تشمع الكبد الأعراض والأسباب والعلاج

  • تاريخ النشر: الجمعة، 29 أبريل 2022 | آخر تحديث: الأحد، 28 يوليو 2024
مقالات ذات صلة
أعراض تشمع الكبد وعلاجه
أعراض تشمع الكبد عند النساء
التهاب الكبد أعراض وأسباب وعلاج

يعد الكبد من أهم أجزاء جسم الإنسان وأكثرها حساسية لما يقوم به من وظائف حيوية، كما يمكن أن يصاب الكبد بالعديد من الحالات المرضية بما فيها تشمع الكبد، فما هو تشمع الكبد، وما هي أعراضه؟ وأسبابه؟ وطرق علاجه؟

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تشمع الكبد

تشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) أو ما يسمى تليف الكبد الذي يحدث عندما يكون الكبد متندباً ومتضرراً بشكل كامل، ليتم استبدال الأنسجة المصابة بالتندب محل أنسجة الكبد السليمة. في هذا المقال سنتحدث عن تشمع الكبد الأعراض والأسباب والعلاج.

عندما يصاب الكبد بالتشمع فإنّ ذلك يحول دون تمكّن الكبد من أداء وظيفته بشكل طبيعي، كما أن الأنسجة التي أصابتها الندب تمنع بشكل جزئي تدفق الدم عبر الكبد، مما يؤدي ومع مرور الوقت إلى إصابة الكبد بالفشل الكامل.

يعد تليف الكبد من الحالات المرضية شائعة الحدوث، إذ إنّه يصيب واحد من بين كل 400 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، عدا عن أنه أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 45-54 عاماً، إذ يصيب تشمع الكبد شخص من بين كل 200 شخص من الأشخاص في هذا العمر في الولايات المتحدة الأمريكية.  [1]

أعراض تشمع الكبد

من المهم في بداية الأمر الإشارة إلى أنّ تشمع الكبد ليس سرطاناً، مع ذلك فقد يعاني المصابون بسرطان الكبد من تشمع الكبد، ذلك لأنّ الأشخاص المصابين بتليف الكبد أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد مقارنةً بغيرهم، بالإضافة إلى الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع ب، أو سي.

كما أنّ الأطباء لا يعدّون مرض تشمع الكبد من الحالات المرضية الوراثية أي التي يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأبناء، لكن قد يحدث تشمع الكبد نتيجة أمراض وراثية.

وتعتمد أعراض تليف الكبد على مرحلة المرض، إذ إن تشمع الكبد في المراحل الأولى لا يتسبب بإظهار أية أعراض، وإن ظهرت الأعراض فتكون أعراض بسيطة عامة، كما أنه من السهل أن يعتقد الشخص أنها أعراض لحالة مرضية أخرى كون أعراض تشمع الكبد تتشابه مع أعراض حالات مرضية أخرى، بجميع الأحوال تتضمن أعراض تليف الكبد ما يلي: [2]

أعراض تشمع الكبد في المراحل المبكرة

في المراحل الأولى من تشمع الكبد تظهر مجموعة من الأعراض التي تشمل على الآتي: [2]

  • فقدان الوزن بشكل كبير دون أسباب واضحة.
  • الغثيان.
  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • فقدان في الشهية.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.

أعراض تشمع الكبد المتطور

مع تطور حالة تشمع الكبد تظهر أعراض أخرى أكثر شيوعاً لتشمع الكبد، حيث تتضمن هذه الأعراض ما يلي:  [2]

  • الارتباك وصعوبة القدرة على التركيز.
  • من الممكن أن يتغير لون البراز ليصبح ذو لون فاتح.
  • حكة الجلد.
  • تورم في الجسم بالتحديد في الساقين والقدمين والكاحلين هذا ما يعرف بالوذمة.
  • سهولة الإصابة بالكدمات والنزيف.
  • اصفرار لون البشرة والعينين أو ما يسمى اليرقان.
  • تراكم السوائل في البطن الذي يعرف بالاستسقاء.
  • من الممكن أن يصبح لون البول لدى المصاب بتشمع الكبد بني أو برتقالي.
  • فقدان الذاكرة وتغيرات في الشخصية بشكل كبير.
  • ظهور دم في البراز.
  • احمرار راحة اليدين.
  •  قد يسبب تشمع الكبد ظهور أوعية دموية تشبه العنكبوت تحيط ببقع حمراء صغيرة على الجلد هذا ما يعرف بتوسع الشعيرات.
  • يتميز تشمع الكبد بأنّه يؤدي إلى إفقاد الرجال الرغبة الجنسية، كما يحدث لديهم زيادة في حجم الثديين وتقلص حجم الخصيتين.
  • أمّا النساء المصابات بتشمع الكبد فتعاني من انقطاع الدورة الشهرية في أوقات مبكرة.
  •  ألم البطن (بشكل خاص مع تفاقم المرض)، يتمثل هذا الألم بالإحساس بخفقان خفيف أو إحساس بالجزء العلوي الأيمن من البطن أسفل الضلوع مباشرة، حيث يمكن أن يحدث الألم نتيجة التورم المرفق لاحتباس السوائل، وتضخم الطحال، والكبد الناتج عن تليف الكبد.

أسباب تشمع الكبد 

يتطور مرض الكبد ببطء وعلى مدار عدة سنوات هذا يؤدي إذا لم يتم علاجه إلى تراكم الأنسجة الندبية، بالتالي توقف الكبد عن العمل بشكل طبيعي، عدا عن أن الحالة تصبح خطيرة كونها يمكن أن تؤدي إلى منع تدفق الدم عبر الكبد، بجميع الأحوال تتضمن أسباب تشمع الكبد الآتي: [3]

المشروبات الكحولية

تكمن أهمية الكبد في كونه يعمل على تكسير السموم في جسم الإنسان بما في ذلك المشروبات الكحولية، لكن إذا كان الشخص يفرط في تناول المشروبات الكحولية،فهذا يؤدي إلى تشكيل ضغط على الكبد وإرهاقه، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تلف الكبد.

كما يعد الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية بكميات كبيرة أكثر عرضة للإصابة بتشمع الكبد مقارنةً بالأشخاص الذين لا يتناولون المشروبات الكحولية، حيث يحدث تشمع الكبد الناتج عن تناول المشروبات الكحولية عند استمرار الشخص بشرب الكحول بإفراط لمدة 10 سنوات على الأقل حتى يتطور تليف الكبد. [3]

التهاب الكبد

من الممكن أن يحدث تشمع الكبد نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي، بالتحديد التهاب الكبد من نوع سي، الذي يحدث نتيجة عدوى تنتقل من خلال الدم، لتسبب  تلف في الكبد، ومع مرور الوقت يحدث تليف الكبد،  كما يعد التهاب الكبد الوبائي سي من أكثر الأسباب شيوعاً لتليف الكبد بشكل خاص في أوروبا الغربية، أمريكا الشمالية وأجزاء أخرى من العالم. [3]

التهاب الكبد غير الكحولي

يصاب الإنسان بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي في مراحله الأولى عندما  تتراكم كميات كبيرة من الدهون على الكبد، حيث تؤدي هذه الدهون إلى الالتهاب، والتندب، وبالتالي الإصابة بتليف الكب دفي أوقات لاحقة.

في الغالب يحدث التهاب الكبد الدهني غير الكحولي لدى الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة، أو المصابين بمرض السكري، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات الدهون، والأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.  [3]

علاجات تشمع الكبد

بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تعتمد على العامل المسبب لتشمع الكبد، ومدى التلف الذي لحق بالكبد، إذ إنّ علاج تشمع الكبد يهدف بالدرجة الأولى إلى إبطاء تطور النسيج المتندب في الكبد، بالإضافة إلى الوقاية من أعراض ومضاعفات تليف الكبد وعلاجها، بجميع الأحوال تتضمن علاجات تشمع الكبد الخيارات التالية: [4]

علاج المضاعفات الناتجة عن تشمع الكبد

يلجأ الطبيب لعلاج المضاعفات الناتجة عن تشمع الكبد من خلال الخيارات العلاجية التالية: [4]

  • العدوى: للتخلص من العدوى قد يصف الطبيب العلاجات الدوائية التي المضادات الحيوية أو غيرها من العلاجات، بالإضافة إلى ذلك  من المحتمل أن يوصي الطبيب بأخذ المطاعيم ضد بعض الحالات المرضية بما فيها الأنفلونزا، والتهاب الرئة، والتهاب الكبد.
  • تراكم السوائل في الجسم : يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم، مع استخدام أدوية لمنع تراكم السوائل في الجسم في السيطرة على الاستسقاء والانتفاخ، قد يتطلب تراكم السوائل الذي يكون شديداً بعض الإجراءات لتصريف السائل أو الجراحة لتخفيف الضغط المتشكل على الكبد.
  • فرط ضغط الدم: لعلاج فرط الضغط البابي يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، حيث تتحكم  هذه الأدوية أيضاً في الضغط المرتفع في الأوردة المغذية للكبد لتمنع حدوث نزيف شديد، كما يقوم الطبيب بإجراء التنظير العلوي خلال فترات منتظمة، ذلك بهدف البحث عن الأوردة المتضخمة في المريء أو المعدة.

علاج العامل المسبب لتليف الكبد

في المراحل الأولى من تشمع الكبد يلجأ الطبيب إلى علاج العامل المسبب لتشمع الكبد، ذلك لتقليل الأعراض والضرر الذي قد يلحق بالكبد، حيث يتم ذلك من خلال التدابير التالية:  [4]

  • التخلص من إدمان الكحول: من المهم على الأشخاص المصابين بتشمع الكبد الناتج عن الإفراط في تناول المشروبات الكحولية التوقف عن شرب الكحول بشكل نهائي.
  • السمنة: قد يفيد علاج السمنة في جعل الأشخاص الفاقدين للوزن أو الذين أصبح وزنهم مثالي والمصابين بتشمع الكبد أكثر صحة، بالتحديد تليف الكبد الناتج عن تليف الكبد الدهني غير الكحولي، بالإضافة إلى التحكم بمستويات السكر في الدم.
  • الأدوية: من الممكن أن يصف الطبيب يلجأ بعض العلاجات الدوائية التي تسيطر على التهاب الكبد، إذ قد تحد الأدوية من تلف الكبد الناتج عن التهاب الكبد ب، سي،  أو قد يصف أدوية معالجة  لهذه الفيروسات، بالإضافة إلى ذلك الأدوية التي تبطئ أنواعاً معينة من تليف الكبد على سبيل المثال الأدوية التي تعالج الأشخاص المصابين بتليف الكبد الصفراوي الأولي. 

ختاماً لا يخفى على أحد خطورة إصابة الكبد بالتشمع، لذا من الأفضل مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي يشير إلى وجود إصابة الكبد بأي حالة مرضية، ذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.

  1. "مقال تعريف وحقائق لتليف الكبد" ، المنشور على موقع niddk.nih.gov
  2. أ ب ت "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  3. أ ب ت ث "مقال كل ما تريد أن تعرفه عن تليف الكبد" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  4. أ ب ت "مقال تشمع الكبد" ، المنشور على موقع mayoclinic.org