أعراض عدم تحمل الفركتوز
عادة ما تكون أعراض عدم تحمل الفركتوز مزعجة للمصابين إلا أن شدتها تختلف بين شخص وآخر، كما أنها تظهر عند تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات مرتفعة من سكر الفركتوز، وإذا اراد المرء التخلص من هذه الأعراض؛ فينبغي عليه معرفة الأطعمة التي تؤدي إلى تحفيز الاضطراب في الجهاز الهضمي ثم تجنبها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
عدم تحمل الفركتوز
يُعد عدم تحمل الفركتوز (بالإنجليزية: Fructose intolerance) واحداً من اضطرابات الجهاز الهضمي، ويشير إلى عدم قدرة الجسم على امتصاص سكر الفركتوز أو هضمه، ويُمكن أن يتسبب هذا الاضطراب بالعديد من الأعراض المُزعجة التي تصيب الجهاز الهضمي مثل انتفاخ البطن، وإذا تُركت بعض أنواع اضطراب عدم تحمل سكر الفركتوز دون علاج؛ فإنه يتسبب بعدة مضاعفات أكثر خطورة مثل؛ الفشل الكلوي وفشل الكبد. [1]
أعراض عدم تحمل الفركتوز
ربما تختلف أعراض عدم تحمل الفركتوز الغذائي عن الوراثي، وإذا أصيب المرء بالنوع الغذائي من هذا الاضطراب؛ فإنه يُمكن أن يتعرض إلى الانتفاخ، والغازات، والإسهال، والغثيان [2] ، بالإضافة التعب المُزمن، والتقيؤ، والأوجاع في منطقة البطن، وكذلك يتسبب هذا الاضطراب بسوء امتصاص بعض العناصر الغذائية المُهمة لجسم الإنسان مثل الحديد. [3]
إلى جانب الاستفراغ، والغثيان، وانتفاخ البطن، وأوجاع البطن، يُمكن أن يؤدي عدم تحمل الفركتوز الوراثي إلى النفور من الأطعمة حلوة المذاق أو كرهها، وذلك بالإضافة إلى أعراض اليرقان التي تشتمل على اصفرار العينين والجلد، وفي بعض الأحيان يؤدي هذا النوع من الاضطراب المذكور إلى النوبات، وبعض المضاعفات الخطيرة. [2]
أنواع عدم تحمل الفركتوز
يتم تصنيف هذا الاضطراب في الجهاز الهضمي ضمن 3 أنواع رئيسية كما يأتي: [1]
- عدم تحمل الفركتوز الغذائي: يصيب هذا النوع قرابة 40% من سكان النصف الغربي من الكرة الأرضية، وهُناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً مُهماً في الإصابة بهذا الاضطراب، ومنها: الصحة العامة، والعوامل الوراثية، وعادة ما يكون مصاحباً للحساسية تجاه مجموعة من العناصر الغذائية الأخرى مثل: أطعمة الفودماب، والسكريات الثنائية.
- عدم تحمل الفركتوز الوراثي: بالرغم من خطورة هذا النوع على حياة المصابين إلا أنه قابل للعلاج، كما يُمكن للشخص اتباع خطة علاجية للسيطرة على الأعراض، ويفتقر المصابون بهذا الاضطراب إلى النشاط الطبيعي لإنزيم الفركتوز -1 فوسفات ألدولاز (بالإنجليزية: fructose-1-phosphate aldolase) الذي يساعد في هضم الفركتوز مما يتسبب بتراكم الفركتوز في الكبد والكلى.
- البيلة الفركتوزية الأساسية: يطلق على هذا النوع اسم نقص الفركتوكيناز الكبدي (بالإنجليزية: hepatic fructokinase deficiency) أيضاً، وهو اضطراب يصاب به الشخص دون أن يعرف، ولا تصاحبه أية أعراض في العادة، كما أن المصابين لا يحتاجون إلى علاج في معظم الأحيان.
أسباب وعوامل خطورة عدم تحمل الفركتوز
يصاب المرء بعدم تحمل الفركتوز الوراثي نتيجة لخلل جيني ينتقل من الوالدين، ويتعلق بجين الألدولاز فركتوز ثنائي الفوسفات ب (بالإنجليزية: aldolase, fructose-bisphosphate B)، وكذلك تنتقل البيلة الفركتوزية الأساسية بالوراثة أيضاً، وذلك خلافاً للنوع الغذائي الذي يتطور مع الإنسان خلال حياته ولا يُولد مصاباً به، وفيما يأتي ذكر لبعض الأسباب وعوامل الخطورة للإصابة بهذا النوع: [1][4]
- الداء البطني: يُعد الداء البطني (بالإنجليزية: Celiac disease) واحداً من أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى سوء امتصاص الغلوتين بشكل أساسي، ولكن إحدى الدراسات التي أجريت على المصابين بالداء البطني أظهرت إصابة 7 من كل 30 شخص بعدم تحمل الفركتوز أيضاً، وهذا يعني أنه من عوامل خطورة الإصابة.
- داء الأمعاء الالتهابي: يُمكن أن يؤدي مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي إلى إصابة الأمعاء الدقيقة بالالتهابات، ونتيجة لهذه الالتهابات يصاب المرء بعدم تحمل الفركتوز إلى جانب سوء امتصاص العديد من العناصر الغذائية المُهمة التي يحتاجها الجسم.
- متلازمة القولون العصبي: تم إجراء دراسة على 31 شخصاً باضطرابات الجهاز الهذمي المزمنة أو آلام البطن، وتشير هذه الدراسة إلى إصابة 9 من 10 أشخاص بعدم تحمل الفركتوز إذا كانوا مصابين بمتلازمة القولون العصبي.
- التهاب المعدة والأمعاء: يُطلق على التهاب المعدة والأمعاء عدة أسماء أخرى، ومنها: النزلة المعوية، وهي عدوى يُمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالالتهابات، كما أنها تتسبب بعدم تحمل الفركتوز وبعض العناصر الغذائية الأخرى.
- النظام الغذائي عالي الفركتوز: يؤدي استهلاك كميات كبيرة من المنتجات التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الفركتوز إلى إرباك قدرة الأمعاء الدقيقة على امتصاص هذا النوع من السكريات، وهو من عوامل خطورة الإصابة بعدم تحمل الفركتوز.
- المضادات الحيوية: وجدت إحدى الدراسات بأن بعض المضادات الحيوية تؤدي إلى تغيير توازن الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، ويزيد ذلك من خطورة الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، وهو أحد عوامل الإصابة بعدم تحمل الفركتوز.
تشخيص عدم تحمل الفركتوز
من الصعب تشخيص عدم تحمل الفركتوز لأنه من الاضطرابات النادرة في الجهاز الهضمي، كما أن الأعراض التي تصاحبه مشابهة لأعراض العديد من المشاكل الصحية الأخرى، وتعتمد طريقة التشخيص على النوع الذي يحمل الطبيب إصابة الشخص به سواءً كان وراثياً أو غذائياً، وعادة ما يكون تشخيص النوع الوراثي أكثر سهولة. [2]
تشخيص عدم تحمل الفركتوز الوراثي
عادة ما يعاني الطفل المصاب بتحمل الفركتوز الوراثي من عدة أعراض تظهر منذ الصغر بما في ذلك النفور من أية أطعمة تحتوي على الفركتوز، ولتشخيص هذه الحالة يتم الاعتماد على عدة فحوصات واختبارات مُختلفة، وأبرزها: اختبارات إنزيم الكبد، وتحليل البول، واختبارات سكر الدم، وكذلك يلجأ الأطباء إلى الحصول على خزعة من الأنسجة ثم تحليلها في المختبر أحياناً للتحقق من الإصابة، ولكن الاختبار الجيني يُعد أفضل الاختبارات على الإطلاق لتأكيد شخيص هذا الاضطراب. [2]
تشخيص عدم تحمل الفركتوز الغذائي
يشيع الاعتماد على اختبار التنفس الهيدروجيني لتشخيص عدم تحمل الفركتوز الغذائي، ولا يتطلب هذا الاختبار سوى الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز في الليلة السابقة إلى جانب صيام يوم الاختبار فحسب، كما أنه يُمكن التحقق من الإصابة عن طريق وضع خطة للتوقف عن تناول مصادر الفركتوز ثم التأكد من اختفاء الأعراض أم لا. [3]
علاج عدم تحمل الفركتوز
يتم علاج اضطرابات عدم تحمل الفركتوز الوراثية أو الغذائية عن طريق اتباع نظام غذائي مناسب، وتجنب جميع أنواع الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من سكر الفركتوز، ومن الجيد استخدام مذكرة الأطعمة حتى يستطيع المصابون التعرف على المأكولات التي تتسبب بتفاقم الأعراض ثم تجنبها أيضاً؛ فإن ذلك يساعد على توفير الراحة والحد من مضاعفات عدم تحمل الفركتوز. [5]
أطعمة مناسبة للمصابين بعدم تحمل الفركتوز
هُناك الكثير من الخضروات والفواكه التي تحتوي على كميات منخفضة من سكر الفركتوز، ومنها: الموز، والتوت البري، والبرتقال، واليوسفي، والأناناس، والفراولة، وكذاك الجزر، والكرفس، والبطاطس البيضاء، والثوم المعمر، والفلفل الأخضر، وجميعها أطعمة تناسب المصابين بهذا الاضطراب لضمان عدم ظهور أية أعراض مزعجة. [2]
أطعمة يجب تجنبها بسبب عدم تحمل الفركتوز
يجب على المصاب بهذا الاضطراب تجنب أية أطعمة تحتوي على كمية مرتفعة من الفركتوز، ومنها: عصائر الفاكهة، والمشروبات الغازية، وبعض أنواع المحليات مثل العسل وشراب الذرة عالي الفركتوز، ومن الضروري تجنب الفواكه والخضروات عالية الفركتوز أيضاً، وأبرزها: التفاح، والبطيخ، والطماطم، والبازلاء، والبامية، والفطر. [4]
يُمكن أن تؤدي بعض أنواع عدم تحمل الفركتوز إلى أعراض خطيرة مثل فشل الكبد إلا أن المصابين يستطيعون استشارة مقدم الرعاية الصحية للسيطرة على الأعراض، وضمان استقرار الحالة الصحية، وعدم الإصابة بأي من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على الصحة بشكل سلبي.