الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب
الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب
أوجه التشابه بين الحقن المجهري والأنابيب
فرص نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
نجحت وسائل الإخصاب منذ ظهورها في الثمانينات أن تمنح الأمل لكثير من الأزواج الذين عانوا طويلاً من العقم، وساعد التطور الكبير الذي شهدته هذه الوسائل في ظهور تقنيات أكثر تطوراً منها الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، وسنخصص هذا المقال لنوضح الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب
الحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic Sperm Injection) هو الشكل الأكثر تطوراً من وسائل الإخصاب المساعدة، وفيه يتم حقن الحيوان المنوي داخل البويضة في المختبر، لضمان تحسين فرص إخصاب البويضة التي يتم زرعها بعد ذلك في رحم الأم، مما يؤدي إلى زيادة فرص الحمل عند الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الإنجاب. [1]
تقنية أطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In-Vitro Fertilization) أو التلقيح الصناعي كما يطلق عليها في بعض الأحيان، هي الشكل الأقدم من تقنيات الإخصاب المساعدة، وتتضمن سحب البويضة من مبيض الأم، وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر؛ حتى يتكون جنين يتم زرعه في الرحم بعد الإجراء مباشرةً، أو تجميده حتى يتم زراعته في وقت لاحق. [2]
على الرغم من وجود أوجه كثيرة للتشابه بين تقنيتي الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، إلا أن هناك بعض الفروق الجوهرية التي ينبغي أن يعرفها جميع المقبلين على أحد هذه الإجراءات، لهذا السبب نوضح في هذا الجزء من المقال الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب. [3]
طريقة الإجراء
يكمن الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب في الأساس في الشكل الذي يتم به الإجراء، بالنسبة للحقن المجهري يقوم الطبيب بالحقن المباشر لحيوان منوي واحد داخل سيتوبلازم البويضة، مما يزيد من فرص تخصيب البويضة، لكن بطبيعة الحال لا يمكن أن يضمن ذلك حدوث الإخصاب. [1]
أما بالنسبة لتقنية أطفال الأنابيب، يضع الطبيب آلاف من الحيوانات المنوية بجوار البويضة في طبق المعمل، ويترك أحد هذه الحيوانات المنوية تخصب البويضة، لذا فالأمر متروك للصدفة، لأنه إذا لم يقم أحد هذه الحيوانات المنوية بإخصاب البويضة، لن يحدث حمل من الأساس. [1]
دواعي اللجوء إلى الإجراء
يعد الحقن المجهري هو الإجراء الأنسب في الحالات التي يرتبط فيها العقم بالرجل، أو بالأحرى ضعف الحيوانات المنوية لديه؛ نظراً لاعتماده على حقن حيوان منوي واحد يختاره الطبيب بمنتهى الدقة، أما إذا كانت أسباب العقم مرتبطة بالمرأة، يلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى إجراء التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب. [3]
تتضمن أسباب العقم المرتبطة بالرجل: [1][2]
- عدم القدرة على القذف.
- انسداد الجهاز التناسلي الذكري.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- وجود تشوهات في شكل الحيوانات المنوية.
- القذف المرتجع، وفيه يتدفق السائل المنوي للخلف إلى المثانة.
أما بالنسبة لأسباب العقم التي ترتبط بالمرأة، فهي تتضمن: [1][2]
- انسداد قناة فالوب.
- الأورام الليفية في الرحم.
- بطانة الرحم المهاجرة.
- ضعف مخزون المبيض.
- انخفاض معدل الخصوبة عند السيدات اللاتي تخطين سن الأربعين.
المميزات
تختلف تقنيتا الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من ناحية المميزات التي يمنحها كل إجراء، فبالنسبة لمميزات الحقن المجهري فهي تتضمن: [3]
- القدرة على تقييم جودة البويضات بشكل أفضل.
- ضمان عدد أكبر من البويضات المخصبة.
- التغلب على مشكلة ضعف عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل.
- ضمان عدم إهدار البويضات، وحصولها على فرص أفضل للتخصيب.
وعلى الجانب الآخر يوجد العديد من المميزات لتقنية أطفال الأنابيب، من ضمنها: [3]
- تقنية أقل توغلاً لتخصيب البويضات مقارنةً بالحقن المجهري.
- تضاؤل الفرص نسبياً لتلف البويضات الناتج عن الأخطاء البشرية أثناء التخصيب.
- ضمان الانتقاء الطبيعي لأفضل الحيوانات المنوية دون تدخل بشري، من منطلق البقاء للأقوى.
العيوب
لا يوجد أي إجراء طبي يخلو من العيوب مهما بلغت درجة نجاحه، وهناك بعض العيوب التي ينطوي عليها الحقن المجهري، من أهمها: [3]
- زيادة تكلفته مقارنةً بأطفال الأنابيب.
- تقنية أكثر توغلاً مقارنةً بأطفال الأنابيب.
- احتمال حدوث تلف للبويضات ما لم يتم الإجراء على يد طبيب متمرس في الحقن المجهري.
أما بالنسبة لعيوب أطفال الأنابيب فهي تتضمن: [3]
- عدم وجود أي سيطرة لدخول الحيوانات المنوية إلى داخل البويضة.
- عدم صلاحية الإجراء في حالة الرجال الذين يعانون من العقم.
- وجود احتمالات أكبر لفشل تخصيب البويضة.
- عدم وجود أي معلومات عن نضج البويضات بعد استرجاعها.
أوجه التشابه بين الحقن المجهري والأنابيب
على الرغم من وجود فروق بين التقنيتين، إلا أن هناك تشابهاً كبيراً في الخطوات التي يتضمنها كل إجراء فيهم، وهي كالتالي: [1][2]
- تحفيز الإباضة: تعد هذه الخطوة هي الأولى في التقنيتين، وفيها تتلقى المرأة حقناً دوائية تساعد على تحفيز المبيضين لمدة 8 إلى 14 يوماً، حتى تنضج البويضات وتكون جاهزة للتخصيب.
- استرجاع البويضات: يستخدم الطبيب في هذه الخطوة الموجات فوق الصوتية عبر المهبل؛ لتوجيه إبرة رفيعة جداً يستخدمها في سحب البويضات تحت تأثير المخدر.
- الإخصاب: تعد هذه الخطوة هي أساس الاختلاف بين التقنيتين، حيث يعتمد الطبيب في الحقن المجهري على الحقن المباشر للحيوان المنوي داخل البويضة، بينما يكتفي في أطفال الأنابيب بوضع الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق المعمل؛ ليترك لهم فرصة الإخصاب الطبيعي.
- مراقبة نجاح الإخصاب: يراقب الطبيب علامات نجاح الإخصاب، في خلال خمسة إلى ستة أيام، ويتحقق من حدوث بويضات مخصبة تصلح لتكوين أجنة.
- نقل الأجنة: في حالة نجاح الإخصاب، يقوم الطبيب بنقل الأجنة في اليوم الخامس أو السادس، عن طريق قسطرة رفيعة جداً، وحقن الجنين في الرحم اعتماداً على الموجات فوق الصوتية، ويوصي الطبيب بالانتظار أسبوعين، ثم إجراء اختبار الحمل؛ للتأكد من نجاح الحمل.
فرص نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
يتوقف نجاح وسائل الإخصاب المساعدة على العديد من العوامل من أهمها سن الزوجة، وجودة البويضات والحيوانات المنوية، وبشكل عام هناك تقارب كبير في فرص نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب، حيث يصل معدل النجاح إلى 38% في السيدات اللاتي تقل أعمارهن عن 35 عاماً، وتقل هذه النسبة تدريجياً بمجرد بلوغ السيدة الأربعين وتصل إلى 19%، بينما تتضاءل فرص نجاح الحمل بعد سن الأربعين وتصل إلى 9%. [4]
أيهما أفضل الحقن المجهري أم أطفال الأنابيب
يشعر الكثيرون بالحيرة بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب من ناحية أيهما أفضل بالنسبة لحالتهم، وقد نشرت إحدى الدراسات التي أجريت على حوالي 13000 سيدة في الفترة بين 2009 إلى 2014، وأشارت هذه الدراسة إلى أن الحقن المجهري يزيد من فرص حدوث الحمل بالنسبة للحالات التي يعاني فيها الرجال من عقم ذكوري. [4]
أما بالنسبة للحالات التي يتمتع فيها الرجال بحيوانات منوية ذات جودة عالية، ، فإن الحقن المجهري لا يزيد من فرص الحمل مقارنةً بأطفال الأنابيب، ولا يقدم أي ميزة إضافية، لذا من الأفضل أن يوفر الأزواج في هذه الحالة النفقات الإضافية، والاكتفاء بتقنية أطفال الأنابيب. [4]
نصائح لزيادة نجاح الحقن المجهري والأنابيب
يبحث الرجال والنساء دائماً عن النصائح التي تساعدهم على زيادة معدل نجاح تقنيات الإخصاب المساعدة بشكل عام، وبالإضافة إلى اختيار الأطباء أصحاب الخبرة في هذا المجال، وهو من أهم العوامل التي تساعد على النجاح، هناك بعض النصائح الأخرى، من أهمها: [5]
- الحفاظ على الوزن المثالي؛ لأن السمنة تؤثر سلبياً على معدل حدوث الحمل.
- تحسين جودة الحيوانات المنوية، عن طريق استخدام الفيتامينات، والمكملات الغذائية التي يوصي بها الأطباء.
- الإقلاع عن التدخين؛ لأنه من أكثر العوامل التي تؤثر بشكل سلبي على جودة البويضات والحيوانات المنوية.
- الابتعاد عن مصادر التوتر والضغط النفسي بقدر الإمكان، خاصةً أثناء مرحلة تحفيز التبويض.
- التحقق من أن مستوى فيتامين د في معدله الطبيعي عند الأم؛ لأن نقصه يقلل من نجاح الحمل.
- اتباع تعليمات الطبيب بمنتهى الدقة بخصوص تناول الأدوية، والمكملات الغذائية.
- التحلي بالصبر؛ لأن نتائج وسائل الإخصاب المساعدة غير مضمونة، وهناك بعض الحالات التي تحتاج أكثر من دورة للتلقيح للحصول على جنين سليم صالح للنقل إلى الرحم.
يحتل البحث عن الفرق بين الحقن المجهري والأنابيب مساحة كبيرة من اهتمام جميع المقبلين على الإخصاب المساعد، وعلى الرغم من وجود اختلافات جوهرية بين التقنيتين، إلا أن هذا لا يرجح كفة واحدة منهما عن الأخرى؛ نظراً لاختلاف الأسباب التي تجعل كل تقنية منهم هي الأنسب بالنسبة لفئة محددة من المرضى.