اكتشاف في القلب يثير قلق الأطباء
العثور على جزيئات دقيقة من البلاستيك في القلب تثير مخاوف الأطباء.
أثارت دراسة تجريبية جديدة القلق في الأوساط العلمية حيث أكدت الجمعية الكيميائية الأمريكية اكتشاف جزيئات بلاستيكية دقيقة مختلفة في المرضى الذين يخضعون لجراحة القلب مما يدعو إلى البحث المكثف عن أسباب وصول تلك الجزيئات إلى القلب، وما هي الآثار الجانبية التي قد يعانيها الإنسان في المستقبل نتيجة وصول تلك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة إلى الأعضاء الحيوية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي جزيئات البلاستيك؟
الجزيئات البلاستيكية (بالإنجليزية: Microplastics) هي جزيئات دقيقة للغاية من البلاستيك يقل عرضها عن 5 مم أو بحجم ممحاة قلم الرصاص، وتعد مصدراً للقلق في حال دخولها إلى جسم الإنسان حيث أظهرت الأبحاث أنها يمكن أن تدخل جسم الإنسان من خلال الفم أو الأنف أو غيرها من تجاويف الجسم مع ذلك توجد العديد من أعضاء الجسم مغلقة تماماً.
تشكل جزيئات البلاستيك خطراً على الصحة خاصة أن التخلص من المواد البلاستيكية يتم في الأماكن الطبيعية مثل البحار حيث تشير التقديرات إلى أن شاحنة واحدة مليئة بالقمامة البلاستيكية يتم إلقاؤها في المحيط كل دقيقة، وهناك ما يقرب من 14 مليون طن من المواد البلاستيكية الدقيقة الموجودة في قاع المحيط، وهذه الأرقام تتزايد يومياً مما لا يؤدي فقط إلى تهديد بيئي حقيقي بل يمتد إلى صحة الإنسان.
وجدت الأبحاث أن الجزيئات البلاستيكية توجد في الطعام، والماء، والهواء وبعض الأجزاء في الجسم البشري لكن الأبحاث على أعضائنا الداخلية التي لا تتعرض مباشرة للبيئة لا تزال محدودة لذلك يحتاج العلماء إلى المزيد من الدراسات والأبحاث لاكتشاف حجم كمية جزيئات البلاستيك التي يتعرض لها الجسم، وهو ما أدى إلى تلك الدراسة حيث أراد الباحثون في الصين كون هوا وشيوبين يانغ وزملاؤهم البحث فيما إذا كانت جزيئات البلاستيك قد دخلت أنظمة القلب والأوعية الدموية عن طريق التعرض المباشر أم غير المباشر.[1][2][3]
جزيئات بلاستيك في قلب الإنسان
وفقًا للتقرير الرسمي الذي أصدرته الجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS) عثر فريق من العلماء في مستشفى بكين أنجين بالصين للمرة الأولى على مواد بلاستيكية دقيقة في قلب الإنسان، وهو اكتشاف يدق ناقوس الخطر حول ما يتعرض له جسم الإنسان، ويفتح الباب أمام المزيد من الدراسات والأبحاث حول تأثير جزيئات البلاستيك في الجسم.
جمع الباحثون عينات أنسجة القلب من 15 مريضاً خلال جراحات القلب، بالإضافة إلى عينات الدم قبل وبعد العملية من نصف المشاركين حيث تم تحليل العينات باستخدام التصوير المباشر بالليزر بالأشعة تحت الحمراء، والمسح المجهري الإلكتروني للتحقق مما إذا كانت المواد البلاستيكية الدقيقة موجودة في قلب الإنسان والأنسجة المحيطة به أم لا، وحددوا 20 إلى 500 جسيم دقيق بعرض 20 إلى 500 ميكرومتر مصنوع من 8 أنواع من البلاستيك بما في ذلك البولي إيثيلين تيريفثاليت، والبولي فينيل كلوريد، والبولي (ميثيل ميثاكريلات).[1]
نتائج الدراسة
كشفت التقنية عن وجود عشرات إلى آلاف القطع البلاستيكية الدقيقة الفردية في معظم عينات الأنسجة على الرغم من اختلاف الكميات والمواد بين المشاركين.
احتوت جميع عينات الدم أيضًا على جزيئات بلاستيكية لكن بعد الجراحة انخفض متوسط حجمها، وجاءت الجزيئات من أنواع أكثر تنوعًا من البلاستيك.
أحد أهم الأشياء المثيرة في نتائج الدراسة أنه من بين الأنواع الثمانية التي تم العثور عليها كان "البولي إيثيلين تيريفثاليت" الذي يدخل في صناعة الملابس، وحاويات الطعام البلاستيكية، وكذلك "البولي فينيل كلوريد" (PVC)، وهي مادة تنتشر في صناعة أنابيب الصرف والطلاء، وإطارات النوافذ.
كما أشارت الدراسة أيضاً إلى أنه على الرغم من احتواء جميع عينات الدم التي تمت فحصها على جزيئات بلاستيكية انخفض متوسط حجمها بعد الجراحة لكن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة جاءت من عدة مصادر متنوعة من البلاستيك مما يشير إلى أنه تم إدخال بعض المواد البلاستيكية الدقيقة عن غير عمد إلى المرضى في أثناء إجراء العمليات الجراحية.
لا يشير العثور على بولي ميثيل ميثاكريلات في القلب إلى احتمالية التعرض العرضي للمادة في أثناء إجراء الجراحة مما يؤكد الدليل على وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في المرضى الذين يخضعون لجراحة قلبية.
يقول فريق البحث في البيان "إن اكتشاف الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في جسم الإنسان أمر يثير القلق، وهناك المزيد من الدراسات اللازمة لاكتشاف كيفية وصولها إلى أنسجة القلب، والتأثيرات المحتملة على التشخيص طويل المدى بعد جراحة القلب".[1][2][3]