فشل القلب الاحتقاني
تكمن أهمية القلب في كونه يغذي جميع أنحاء الجسم بالمواد المغذية والأُكسجين المحمولة خلال الدم، لذا فإنّ أمراض القلب من الحالات المرضية الخطيرة بما فيها فشل القلب الاحتقاني، فما هو فشل القلب؟ وما هي أعراضه؟ ولماذا يحدث؟ وكيف يتم علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو فشل القلب الاحتقاني
فشل القلب (بالإنجليزية: Heart Failure) أو ما يعرف بفشل القلب الاحتقاني، أو قصور القلب الذي يحدث عندما لا يتمكن القلب من ضخ كمية كافية من الدم لجميع أنحاء الجسم. في هذا المقال سنتحدث عن فشل القلب الاحتقاني.
عندما لا يتدفق الدم إلى أنسجة وخلايا الجسم فإنّ جميع وظائف الجسم الرئيسية تتعطل، كما أنّ بعض المصابين بفشل القلب الاحتقاني قد يعانون من عدم ضخ القلب ما يكفي من الدم لجميع أنحاء الجسم، أو قد يعانون من تصلب وتيبس في عضلة القلب نفسها مما يؤدي إلى منع أو تقليل تدفق الدم إلى القلب.
كما يعد فشل القلب الاحتقاني من الحالات المرضية المنتشرة إذ إنها تصيب 6.2 مليون مواطن أمريكي حسب ما تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من مرض القلب، إذ إنّ غالبية المصابين من الرجال لكن الوفيات بفشل القلب أعلى لدى النساء. [1]
أعراض فشل القلب الاحتقاني
يزداد قصور القلب الاحتقاني سوءاً مع مرور الوقت، كما أنّ الكثير من المصابين يعتقدون بأنّ القلب قد توقف عن العمل بشكل نهائي في هذه الحالة، إلا أنّ قصور القلب الاحتقاني يعني ضعفاً في قدرة القلب على ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى تلف في الأعضاء كما يمكن للسوائل أن تتجمع في الرئتين.
أمّا بالنسبة للأعراض فإنها قد تكون في كثير من الأحيان خفيفة، وقد لا تظهر لدى بعض الأشخاص، لكنها قد تكون لدى بعض الأشخاص شديدة، عدا عن أنها تأتي وتزول، بجميع الأحوال فإنّ أعراض فشل القلب الاحتقاني تتضمن الآتي: [2]
- زيادة الوزن.
- ضيق في التنفس.
- السعال الذي يتميّز بأنه يكون جافاً.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- ضعف وألم في الساق عند ممارسة الأنشطة البدنية.
- تورم في الكاحلين، والساقين، والبطن.
- الرغبة في التبول بشكل خاص في الفترات الليلية.
- فقدان الشهية.
- الغثيان واضطراب في المعدة.
- اضطراب في نبضات القلب.
أسباب فشل القلب الاحتقاني
في الغالب يحدث الفشل القلبي عندما يصيب القلب أي حالة مرضية تؤدي إلى إضعافه أو إلحاق الضرر به، لكن عندما يصيب القلب فشل فإنّ القلب يكون في هذه الحالة شديد التيبس، إذ إنه قد يصيب التيبس غرف القلب الرئيسية بحيث لا تمتلئ بشكل صحيح بين ضربات القلب، هذا يلحق ضرراً بعضلة القلب أو البطينات التي قد تتمدد عندما لا يتم ضخ كمية كافية من الدم إلى الجسم.
مع مرور الوقت فإنّ القلب يصبح عاجزاً بشكل كامل عن ضخ الدم إلى باقي أجهزة الجسم، بجميع الأحوال فإنّ فشل القلب الاحتقاني يحدث نتيجة الأسباب التالية: [3]
- ارتفاع ضغط الدم: عندما ترتفع مستويات ضغط الدم فإنّ ذلك يشكل ضغطاً وجهداً إضافياً على القلب حتى يضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ومع مرور الوقت يسبب هذا الضغط الإضافي إلى ضعف أو تيبس بعضلة القلب، إذ لا يمكنها ضخ كميات كافية من الدم.
- مرض الشريان التاجي: يعد مرض الشريان التاجي من أكثر أمراض القلب شيوعاً، كما أنّه من أكثر العوامل المسببة التي تؤدي إلى الإصابة بفشل القلب، إذ يحدث مرض الشريان التاجي نتيجة تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم بالتالي الإصابة بالنوبة القلبية.
- التهاب عضلة القلب: من أكثر العوامل المسببة لالتهاب عضلة القلب العدوى الفيروسية بما فيها فيروس كورونا المستجد الذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب عضلة القلب بالتحديد في الجانب الأيسر.
- عدم انتظام ضربات القلب: أو ما يعرف باضطراب النظم القلب الذي يتمثل في حدوث تسارع أو تباطؤ في ضربات القلب، الذي يؤدي إلى فشل القلب.
- عيوب صمامات القلب: تعمل صمامات القلب على توجيه الدم في الاتجاه الصحيح، إذ إنه عندما يحدث تلف في الصمام نتيجة مرض الشريان التاجي، أو التهاب في عضلة القلب، فإنّ القلب يعمل بجهد أكبر حتى يتم إضعافه.
- تلف عضلة القلب: يمكن أن تؤدي العديد من الأسباب إلى تلف عضلة القلب بما فيها الحالات المرضية المعينة، والعدوى، والإفراط في تناول المشروبات الكحولية، والتسمم بالأدوية غير المشروعة كالكوكايين أو بعض الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى العوامل الوراثية.
- العيوب الخلقية في القلب: يمكن أن يولد الشخص دون أن تتشكل غرف أو صمامات القلب بشكل صحيح هذا ما يدفع الأجزاء الطبيعية من القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم هذا ما يؤدي إلى الإصابة بفشل القلب الاحتقاني.
- مرض السكري: يتسبب مرض السكري بحدوث ارتفاع في مستويات ضغط الدم، ومرض الشريان التاجي، لذا من المهم على المصابين بمرض السكري عدم التوقف عن تناول أدوية السكري دون استشارة الطبيب.
- العلاجات الدوائية: يمكن أن يؤدي استخدام بعض أنواع الأدوية إلى الإصابة بفشل القلب الاحتقاني بما فيها مضادات الالتهاب اللاسترويدية، وبعض أنواع أدوية التخدير، والأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، والسرطان، وأمراض الدم، وأمراض الجهاز العصبي، بالإضافة إلى أدوية الأمراض الالتهابية كالتهاب المسالك البولية، والعدوى، عدا عن بعض أنواع أدوية السكري.
- انقطاع التنفس النومي: يتسبب عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي أثناء النوم إلى انخفاض مستويات الأُكسجين في النوم، وزيادة خطر الإصابة بعد انتظام ضربات القلب، وبكلتا الحالتين يحدث فشل القلب الاحتقاني.
- السمنة: تعد السمنة من أكثر العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالفشل القلبي الاحتقاني.
- التدخين والكحول: يتسبب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، وتدخين السجائر بإضعاف عضلة القلب الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى الإصابة بالفشل القلبي.
- الفيروسات: قد تتسبب بعض أنواع الفيروسات في إتلاف عضلة القلب.
أنواع فشل القلب الاحتقاني
يوجد العديد من أنواع فشل القلب الاحتقاني التي تتضمن الآتي: [4]
فشل الجانب الأيسر من القلب
قد يصيب فشل القلب الاحتقاني الجانب الأيسر، إذ يعد الشكل الأكثر شيوعاً من أشكال فشل القلب الاحتقاني الذي يحدث في الغالب نتيجة الإصابة بمرض الشريان التاجي، كما تكمن أهمية الجانب الأيسر من القلب في كونه المسؤول عن ضخ الدم إلى باقي أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى عودة الدم إلى الرئتين كون القلب لا يضخه بشكل فعال، مع ذلك فإنّه يمكن علاج فشل الجانب الأيسر من القلب من خلال الأدوية بما فيها حاصرات الإنزيم المحول للأنجيوستين، والأدوية المنظمة لضربات القلب.[4]
فشل الجانب الأيمن من القلب
يتم ضخ الدم في الجانب الأيمن إلى الرئتين حيث يتم جمع الأُكسجين، كما أنّ فشل الجانب الأيمن من القلب يكون أحد مضاعفات فشل الجانب الأيسر من القلب، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث فشل الجانب الأيمن من القلب نتيجة الإصابة بأمراض الرئة، وارتفاع ضغط الدم، وفي الغالب يعالج الطبيب هذا النوع من الفشل الاحتقاني للقلب بالأدوية بما فيها الأدوية المدرة للبول، وغيرها من الأدوية.[4]
فشل القلب ثنائي البطين
يصيب هذا النوع من فشل القلب الاحتقاني كلا جانبي القلب أي الأيمن والأيسر، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض التي تكون شديدة، مع ذلك فإنّه يمكن علاج فشل القلب ثنائي البطين بالعديد من الخيارات العلاجية التي تتضمن الأدوية المدرة للبول، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوستين، بالإضافة إلى الأدوية المنظمة لضربات القلب. [4]
فشل القلب الانقباضي
يحدث هذا النوع من أنواع الفشل القلبي عندما يكون أحد جانبي القلب أو كلاهما ضعيفاً أي وجود خلل في قدرة القلب على ضخ الدم لجميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق، وتغير لون الشفاه والأصابع بحيث لون أزرق، علاوة على ذلك فإنّ الخيارات العلاجية لا تختلف عن العلاجات الدوائية لباقي أنواع الفشل القلبي.[4]
ختاماً من المهم عدم إهمال أعراض وجود مشكلة في القلب أياً كانت، إذ لا بد من مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.