إدمان الإنترنت
أصبح إدمان الإنترنت اضطراباً معترفاً فيه بشكل واسع في مختلف دول العالم، بسبب تأثيره السلبي على حياة الكثير من الأفراد، وخاصة الشباب، فما هو ادمان الانترنت؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مفهوم إدمان الإنترنت
إدمان الإنترنت (IAD)، هو اضطراب نفسي سلوكي يتسبب في قضاء الشخص وقتاً طويلاً على الإنترنت، كطريقة خاطئة للتعامل مع ضغوط الحياة أو تقضية الوقت؛ مما يؤثر على صحته وعمله ووضعه المادي والاجتماعي، يعد إدمان الإنترنت حالة جديدة نسبياً ظهرت مع ظهور الإنترنت، لكن يعتقد خبراء الصحة العقلية أنه يمكن أن يملك نفس الآثار المقلقة التي يسببها تعاطي المخدرات أو إدمان القمار.[1] [2]
أعراض إدمان الإنترنت
بالطبع ليس أي استخدام طويل للإنترنت يعتبر إدماناً فهناك من يستخدمه للعمل أو الدراسة، ويمكن القول إن استخدام الإنترنت يصبح إدماناً فعلياً، إذا تسبب بما يلي: [1] [2]
أعراض شعورية وسلوكية
- تراجع الأداء الدراسي أو الوظيفي.
- انخفاض المشاركة الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء.
- فقدان الاهتمام بالهوايات أو الأنشطة الأخرى.
- الشعور بالقلق أو الإصابة بالاكتئاب عند عدم القدرة على استخدام الإنترنت.
- عند عدم استخدام الإنترنت، تقضي معظم الوقت في التفكير في العودة إليه.
- القيام برد فعل غاضب أو دفاعي عندما يعلق شخص ما على سلوكك في استخدام الإنترنت.
- اتباع خطوات وأساليب لإخفاء مدى استخدامك للإنترنت.
- القلق والشعور بالذنب.
- الابتهاج عند استخدام الإنترنت.
- عدم القدرة على تنظيم أو الإحساس الوقت.
- تجنب القيام بالعمل وإهمال المسؤوليات.[1][2]
الأعراض الجسدية للإدمان على الإنترنت
- آلام الظهر.
- الصداع.
- زيادة الوزن أو فقدانه.
- اضطراب النوم.
- متلازمة النفق الرسغي.
- تشوش أو آلام في الرؤية.[4]
أسباب إدمان الإنترنت
يعد الأشخاص الذين يعانون من إدمان آخر، مثل الكحول، أو المخدرات، أو الجنس، أو حتى المقامرة، هم أكثر عرضة للإصابة بـإدمان الإنترنت، ومثل أي نوع إدمان تختلف مسبباته من شخص لآخر، فقد تشمل أسباب ادمان الانترنت: [3] [4]
- الشعور بالنشوة: يشعر بعض الأشخاص بمتعة أكبر عند استخدام الإنترنت نتيجة تأثيره على الحالة المزاجية بشكل مشابه للمواد الكيميائية؛ وبالتالي استخدامه لفترات طويلة وبشكل متكرر.
- تاريخ عائلي من الإدمان: عند وجود تاريخ عائلي من الإدمان على الكحول أو المخدرات أو أي شيء؛ تزداد احتمالية إدمان النت.
- تخفيف القلق أو الاكتئاب: عن طريق استخدام الإنترنت كطريقة لتخفيف أعراض الاضطرابات النفسية أو التخلص من الذكريات المؤلمة المرتبطة بتجربة ما.
- البحث عن العزاء والهدوء: كوسيلة للهروب من الإرهاق أو الإجهاد، خاصة عند الشباب بين 20-30 سنة.
- الحاجة إلى الدعم العاطفي: يميل بعض الأشخاص إلى إدمان الإنترنت، لسد حاجتهم من الدعم العاطفي وتجنب الشعور بالوحدة.
- الخجل: الأشخاص الذين يتسمون بالخجل المفرط ولا يمكنهم بسهولة التواصل مع أقرانهم أكثر عرضة للإدمان.
أنواع إدمان الإنترنت
مهما كانت الطريقة التي تستخدم بها النت، إذا بدأ هذا الاستخدام في التأثير على حياتك اليومية، فيمكن تصنيف الحالة في ذلك الوقت على أنها إدمان، وتشمل أنواع الإدمان الإليكتروني: [4]
- إدمان الجنس والمواد الإباحية عبر الإنترنت.
- الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وتصفحها بشكل مفرط.
- الاستخدام القهري أو الإلزامي للإنترنت، ويحدث ذلك بسبب ألعاب الفيديو، أو تداول الأسهم، والمقامرة، وحتى المزادات.
- إدمان العلاقات الإلكترونية من خلال إنشاء علاقات افتراضية على مواقع التواصل بدلاً من العلاقات الواقعية.
- إدمان جمع المعلومات عن الإنترنت.
إدمان الإنترنت للأطفال
الإفراط في استخدام الإنترنت مقلق بشكل خاص عند الأطفال والمراهقين، بسبب افتقارهم إلى المعرفة والوعي اللازم لاستخدام الإنترنت، فهم لا يملكون أي فكرة عن الأضرار المحتملة التي يمكن أن يسببها، تشمل مخاطر الإدمان الإليكتروني للأطفال: [2]
- تسبب إمكانية الوصول المستمر إلى الإنترنت قضاء فترات طويلة عليه، مما يؤدي إلى فصلهم عن العالم المحيط.
- خطر المشاركة في التنمر عبر الإنترنت، سواء كضحية أو كجاني.
- مخاطر ممارسة الجنس والتحرش عبر الإنترنت، لا سيما من خلال الرسائل النصية، أو الوصول إلى التطبيقات التي قد تزيد من خطر إدمان الجنس، مثل تطبيقات المواعدة والمواقع الإباحية وغيرها.
- يمكن أن يواجه الأطفال الذين يلعبون الألعاب عبر الإنترنت ضغط نظرائهم من الأطفال (ضغط الأقران) للعب لفترات طويلة من أجل دعم المجموعة التي يلعبون معها؛ مما يؤدي إلى إدمان ألعاب الفيديو وتعطيل تنمية العلاقات الاجتماعية الصحية.
آثار إدمان الإنترنت
يتسبب إدمان الإنترنت آثاراً ضارة في مختلف جوانب الحياة، مثل: [3] [4]
- الانفصال عن الواقع: نتيجة الاعتماد على العالم الافتراضي؛ مما يسبب الإحراج وعدم القدرة على التفاعل مع أي حدث اجتماعي واقعي.
- تدهور العلاقات الاجتماعية: نتيجة عدم وجود وقت كاف لتقضيته مع الأصدقاء والمناسبات الاجتماعية.
- المشاكل العائلية: بسبب عدم قضاء وقت مع العائلة وتحمل المسؤوليات اللازمة في المنزل.
- مشاكل في العمل: نتيجة عدم التركيز وضعف الإنجاز.
- تأثير سلبي على الصحة: بسبب عدم الأكل بشكل كاف وصحي والاعتماد على الأطعمة السريعة، وعدم الحصول على العناصر الغذائية اللازمة.
- التأثير على النوم: قضاء وقت طويل على الإنترنت، يؤثر على معدل نومك وبالتالي أدائك ونشاطك في العمل أو الدراسة.
- الوضع المادي: يسبب انخفاض الإنتاجية في العمل بسبب الغياب والأداء السيئ؛ وبالتالي انخفاض الدخل، كما قد تنفق الأموال عبر الإنترنت عند ممارسة الألعاب، أو ربما بسبب المقامرة عبر الإنترنت، أو الدفع مقابل غرف الدردشة الجنسية أو الإباحية عبر الإنترنت.
- الجرائم الإلكترونية: قد يؤدي إلى الانخراط في إرسال رسائل إلكترونية تحوي التهديد أو الابتزاز الجنسي وغيره؛ مما يؤدي إلى التورط والملاحقة القانونية.
أضرار إدمان الإنترنت
بالإضافة إلى الآثار السلبية، فهو يشمل العديد من الأضرار مثل: [3] [4]
- آلام الظهر والرقبة ومشاكل الرؤية الناتجة عن التحديق في الشاشة.
- استخدام المواد المخدرة، مثل إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
- زيادة الوزن بسبب قلة الحركة.
- العزلة الاجتماعية وصعوبة إنشاء علاقات.
- مشاكل التحكم في الاندفاع والتهور.
- الاكتئاب.
- القلق.
- العداء.
- ذهان.
علاج إدمان الإنترنت
تحديد السبب الأصلي لإدمان الإنترنت هو أول خطوة في العلاج، ينصح باستشارة الطبيب النفسي المختص للحصول على العلاج المناسب الذي يشمل: [1] [2]
- قد يكون الإدمان نتيجة الإصابة القلق والاكتئاب، لذلك قد تساعد مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق في علاج هذا الإدمان الإنترنت، لكن تؤخذ حصراً من خلال وصفة طبيب أخصائي وحسب تعليماته.
- تحديد وقت استخدام الإنترنت والتقيد فيه.
- التركيز في العمل وقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء.
- ممارسة التمرينات البدنية لتخفيف أعراض الانسحاب من إدمان مواقع السوشيال.
- الانخراط في أنشطة اجتماعية وهوايات أخرى.
- العلاج السلوكي المعرفي لمساعدتك على التخلص من الأفكار السلبية، وتعلم كيفية التأقلم بشكل إيجابي مع الحياة لمنع عودة السلوك الإدماني.
لا يهدف علاج إدمان الإنترنت إلى عدم استخدام الإنترنت نهائياً، لكن المطلوب هو تقليل وقت الاستخدام إلى المستوى العادي الذي يسمح بالعمل والحفاظ على العلاقات الشخصية.