خبراء يكشفون النظام الغذائي للاعبي كرة القدم
يحظى لاعبو كرة القدم المحترفين باهتمام كبير من خبراء التغذية المتخصصين؛ نظراً لاختلاف احتياجاتهم الغذائية عن غيرهم من الرياضيين، لهذا السبب نستعرض في هذا المقال آراء خبراء يكشفون النظام الغذائي للاعبي كرة القدم، إلى جانب توضيح المكونات الأساسية التي ينبغي تضمينها في هذا النظام.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
آراء الخبراء في تغذية اللاعبين
تضم منتخبات الكرة العالمية العديد من الخبراء والمتخصصين في مجال التغذية الرياضية، يلعب هؤلاء الخبراء دوراً شديد الأهمية في تحديد النظام الغذائي للاعبين، وقد كشف العديد من هؤلاء المتخصصين عن طبيعة النظام الغذائي الذي كان من أهم العوامل التي ساعدت منتخباتهم على تحقيق النجاح في كثير من المباريات القوية. [1]
خبير التغذية للمنتخب الألماني
قدم المنتخب الألماني كعادته أداءً مبهراً في كأس العالم الذي أقيم في البرازيل عام 2014، وقد ساهم في هذا النجاح خبير التغذية المعروف هولجر سترومبرج، الذي وضع نظاماً غذائياً صحياً يعتمد على الكربوهيدرات المعقدة في الأساس، إلى جانب البروتينات والدهون الصحية. [1]
صرح سترومبرج أن الحصول على مكونات غذائية عالية الجودة لم يكن أمراً سهلاً في وقت البطولة في البرازيل، لكنه حرص على تحقيق التوازن الغذائي في وجبات اللاعبين اعتماداً على المكونات الغذائية المتاحة في هذا الوقت، ومن ضمنها: اليقطين، ولحم البقر، والأسماك، والشمندر، والجزر، والأفوكادو. [1]
النظام الغذائي للمنتخب الإنجليزي
يعد المنتخب الإنجليزي من الفرق القليلة التي صرحت بمعلومات حول طبيعة النظام الغذائي للاعبين أثناء مباريات كأس العالم التي أقيمت في روسيا عام 2018، حيث أوضح خبير التغذية البريطاني جيمس كولينز أنه منع اللاعبين تماماً من تناول الحلويات، والأطعمة السريعة، ما عدا قطع صغيرة من الشوكولاتة الداكنة. [1]
اعتمد جيمس كولينز على وجبة إفطار مكونة من خمس بيضات يتناولها كل لاعب بطريقته المفضلة، بينما حرص على دمج البروتينات مع الكربوهيدرات في وجبتي الغذاء والعشاء، على أن تكون مصادرهم كالتالي: [1]
- الكربوهيدرات: المعكرونة المصنوعة من دقيق القمح الكامل، أو الأرز البني.
- البروتينات: لحم الديك الرومي، أو السلمون، أو أسماك الماكريل، أو اللحم البقري.
خبراء جامعة سان بابلو
من أهم الأمور التي ينبغي أن يدركها أخصائي التغذية الرياضية أن الاحتياجات الغذائية تختلف من لاعب إلى آخر بناءً على موقع هذا اللاعب داخل الملعب، وهو ما أشار إليه فريق من الخبراء الذين أجروا دراسة في جامعة سان بابلو الإسبانية، فقد أوضح هؤلاء الخبراء أن لاعبي خط الوسط هم الفئة الأكثر احتياجاً لتضمين الكربوهيدرات في نظامهم الغذائي؛ لأنهم يقطعون مسافات أطول خلال المباراة مقارنةً بالمهاجمين على سبيل المثال. [1]
أشار الخبراء أيضاً إلى أن لاعبي خط الوسط ينبغي أن يحصلوا على ما يتراوح من 42% إلى 52% من سعراتهم الحرارية من الكربوهيدرات، وهو رقم يختلف عن حراس المرمى على سبيل المثال، حيث تقل احتياجاتهم من الكربوهيدرات، وتقتصر على ما يقرب من 38% فقط من الكربوهيدرات. [1]
النظام الغذائي للاعبي كرة القدم
تنطوي لعبة كرة القدم على مجهود بدني شديد الكثافة، سواء أثناء التدريبات أو خلال المباريات، وبدون نظام غذائي صحي متوازن، لن يحصل اللاعبون على الاحتياجات الغذائية التي تمنحهم القدرة على مواصلة المباراة دون الشعور بالإجهاد، أو الإصابة بإحدى المشكلات المرتبطة بسوء التغذية ومن أشهرها الشد العضلي. [2]
ينصح خبراء التغذية بضرورة تضمين المكونات الغذائية الأساسية وهي: [2]
- الكربوهيدرات: تعد الكربوهيدرات هي المصدر الأساسي للطاقة التي تساعد اللاعبين على تحمل ضغوط المباراة، لذا يمثل رفع مخزون الكربوهيدرات إلى أعلى المستويات قبل المباراة من الأمور الضرورية التي تقلل من احتمال تعرض اللاعبين للإرهاق أثناء المباراة.
- البروتينات: تمثل البروتينات النواة الأساسية لتكوين العضلات، لهذا السبب ينبغي تضمين كميات كبيرة منها في النظام الغذائي للاعبين، سواء عن طريق المصادر الطبيعية للبروتينات، أو من خلال المكملات الغذائية التي تحتوي عليها.
- الفيتامينات: ينبغي تضمين الخضروات والفواكه في النظام الغذائي للاعبين؛ نظراً لأنها المصدر الأساسي للفيتامينات والمعادن الهامة التي تساعد على تحسين أداء اللاعبين داخل الملعب.
- الدهون: لا يمكن أن يخلو النظام الغذائي للاعبين من الدهون؛ لأنها تساعد على امتصاص كثير من أنواع الفيتامينات، لكن بشرط الاعتماد على تناول الدهون الصحية فقط، وتجنب مصادر الدهون المشبعة الضارة.
- الماء: يقلل الجفاف بشكل كبير من أداء اللاعبين داخل الملعب، لهذا السبب ينبغي الإكثار من كمية السوائل التي يتناولها اللاعبون، خاصةً قبل المباريات.
تغذية اللاعبين قبل المباريات
لا يقتصر النظام الغذائي للاعبي كرة القدم على يوم المباراة فقط؛ فهو نظام يتبعه اللاعبون بشكل مستمر؛ حتى يحافظوا على لياقتهم البدنية، ويساعدوا على زيادة قدرتهم على التحمل أثناء المباراة، لكن هذا لا يمنع من التركيز على مصادر الكربوهيدرات الصحية خلال الأيام التي تسبق المباراة؛ لأنها المصدر الأساسي الذي يمنح اللاعبين الطاقة اللازمة للركض والوثب خلال المباراة. [3]
تعد البروتينات أيضاً من المكونات الهامة التي ينصح خبراء التغذية بأهمية تضمينها قبل المباريات؛ لأنها تساعد على إصلاح العضلات، وتزيد من شعور اللاعبين بالشبع أثناء المباراة، لكن بشرط الاعتماد على مصادر البروتين الصحية التي يسهل هضمها، ولا تسبب عسر الهضم للاعبين قبل المباراة. [3]
ينصح خبراء التغذية الرياضية بأن تكون الوجبة الأخيرة للاعبين قبل المباراة بثلاث ساعات على الأقل؛ حتى لا يصاب اللاعبون بالتلبك المعوي، تتضمن هذه الوجبة قدراً كبيراً من الكربوهيدرات البسيطة؛ مثل: الخبز، والفواكه، كما ينبغي أن تضم البروتينات سهلة الهضم؛ مثل: الديك الرومي، والأسماك، والدجاج. [3]
النظام الغذائي بعد المباريات
لا تقل تغذية اللاعبين بعد انتهاء المباراة عن تغذيتهم قبلها؛ فهي من أهم العوامل التي تساعد على سرعة تعافي اللاعبين من المباراة، بعد فقدانهم العديد من العناصر الغذائية أثناء المباراة، لهذا السبب ينصح الخبراء بتناول الفواكه المجففة، أو الموز، أو مخفوقات البروتين بعد انتهاء المباراة مباشرةَ، إلى جانب الحرص على زيادة نسبة الكربوهيدرات في الأيام التالية للمباريات، لتعويض ما فقده اللاعبون من طاقة خلال المباراة. [3]
المكملات الغذائية الرياضية
لا يمكن التعامل مع المكملات الغذائية الرياضية باعتبارها بديلاً يغني عن إحدى المكونات الأساسية في تغذية اللاعبين، فهي تعد خياراً مناسباً للاعبين الذين لا يستطيعون أن يحصلوا على احتياجاتهم الغذائية كاملة من النظام الغذائي، من أشهر المكملات الرياضية التي تستخدم على نطاق واسع بين لاعبي كرة القدم: [4]
- مخفوق البروتين.
- الأحماض الأمينية.
- الفيتامينات المتعددة.
- الكافيين.
- فيتامين د.
- البيتا ألانين.
- أحماض الأوميغا 3.
يحتل الاهتمام بالنظام الغذائي للاعبي كرة القدم مساحة كبيرة من اهتمام الخبراء والمتخصصين؛ لأنه من أهم العوامل التي تساهم في نجاح أي فريق، إلى جانب التدريبات المكثفة، والمهارات البدنية للاعبين داخل الملعب، وهناك العديد من الخبراء الذين كشفوا عن النظام الغذائي الخاص بفريقهم، بعد أن ساعدهم هذا النظام في تحقيق نجاح كبير في البطولات العالمية.