علاج فرط نشاط الغدة النخامية
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الغدد التي تقوم بوظائف حيوية تتمثل في تنظيم عمليات الجسم، حيث تعد الغدة النخامية من أبرز هذه الغدد التي يمكن أن تصاب بالعديد من الحالات المرضية بما فيها فرط النشاط، فما هو فرط نشاط الغدة النخامية؟ وما هي أعراضه؟ ولماذا يحدث؟ وما هي طرق علاج فرط نشاط الغدة النخامية؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فرط نشاط الغدة النخامية
يعد فرط نشاط الغدة النخامية (بالإنجليزية:Hyperpituitarism) أو ما يعرف بفرط إفراز هرمونات الغدة النخامية، وهو أحد أنواع الاضطرابات التي تصيب الغدة النخامية، الذي يؤثر على مجموعة كبيرة من وظائف الجسم، بما في ذلك تصبغ الجلد، والبلوغ، والنمو، بالإضافة إلى نشاط الغدة الدرقية، والتكاثر، وإنتاج حليب الثدي.
مع ذلك فلا يعد فرط نشاط الغدة النخامية من الحالات المرضية الخطيرة، إذ يمكن علاج هذه الحالة بالعديد من الخيارات العلاجية. [1]
علاج فرط نشاط الغدة النخامية
تختلف علاجات فرط نشاط الغدة النخامية باختلاف العامل المسبب لهذه الحالة، مع ذلك تتضمن العلاجات واحد أو أكثر من الخيارات التالية: [2]
العلاجات الدوائية
عندما يكون فرط نشاط الغدة النخامية ناتجاً عن ورم في الغدة فإنّ الطبيب يصف الأدوية التي تقلل وتقلص حجم الورم، كما يمكن استخدام العلاجات الدوائية قبل خضوع المصاب للجراحة، للتقليل من حجم الورم لتسهل إزالته في العمليات الجراحية.
كما يمكن أن يصف الطبيب العلاجات الدوائية فقط إذا كانت جراحة استئصال الورم لا تناسب المصاب، عدا عن أنّ الطبيب يصف مجموعة من الأدوية التي تعالج عدة حالات تؤدي لفرط نشاط الغدة النخامية، حيث تتضمن هذه الأدوية ما يلي: [2]
- الأدوية الهرمونية: تعمل الأدوية الهرمونية على تقليل مستويات هرمون النمو.
- أدوية البرولاكتين: يصف الطبيب هذه الأدوية لتخفيض مستويات البرولاكتين لدى المصاب الذي يؤدي إلى ورم برولاكتيني.
- الأدوية المعالجة لضخامة نهايات أطراف الجسم، أو العملقة.
العمليات الجراحية
يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية عندما يكون سبب فرط نشاط الغدة النخامية ظهور ورم، حيث تعرف هذه العمليات الجراحية بجراحة استئصال الورم الغدي عبر العرفيّة، إذ يقوم الجراح بإزالة الورم من خلال إحداث شقوق صغيرة في الشفة العليا أو الأنف، ذلك للسماح للطبيب بالوصول إلى الغدة النخامية، وإزالة الورم، كما أنّ هذه العملية قد تصل نسبة نجاحها إلى 80% إذا تم إجراؤها بشكل صحيح. [2]
العلاج الإشعاعي
تتطلب بعض حالات فرط نشاط الغدة النخامية أيضاً الخضوع للعلاج الإشعاعي، إذ يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار العلاجي عندما لا يتمكن المصاب من الخضوع للعملية الجراحية، أو عندما لا يستجيب الورم للعلاجات الدوائية، عدا عن إمكانية إجراء العلاج الإشعاعي بعد الخضوع للجراحة، ذلك بهدف إزالة أي أنسجة ورمية قد تركتها العملية الجراحية.
كما يوجد نوعان من العلاج الإشعاعي، فيما يلي توضيح ذلك: [2]
- العلاج الإشعاعي التقليدي: في هذا النوع من العلاج الإشعاعي يتم إعطاء جرعات صغيرة من الإشعاع على مدى ما يتراوح بين 4-6 أسابيع، كما أنّ الأنسجة المحيطة قد تتضرر أثناء العلاج الإشعاعي.
- العلاج الإشعاعي التجسيمي: في العلاج الإشعاعي التجسيمي يتم توجيه جرعات عالية من الإشعاع إلى الورم، حيث يتم ذلك في جلسة واحدة، عدا عن أنّ هذا النوع من الإشعاع يقلل إلحاق الضرر بالأنسجة المحيطة، كما يحتاج المصاب في بعض الأحيان بالعلاج بالهرمونات البديلة.
أعراض فرط نشاط الغدة النخامية
يتسبب فرط نشاط الغدة النخامية بإظهار مجموعة كبيرة من الأعراض التي تختلف باختلاف العامل المسبب، على أية حال تتضمن أعراض نشاط الغدة النخامية الآتي: [1]
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الإعياء والتعب.
- اضطراب في الدورة الشهرية.
- صعوبة في الحمل، قد تصل إلى العقم.
- عدم نزول الدورة الشهرية.
- إنتاج حليب الثدي بشكل غير متوقع لدى النساء الحوامل، كما أنّه من النادر ما يظهر حليب الثدي لدى الرجال.
- زيادة شعر الوجه.
- هشاشة العظام.
- ظهور الكدمات.
- زيادة الوزن.
- ظهور علامات التمدد الأرجواني.
- ضعف في العضلات.
- تسارع نبضات القلب.
- فقدان الوزن في بعض الأحيان.
- انخفاض طاقة الجسم والتعب.
- ظهور علامات التمدد على الجسم.
- ظهور رائحة للجسم.
- التعرق الشديد.
- الأيدي والأقدام واللسان الكبيرة.
- الصوت الأجش.
- تضخم في الصدر.
- الضعف الجنسي لدى الرجال.
- عدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
أسباب فرط نشاط الغدة النخامية
يحدث فرط نشاط الغدة النخامية بالدرجة الأولى نتيجة الأورام التي قد تكون أورام غدية صغيرة، حيث تؤدي هذه الأورام إمّا إلى إفراز الغدة النخامية كميات كبيرة من هرموناتها، أو تقليل إفراز الهرمونات ومنها هرمون البرولاكتين أو حصول الورم البرولاكتيني الذي يعد النوع الأكثر شيوعاً من أورام الغدة النخامية.
كما أنّ الورم البرولاكتيني يصيب شخصاً من بين كل 10 آلاف شخص، كما أنّه أكثر شيوعاً لدى النساء مقارنةً بالرجال، بالإضافة إلى أنّ فرط نشاط الغدة النخامية قد يحدث نتيجة تضخم الأطراف الذي يعد من الاضطرابات نادرة الحدوث، حيث يصيب 3 أشخاص من بين كل مليون شخص، كما يتم تشخيصه لدى الأفراد البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40-45 عاماً.
علاوة على ذلك قد يحدث فرط نشاط الغدة النخامية نتيجة متلازمة تعرف باسم متلازمة كوشينج التي تحدث بشكل رئيسي لدى الأفراد البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20-50 عاماً، كما أنّ هذه المتلازمة قد تكون ناتجة عن ورم غدي، كما أنّها أكثر شيوعاً لدى النساء بما يقارب 5 أضعاف انتشارها لدى الرجال.
كما يمكن أن يحدث فرط نشاط الغدة النخامية نتيجة الورم الصماوي المتعدد الذي يسبب ظهور أورام حميدة في البنكرياس، والغدد جارات الدرقية، وفي حالات نادرة يكون سبب الحالة ورماً سرطانياً، أو اضطراب ما تحت المهاد. [3]
تشخيص فرط نشاط الغدة النخامية
في بداية الأمر يطرح الطبيب مجموعة من الأسئلة على الشخص التي من شأنها تعريف الطبيب بالتاريخ الطبي للمصاب، بالإضافة إلى معرفة أي أعراض ظاهرة، بالإضافة إلى ذلك قد يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات التي تتضمن الآتي: [3]
فحص مستويات هرمون البرولاكتين
عند اشتباه الطبيب بأنّ فرط نشاط الغدة النخامية ناتج عن وجود ورم برولاكتيني، فإنّ الطبيب يجري فحصاً لقياس مستويات البرولاكتين في الدم، حيث يفيد هذا الفحص في استبعاد الحالات المرضية التي قد تسبب قصور الغدة الدرقية التي تحدث عندما لا تنتج الغدة كميات كافية من هرموناتها أيضاً. [3]
فحص ضخامة الأطراف
تحدث ضخامة الأطراف عندما ترتفع مستويات هرمون النمو في الدم، كما يمكن أن تتغير مستويات هرمون النمو في الدم مع مرور الوقت، ذلك لأنّ الغدة النخامية تفرز هرمون النمو على شكل طفرات، كما يتم في الغالب تشخيص ضخامة الأطراف من خلال إجراء فحص تحمل الجلوكوز عن طريق الفم،ذلك لأنّ الأشخاص المصابين بتضخم الأطراف يعانون من انخفاض مستويات هرمون النمو في الدم بعد تناول الغلوكوز. [3]
فحص متلازمة كوشينغ
على عكس الأشخاص المصابين بتضخم الأطراف يتم إجراء بعض الفحوصات لدى المصابين بمتلازمة كوشينغ لاستبعاد العوامل المسببة الأخرى، بما فيها ورم الغدة الكظرية، أو استخدام الأدوية القشرية السكرية، حيث تتضمن هذه الفحوصات فحص قمع الديكساميثازون بجرعات عالية، وأخذ عينات دم متخصصة، كما يتم أخذ عينة الدم خلال فحص متلازمة كوشينغ من أوردة الجيوب التي تستنزف الدم عن طريق الغدة النخامية. [3]
فحوصات أخرى
يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات الأخرى عندما تشير الفحوصات السابقة إلى وجود ورم، حيث تتضمن هذه الفحوصات التصوير الشعاعي الذي يحدد حجم الورم وموقعه، كما أنّ التصوير بالرنين المغناطيسي يكون أكثر حساسية في هذه الحالة من التصوير المقطعي المحوسب الذي يتم استخدامه للمصابين غير القادرين على الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي.[3]
في الختام تعد الغدة النخامية من أكثر الغدد أهمية في جسم الإنسان، لذا لا بد من مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي يشير إلى وجود مشكلة في الغدة، ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة العوامل المسببة وعلاجها.