الفرق بين تليف الكبد وتشمع الكبد

  • تاريخ النشر: الأحد، 15 مايو 2022 | آخر تحديث: الأحد، 28 يوليو 2024
مقالات ذات صلة
التشمع الكبدي
بداية تشمع الكبد
مراحل تشمع الكبد

تليف الكبد وتشمع الكبد ليسا وجهان لعملة واحدة كما يعتقد البعض، فهناك بعض المرضى الذين يخلطون بين المشكلتين؛ نظراً لوجود بعض أوجه التشابه بينهما، لهذا السبب نلقي الضوء في هذا المقال على بعض الحقائق التي تبين الفرق بين تليف الكبد وتشمع الكبد، كما نوضح بعض الإرشادات الصحية التي تساعد على الوقاية من أمراض الكبد.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هو تليف الكبد

تليف الكبد (بالإنجليزية: Liver Fibrosis) هو مشكلة تحدث عندما تصاب بعض أنسجة الكبد السليمة بالتندب، وبالتالي لا يمكنها أن تقوم بوظيفتها بشكل سليم، وعلى الرغم من وجود بعض الدراسات التي تشير إلى قدرة أنسجة الكبد على التجدد والشفاء من تلقاء نفسها، إلا أن استمرار مشكلة تليف الكبد دون علاج يعرض المريض لكثير من المضاعفات التي يمكن أن تجعل التندب يصل إلى أجزاء أكبر من الكبد. [1]  

ما هو تشمع الكبد

تشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis) هو مشكلة يعاني فيها المرضى من تندب شديد في أنسجة الكبد؛ نتيجة التعرض للالتهابات الفيروسية فترات طويلة، أو إلى بعض السموم وأشهرها المشروبات الكحولية التي تعرض أنسجة الكبد تدريجياً إلى التلف، الأمر الذي يعرض المريض إلى بعض المضاعفات الخطيرة، وأشهرها فشل الكبد وسرطان الكبد. [2]  

الفرق بين تليف الكبد وتشمع الكبد

من الممكن أن يتسبب التعرض لأي عامل يضر الكبد على مدار سنوات عديدة إلى تكون نسيج ندبي في الكبد، يعد التليف هو المرحلة الأولى من مراحل هذا التندب، عندما تتراكم الأنسجة الندبية وتسيطر على مناطق كثيرة من الكبد، تتطور حالة المريض إلى مشكلة أكثر خطورة وهي تشمع الكبد. [3]  

لا يعاني كل شخص مصاب بأي مشكلة أو التهاب في الكبد من التشمع، فهو لا يحدث بين عشية وضحاها، بل يتطلب الأمر سنوات عديدة من التعرض لبعض العوامل وأشهرها المشروبات الكحولية، حتى ينتهي الحال ببعض المرضى ويصلون إلى مشكلة التشمع، التي تزيد من فرص تعرضهم إلى فشل الكبد أو سرطان الكبد في بعض الأحيان. [3]

نخصص هذا الجزء من المقال لنوضح أهم العوامل التي توضح الفرق بين تليف الكبد وتشمع الكبد؛ حتى تكتمل الصورة أمام المرضى الذين يعانون من بدايات أو مؤشرات لإحدى مشاكل الكبد. [3]

الأعراض

قد لا يعاني معظم المرضى من أعراض واضحة في المراحل المبكرة لتليف الكبد، إلى أن يتلف عدد أكبر من أنسجة الكبد، وتبدأ بعض أعراض التليف الكبدي من ضمنها: [1]

  • الغثيان.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالضعف والإعياء.
  • فقدان الوزن دون سبب واضح.
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
  • تراكم السوائل في الساقين.

على الجانب الآخر تبدأ أعراض تشمع الكبد في الظهور عندما تبدأ أنسجة الكبد في فقدان قدرتها على القيام بوظائف الكبد في تنقية الجسم من السموم، وإنتاج البروتينات التي تساعد على تخثر الدم. [2]

من أكثر الأعراض المميزة لتشمع الكبد: [2]

  • اليرقان.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • تورم الساقين.
  • حكة جلدية.
  • انتفاخ البطن أو الاستسقاء.
  • ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
  • ظهور بعض الأوردة المتضخمة.
  • تغير لون البول إلى اللون الداكن.
  • تعرض الجلد إلى النزف بسهولة، وظهور بعض الكدمات.

الأسباب 

يشترك تليف الكبد وتشمع الكبد في أن تكون الأنسجة الندبية هو شرارة البدء لكلتا المشكلتين، حيث يبدأ التندب في التكون عندما يحدث أي التهاب في أنسجة الكبد، تحفز خلايا الكبد التئام هذه الأنسجة عن طريق تراكم البروتينات في الكبد، ومع استمرار وتكرار العوامل التي تؤدي إلى الالتهاب، تفقد خلايا الكبد قدرتها على إصلاح الأنسجة، وتبدأ البروتينات في تكوين الأنسجة الندبية أو التندب. [1]

من أشهر أسباب تندب أنسجة الكبد، الذي يؤدي بدوره إلى التليف ثم التشمع: [1][2]

  • مرض الكبد الدهني.
  • التهاب الكبد الفيروسي C وB.
  • انسداد القنوات الصفراوية.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • مرض ترسب الأصبغة الدموية، ومرض ويلسون.
  • الإفراط في تناول بعض الأدوية التي تضر الكبد؛ مثل: الباراسيتامول، وبعض المضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب.

التشخيص

لا يوجد اختلاف بين الإجراءات الطبية التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص تليف أو تشمع الكبد، ويعد التعرف على التاريخ المرضي، والتحقق من احتمال تعاطي المريض للمشروبات الكحولية، أو معاناته من التهاب الكبد لسنوات طويلة، هما الأساس الذي يجعل الأطباء يشتبهون في إصابة المريض بمشكلة في الكبد.[1][2]

تتضمن الإجراءات المستخدمة في التشخيص:[1][2]

  1. الأشعة التصويرية: هناك العديد من الإجراءات التي تعطي صورة واضحة لحالة الكبد؛ مثل: التصوير بالموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  2. التنظير العلوي: يلجأ الأطباء إلى هذا الإجراء للتأكد من معاناة المريض من دوالي المريء نتيجة لإصابة الكبد بالتشمع.
  3. خزعة الكبد: يحصل الطبيب خلال هذا الإجراء على عينة من أنسجة الكبد؛ للتحقق من وجود أي تندب أو تليف بها، وتعد الخزعة هي الإجراء الأكثر شيوعاً في تشخيص تليف أو تشمع الكبد.
  4. اختبارات الدم: تعكس بعض التحاليل الطبية مدى الضرر الذي لحق بوظيفة الكبد، تضم هذه التحاليل: تعداد الدم الكامل، واختبارات تجلط الدم، ونسبة الألبيومين، وتحليل وظائف الكبد.

العلاج

يعتمد علاج تليف أو تشمع الكبد على السبب الرئيسي وراء المشكلة، فعلى سبيل المثال إذا كان الالتهاب الكبدي الفيروسي هو السبب وراء تندب أنسجة الكبد، ينبغي علاج المرض من خلال الأدوية المضادة للفيروسات، وإذا كان الإفراط في تناول المشروبات الكحولية هو السبب، يوصي الأطباء بالتوقف تماماً عن تناول هذه المشروبات؛ منعاً لتدهور حالة الكبد.[1][2]

يساهم تغيير نمط الحياة في خطة علاج التليف والتشمع، حيث يوصي الأطباء بممارسة الرياضة ومحاولة إنقاص الوزن في حالة معاناة المرضى من مشكلة دهون الكبد، كما يساعد النظام الغذائي منخفض الصوديوم في تخفيف الاستسقاء الذي يعاني منه بعض المرضى. [2]

لا يوجد حتى الآن أدوية تعكس تندب الكبد، وتساعد على استعادة الحالة الأولى لخلايا الكبد قبل تندبها، لكن توجد بعض الأدوية التي يطلق عليها مضادات التليف، تقلل هذه الأدوية من احتمال حدوث ندوب جديدة في الكبد منعاً لتدهور حالته. [1]

إذا وصل تندب الكبد إلى الدرجة التي لا يكون فيها العلاج أو تغيير نمط الحياة كافيان، يبقى الحل الأخير وهو جراحة زراعة الكبد التي تساعد على استعادة وظائف الكبد من جديد، وإن كانت نتائج هذه العملية غير مضمونة بالنسبة لجميع المرضى. [2]

كيفية الوقاية من أمراض الكبد

وبعد أن تعرفنا على الفرق بين تليف الكبد وتشمع الكبد، ينبغي أن نوضح بعض الإرشادات الصحية التي تساعدنا على الوقاية من أمراض الكبد، والحفاظ على سلامته؛ لأن الوقاية دائماً خير من العلاج،من أهم هذه  الإرشادات: [4]  

  • الإقلاع عن التدخين.
  • تجنب الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • الحفاظ على تناول الأطعمة الصحية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • عدم تناول الأدوية، ومن ضمنها المكملات الغذائية إلا بعد استشارة الطبيب.
  • معرفة الإجراءات التي تساعد على الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي.
  • الحرص على إجراء اختبارات التهاب الكبد بانتظام.
  • تجنب التعرض إلى بعض المواد التي لها تأثير ضار على الكبد؛ مثل: المنظفات، والمبيدات الحشرية، والمواد الكيميائية.

على الرغم من وجود بعض أوجه التشابه، إلا أن هناك بعض العوامل التي توضح الفرق بين تليف الكبد وتشمع الكبد، خاصةً في الأعراض التي تصبح أكثر تطوراً وتفاقماً في التشمع مقارنةً بالتليف. 

  1. أ ب ت ث ج ح خ د "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع healthline.com
  2. أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مقال التشمع الكبدي" ، المنشور على موقع healthline.com
  3. أ ب ت "الفرق بين التليف والتشمع الكبدي" ، المنشور على موقع pediaa.com
  4. "مقال كيف لا تدمر كبدك" ، المنشور على موقع webmd.com