حول العين المفاجئ
يعد حول العين من المشاكل الشائعة التي يعاني منها الكبار والأطفال، لكن هل يمكن أن يؤثر الحول على إحدى العينين بشكل عابر وتعود العين بعدها إلى حالتها الطبيعية؟ تلك هي مشكلة حول العين المفاجئ التي سنتحدث عن أسبابها وطرق علاجها بالتفصيل بين طيات هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو حول العين المفاجئ
حول العين المفاجئ (بالإنجليزية: Intermittent Strabismus) أو حول العين العابر أو المتقطع كما يطلق عليه في بعض الأحيان، هو مشكلة لا تتماشى فيها العينان مع بعضهما البعض بشكل سليم، وهو على عكس حول العين المستمر، حيث إنه يظهر بشكل مفاجئ أو متقطع، ولا يعاني فيه المريض من الحول طوال الوقت. [1]
على الرغم من تمتع مرضى الحول المفاجئ بميزة طفيفة عن مرضى الحول المستمر، وهي قدرتهم على استخدام كلتا العينين في العديد من الأوقات، إلا أن بقاء العينين متوازيتين أثناء الفحص الطبي يجعل كثير من المرضى يفقدون فرصتهم في التشخيص المبكر للحالة، الأمر الذي يفرض أهمية إخبار الطبيب بأي تغيير لاحظه المريض على شكل العين في وقت سابق؛ حتى يتمكن الطبيب من تحديد الإجراء المناسب لحالته. [1]
أسباب حول العين المفاجئ
لم يتمكن الأطباء حتى الآن من تحديد أسباب حول العين المفاجئ، لكن هناك احتمال أنه يحدث نتيجة إلى وجود مشكلة في الرؤية المجهرية للعين، وعلى الرغم من أن معظم المرضى يكون لديهم وضعية طبيعية في العين الداخلية أو الخارجية، إلا أن الخلل الموجود في الرؤية المجهرية لا يمكّن المريض من التغلب على هذه المشكلة. [2]
يشكو معظم المرضى الذين يعانون من الحول المفاجئ من الرؤية المزدوجة بشكل متقطع، تظهر هذه المشكلة عادةً عند إرهاق العين بعد وقت طويل من القراءة، لهذا السبب يعتقد الأطباء أن الصعوبة في القدرة على التركيز للعين الفردية قد تؤدي بمرور الوقت إلى الحول المتقطع. [2]
أنواع الحول المفاجئ للعين
لا يوجد نمط واحد يشترك فيه جميع المرضى الذين يعانون من مشكلة الحول المفاجئ، بل توجد أنماط مختلفة للحول المفاجئ، قد يظهر بعضها أثناء تعرض المريض إلى بعض الضغوط الإضافية؛ مثل: المواقف العصبية، أو استخدام الكمبيوتر، أو فترات العمل الطويلة ، نستعرض في هذا الجزء من المقال أنواع مختلفة لحول العين المفاجئ. [3]
الحول التقاربي
ينطوي الحول التقاربي (بالإنجليزية: Esotropia) أو الحول الإنسي كما يطلق عليه أحياناً على تحول إحدى العينين إلى الداخل، للدرجة التي يحدث فيها تقارب بين العينين، يفسر البعض هذه المشكلة في البداية على أنها مجرد إجهاد في العينين؛ نظراً لارتباطها بفترات التركيز الطويلة. [1]
الحول الخارجي
يعد الحول الخارجي (بالإنجليزية: Exotropia) أو الحول الوحشي كما يطلق عليه البعض، هو الأكثر شيوعاً بين أنواع الحول المفاجئ، وفيه تنحرف العين ناحية الجزء الخارجي، يعاني معظم المرضى في هذا النوع من انحراف بسيط في العين عند النظر إلى الأشياء القريبة، بينما تظل العين طبيعية عند النظر إلى الأشياء البعيدة. [3]
الحول الفوقاني
يعد الحول الفوقاني (بالإنجليزية: Hypertropia) من أقل أنواع الحول شيوعاً، وفيه يعاني المرضى من تناوب انحراف العين إلى أعلى في بعض الأوقات، أو إلى أسفل في أوقات أخرى، بينما تتحرك العين الأخرى في معظم الحالات في الاتجاه الصحيح. [1]
تشخيص حول العين المفاجئ
قد يكون من الصعب على طبيب العيون تشخيص الحول المفاجئ في كثير من الحالات؛ لأن المريض لا يعاني منه في أغلب الأوقات، وقد تبدو حركة عينية طبيعية أثناء الفحص الطبي للعين، ولا يتمكن الطبيب من ملاحظة المشكلة على وجه الدقة، لهذا السبب عند اشتباه الطبيب في إصابة أحد المرضى بالحول المتقطع، ينبغي أن يحيله إلى اختصاصي البصريات النمائي؛ لأنه يتمتع بخبرة أكبر في تشخيص حالات الحول المفاجئ. [2]
علاج حول العين المفاجئ
لا ينصح الأطباء باللجوء إلى الخيار الجراحي أو الاعتماد عليه في البداية في علاج حالات الحول المفاجئ؛ نظراً لأن هذه المشكلة لا تظهر بشكل مستمر، إلى جانب الآثار السلبية المحتملة من إجراء الجراحة، ومن أهمها احتمال إصابة المريض بكسل في العين. [2]
ينصح الأطباء بالاعتماد على التدريبات على الرؤية في علاج الحالات التي تعاني من حول بسيط أو متوسط نسبياً في العين، تتضمن هذه التدريبات تعليم المريض كيفية استخدام كلتا العينين معاً بدلاً من التركيز على عين واحدة في الأوقات التي يعاني فيها من الحول المتقطع، مما يؤدي إلى إعادة الترابط بين العين والمخ وتحسين المشكلة تدرجياً. [2]
تحتاج تدريبات الرؤية إلى وقت طويل نسبياً حتى يشعر المريض بتحسن ملموس في أعراض الحول، حيث تتراوح المدة من ثلاثة أشهر إلى سنة تقريباً، وينصح الأطباء أيضاً بالاعتماد على النظارات ذات العدسات التصحيحية إلى جانب التمرينات؛ لأنها تساهم بشكل جيد في التخفيف من أعراض المشكلة. [1]
حول العين المفاجئ عند الأطفال
يتطور النظام البصري للأطفال بشكل سريع، لهذا السبب قد تلاحظ بعض الأمهات أن الطفل حديث الولادة يعاني من ضعف في التناسق بين كلتا العينين، أو حول متقطع يظهر على فترات متباعدة، لكن هذا الأمر لا يدعو إطلاقاً إلى القلق؛ لأن اختلال المحاذاة العابر لعين الطفل يعد من الأمور الطبيعية حتى سن أربعة أشهر، ومن المفترض أن تكون العيون مستقيمة بعد هذه المرحلة. [2]
إذا استمر الخلل في عيني الطفل بعد سن أربعة أشهر، ينبغي أن تلجأ الأم إلى طبيب متخصص في العيون؛ حتى يفحص الطفل في وقت مبكر؛ لأن الاكتشاف المبكر لهذه المشكلة يسهل علاجها قبل وصول الطفل إلى مرحلة القراءة. [2]
على الرغم من شيوع حالات حول العين الدائم، إلا أن هناك فئة من المرضى الذين يعانون من حول العين المفاجئ الذي تظهر أعراضه بشكل عابر ومؤقت، ثم تعود العين بعدها إلى وضعها المستقيم الطبيعي، تساعد تدريبات الرؤية على تحسين هذه المشكلة تدريجياً، ولا يفضل الأطباء الاعتماد على الجراحة في العلاج؛ لأنها تحمل تأثيراً سلبياً على بعض المرضى.