمن، فيعمل على شفاء الأنسجة المتضررة، كما يمكن الاستمرار بأخذه لفترات طويلة، أما عن أعراضه الجانبية فتشتمل على الصداع، ألم في البطن وطفح جلدي، وإسهال في حالات نادرة.
الستيرويدات القشرية
الستيرويدات القشرية (الاسم التجاري: بريدنيزون)، يتم صرفه في حالات التهاب القولون المزمن والحاد، كونه أقوى فاعلية في تهدئة التهابات الأمعاء، وهو دواء ذي آثار جانبية مثل هشاشة العظام، الأرق، زيادة في الوزن، وظهور حب شباب على الوجه، من ذلك يتم وصفه لفترات علاجية قصيرة المدى.
دواء توفاسيتينيب
أزاثيوبرين (الاسم التجاري: أزامون)، هو من الأدوية مناعية التي تعمل على تهدئة هجمات جهاز المناعة، تسبب أعراض جانبية رغم نجاعتها في علاج التهاب القولون، فقد يصاب المريض بنقص في إنتاج خلايا الدم الحمراء وبالتالي فقر دم، من ذلك يتم إعطائه داخل المستشفيات لعلاج حالات التهاب القولون الحادة والمزمنة.
إنفليكسيماب
إنفليكسيماب (الاسم التجاري: ريميكيد)، من الأدوية الحيوية التي تعالج التهاب القولون المتوسط إلى الحاد، تعمل على إيقاف عمل مستقبلات القولون وجهاز المناعة لتثبيط عملهما وتهدئة الأعراض الشديدة، ويتم إعطاء هذه الأدوية داخل المستشفى.
دواء توفاسيتينيب
دواء توفاسيتينيب (الاسم التجاري: زيلجانز)، وهو من فئة المثبطات الدوائية التي تعمل على تهدئة القولون وجهاز المناعة عبر كبح إفراز أنزيمات كيميائية مرتبطة بتهيج المعدة واضطرابها.
الجراحة
هو خيار وارد لتلافي حصول سرطان القولون أو أي أعراض ومشاكل خطيرة أخرى، فيتم إزالة القولون جراحيًا.
طرق الوقاية من التهاب القولون
يمكن لمريض التهاب القولون المزمن التحكم في جودة حياته وصحته وتحسينها عبر اتباع عدة نصائح من شأنها أن تساعده على التخفيف من أعراض التهاب القولون وهي كالآتي: [4]
- نظام غذائي متوازن: يكون ذلك عبر تناول 5-6 وجبات صغيرة في اليوم مع الحرص على شرب السوائل بشكل كبير، وأخذ المدعمات الغذائية والفيتامينات.
- تسجيل الطعام المتناول: لإيجاد واكتشاف الطعام الذي يسبب تحسس من قبل الأمعاء وزيادة في حدة أعراض التهاب القولون وتلافيها في أوقات لاحقة، كما يمكن عن طريق تسجيل الطعام تجربة نوع جديد يومياً واختيار المناسب لك و أمعائك.
- تناول أطعمة قليلة المخلفات: مثل الأطعمة قليلة الألياف مثل الخبز الأبيض وحبوب الإفطار الغير كاملة والخضراوات المطبوخة، والبيض واللحوم والأسماك الخالية من الدهون.
- تجنب التوتر والإرهاق النفسي: الذي يؤدي إلى تهيج القولون وزيادة شدة أعراضه، يمكن تجربة تمارين اليوجا للاسترخاء والتخفيف من التوتر والإرهاق.
- تجنب الحياة العاطفية المتوترة وغير المستقرة: إذ يؤثر التوتر طويل الأمد على القولون وتسبب التهابه بالإضافة إلى الاكتئاب والوهن النفسي.
التهاب القولون المزمن مرض يمكن التعايش معه بمراقبة نوعية الغذاء وأخذ العلاج اللازم والمتوافق مع حالة المريض لتهدئة أعراضه وتحسين حياته، كما يمكن اتخاذ خيار الجراحة عند الشك بتطور الالتهاب إلى أمراض معقدة أكثر مثل السرطان، وفي الغالب لا بد من استشارة الطبيب حول الأعراض وطرق العلاج المناسبة.