أنواع الحمل خارج الرحم وطرق علاجه
تعتبر حالة الحمل خارج الرحم من الأسباب الرئيسية التي تؤدي للوفاة في الشهور الثلاثة الأول من الحمل، نتعرف على الأنواع وطرق العلاج.
نعلم جميعاً أن المكان الطبيعي للبويضة المخصبة هو أن تنغرس في بطانة الرحم، لكن في بعض الحالات الشاذة تنمو تلك البويض المخصبة خارج الرحم؛ مسببة ما يعرف بالحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ecotopic Pregnancy).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يعتبر الحمل خارج الرحم من المسببات الرئيسية للوفاة في الشهور الأولى من الحمل، حيث أن نمو الجنين في غير موضعه الطبيعي- غالباً ما يكون قناة فالوب- يؤدي إلى تمزق القناة والإصابة بالنزيف؛ ومن ثمّ وفاة الأم.
من هنا كان علينا توضيح هذه الحالة المرضية الخطيرة التي تهدد حياة المرأة، مستعرضين معاً أنواع الحمل خارج الرحم وكيفية تشخيصه وعلاجه.
تصنيفات الحمل خارج الرحم
الحمل الأنبوبي
عند أغلب السيدات اللواتي يعانين من الحمل خارج الرحم، يحدث الحمل عند اتغراس الجنين في قناة فالوب، حيث يمكن أن يكبر الجنين وينمو داخل قناة فالوب، إذ يمكن أن ينمو في النهاية الخملية ذات الأهداب لقناة فالوب وتصل نسبة هذه الحالة إلى 5% من حالات الحمل خارج الرحم، أو يمكن أن ينمو في الجزء الأمبوبي من القناة وهذه الحالة تصل نسبتها إلى 80%، ويمكن أيضاً أن تحدث في منطقة البرزخ وتشكل هذه الحالة 12%، أو في الجزء القرني والجزء الخلالي إذ ينغرس الجنين في هذه الحالة في الطبقة العضلية من الرحم؛ وبالتالي يكون بعيداً عن التجويف الرحمي ونسبة النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة لا تصل إلى أكثر من 2%.[1][3][4]
تحقق حالات الحمل الأنبوبي بداخل منطقة البرزخ والحمل الخلالي أعلى نسب الوفاة في حالات الحمل خارج الرحم، وفي هذه الحالات يكون الحمل داخل الرحم خارج التجويف الرحمي، وتكمن خطورة هذه الحالات بسبب تمدد الأوعية الدموية التي يحدث فيها نزيف داخلي شديد ومفاجيء.[1][3][4]
الحمل غير الأنبوبي
تصل نسبة الحمل خارج الرحم سواء في عنق الرحم أو داخل التجويف البطني أو المبيضين إلى 2%، ويمكن الكشف عن حالة الحمل هذه بكل سهولة عن طريق الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية.
وبالرغم من أن حالات الحمل خارج الرحم لا تكون طويلة الأمد، إلا أنه في حالات نادرة تم استمرار الحمل والولادة بشكل طبيعي لدى بعض السيدات اللواتي عانين من الحمل بداخل التجويف البطني.
تستقر المشيمة في هذه الحالة على الغشاء البريتوني أو على أعضاء التجويف البطني؛ وبالتالي يتمكن الجنين من الحصول على الإمداد الدموي اللازم له، وعادة يكون المكان الذي تستقر فيه المشيمة هو الشريان الأورطي، أو الشريان الكبدي، أو حتى الشريان الكلوي، وخلال سنوات عدة شهدنا حالات ولادة لأجنة في مثل هذه الحالات من الحمل خارج الرحم، وقد كان الجنين بكامل صحته.
تتم الولادة في مثل هذه الحالات عن طريق عملية جراحية في البطن، مع العلم أن معدل الإصابة بالأمراض والوفاة بسبب الحمل خارج الرحم في ارتفاع متزايد لأن إزالة المشيمة عن الأعضاء التي التصقت بها خلال فترة الحمل يمكن أن تسبب نزيف لا يمكن التحكم به على ذلك المكان.[1][3][4]
الحمل المزدوج
يعتبر الحمل المزدوج من حالات الحمل نادرة الحدوث، حيث تتواجد بويضتان مخصبتان واحدة تكون داخل الرحم والثانية تكون خارجه، في هذه الحالة يتم الكشف عن الحمل الموجود داخل الرحم بعد الكشف عن الحمل خارج الرحم، حيث يحدث ألم شديد بسبب الحمل خارج الرحم؛ مما يستدعي التدخل الطبي العاجل.
يتم التدخل الطبي بشكل مبكر لاستئصال الحمل خارج الرحم بشكل سريع، في هذا الوقت قد لا تتمكن أشعةالموجات فوق الصوتية من إيجاد الحمل الآخر الموجود بداخل الرحم، وعندما تبقى مستويات الهرمون المشيمي بالازدياد بعد أن يتم التخلص من الحمل الموجود خارج الرحم تكون هناك احتمالية كبير بوجود حيوية في الحمل داخل الرحم، حيث يتم الكشف عنه عادة باستخدام الموجات فوق الصوتية.
كانت قديماً حالات الحمل المزدوج نادرة الحدوث ولكنها أصبحت منتشرة خلال الآونة الأخيرة بشكل أكبر، واحتمالية بقاء الجنين في داخل الرحم تصل إلى 70%.[1][3][4]
معاينة الحمل خارج الرحم طبياً
بعد أن تلاحظ المرأة الحامل وجود أعراض الحمل خارج الرحم، فإن ذلك يستدعي التدخل الطبي فوراً، وتكون معاينة الحمل خارج الرحم طبياً كالآتي:[1][2]
-
يقوم الطبيب المختص بعمل تصوير لمنطقة الحوض ليتأكد من أن المرأة الحامل لا تعاني من وجود نزيف داخلي أو من كتل في المبيض أو في قناة فالوب.
-
يتم إجراء تصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية ذات التردد العالي، التي ستساعد على الكشف عن المبيض والحوض والرحم بصورة عالية الدقة والجودة.
-
يجب عمل تحليل حمل رقمي، إذ أن المؤشرات عندما تكون مرتفعة لهرمون الحمل فإنها تدل بشكل قاطع على وجود حمل خارج منطقة الرحم.
-
في حال كانت تعاني المرأة الحامل من وجود نزيف شديد، فإنه يجب على الطبيب المختص التدخل وبشكل سريع وفوري في هذه المرحلة عن طريق المنظار لاستئصال الحمل والتخلص منه سواء كان الحل علاجي أو جراحي.
علاج الحمل خارج الرحم
تتسائل الكثيرات عن إمكانية استمرار الحمل خارج الرحم، وعن وجود أدوية تساعد على نقل الجنين من قناة فالوب إلى الرحم، إلا أن الإجابة القاطعة لكل هذه التساؤلات هي لا وبكل تأكيد، ويجب وفوراً التخلص من الجنين عن طريق العلاجات الآتية:[1][2]
-
قد يصف الطبيب النسائي حقن الميثوتريكسات والتي توقف نمو الخلايا، بالإضافة إلى ذلك تسهم في التخلص من الخلايا العالقة في قناة فالوب، لكن هذه الطريقة يتم استخدامها فقط في حال تم الكشف المبكر عن الحمل خارج الرحم، لأنه في حال كانت الحالة متطورة فإنها لن تنجح.
-
عمل جراحة بالمنظار، والتي تعتبر من العمليات الجراحية السهلة جداً، إذ يقوم الطبيب بعمل شق في البطن بالقرب من منطقة السرة، ومن ثم استخدام المنظار الذي يحتوي على عدسة من أجل الكشف عن المنطقة بصورة واضحة ودقيقة والتخلص من الحمل.
-
الخيار الأخير للطبيق المختص من أجل التخلص من الحمل خارج الرحم في حالة تم الكشف عنه بشكل متأخر هي الجراحة الطارئة، حيث يتم اللجوء إليها في حالة كانت المرأة الحامل تعاني من نزيف شديد، حيث تتم هذه العملية عن طريق عمل شق في البطن واستئصال الأنبوب المتمزق.
مضاعفات الحمل خارج الرحم
يمكن أن يتسبب الحمل خارج الرحم في الكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية للمرأة الحامل، ومع ذلك فإنه لا يمكن للطبيب معرفة إذا كان الحمل طبيعي أم خارج الرحم، لكن عند الكثير من السيدات تحدث بعض المضاعفات التي تتلخص بالنقاط الآتية:[1][2]
-
حدوث التهاب داخل منطقة الرحم أو في داخل أنبوب فالوب.
-
الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل مشكلة السيلان.
-
إنفجار قناة فالوب الناتج عن زيادة حجم الجنين عن الحجم الطبيعي لقناة فالوب.
-
الإصابة بنزيف شديد يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة يمكن أن تسبب الوفاة للمرأة الحامل.
طرق منع حدوث الحمل خارج الرحم
لا يوجد طريقة أكيدة لمنع حدوث الحمل خارج الرحم، لكن يمكن للمرأة أن تتفادى حدوثه عن طريق الخطوات التالية:[1][2]
-
الإقلاع عن التدخين بشكل فوري.
-
علاج أي أمراض معدية موجودة قد تتسبب في انسداد قناة فالوب.
-
تناول الفيتامينات والمعادن التي تساعد على تحسين جودة البيويضة، مع متابعة الحمل عند الطبيب المختص.
-
في حالة كانت تعاني المرأة الحامل من السمنىة، فيجب عليها إنقاص وزنها الزائد.
-
علاج أي التهابات قد تنمو وتنتشر في منطقة الحوض مثل الكلاميديا والسيلان.
-
عمل الفحوصات اللازمة للمبايض بشكل مستمر.
الحمل مرة أخرى بعد الحمل خارج الرحم
لا تعتبر حالة الحمل الطبيعي أمراً مستحيلاً بعد الحمل خارج الرحم، لكن يمكن مواجهة بعض الصعوبات في الحمل؛ لذلك دوماً ينصح المرأة التي عانت من مشكلة الحمل خارج الرحم من التوجه إلى الطبيب المختص بشكل مبكر خصوصاً في حال عانت من انفجار قناة فالوب، حتى يتسنى لها معرفة المدة التي ستحتاجها لحدوث حمل آخر، وبشكل عام تكون هذه المدة بين 3 إلى 6 شهور على الأقل.[1][2]
الحمل خارج الرحم حالة صحية خطيرة قد تتعرض لها أي امرأة في أي مرحلة عمرية، تناولنا بالشرح والتفصيل كل ما يهمك حول هذا الحمل الذي يجب التخلص منه على الفور بمجرد تشخيصه، فقد تطرقنا إلى أنواع الحمل خارج الرحم وطرق تشخيصه وعلاجه.