عدوى العطيفة الصائمية
يصاب جسم الإنسان بالعديد من أنواع العدوى التي قد تكون ناتجة عن بكتيريا، أو فيروسات، أو غيرها من العوامل الممرضة التي يمكن أن تصيب أي جزء من أجزاء الجسم، إذ أنه من أبرز أنواع هذه العدوى عدوى العطيفة الصائمية، فما هي هذه العدوى، ما هي أسباب عدوى العطيفة الصائمية؟ كيف يعرف الشخص أنه مصاب بها؟ كيف يتم علاجها؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
العطيفة الصائمية
عدوى العطيفة الصائمية (بالإنجليزية:campylobacter infection) التي تصيب المعدة والأمعاء أو كما يشير إليها بعض الأشخاص بالتسمم الغذائي.
تعد عدوى العطيفة الصائمية من أكثر أنواع العدوى شيوعاً، إذ إنه على الرغم من عدم امتلاك الباحثين أرقام دقيقة للأشخاص المصابين بعدوى العطيفة الصائمية كون الكثير من الأشخاص المصابين بهذه العدوى لا يذهبون إلى الطبيب، إلا أنهم يشيرون إلى أنه يتم تشخيص 20 شخص من بين كل 100 ألف شخص سنوياً.
مع ذلك تشير بعض التقديرات إلى أنّ عدد المصابين بعدوى العطيفة الصائمية يزيد عن مليون و نصف شخص كل عام، إذ تبدأ هذه العدوى عن طريق تناول طعام أو شراب لشخص مصاب بهذه العدوى مما يؤدي إلى ظهور أعراض الإصابة بعدوى العطيفة الصائمية بعد ما يتراوح بين يوم إلى سبعة أيام من التعرض للبكتيريا. [1]
أعراض عدوى العطيفة الصائمية
تعد عدوى العطيفة الصائمية السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالإسهال في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه يشيع حدوث هذه العدوى في فصل الصيف مقارنةً مع الفصول الأخرى، إذ أنه في العادة ما يعاني المصابين بعدوى العطيفة الصائمية بالإسهال الذي يكون دموياُ في كثير من الأحيان، والحمى، وتقلصات المعدة، كما أنه من الممكن أن يصاحب الإسهال الناتج عن هذه العدوى حدوث غثيان أو قيء.
في الغالب تبدأ هذه الأعراض بالظهور بعد ما يتراوح بين يومين إلى خمسة أيام من التعرض للبكتيريا لتستمر لمدة أسبوع بشكل تقريبي.
من الممكن أن تسبب عدوى العطيفة الصائمية أيضاً ظهور أعراض أخرى ناتجة عن مضاعفات بما فيها أعراض الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، والتهاب المفاصل، والشلل المؤقت، أما لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي الناتج عن بعض الحالات المرضية؛ كالإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب أو ما يعرف بالإيدز، أو الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي فإنّ هذه العدوى تنتشر في مجرى الدم لتسبب عدوى مهددة للحياة. [2]
أسباب عدوى العطيفة الصائمية
أشرنا أعلاه بأنّ هذه العدوى تنتقل بعد أن يتناول شخص الطعام أو الشراب الملوث بهذه البكتيريا المسببة للعدوى، كما يمكن أن يؤدي تناول الطعام غير المطبوخ بشكل جيد إلى الإصابة بالعدوى، إذ يمكن أن تحتوي بعض الأغذية على هذا النوع من البكتيريا بما فيها الدجاج، و منتجات الألبان غير المبسترة أي غير المعمقة لقتل البكتيريا، والمأكولات البحرية، والمياه غير المعالجة.
كما يمكن أن تنتقل البكتيريا إلى الشخص السليم من خلال ملامسة فضلات حيوانات مصابة إذ يمكن للقطط، والكلاب أن تحمل بكتيريا العطيفة الصائمية، إذ إنّ الكثير من الأشخاص قد أصيبوا بالفعل بعد ملامستهم جراء في محلات الحيوانات الأليفة.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ العمر يلعب دوراً هاماً في الإصابة بهذه العدوى، إذ يعد الأشخاص كبار السن، والأطفال صغار السن أكثر عرضة للإصابة بعدوى العطيفة الصائمية، بالإضافة إلى الأشخاص المصابين بضعف الجهاز المناعي الذين يخضعون لعلاجات السرطان، والأفراد الذين يتناولون كميات كبيرة من المشروبات الكحولية، والمدخنين. [1]
تشخيص عدوى العطيفة الصائمية
على الرغم من أنّ الكثير من الأشخاص يعتقدون بأنّ الأعراض المذكورة أعلاه ناتجة عن الإصابة بعدوى بكتيريا السالمونيلا إلا أنها بالحقيقة ناتجة عن الإصابة ببكتيريا أكثر شيوعاً هي العطيفة الصائمية التي يشخصها الطبيب من خلال إجراء فحص بدني، بالإضافة إلى معاينة الأعراض الظاهرة من أبرزها الإسهال والقيء، مع ذلك فإنّ هذه الأعراض قد تحدث نتيجة العديد من الحالات المرضية المشابهة لعدوى العطيفة الصائمية بشكل خاص ظهور دم في البراز
لذلك يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من براز الشخص ليتم تحليله مخبرياً، إذ قد يستغرق الحصول على النتيجة عدة أيام، كما أنه في حالات نادرة قد يطلب الطبيب إجراء فحص دم لكن تحتاج نتائج هذا الاختبار وقتاً أطول قد يستمر لأسبوعين حتى تظهر. [3]
علاج عدوى العطيفة الصائمية
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يحدد الطبيب بشكل دقيق الإصابة بعدوى العطيفة الصائمية كما أنه يضع خطته العلاجية، على الرغ من أن المصابين بعدوى العطيفة الصائمية يتعافون في غضون ما يقارب أسبوع دون الخضوع للعلاج، إلا أنه في بعض الحالات قد تطول فترة التعافي لتستمر لأسبوعين، بجميع الأحوال تتضمن علاجات عدوى العطيفة الصائمية الخيارات التالية: [4]
- العلاجات الدوائية: من الممكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كانت الأعراض شديدة أو أدت عدوى العطيفة الصائمية إلى بعض المضاعفات.
- شرب السوائل: من أفضل العلاجات لعدوى العطيفة الصائمية هو شرب السوائل، إذ يمكن الحفاظ على رطوبة الجسم من خلال شرب الكثير من السوائل، أو استخدام محاليل معالجة الجفاف التي تؤخذ فموياً وتتوفر في الصيدليات، إذا لم يكن لدى الشخص محلول الوقاية من الإصابة بالجفاف يمكنه تناول مشروبات خفيفة أو مشروبات غازية، أو خلط كمية قليلة من المشروب مع كمية من الماء على سبيل المثال خلط 40 مل من المشروب مع 160 مل من الماء، أو من خلال مزج 5 مل من المشروبات مع 100 مل من الماء.
- تجنب تناول بعض الأدوية: يوصي الطبيب بعدم استخدام بعض أنواع الأدوية ما لم يوصي بها بما فيها الأدوية المضادة للإسهال أو الأدوية المضادة للتقيؤ.
الوقاية من عدوى العطيفة الصائمية
على الرغم من أنّ علاجات عدوى العطيفة الصائمية فعالة بشكل كبير إلا أنه أيضاً يمكن لاتباع بعض التدابير الوقاية من الإصابة بهذه العدوى، إذ تتضمن أساليب الوقاية من العدوى الآتي: [4]
- تناول الأغذية بطريقة آمنة: من المهم لتجنب الإصابة بهذه العدوى تجنب تناول الأغذية غير المطبوخة بشكل جيد، إذ لا بد من طهي اللحوم، والدواجن، والبيض بشكل جيد، كما ينبغي عدم تناول الدواجن إذا كان لونها زهرياً، بالإضافة إلى ذلك ينبغي تحضير الطعام، وطهيه، وتخزينه بطريقة آمنة إذ تعمل المناولة بطرق آمنة، وتخزينها على تجنب انتقال البكتيريا المسببة للعدوى من الأغذية الملوثة بالبكتيريا إلى الأغذية السليمة على سبيل المثال من الدجاج النيء إلى الأغذية الطازجة.
- الحفاظ على النظافة الشخصية: من أهم الطرق لمنع الإصابة بأي عدوى بما فيها عدوى العطيفة الصائمية هي الحفاظ على النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين بشكل جيد خاصة بعد ملامسة الدواجن النيئة، واللحوم الأخرى، وغسل اليدين بعد ملامسة الحيوانات الأليفة.
- البقاء في المنزل: ينبغي على المصاب بالإسهال سواءاً كان طفلاً أم فرد بالغ أن يبقى في المنزل أي لا يخرج إلى المدرسة أو العمل إلا بعد مرور يوم من اختفاء أعراض الإسهال، كما ينبغي تجنب السباحة حتى مرور يوم على الأقل بعد التعافي من الإسهال، كما ينبغي ارتداء الطفل بنطال مقاوم للماء عند سباحته.
- علاج الحيوانات المصابة بالعدوى: أشرنا أعلاه بأنّ بعض الحيوانات قد تصاب بهذه العدوى لذا من الضروري مراجعة الطبيب البيطري إذا كان الحيوان يعاني من الإسهال بهدف علاجه ومنع انتقال العدوى إلى الإنسان.
ختاماً لا بد من مراجعة الطبيب حتى وإن كانت هذه العدوى قابلة للعلاج، إذ إنها رغم ما يعتقد البعض أنها بسيطة قد تسبب العديد من المضاعفات بما فيها: الإصابة بتعفن الدم أو ما يعرف بتسمم الدم، والإصابة بالتهاب السحايا، والتهاب المسالك البولية، ومتلازمة غيلان باريه التي تعد من الاضطرابات العصبية المسببة للضعف أو الشلل لعدة أسابيع أو أشهر.