أعراض فشل القلب
تكمن أهمية القلب في كونه يضخ الدم إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم، لذا فإنّ حدوث خلل في النظام القلبي سينعكس سلباً على جميع أنحاء الجسم، إذ تتضمن أمراض القلب الفشل القلبي، فما هي هذه الحالة، وما هي أعراض الفشل القلبي؟ وكيف يتم تشخيصه؟ وعلاجه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الفشل القلبي
فشل القلب الاحتقاني ( بالإنجليزية:Heart failure) أو فشل القلب الذي يحدث عندما لا يستطيع القلب ضخ كمية كافية من الدم إلى جميع أنحاء الجسم. في هذا المقال سنوضح أعراض فشل القلب.
من الجدير بالذكر أنّ الفشل القلبي لا يعني أنّ القلب قد توقف عن العمل، أو إنه على وشك التوقف عن العمل، لكن ذلك يشير إلى حدوث ضعف في كفاءة القلب في ضخ الدم، مما يؤدي إلى إصابة القلب بالفشل سواءً أحد جانبي القلب أو كليهما، بالتالي فإنّ ضعف تدفق الدم للأجهزة في الجسم سيؤدي إلى رجوع الدم والسوائل إلى الرئتين، بالإضافة إلى تراكم السوائل في القدمين والساقين، ومن الجدير بالذكر بأنّ فشل القلب أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً بالتحديد من الرجال مقارنةً مع انتشاره لدى النساء.[1]
أعراض فشل القلب
عندما لا يضخ القلب كميات كافية من الدم إلى أنسجة الجسم فإنّ ذلك يؤدي إلى ظهور مجموعة كبيرة من الأعراض التي تتضمن الآتي:[2]
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- ضعف في الساقين عندما يمارس الشخص عدة أنشطة.
- زيادة الوزن.
- السعال الجاف.
- ضيق في التنفس.
- تورم في البطن، والكاحلين، والساقين.
- اضطراب في نبضات القلب فقد تصبح سريعة أو بطيئة.
- الرغبة في التبول بشكل خاص في الفترات الليلية.
- فقدان في الشهية.
- اضطراب في المعدة يتمثل بشعور الشخص بالغثيان.
- انتفاخ المعدة أو الإحساس بصلابتها.
من الجدير بالذكر أنّ أعراض فشل القلب قد تكون خفيفة في كثير من الأحيان، أو لا يكون لدى الشخص أي أعراض، إذ إنّ اختفاء الأعراض لا يعني زوال الحالة المرضية لكن قد تكون أعراض فشل القلب خفيفة أو شديدة، كما أنها قد تذهب وتأتي، كما أنّ الفشل القلبي يزيد سوءاً مع مرور الوقت كما أنّه مع تفاقم الحالة تظهر مجموعة متنوعة من الأعراض.
أنواع الفشل القلبي
من الممكن أن يصيب الفشل القلبي الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر من القلب، أو أنه يصيب كلا الجانبين في الوقت نفسه، بجميع الأحوال فإنّ الأطباء يقسمون أنواع الفشل القلبي إلى ما يأتي: [3]
فشل القلب الأيسر
يعد فشل القلب الذي يصيب الجانب الأيسر هو النوع الأكثر شيوعاً، إذ يقع البطين الأيسر في الجانب الأيسر من القلب، حيث تضخ هذه المنطقة الدم الغني بالمواد المغذية والأكسجين إلى باقي أجهزة الجسم، كما يحدث فشل القلب الأيسر عندما لا يضخ البطين الأيسر الدم بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى منع الجسم من الحصول على الكمية الكافية من الدم بالتالي عودة الدم إلى الرئتين ليسبب ضيق في التنفس وتراكم في السوائل. [3]
فشل القلب الأيمن
يحدث فشل القلب الأيمن عندما لا يتمكن البطين الأيمن من ضخ الكمية الكافية من الدم إلى الرئتين وأجزاء أخرى من الجسم، كما أنّ فشل القلب الأيمن في الغالب يحدث نتيجة تراكم الدم في الرئتين الناتج عن قصور الجانب الأيسر من القلب، مما يجعل عمل البطين الأيمن صعباً، بالتالي الضغط على الجانب الأيمن من القلب وحدوث الفشل القلبي.
يتميز قصور القلب في الجانب الأيمن بحدوث تورم في الأطراف السفلية أو البطن، مما يؤدي إلى حدوث تورم في الساقين والقدمين والبطن، عدا عن أنّ فشل القلب الأيمن يحدث نتيجة الأمراض المرتبطة بالرئتين، بما فيها أمراض الرئة، وأمراض الصمامات.[3]
فشل القلب الانبساطي
يحدث هذا النوع من قصور القلب عندما تصبح عضلة القلب أكثر صلابة من المعتاد أي أنّها تصبح متيبسة، ذلك ما يحدث عندما لا يمتلئ القلب بالدم بسهولة؛ مما يؤدي إلى نقص الدم في باقي أجزاء الجسم، هذا ما يعرف بفشل القلب الانبساطي، كما يعد فشل القلب الانبساطي أكثر شيوعاً لدى النساء مقارنةً بالرجال. [3]
فشل القلب الانقباضي
يحدث فشل القلب الانقباضي عندما تفقد عضلة القلب قدرتها على الانقباض، إذ تكمن أهمية تقلصات القلب في تعزيز ضخ الدم الغني بالأكسجين والمواد المغذية من القلب إلى باقي أنحاء الجسم، لذا فإنه عند حدوث خلل في تقلصات القلب يحدث فشل القلب الانقباضي الذي يمكن أن يحدث عندما يكون القلب ضعيفاً أو مصاباً بالتضخم، بالإضافة إلى أنّ فشل القلب الانقباضي أكثر شيوعاً لدى الذكور من الإناث، كما أنّ فشل القلب الانقباضي يمكن أن يصيب الجانب الأيمن أو الأيسر من القلب. [3]
علاج الفشل القلبي
بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن الخيارات التالية: [4]
الإجراءات الجراحية
من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى الإجراءات الجراحية أو الإجراءات الأخرى التي تتضمن زراعة الأجهزة القلبية لعلاج المشاكل الكامنة التي أدت إلى فشل القلب، بجميع الأحوال تتضمن هذه الإجراءات الآتي:[4]
- جراحة الشريان التاجي: في هذه الجراحة يقوم الطبيب بأخذ وعاء دموي سليم من مكان آخر من الجسم إمّا من الساق أو من الذراع أو الصدر، ليتم بعد ذلك توصيله بين أسفل الشرايين التي أصابها الانسداد، مما يؤدي إلى تحسين مسار تدفق الدم الجديد إلى عضلة القلب.
- أجهزة تقويم القلب وإزالة الرجفان: لا يعد هذا الخيار علاجاً للفشل القلبي بحد ذاته، إنما يخفف من مضاعفات القلب، كما أنّ جهاز تقويم القلب ومزيل الرجفان القابل للزرع يراقب نظم القلب، إذ إنه في حال بدأ القلب بالنبض بنظم خطير، أو إذا توقف القلب فإنّ هذا الجهاز يحاول ضبط سرعة القلب، أو توجيه صدمات كهربائية له بهدف إعادته إلى نبضاته الطبيعية، كما يمكن أن يعمل جهاز تقويم القلب كمسرع لنبضات القلب إذا كان هناك تباطؤ فيها.
- أجهزة المساعدة البطينية: التي تعرف أيضاً بأجهزة دعم الدورة الدموية الميكانيكي، التي تعد من الأجهزة التي تساعد على ضخ الدم من الغرف السفلية للقلب إلى باقي أجزاء الجسم، كما يوصي الطبيب باستخدام أجهزة المساعدة البطينية إذا كان الشخص في انتظار الخضوع لعملية القلب المفتوح، كما أنّه يعد علاج دائماً لبعض المصابين بالفشل القلبي.
- زراعة القلب: من الممكن أن لا تجدي العلاجات الدوائية ولا الجراحية نفعاً في علاج الفشل القلبي، هذا يستدعي لجوء الطبيب إلى زراعة القلب من خلال زراعة قلب متبرع سليم، ومع أنّ هذه العملية تتم إلا أنها غير مناسبة للجميع فقد يحتاج الشخص إلى إجراء العديد من الفحوصات حتى يتم الكشف عن إمكانية نجاحها لديه أم لا.
العلاجات الدوائية
من الممكن أن تتم معالجة الفشل القلبي من خلال استخدام عدة أنواع من الأدوية التي تتضمن الآتي: [4]
- أدوية الفيريسيجات: يؤخذ هذا الدواء مرة واحدة بشكل يومي عن طريق الفم لعلاج الفشل القلبي، إذ يعد من أنواع الأدوية التي تعرف بمحفزات غوانيلات السيكلاز القابلة للذوبان، كما أنّ العديد من الدراسات أشارت إلى أنّ الأشخاص المصابين بالفشل القلبي واستخدموا هذه الأدوية، كانت لديهم نسبة الشفاء أعلى مقارنةً بالأشخاص الذين لم يأخذوها.
- الأدوية المرخية للأوعية الدموية: بما فيها أدوية مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوستين، وحاصرت مستقبلات الأنجيوستين 2، التي تعمل على إرخاء الأوعية الدموية، وبالتالي تخفيض مستويات ضغط الدم.
- العلاجات الدوائية المتنوعة: من الممكن أن يصف الطبيب أيضاً مدرات البول، وأدوية الديجوكسين، والأدوية المعالجة لارتفاع الكولسترول التي تعرف بالستاتينات، وأدوية الذبحة الصدرية.
لا بد من الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات التشخيصية بشكل فوري عند ظهور أي عرض غير طبيعي لتجنب حدوث مضاعفات قد تهدد حياة المصاب.