سرطان الخصية
إذا انتشر سرطان الخصية في الجسم فإنه يؤدي إلى الكثير من المضاعفات التي تؤثر على الجهاز التنفسي والأعضاء الحيوية الأخرى، ولذلك فإنه ينبغي التعرف على أعراض المرض وطريقة إجراء التشخيص الذاتي ليسارع الرجال إلى العلاج في حالة ظهور أي من أعراض السرطان المذكور وضمان عدم الإصابة بالمضاعفات الخطيرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نبذة عن سرطان الخصية
يحدث سرطان الخصية (بالإنجليزية: Testicular Cancer) عندما تتطور الخلايا السرطانية في أنسجة الخصية لدى الرجل، وهو نوع السرطانات الأكثر شيوعاً بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20-35 على الرغم من كونه نادر الحدوث، وهناك فرصة كبيرة لعلاج هذا المرض والقضاء عليه في حالة اكتشافه خلال وقت مبكر من الإصابة. [1]
أنواع سرطان الخصية
إما أن تكون سرطانات الخصية منوية أو غير منوية في مُعظم الأحيان، ويندرج في كل قسم من هذين القسمين عدة أنواع على النحو الآتي: [2]
- السرطانات المنوي: عادة ما ينمو هذا النوع من الأورام السرطانية ببطء مقارنة بالسرعة التي يتطور بها السرطان غير المنوي، ومن أبرز أنواع السرطانات غير المنوية ما يأتي:
- السرطان المنوي الكلاسيكي: تشكل نسبة الإصابة بالسرطان المنوي الكلاسيكي (بالإنجليزية: Classical seminoma) ما نسبته 95% من مجموع سرطانات الخصية المنوية، وعادة ما يصيب هذا النوع الرجال بين عمر 42-45 عاماً.
- سرطان الخلايا المنوية: في مُعظم الأحيان يصيب هذا النوع من السرطانات كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً بالمتوسط، وهو نوع نادر من السرطانات المنوية، وتقل احتمالية انتشار هذا السرطان إلى أماكن أخرى من الجسم مقارنة باحتمالية انتشار السرطانات الأخرى.
- السرطانات غير المنوية: يصاب الرجال بهذا النوع من سرطانات الخصية غالباً في الفترة العمرية التي تمتد من بلوغ نهاية سن المراهقة وحتى بداية الثلاثينيات، ويضم الأنواع الرئيسية الأربعة الآتية:
- السرطانة المضغية: تشبه الأورام السرطانية من هذا النوع شكل الجنين أو المضغة عند النظر إليها عن طريق المجهر، وتميل السرطانة المضغية (بالإنجليزية: Embryonal carcinoma) إلى الانتشار بسرعة في جسم الإنسان المريض.
- سرطان الكيس المحي: يُعرف هذا السرطان باسم سرطان جيب الاديم الباطن أيضاً، ويؤدي إلى زيادة مستويات ألفا فيتو بروتين في الجسم، وهو نوع السرطانات غير المنوية الأكثر شيوعاً عند الأطفال، وأطلق عليه هذا الاسم؛ لأن شكله يشبه الكيس المحي (بالإنجليزية: Yolk sac) للجنين عند النظر إليه بالمجهر.
- السرطانة المشيمائية: تتمتع السرطانة المشيمية (بالإنجليزية: Choriocarcinoma) بسرعة انتشار كبيرة في الجسم، وتستطيع الخلايا السرطانية -في هذا النوع- الوصول إلى الرئتين والدماغ والعظام، ولكنه سرطان نادر جداً.
- السرطان المسخي: نادراً ما يصاب الإنسان بالسرطان المسخي (بالإنجليزية: Teratoma) النقي في الخصيتين، وعادة ما يُنظر إليه على أنه من الأورام السرطانية المختلطة، ولا يؤدي هذا السرطان إلى زيادة مستويات موجهة الغدد التناسلية المشيمائية أو مستويات بروتين فيتوبروتين ألفا.
أسباب سرطان الخصية
في مُعظم الحالات يبدأ ظهور سرطان الخصية في الخلية الجنسية عند الرجل إلا أن العلماء المختصين لم يستطيعوا معرفة سبب تحول هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية ضارة إلا أنهم يلاحظون زيادة مستويات الإصابة بهذا المرض لدى بعض الفئات من الناس كالرجال الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطانات الخصية وكذلك الأشخاص الذين يُعانون من حالة الخصية الهاجرة (بالإنجليزية: undescended testicle) أيضاً. [3]
عوامل خطورة الإصابة بسرطان الخصية
تزداد خطورة الإصابة بسرطانات الخصية عند وجود أي من العوامل أو الحالات الآتية: [1]
- الإصابة بالخصية الهاجرة: تُعرف هذه الحالة بعدة أسماء أخرى، ومنها: الخصية المعلقة، وهي حالة تحدث إذا لم تتحرك إحدى الخصيتين أو كلتاهما إلى أسفل كيس الصفن قبل ولادة الرجل.
- وجود أحد الأقارب المصابين: عادة ما تزداد حالات الإصابة بمرض سرطان الخصية عند الذكور الذين لديهم آب أو أخ مصاب بالمرض نفسه.
- التاريخ الشخصية مع الإصابة: إذا أصيب الرجل بسرطانات الخصية ثم شفي منها؛ فإن فرصة عودة المرض والإصابة به مرة أخرى تكون كبيرة مقارنة بالرجال الذين لم يصابوا في السباق.
- العُقم: تكون نسبة الإصابة بسرطان الخصية أكبر عند الذكور الذين يُعانون من العُقم، ويُمكن أن يكون هُناك ارتباط بين عوامل الإصابة بالسرطان والعقم إلا أن العلاقة غير واضحة لدى الأطباء حتى الآن.
- نقص المناعة البشرية: يُعرف فيروس نقص المناعة البشرية باسم الإيدز،
- العرق: تزداد الإصابة بسرطانات الخصية لدى الذكور من بعض الخلفيات العرقية مقارنة بغيرهم، ومن ذلك زيادة فرصة الإصابة لدى الذكور ذوي البشرة البيضاء في المملكة المتحدة. [4]
- الطول: إذا كانت قامة الرجل أطول من المتوسط؛ فإنه أكثر عرضة للإصابة بالسرطان المذكور. [4]
أعراض مرض سرطان الخصية
يُمكن أن تظهر على الذكور الأعراض الآتية عند الإصابة بالسرطان في الخصية: [5]
- تغير حالة الشعور بالخصيتين.
- الآلام أو الشعور المزعج في منطقة الخصيتين أو كيس الصفن.
- وجود كتلة أو انتفاخ غير مؤلم في إحدى الخصيتين.
- الشعور بآلام خفيفة في الفخذ أو أسفل البطن.
- ملاحظة التراكم المُفاجئ للسوائل في كيس الصفن.
- التضخم في أنسجة الثدي. [6]
- التغير في الصوت ونمو شعر الوجه والجسم قبل البلوغ. [6]
طريقة تشخيص أعراض سرطان الخصية
إن التشخيص مُهم جداً للتحقق من إصابة المرء بأي من سرطانات الخصية عند ظهور الأعراض حتى يبدأ الطبيب في تحديد العلاج المُناسب للحد من تقدم المرض، ومن طرق تشخيص هذا المرض ما يأتي: [7]
- الفحص البدني: في هذا الفحص يقوم الطبيب بالتحقق من حالة كيس الصفن بالإضافة إلى البطن والبحث عن العُقد أو العلامات التي تؤكد الإصابة بالسرطان، كما يمكن طرح بعض الأسئلة على المريض حول تاريخه الطبي.
- صور الموجات فوق الصوتية: يتم الاعتماد على تقنية الموجات فوق الصوتية لتشكيل صورة تساعد الطبيب في التأكد من حالة كيس الصفن والعثور على أي كتلة يُشبه في كونها سرطاناً،
- صور الأشعة السينية: لا تُستخدم صور الأشعة السينية للتحقق من الإصابة بسرطان الخصيتين بشكل أساسي وإنما يتم الاعتماد عليها للتأكد من عدم انتشار السرطان ووصوله إلى الرئتين أو الكبد.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يحتاج المرضى إلى صور الرنين المغناطيسي في حالات نادرة من الإصابة بالسرطان المذكور فحسب، وتهدف هذه الصورة إلى فحص الحبل الشوكي والدماغ بشكل أساسي للتأكد من مضاعفات المرض.
- فحص الدم: تؤدي بعض أنواع السرطان في الخصية إلى تغير مستويات عدة عناصر في الدم، ويُمكن التعرف على نسبة هذه العناصر والتأكد من علامات السرطان في هذه الحالة عن طريق فحص الدم أحياناً.
التحقق من الإصابة بسرطان الخصية ذاتيا
يستطيع الرجال إجراء فحص ذاتي للتأكد من الإصابة بالسرطان مبدئيًا قبل الذهاب إلى مقدم الرعاية الصحية وإجراء الفحوصات والاختبارات الأخرى، ويتم إجراء هذا الاختبار أو الفحص عن طريق إبعاد القضيب ثم إمساك إحدى الخصيتين بين الإبهام والأصابع الأخرى من كلتا اليدين، ويلي ذلك لفّ الخصية بين الأصابع برفق والبحث عن أية كتل صغيرة أو أي تغير في حجم الخصيتين أو شكلهما ثم التحقق من الخصية الأخرى بنفس الطريقة عند الانتهاء. [6]
علاج مرض سرطان الخصية
عادة ما يتم اعتماد أحد أنواع العلاج الآتية للتعامل مع السرطان في الخصية بالإضافة إلى المراقبة المستمرة للمريض بعد الشفاء لضمان عدم عودة السرطان مرة أخرى أو التعامل معه فور ظهوره: [5]
- العمليات الجراحية: في بعض الحالات يلجأ الأطباء إلى إجراء عملية استئصال الخصية بالإضافة إلى استئصال الأورام السرطانية التي انتشرت في الجسم بالاعتماد على العمليات الجراحية سواءً كانت عمليات استئصال كليّ أو جزئيّ.
- العلاج بالأشعة: يعتمد هذا العلاج على الأشعة السينية أو بعض الأنواع الأخرى من الإشعاع، ويهدف إلى قتل الخلايا السرطانية أو منع تقدمها ونموها، ويُمكن اللجوء إلى العلاج بالأشعة بعد إجراء العمليات الجراحية لتعزيز شفاء المريض.
- العلاجات الكيميائية: يتم تناول العلاجات الكيميائية عن طريق الفم في بعض الأحيان بينما يتم إدخالها إلى الجسم عن طريق حقنة في الوريد أو العضلات في حالات أخرى، وتقوم هذه العلاجات بقتل الخلايا السرطانية أو منعها من الانقسام.
علاج سرطان الخصية عند الأطفال
يُصاب الأطفال بعدة أنواع مُختلفة من سرطان الخصية أحيانًا ولا تقتصر الإصابة على البالغين أو المراهقين فحسب، وتُعد جراحة الاستكشاف الإربي واحدة من خطوات العلاج الشائعة للتعامل مع هذا السرطان عند الأطفال، وكذلك يُمكن اللجوء إلى ذات الطرق المُتبعة لعلاج البالغين مثل استئصال الخصية أو العلاج الكيميائي إذا لزم الأمر. [7]
الأعراض الجانبية لعلاج السرطان في الخصية
تختلف الأعراض الجانبية لعلاجات سرطان الخصية باختلاف العلاج الذي تم الاعتماد عليه للتعامل مع حالة المريض، ومن هذه الأعراض الجانبية: الاكتئاب والتعب والتغيرات المزاجية وانخفاض الدوافع الجنسية وكذلك الهبات الساخنة إذا انخفضت مستويات هرمون التستوستيرون بعد إجراء عملية الاستئصال، ويُمكن أن يؤدي العلاج الكيميائي إلى الغثيان والقيء والتنميل في القدمين واليدين بالإضافة إلى ارتفاع خطورة الإصابة بجلطات الدم، وأما العلاج الإشعاعي؛ فمن أعراضه الجانبية التعب واضطراب المعدة والقرحة الهضمية. [8]
مراحل تقدم سرطان الخصية
يتقدم سرطان الخصية وفق المراحل الأربع الآتية:
- المرحلة 0: على الرغم من تطور الخلايا السرطانية غير الطبيعية في هذه المرحلة إلا أنها تكون محصورة داخل الأنابيب الموجودة في مكان بدء تطور الخلايا المنوية. [1]
- المرحلة I: عند الوصول إلى هذه المرحلة تنتشر الخلايا السرطانية ولكن انتشارها لا يخرج عن الخصية فحسب. [9]
- المرحلة II: في هذه المرحلة يشمل السرطان الخصية بالكامل ثم ينتقل منها إلى الغدد اللمفاوية الموجودة أسفل البطن. [9]
- المرحلة III: تُعد هذه المرحلة آخر مراحل سرطان الخصية؛ إذ إن السرطان يشمل الخصية ويصل إلى الغدد الليمفاوية التي تخرج عن أسفل البطن ويظهر في الرئتين أو الأعضاء الأخرى. [9]
مضاعفات مرض سرطان الخصية
إذا لم يتم التعامل مع سرطان الخصية في وقت مبكر فيُمكن أن يتسبب بالمضاعفات الآتية: [10]
- الانتشار في الجسم: في حالة وصل السرطان إلى مراحل متقدمة؛ فإنه يبدأ بالانتشار في جسم الإنسان المريض حتى يصيب الأجهزة والأعضاء الحيوية ويؤثر عليها.
- تشكل جلطات الدم: مع استمرار السرطان بالتقدم والانتشار يُصاب المرضى بحالة فرط تخثر الدم، وهي حالة تزيد من خطورة الإصابة بالجلطات.
- ضيق التنفس: تظهر أعراض ضيق التنفس على الرجل إلى وصل السرطان إلى الرئتين، وكذلك يُمكن أن يؤدي السرطان إلى خروج الدم عند السعال ويؤثر على عمل الجهاز التنفسي بشكل سلبي.
هل تمكن الوقاية من سرطان الخصية
بما أن أسباب سرطانات الخصية مجهولة السبب حتى يومنا هذا؛ فإنه لا تُمكن الوقاية منها بعد، ولكن على الرجال إجراء الفحوصات الطبية إذا كان لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض لاكتشاف حالة الإصابة خلال وقت مبكر والتدخل قبل تطور المرض وانتشاره إلى مختلف أجزاء الجسم، ويمكن كذلك الاعتماد على الفحص الذاتي للتأكد من أي علامات غريبة تشبه علامات سرطان الخصية. [3]
من الضروري معرفة العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمرض سرطان الخصية بالإضافة إلى معرفة طريقة الفحص الذاتي لهذا المرض حتى يستطيع المرء اكتشافه في وقت مبكر والحد من انتشاره إلى البطن أو الرئتين أو غير ذلك من الأعضاء؛ فإنه يكون أكثر خطورة في هذه الحالة.