الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي
الأمراض التي تصيب الجلد عديدة ومتنوعة، ومن أشهرها على الإطلاق الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي كما يطلق عليها أيضاً، وفي المقال التالي سيتم شرح مفهوم الأكزيما مع الأعراض والأسباب وطرق العلاج المتاحة لهذا المرض الجلدي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مفهوم الأكزيما
الأكزيما (بالإنجليزية: Eczema) هو مرض جلدي مزمن يظهر على جلد الشخص المصاب على شكل احمرار وحكة في مناطق متفرقة من الجسم، وهو مرض شائع لدى الأطفال، يطلق عليه أيضاً اسم التهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Atopic dermatitis) وهو مرض طويل الأمد أي مزمن، يصاب به المريض بشكل دوري، ويصاحبه أعراض الربو وحمى القش. [1]
التهاب الجلد التأتبي من الأمراض التي لا تمتلك علاج واحد ناجع وشافي بشكل نهائي، إنما الأدوية المستخدمة فيه تخفف من أعراض تهيج الجلد واحمراره؛ مثل الحكة، ومن الجدير بالذكر أنه يظهر على العديد من مناطق الجسم؛ مثل: المرفقين، والركبتين، وحتى العنق، وأعلى الصدر. [1]
أعراض الأكزيما
هناك عدة أعراض للإصابة بالأكزيما، ومن هذه الأعراض: [1]
- جلد جاف.
- حكة تتراوح لتكون شديدة أثناء الليل.
- بقع حمراء إلى بنية اللون على عدة مناطق من الجسم أهمها؛ اليدان، القدمان، الكاحلان، المعصمان، العنق، أعلى الصدر، الجفون، الركبتان وداخل منحنى المرفقين، علاوة على ظهورها على وجه الرضع، وفروة الرأس.
- قشور على الجلد تفرز من داخلها سوائل لدى خدشها.
- جلد سميك ومتصدع يبدو كالقشور.
- حساسية الجلد وانتفاخه.
أسباب الأكزيما
سبب الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي هو في الغالب عوامل التحسس المختلفة التي تؤثر على الأطفال، يقصد بذلك البكتيريا والمواد المهيجة؛ مثل المواد الكيميائية، وغيرها من مسببات الحساسية، كما أنه قد يكون هناك تأثير للحساسية تجاه نوع أو أنواع محددة من الغذاء تساهم في الإصابة بالأكزيما. [2]
عوامل الخطر والمضاعفات
هناك عدة عوامل تساعد وتزيد من فرصة الإصابة بالأكزيما؛ مثل: التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بالأكزيما، أو أي حساسية جلدية أخرى، أو حتى حساسية الجهاز التنفسي؛ مثل الربو وحمى القش، جميعها عوامل تساهم بالإصابة بالأكزيما، ذلك من شأنه أن يعرض المريض لعدة مضاعفات خطيرة؛ مثل: [1]
- حكة مزمنة وتقشر الجلد.
- الإصابة بالحزاز البسيط المزمن، أو ما يسمى بالتهاب الجلد العصبي، حيث تكون هناك بقعة من الجلد مصابة بـحكة مزمنة تتهيج عند حكها بشكل أكثر.
- تغيير لون الجلد المصاب كما أنه يصبح أسمك.
- التهاب الجلد بسبب الحك والخدش المستمر، كما أنه يصاب بالتقرحات نتيجة ذلك ويصبح عرضة للبكتيريا والفيروسات مثل فيروس الهربس.
- التهاب الجلد المهيج نتيجة تعرضه للمواد الكيميائية، والصابون القاسي.
- خطر الإصابة بالتهاب الجلد التماسي التحسسي.
- مواجهة مشاكل في النوم بسبب الحك المتكرر أثناء الليل.
أنواع الأكزيما
عدة أمراض جلدية تندرج تحت مسمى الأكزيما، والتي تظهر على شكل جفاف وتهيج الجلد، من ذلك تم تقسيمها إلى أنواع، وهي: [2]
- الأكزيما القرصية (بالإنجليزية: Discoid Eczema)، وهي نوع من الأكزيما الذي يظهر على شكل بقع دائرية أو بيضاوية على الجلد.
- التهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact Dermatitis)، وهو نوع أكزيما يشير إلى حدوث تلامس للجسم مع مادة معينة فينتج عنها تحسس جلدي.
- أكزيما الدوالي (بالإنجليزية: Varicose eczema)، يصيب هذا النوع مناطق مثل أسفل الساقين ينتج عنه مشكلة في تدفق الدم خلال أوردة الساق من ذلك جاءت تسميته بـأكزيما الدوالي.
- الأكزيما الدهنية، وهي نوع يظهر على شكل بقع حمراء متقشرة على الجلد، تتشكل غالباً على جانبي الأنف والحاجبين والأذنين وفروة الرأس، وتسمى (بالإنجليزية: Seborrhoeic Eczema).
- أكزيما خلل التعرق، أو ما تسمى به "بومفوليكس" (بالإنجليزية: Dyshidrotic eczema) يتميز هذا النوع بظهور بثور على باطن اليدين بحيث تكون صغيرة.
علاج الأكزيما
يتمثل علاج مرض الأكزيما الجلدي بأدوية تخفف من أعراض هذا المرض وتحسينها مع مرور الوقت، أما عن علاج شافِ بشكل كامل ونهائي من المرض فهو أمر غير متوفر حتى الآن، ومما يمكن اتباعه لتخفيف الأعراض: [2] [3]
- تقليل خدش وحكة الجلد عن طريق تجنب مسببات التحسس ومهيجات الجلد.
- أدوية الكورتيكوستيرويدات الموضعية التي تكون على شكل كريمات ومراهم لتخفيف التورم والاحمرار والحكة، خصوصاً أثناء الليل أو أثناء النوبات الجلدية، من الأمثلة على هذه الأدوية: دواء الهيدروكورتيزون (الاسم التجاري: Cortisone).
- أدوية مضادات الهستامين والتي من الممكن توفيرها دون وصفة طبية.
- أدوية معدلات المناعة الموضعية وهي نوع مستحدث من العلاج يتم تجريبه على المرضى الذي لا يستجيبون لباقي أنواع العلاجات المتوفرة والمعتادة.
- استخدام كريمات مرطبة للجلد عدة مرات في اليوم.
- تطبيق استخدام الماء الفاتر عند الاستحمام.
- العلاج بالضوء عبر تسليط موجات فوق بنفسجية على الجلد، وقد وجد بأنها تساعد على علاج الأكزيما واضطرابات الجلد.
- ارتداء ملابس قطنية.
- الحفاظ على درجة حرارة الغرفة المتواجد فيها الشخص النصاب منتظمة دون تغيير.
- الانتباه والخرص من انتقال أو الإصابة بالعدوى الجلدية.
الوقاية من الأكزيما
يمكن الوقاية من الإصابة بالأكزيما وتقليل هذا الخطر عن طريق اتباع عدة تدابير وقائية؛ مثل: [3]
- اتباع روتين عناية بالبشرة للحفاظ على صحتها ونضارتها.
- ارتداء قفاز في حالة وضع اليدين في الماء.
- ارتداء قفاز قطني أسفل البلاستيكي لامتصاص العرق، كما أنه ينصح بارتداء قفازات أثناء موسم الشتاء.
- استخدام صابون طبيعي ولطيف على البشرة للاستحمام.
- ترطيب البشرة باستمرار.
- الاستحمام بالماء الفاتر.
- شرب الماء بوفرة وينصح بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب في اليوم الواحد.
- تجنب الحرارة والتعرق.
- ارتداء ملابس فضفاضة من القطن.
- ممارسة التمارين الهوائية؛ مثل اليوجا التي تساعد على إدارة التوتر والإجهاد.
- تقليل التعرض للمهيجات والمواد الكيميائية.
- تجنب الأطعمة التي تزيد من التحسس؛ مثل: الفول السوداني، والبيض، ومشتقات الحليب، والكحول، والغلوتين.
محفزات التهاب الجلد التأتبي
هناك عدة أمور من شأنها أن تزيد من شدة أعراض الأكزيما على المريض؛ مثل: [4]
- العفن.
- حبوب اللقاح.
- وبر الحيوانات.
- بعض الأقمشة؛ مثل: الصوف وأي مواد خشنة.
- العطور.
- منتجات العناية بالبشرة ومواد التجميل.
- الدخان.
- الاستحمام الطويل بالماء الساخن.
- التوتر.
- الهواء الجاف.
- التعرق.
- الغبار.
- بعض أنواع الأطعمة؛ مثل: فول الصويا، والمكسرات.
- بعض الهرمونات.
طريقة تشخيص الأكزيما
يقوم الطبيب بإجراء عدة فحوصات لتأكيد الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي، أهمها الفحص البدني لموضع الجلد المتهيج، كما قد يقوم بسؤال المريض عن تحسسه تجاه أي شيء لدى لمسه أو طعام أو غيره لتحديد التشخيص بشكل أدق، أما عن فحص التحسس فمن ذلك تطبيق رقع حساسية تحتوي على مواد قد تهيج الجلد، وتركها لبضعة أيام لمراقبة رد فعل الجلد اتجاهها؛ للمساعدة على تشخيص الأكزيما، وتحديد طريقة العلاج المناسب لها. [4]
متى تجب مراجعة الطبيب
يجب على الشخص الذي تظهر عليه أحد الأعراض السابق ذكرها مراجعة الطبيب بشكل عاجل وفوري، إذ إن الأكزيما تقض المضجع، وتسبب قلقاً للمريض بسبب الحكة المستمرة.
الأكزيما من الأمراض الجلدية التي تلازم المريض طوال حياته، من ذلك عليه تعلم طرق التعايش المثلى معها؛ مثل: تجنب مسببات التحسس بشكل كامل للسيطرة على الأعراض ومدى حدتها.