اضطراب الأكل القهري مرض نفسي لا يجب إهماله
اضطراب الأكل القهري التعريف به وبأسباب الإصابة وأهم أعراض متلازمة الشره القهري وطرق التشخيص والعلاج لهذا المرض النفسي.
يندرج مرض اضطراب الأكل القهري -اضطرابات الأكل النفسية- تحت فئة الأمراض النفسية، حيث إنه لا يُعتبر مرضاً فسيولوجياً يمكن تحديده بشكل معيَّن في الجسم.
نلقي الضوء من خلال السطور القادمة على التعريف بهذا المرض النفسي الذي يصعب تشخيصه، كما نتطرق لأهم أسباب الإصابة به وطرق علاجه المختلفة.
ما هو اضطراب الأكل القهري
يعاني 2% من البشر في العالم من مرض اضطراب الأكل القهري (بالإنجليزية: Bing Eating Disorder)، ولقد أشارت بعض الدراسات إلى أن هذا المرض يعاني منه النساء أكثر من الرجال، وهو يظهر على شكل نفسي يؤثر بشكل مباشر على طبيعة الأكل لدى الأشخاص المصابين، فيكون ذلك على شكل تبني عادات ضارة في تناول الطعام، كالزيادة في كميات الأكل، وينتج ذلك بسبب سوء في بعض العادات أو الأنماط السلوكية، أو التأثيرات النفسية، أو البيئية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يؤدي هذا المرض في بعض الأحيان إلى زيادة كبيرة في الوزن، أو بعض المشاكل النفسية، كالاكتئاب، والعزلة، ويطلق عليه أسماء أخرى، مثل: متلازمة الشره القهري، واضطراب نهم الطعام.[1]
أعراض اضطراب الأكل القهري
هناك بعض الأعراض التي تظهر على من يصابون بهذا الاضطراب النفسي، حيث إن البعض يعتقد أن السمنة الزائدة من الأعراض الأساسية، إلا أنه في بعض الحالات المصابة بهذا المرض لا يتواجد عندهم هذا العرض، أما الأعراض الأساسية فهي كالآتي:[2][3][5]
- تناول كميات من الطعام تُعتبر فوق الحد الطبيعي، خلال فترة زمنية قصيرة.
- الشعور الدائم بعدم القدرة على تحسين النمط الغذائي، من ناحية نوعية أو كمية الطعام.
- السرعة في تناول الوجبات الغذائية؛ مما يؤدي إلى الزيادة في كميات الطعام المتناولة.
- تناول كميات من الطعام الزائدة عن قدرة الجهاز الهضمي، حيث إن ذلك يؤدي إلى درجة الشعور بالانزعاج.
- الزيادة في تناول كميات كبيرة من الطعام، مع عدم الشعور بالجوع.
- الانعزال أثناء تناول الطعام، وفعل ذلك بالخفاء بعيداً عن أنظار الآخرين.
- الشعور في كل مرة يتناول فيها الطعام بالاكتئاب، والذنب، والاشمئزاز، والخجل.
- التنوع المستمر في اتباع الأنظمة والحميات الغذائية، ومع ذلك لا نتائج تُذكر لفقدان الوزن.
- الانخفاض الملحوظ في الرغبة الجنسية، وفي بعض الحالات انعدامها.
أسباب اضطراب الأكل القهري
لم يكتشف العلماء في مجال التغذية والأمراض النفسية أسباباً مؤكدة لها علاقة مباشرة مع الإصابة بأحد أنواع اضطراب نهم الطعام، إلا أنهم يعتقدون أن هناك بعض الأسباب التي من الممكن أن تكون لها علاقة بالمرض، وهي كالآتي:[1][5]
الأسباب الوراثية
من الممكن أن يكون الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المتزايدة بسبب هرمون الدوبامين، حيث إن هذه المادة هي مادة كيميائية يفرزها الدماغ، وهي المسؤولة عن الشعور بالسرور والمكافئة، كما أن هناك أدلة قوية على أن هذا النوع من الاضطرابات يندرج تحت الاضطرابات الوراثية.[1][5]
جنس الشخص
أظهرت إحدى الإحصائيات الأمريكية أن النساء يتعرضن للإصابة بخطر الاضطراب القهري أكثر من الرجال، حيث إن 3.6% من النساء يعانون من الإصابة في مرحلةٍ معينةٍ من حياتهن بهذا المرض، أما الرجال فكانت نسبتهم أقل من النساء، حيث إن 2.0% من الرجال يعانون من الإصابة به في مرحلةٍ معينةٍ من حياتهم، وقد تكون هذه الإصابات للأسباب البيولوجية الأساسية.[1][5]
التغيرات الدماغية
بيَّنت بعض المؤشرات أن المصابين بمتلازمة الشره القهري من الممكن أن تكون عندهم تغيرات في بنية الدماغ؛ والتي من الممكن أن تؤدي إلى عدم القدرة على التحكم بالنفس عند تناول الطعام.[1][5]
الوزن
المصابون باضطراب نهم الطعام يعانون من السمنة بنسبة 50%، والذين خضعوا لعمليات إنقاص الوزن تتراوح نسبتهم ما بين 25-50% وأنهم تتوفر عندهم أعراض الإصابة؛ ولذلك تم الربط بين الإصابة بهذا المرض وبين الوزن الزائد.[1][5]
عدم الرضا عن شكل الجسم
يعاني بعض الأشخاص من اضطراب الأكل القهري بسبب عدم رضاهم عن شكل أجسامهم؛ مما يؤدي إلى الإحباط، والاكتئاب، والذي بدوره يزيد من التعرض للإصابة بالمرض.[1][5]
تاريخ النظام الغذائي
أغلب الأشخاص الذين كان عندهم نهم وإفراط في تناول الطعام أثناء فترة الطفولة وفترة المراهقة، تجد أنهم من أوائل المعرضين للإصابة بهذا المرض.[1][5]
الصدمات العاطفية
من بين الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب الأكل القهري هي الصدمات العاطفية، كالانفصال عن أحد أفراد العائلة (الزوج، الزوجة، الوالدين)، وفقدان أحد الأحباء بسبب الموت، أو بسبب التنمر في فترة الطفولة.[1][5]
الصدمات النفسية
بينت إحدى الإحصائيات أن 80% من المصابين بهذا الاضطراب النفسي يعانون من المشاكل النفسية، كالاكتئاب، والرهاب، والاضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، وتعاطي المخدرات، ومرض اضطراب ثنائي القطب.[1][5]
مضاعفات متلازمة الشره القهري
يؤدي اضطراب نهم الطعام إلى بعض المضاعفات الصحية التي من الممكن أن تضر بالمصابين بشكل مباشر أو غير مباشر، كمن يعانون من السمنة الزائدة وغيرها، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[1][4]
- مرض السكري من النوع 2.
- متلازمة تكيس المبايض مما يؤثر على الخصوبة.
- الآلام المزمنة، ومشاكل في الحركة.
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- متلازمة القولون العصبي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والشرايين.
- السكتات الدماغية.
- بعض أنواع السرطان.
- الربو.
- الأرق.
كيفية تشخيص اضطراب نهم الطعام
من الصعب جداً تشخيص المصابين باضطراب الأكل القهري، وذلك يعود إلى أنه من الأمراض التي ليس لها مؤشرات أو فحوصات طبية، وبسبب أن الأشخاص المصابين يلجؤون إلى السرية، والانعزالية، وإخفاء أعراضهم، وهذا بسبب خجلهم من الاعتراف، أو إظهار نقصهم.
يلجأ بعض المصابين إلى طلب المساعدة بشكلٍ غير مباشر، كأن يطلب النصيحة في مسألة تخفيف الوزن، أو طريقة علاج بعض الأعراض التي تأتي متلازمةً مع الشره القهري.
إذا قام الطبيب ببعض الفحوصات التي من الممكن أن تكون مرتبطةً بهذا المرض، فإنه يستطيع تشخيصه، وذلك عبر الفحوصات المخصصة، كنسبة الكوليسترول في الدم، أو بعض الأمراض كمتلازمة القولون العصبي وغيرها، إلا أن ليس جميع الفحوصات تكون دالة على التشخيص الصحيح، حيث يُنصح الشخص المصاب بمراجعة الطبيب النفسي.[1]
علاج اضطراب الأكل القهري
يُعتبر العلاج من الأمور الصعبة للمصابين، وذلك يعود لصعوبة التشخيص كما ذكرنا سابقاً، إلا أنه إذا تم التشخيص بشكل صحيح، فإن العلاج سيُصبح أكثر إمكانية، حيث إن التداوي من هذا الاضطراب يكون بإحدى الوسائل التي سنذكرها، أو بعضها، أو جميعها، وهي كما يلي:[6]
- التحدث إلى الطبيب بكل صراحة: دون إخفاء أي أعراض يشعر بها المريض.
- العلاج الغذائي: يكون عبر الالتزام بحمية غذائية محددة من أجل السيطرة على النظام الغذائي.
- العلاج النفسي: وذلك بمراجعة الطبيب النفسي الذي سيتحدث مع المصاب، ويُفضل من له خبرة بهذا المجال تحديداً.
- العلاج الدوائي: ويكون بتناول العقاقير المناسبة للحالة المصابة.
- الدعم العائلي: وهو أن تعمل العائلة على دعم المصاب للالتزام بخطوات العلاج التي حددها له الأطباء والأخصائيون.
أسئلة شائعة حول اضطراب الأكل القهري
ما هو مرض اضطرابات الاكل؟
تشمل اضطرابات الأكل النفسية التغير في عادات الاكل إلى انتهاج عادات وكميات ووسائل غير صحية في التغذية.[1][2][3][4][5]
هل الاكل الكثير يؤثر على الدماغ؟
نعم قد يحدث ذلك بالفعل، حيث إن الزيادة في الوزن تؤثر على ذاكرة الفرد.[1][2][3][4][5]
هل الاكل الكثير من علامات الاكتئاب؟
من الوارد أن تعبر النساء تحديداً عن الاكتئاب بزيادة تناولهن للطعام، بينما يكون إفراط الرجال في تناول الطعام هو حباُ في الاكل ذاته.[1][2][3][4][5]
ما هو علاج اضطراب النهم الطعام؟
العلاج النفسي، واتباع الحمية الغذائية المناسبة مع مختص، العلاج الدوائي، ودعم العائلة والأصدقاء.[1][2][3][4][5]
تناولنا بالشرح والتفصيل أحد اضطرابات الأكل النفسية، وتطرقنا من خلال المقال لأهم أسباب وأعراض اضطراب الأكل القهري، ونلفت الانتباه إلى ضرورة المسارعة بتلقي المساعدة الطبية المتخصصة في حالة ظهور أعراض المرض، وذلك تجنباً للإصابة بالمضاعفات الخطيرة السابق ذكرها.