اضطراب الهوية الجندرية ما هي أسبابها وأعراضها
هل سبق لك أن شعرت أو أن سمعت بشخصٍ ما يشعر بأنّه يعيش في الجسد الخاطئ وأنّ جسده يمتلك الأعضاء الجنسية الخاطئة؟ هذا قد يكون دليلاً على وجود ما يُسمى اضطراب الهوية الجندرية أو الديسفوريا الجندرية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مرض اضطراب الهوية الجندرية
إنّ مرض اضطراب الهوية الجندرية أو الديسفوريا الجندرية هي الحالة التي يشعر فيها شخصٌ ما بالضيق وعدم الراحة بسبب شعور بتعارض الهوية الجندرية مع الهوية المعينة له عند الولادة (الهوية الجندرية المحددة بطبيعة الأعضاء التناسلية)، وقد يظهر اضطراب الهوية الجندرية في فترة مبكرة أو بعد الوصول لسنّ البلوغ أو حتى بعد ذلك بكثير. [1]
اضطراب الهوية الجندرية عند الأطفال
رغم أنّ ظهور اضطراب الهوية الجندرية عند الأطفال ممكن كما سبق لنا الذكر إلا أنّ تشخيصه في فترة الطفولة قد يكون نادراً للغاية، في معظم الأحيان يكون شعور الأطفال هو الارتباك بشأن الهوية الجندرية ولكنّ هذا الارتباك لا يدوم لوقتٍ طويل ويزول مع النضوج.
ظهور اضطراب الهوية الجندرية لدى الأطفال يمكن أن يُسبب للطفل بعض المشاكل النفسية في المنزل أو المدرسة وقد يترافق مع شعور الطفل بالاكتئاب أو التوتر أو الانسحاب من المجتمع مع شعور مستمر بالضيق، في حال شعرت أنّ طفلك يُظهر أعراضاً غريبة فسيكون من الأفضل أن تعرضه على طبيب كي يتأكد مما إن كان يعاني من هذا الاضطراب. [2] [3]
أسباب اضطراب الهوية الجندرية
أسباب اضطراب الهوية الجندرية غير معروفة حتى اليوم بدقة لأنّ عملية النضوج الجنسي معقدة نوعاً ما وترتبط بالعديد من العوامل المختلفة، العوامل المؤثرة تشمل العوامل البيولوجية والعوامل النفسية والعوامل الاجتماعية أيضاً، ويمكن القول أنّ العوامل المحتملة تشمل [4]:
- أن تكون مولوداً مع حالة طبية تؤثر على هرموناتك الجنسية
- تعرض الجنين لمواد كيميائية تعطل عمل بعض الهرمونات
- اضطرابات في نمو الخلايا العصبية المتعلقة بالجنس والتوجهات الجنسية
- المعاناة من حالة نفسية معينة مثل الفصام
- المعاناة من اضطراب طيف التوحد
- تعرض الشخص إلى التحرش والاستغلال الجنسي في مرحلة الطفولة
- وجود شخص قريب في العائلة يعاني من اضطراب الهوية الجندرية
- بعض الأمراض الخلقية النادرة مثل تضخم الغدة الكظرية الخلقي والذي يؤدي إلى تضخم الأعضاء التناسلية
- ولادة طفل بأعضاء تناسلية ثنائية
تشخيص وأعراض اضطراب الهوية الجندرية
تشخيص اضطراب الهوية الجندرية قد لا يكون بهذه السهولة وقد يتطلب الأمر فريقاً طبياً يتضمن مجموعةً من الأخصائيين النفسيين والأطباء لإجراء الفحوصات والتقييمات المطلوبة، عموماً يمكن القول أن تشخيص الإصابة باضطراب الهوية الجندرية يتطلب مبدئياً الشعور بالضيق لمدة تزيد عن 6 أشهر بسبب اثنين على الأقل من التالي [5]:
- تناقض ملحوظ بين الجنس المحدد والخصائص الجنسية الثانوية.
- رغبة شديدة من التخلص من الخصائص الجنسية الأولية أو الثانوية.
- رغبة قوية بالحصول على خصائص جنسية أولية أو ثانوية للجنس الآخر.
- رغبة شديدة بأن تكون من الجنس المقابل.
- رغبة عارمة بأن تُعامل كفرد من الجنس المقابل.
- اقتناع شديد بأن الشخص يمتلك المشاعر الطبيعية والنموذجية لفرد من الجنس الآخر.
- يعتمد الفريق الطبي إضافة لذلك على أعراض اضطرابا الهوية الجندرية والتي يمكن أن تختلف بناءً على العمر بحيث تكون
أعراض اضطراب الهوية الجندرية لدى الأطفال
تتضمن هذه الأعراض لدى الأطفال:
- الإصرار على كونهم من الجنس المقابل.
- الرغبة الشديد بأن يكونوا من الجنس الثاني.
- الرغبة في ارتداء الملابس الخاصة بالجنس المقابل أو رفض ارتداء ملابس مخصصة للجنس المعطى لهم.
- تفضيل الأنشطة المميزة للجنس المقابل.
- تفضيل اللعب مع الجنس المقابل بشكل كبير.
- الشعور بكره شديد لأعضائهم التناسلية.
- الرغبة بالحصول على خصائص مميزة ثانوية مميزة للجنس المقابل.
أعراض اضطراب الهوية الجندرية لدى البالغين
أما أعراض اضطراب الهوية لدى البالغين فهي [6]:
- الرغبة بأن يكون من الجنس المقابل.
- الرغبة بامتلاك الخصائص الجنسية المميزة للجنس المقابل.
- الرغبة بالتخلص من الأعضاء التناسلية الخاصة.
- الرغبة بأن يستخدم الآخرون الضمائر المخصصة للجنس المقابل لمناداتهم.
علاج اضطراب الهوية الجندرية
من المهم أن تعلم أنّ علاج اضطراب الهوية الجندرية يختلف بشدة وفقاً للشخص ويتطلب أخذ العوامل الشخصية بعين الاعتبار، يُركز علاج اضطراب الهوية الجندرية بشكل أساسي على مساعدة الفرد على استكشاف هويته الجندرية غالباً بطريقةٍ تسمح له بالتعبير عن جنسه بالشكل الذي يُشعره بالراحة. تتضمن الخيارات العلاجية المتاحة عموماً [7]:
1. العلاج الدوائي: يستخدم من يُعانون من اضطراب الهوية الجندرية الأدوية الهرمونية المختلفة لتحقيق النتائج المطلوبة وقد يترافق العلاج الدوائي مع تعديلات جسمانية، تختلف طبيعة العلاج من شخصٍ لآخر فهناك من يرغبون بتعديل كامل وآخرون يرغبون فقط بالتخلص من صفات جنسية ثانوية.
2. العلاج النفسي: قد يكون ما يرغب به البعض هو الحصول على المشورة فقط وذلك لمساعدتهم على الشعور براحةٍ أكبر مع مشاعرهم والتأكيد على هويتهم ومساعدتهم على التغلب على شعور الضيق المرافق. تكون أهداف العلاج عادةً
- استكشاف الهوية الجندرية وطرق التعبير عنها
- تعلم طرق للتعامل مع التوتر والقلق
- ممارسة طرق للقبول بالذات
- بناء شبكة دعم
- المساعدة على اتخاذ قرارات انتقالية
- تحسين العلاقات الاجتماعية
3. الجراحة: تعتبر الجراحة التحويلية من الخيارات المتاحة ولكنها باهظة الثمن وقد لا يرغب بها الجميع لأسبابٍ مختلفة.
ختاماً.. يجب أن تعلم أنّ تعامل الشخص مع اضطراب الهوية الجندرية يمكن أن يكون صعباً ويترافق مع العديد من التحديات ولذلك من المهم أن تحرص على توفير الدعم له وتُحاول مساعدته على الشعور بالراحة والأمان.