التهاب الجيوب الأنفية أعراضه وطرق علاجه
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الأعضاء صغيرة الحجم التي يمكن أن تصاب أيضاً بالحالات المرضية، من بين هذه الأجزاء الجيوب الأنفية التي قد تصاب بالالتهاب، فما هو التهاب الجيوب الأنفية؟ ما هي أعراضه؟ كيف يمكن علاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التهاب الجيوب الأنفية
التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis) الذي يصيب التجاويف الأربعة المزدوجة الموجودة في الوجه وترتبط بقنوات ضيقة، في هذا المقال سنوضح ما هو التهاب الجيوب الأنفية أعراضه وطرق علاجه.
تكمن أهمية الجيوب الأنفية في كونها تصنع مخاط رقيق يخرج من قنوات الأنف لتنظيفه وتكون الجيوب الأنفية مملوءة بالهواء كما أنها قد تنسد بالسوائل وتنتفخ نتيجة التهيج وبالتالي حدوث التهاب فيها، من الممكن أن يكون التهاب الجيوب الأنفية حاداً أي يستمر لفترات قصيرة، أو مزمناً يستمر لفترات طويلة.[1]
أعراض التهاب الجيوب الأنفية
يؤثر التهاب الجيوب الأنفية بالدرجة الأولى على الأغشية التي تبطن الأنف والجيوب الأنفية المحيطة به هذا يحول دون القدرة على تصريف المخاط من الأنف والجيوب الأنفية، يعدّ التهاب الجيوب الأنفية من الحالات المرضية الشائعة إذ إنه يصيب شخصاً من بين كل 8 أشخاص كل عام، تتضمن أعراض التهاب الجيوب الأنفية ما يلي:[2]
- صداع الرأس.
- السعال الذي يكون أسوأ في الفترات الليلية.
- احتقان الأنف.
- إفرازات سميكة ذات لون أصفر أو أخضر من الأنف.
- التهاب في الحلق.
- وجع في الأسنان.
- ألم في الأذن.
- ظهور رائحة كريهة للفم.
- انخفاض حاستي الشم والتذوق.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- التعب والإرهاق.
- تصريف المخاط من القسم الخلفي للحلق.
- ألم والإحساس بالضغط خلف العينين أو الأنف أو الخدين والجبهة.
علاج التهاب الجيوب الأنفية
غالباً ما يكون علاج التهاب الجيوب الأنفية من تلقاء نفسها؛ لأنها في الغالب ما تكون حالات بسيطة، مع ذلك فقد يستدعي التهاب الجيوب الأنفية الخضوع للعلاجات الطبية في بعض الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى يلجأ الطبيب إلى العملية الجراحية للجيوب الأنفية، وتتضمن الخيارات العلاجية الآتي:[3]
العلاجات المخففة للأعراض
يوصي الطبيب ببعض الإجراءات التي من شأنها أن تخفف من الأعراض وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:[3]
- بخاخات الأنف: يوصي الطبيب باستخدام بخاخات الأنف الملحية عدة مرات في اليوم لتنظيف الممرات الأنفية.
- أدوية الحساسية: إذا كان التهاب الجيوب الأنفية ناتجاً عن عوامل تحسسية فإنّ الطبيب يوصي باستخدام أدوية الحساسية للتخفيف من الحساسية.
- أدوية الكورتيكوستيرويدات: التي تكون على شكل بخاخات أنفية وتساعد في الوقاية من الالتهاب وعلاجه، من أمثلة هذه البخاخات فلوتيكازون (الاسم التجاري: فلونيز) بالإضافة إلى بخاخات بيوديسونيد (الاسم التجاري: رينوكورت للحساسية) بخاخات موميتازون (الاسم التجاري: نازونكس).
- أدوية الاحتقان: تتواجد هذه الأدوية بعدة أشكال صيدلانية منها الأقراص الفموية، الشرابات، أو البخاخات الأنفية التي تصرف بوصفة طبية أو بدونها، من المهم الانتباه إلى استخدام مزيلات الاحتقان لعدة أيام فقط؛ لأن استخدامها لفترات طويلة قد يتسبب بعودة الاحتقان لكنه يكون أكثر حدة (الاحتقان الارتدادي).
- أدوية مسكنات الألم: يمكن للمصاب بالتهاب الجيوب الأنفية استخدام مسكنات الألم ومنها الأسيتامينوفين (الاسم التجاري: تايلينول) أو أدوية الإيبوبروفين (الاسم التجاري: أدفيل، موترين) أو أدوية الأسبرين، من المهم الانتباه إلى توخي الحذر عند إعطاء أدوية الأسبرين للأطفال والمراهقين، وعلى الرغم من الموافقة على إعطاء أدوية الأسبرين للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات فلا ينبغي إعطاؤهم هذه الأدوية إلا باستشارة طبية وبشكل خاص إذا كان الطفل مصاباً بجدري الماء أو الأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا.
العلاجات الدوائية
تتمثل العلاجات الدوائية في المضادات الحيوية التي لا يستخدمها الطبيب إلا عندما تكون الحالة متقدمة والأعراض شديدة، إذ ليس هناك حاجة لاستخدام المضادات الحيوية لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد كون الإصابة غالباً ما تكون نتيجة فيروس وليس بكتيريا، حتى وإن كان التهاب الجيوب الأنفية الحاد ناتج عن بكتيريا فإنّه يزول من تلقاء نفسه، وهنا ينتظر الطبيب ويراقب المصاب لمعرفة ما إذا كان التهاب الجيوب الأنفية الحاد يتفاقم قبل وصف المضادات الحيوية.
يجب الانتباه إلى أنّ عدم الالتزام بتناول المضاد الحيوي بالجرعة الموصوفة من قبل الطبيب حتى وإن زالت الأعراض سيؤدي إلى عودة أعراض التهاب الجيوب الأنفية.[3]
العلاج المناعي
قد يكون التهاب الجيوب الأنفية ناتجاً عن العوامل التحسسية، وهنا يلجأ الطبيب إلى استخدام جرعات الحقن المضادة للحساسية أو ما يعرف بالعلاج المناعي؛ وذلك للمساعدة في تخفيف ردة فعل الجسم تجاه المثيرات للحساسية التي تم تحديدها من قبل الأعراض.[3]
اتباع نمط حياة صحي
بالإضافة إلى العلاجات السابقة يوصي الطبيب باستخدام بعض التدابير المنزلية التي تخفف من أعراض التهاب الجيوب الأنفية، تتضمن هذه التدابير الآتي:[3]
- شرب كميات كافية من السوائل.
- الحصول على فترات كافية من الراحة وذلك لمساعدة الجسم في مكافحة العدوى.
- استخدام الكمادات الدافئة ووضعها على الأنف والجبين للتخفيف من الضغط على الجيوب الأنفية.
- ترطيب تجويف الجيوب الأنفية من خلال وضع منشفة على الرأس واستنشاق البخار الذي يخرج من وعاء يحتوي على ماء ساخن، أو من خلال أخذ حمام دافئ واستنشاق الهواء الرطب والدافئ بهدف تخفيف الألم وتسييل المخاط.
- تنظيف الممرات الأنفية بالماء وذلك يتم من خلال استخدام زجاجة ضغط مصممة بشكل خاص لتنظيف الممرات الأنفية.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
على الرغم من أن التهاب الجيوب الأنفية قد يحدث نتيجة العديد من العوامل لكنه غالباً ما ينتج عن احتباس السوائل في الجيوب الأنفية مما يسمح بنمو الجراثيم والبكتيريا، ويعدّ السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية الفيروسات، ومن الممكن أن يحدث التهاب الجيوب الأنفية أيضاً نتيجة عدوى بكتيرية، بالإضافة إلى العوامل التحسسية كالملوثات الموجودة في الهواء، المواد الكيميائية والمهيجات الأخرى، كما يمكن أن تسبب العدوى الفطرية والعفن التهاباً في الجيوب الأنفية.
تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية وتتضمن هذه العوامل ما يلي:[4]
- الحساسية الموسمية.
- الإصابة بعدوى سابقة في الجهاز التنفسي بما فيها الزكام.
- السلائل الأنفية وهي عبارة عن أورام حميدة صغيرة تتموضع في الممر الأنفي وتؤدي إلى انسداده والتهابه.
- الحساسية تجاه العديد من المهيجات كحبوب اللقاح، الغبار، شعر الحيوانات، ضعف الجهاز المناعي نتيجة استخدام دواء أو حالة صحية.
- انحراف الوتيرة أي العظم والغضروف الذي يقسم الأنف إلى فتحتين والذي يحدث نتيجة تعرضه للإصابة أو النمو بطريقة غير طبيعية.
الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية
من غير الشائع أن يحدث لالتهاب الجيوب الأنفية مضاعفات لكنها قد تحدث في بعض الحالات بما فيها أن يتحول التهاب الجيوب الأنفية لالتهاب مزمن، أو الإصابة بالتهاب السحايا وهو التهاب في السائل والأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي، كما يمكن أن تنتشر العدوى إلى العظام أو الجلد، أو حدوث اضطرابات في الرؤية، لذا من الأفضل اتباع أساليب الوقاية من الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، تتضمن هذه الأساليب ما يلي:[3]
- محاولة التحكم وإدارة الحساسية.
- تجنب التعرض لدخان السجائر والهواء الملوث، إذ يمكن أن يسبب دخان السجائر والملوثات الأخرى إلى تهيج والتهاب الرئتين والممرات الأنفية.
- تجنب عدوى التهاب الجهاز التنفسي العلوي وذلك من خلال الابتعاد عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو أي عدوى أخرى بالإضافة إلى غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون بشكل خاص قبل تناول الطعام.
- استخدام أجهزة مرطبة للجو إذا كان الهواء في المنزل جافاً فذلك يساعد في منع الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
لا يستدعي التهاب الجيوب الأنفية القلق أو الخوف لكن هذا لا يمنع من مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات التشخيصية والخضوع للعلاج المناسب.