اضطراب الهوية التفارقي
اضطراب الهوية التفارقي هو أحد الاضطرابات الفصامية التي يشعر خلالها المريض بوجود عدة شخصيات مختلفة بداخله.
This browser does not support the video element.
اضطراب الهوية التفارقي هو واحد من عدة اضطرابات انفصامية تحدث نتيجة التعرض للصدمات الشديدة والاعتداءات الجنسية، والجسدية، والعاطفية أثناء الطفولة، وقد تصيب الكبار نتيجة لأحداث صادمة مثل الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها، لنتعرف في هذا المقال على اضطراب الهوية التفارقي وأسبابه، وأعراضه، ووسائل العلاج المتاحة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو اضطراب الهوية التفارقي
اضطراب الهوية التفارقي (بالإنجليزية: Dissociative identity disorder) أو (DID) ويُعرف أيضاً باسم اضطراب الهوية الانفصامي كان يُطلق عليه اسم اضطراب الشخصية المتعددة أو اضطراب الشخصية المنقسمة في السابق، وهو اضطراب انفصامي وليس اضطراباً في الشخصية.
اضطراب الهوية التفارقي يتميز بالتحول إلى هويات بديلة حيث يشعر المريض بوجود شخصين أو أكثر يتحدثون ويعيشون داخل رأسه، ويشعر كما لو كان يمتلك هويات وشخصيات أخرى بداخله لكل منها لها اسم، وتاريخ شخصي، وخصائص مثل الاختلافات في الصوت، والجنس، والسلوكيات، وحتى الصفات الجسدية مثل شخص يرتدي نظارة ولديه ذوق خاص في الطعام بينما لا تفضله شخصية أخرى وهكذا، كما يوجد اختلافات في مدى معرفة كل هوية بالآخرين.
عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الهوية التفارقي من فقدان الذاكرة الانفصامي وغالبًا ما يكون لديهم شرود فصامي، ويشعر الشخص المصاب باضطراب الهوية التفارقي بعدم اليقين بشأن هويته ومن هو.
اضطراب الهوية التفارقي هو واحد من عدة اضطرابات فصامية تؤثر على قدرة الشخص على التواصل مع الواقع من حوله، وتشمل أنواع الاضطرابات الانفصامية ما يلي:
- اضطراب الاغتراب عن الواقع وتبدد الشخصية.
- فقدان الذاكرة الانفصالي.
- اضطراب الهوية التفارقي.[1]
أسباب اضطراب الهوية التفارقي
يحدث اضطراب الهوية التفارقي عادة نتيجة الاعتداء الجنسي أو الجسدي خلال مرحلة الطفولة أو عند التعرض لكوارث طبيعية أو أحداث صادمة مثل الحروب والصراعات، وهو بمثابة وسيلة للشخص ليبعد نفسه عن الصدمة وآلية للتعامل مع الأحداث المؤلمة.
عادة ما تكون مواجهة وقبول ما يحدث للشخص من أحداث مؤلمة ومروعة أمر مؤلم للغاية مما يجعل العقل يبتكر طريقة لحمايتك، وتتمثل إحدى هذه الطرق في فصلك عاطفيًا وعقليًا عن الذاكرة والتجربة، وربما يصبح عقلك فارغًا أو يخرج عنك أو تنشئ هويات مختلفة في رأسك، وتحدث هذه التحولات بشكل عام استجابةً لنوع من التهديد أو الضيق.[2][3]
أعراض اضطراب الهوية التفارقي
الشخص المصاب باضطراب الهوية التفارقي لديه هويتان مميزتان أو أكثر، أحدهما الهوية الأساسية وهي الشخصية المعتادة للمريض، والتغييرات وهي الشخصيات الأخرى البديلة، وبعض الأشخاص المصابين باضطراب الهوية التفارقي لديهم ما يصل إلى 100 شخصية.
يتم تشخيص اضطراب الهوية التفارقي بشكل أساسي من خلال وجود هويات بديلة لكنها تتضمن أعراضًا أخرى، وكما هو الحال مع حالات الصحة العقلية ليس كل المرضى يعانون من الأعراض ذاتها أو من نفس شدتها، وتشمل الأعراض الرئيسية لاضطراب الهوية التفارقي ما يلي:
- فقدان الذاكرة الفصامي أو صعوبة تذكر المعلومات الشخصية أو الحقائق عن حياتك.
- حالات الشرود الانفصالية مثل التجارب التي تسافر فيها أو تتجول فيها دون أن تتذكر ما حدث.
- مساحات فارغة في ذاكرتك بما في ذلك عدم القدرة على تذكر الأحداث المهمة من الطفولة.
- الشعور بأن جسدك يتخذ أحجامًا أو أشكالًا مختلفة.
- الشعور بتبدد الشخصية أو مشاهدة نفسك من الخارج.
- فجوات مفاجئة في الذكريات الحديثة مثل عدم تذكر ما فعلته بالأمس أو عدم تذكر كيفية تحضير القهوة أو الكتابة.
- ذكريات غامضة تشبه الحلم.
- الشعور كما لو أن جسمك أو أفكارك أو مشاعرك ليست ملكك ولا يمكنك التحكم فيها.
- تغييرات ملحوظة في الكلام والسلوك والتفضيلات الشخصية.[3]
الأعراض الجسدية والنفسية
يمكن أن تشمل العلامات والأعراض الشائعة الأخرى لاضطراب الهوية التفارقي ما يلي:
- قلق.
- أوهام.
- اكتئاب.
- الارتباك.
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- فقدان الذاكرة.
- أفكار انتحارية أو إيذاء النفس.
- أعراض غير مبررة طبيا.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- تقلب المزاج.
- ميول انتحارية.
- الرهاب.
- اضطراب الأكل.
- اضطراب الوسواس القهري.
- مشاكل في النوم.
قد لا يتمكن الشخص المصاب باضطراب الهوية التفارقي التعرف على علامات المرض بنفسه بل في كثير من الأحيان لا يلاحظ وجود هويات منفصلة ومختلفة بداخله، وقد يصفه من حوله بأن له سلوكيات محيرة للغاية مثل التحدث بلهجات مختلفة في بعض الأوقات، والعودة إليها مرة أخرى، أو أنه يبدو محباً للكلاب لكن في أوقات أخرى لديه خوف منها ولا يستطع التعامل معها.[2][3]
تشخيص اضطراب الهوية التفارقي
يقوم الطبيب المختص بمراجعة الأعراض الخاصة بك، وتاريخك المرضى، والقيام بفحوصات لاستبعاد الأسباب الجسدية وراء الأعراض مثل إصابات الرأس أو أورام الدماغ حيث لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص اضطراب الهوية التفارقي.
تظهر أعراض اضطراب الشخصية التفارقي غالباً في مرحلة الطفولة بين سن 5 و 10 سنوات، وقد يتم الخلط بين اضطراب الهوية التفارقي ومشكلات التعلم الأخرى الشائعة عند الأطفال مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لذلك لا يتم تشخيص اضطراب الهوية التفارقي عادة حتى البلوغ.[1][2]
علاج اضطراب الهوية التفارقي
لا يوجد دواء واحد يستهدف علاج اضطراب الهوية التفارقي بل يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف أعراض الاضطراب مثل الاكتئاب والقلق لكن يظل العلاج النفسي هو الأكثر فعالية لأنه يساعد المريض على التعامل مع السبب الأساسي للأعراض، وتعلم وممارسة تقنيات للتحكم في نوبات الشعور بالانفصال، ودمج الهويات المنفصلة في هوية واحدة.[1][2]
الوقاية من اضطراب الهوية التفارقي
لا توجد طريقة لمنع اضطراب الهوية التفارقي لكن طلب المساعدة فور ظهور العلامات الأولى على الانفصام قد يخفف من الأعراض وتدهور الحالة لذلك يجب على الآباء والمعلمين ملاحظة الأطفال والتدخل لتقديم الدعم الطبي النفسي للطفل بعد تعرضه للصدمات أو سوء المعاملة النفسية والجسدية، كما يساعد العلاج أيضاً في تحديد المحفزات التي تؤدي إلى ظهور الشخصيات الأخرى مثل التوتر.[2]
عادة ما تتطور الاضطرابات الانفصالية كطريقة للتعامل مع الصدمة، وغالبًا ما تظهر الاضطرابات عند الأطفال الذين يتعرضون لاعتداء جسدي أو جنسي أو عاطفي على المدى الطويل أو في كثير من الأحيان في بيئة منزلية مخيفة ومضطربة، كما يمكن أن تؤدي ضغوط الحرب أو الكوارث الطبيعية أيضًا إلى اضطرابات الفصام لكن يمكن التعامل مع الأعراض عند طلب المساعدة النفسية.
-
المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.
هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!
انضموا إلينا على منصتنا، فهي تمنح كل الخبراء من كافة المجالات المتنوعة الفرصة لنشر محتواهم . سيتم نشر مقالاتكم حيث ستصل لملايين القراء المهتمين بهذا المحتوى وستكون مرتبطة بحساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي!
انضموا إلينا مجاناً!