أعراض جلطة الرئة عند النساء
ما هي جلطة الرئة
جلطة الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary Embolism) أو الانصمام الرئوي كما يطلق عليها في بعض الأحيان، هي مشكلة في غاية الخطورة، تحدث عند انسداد أحد الشرايين التي تنقل الدم بين القلب والرئتين؛ نتيجة لوجود جلطة دموية، أو نتيجة لانتقال إحدى الجلطات وتحررها من الأوردة العميقة في الساق ووصولها عبر الدم إلى الرئة، مما يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى الرئتين، ونقص مستوى الأكسجين في الدم. [1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لا يقتصر التأثير السلبي لنقص الأكسجين على الرئتين فقط، بل يمتد إلى العديد من أعضاء الجسم، خاصةً إذا كان حجم الجلطة كبيراً، أو في حالة وجود العديد من الجلطات الصغيرة التي تسبب انسداد أحد الشرايين، وفي هذه الحالة قد تكون جلطة الرئة مميتة. [1]
أعراض جلطة الرئة عند النساء
تختلف أعراض جلطة الرئة عند النساء باختلاف حجم الجلطة التي تعاني منها المريضة، وهناك بعض الأعراض المبكرة لجلطة الرئة، يشبهها بعض الأطباء بجرس إنذار يحتم على المريضة ضرورة التوجه إلى المستشفى على وجه السرعة، وتضم هذه الأعراض: [2]
الأعراض الخطيرة
- ضيق التنفس.
- آلام الصدر التي تزداد سوءاً أثناء التنفس.
- نزول الدم مع البلغم في بعض الحالات.
الأعراض الشائعة
تضم باقي الأعراض الشائعة لجلطة الرئة عند النساء الآتي: [2]
- شحوب الجلد، وأحياناً يميل إلى اللون الأزرق.
- آلام حادة في الصدر، تنتقل إلى أحد الذراعين أو الكتفين أو الرقبة.
- ضيق التنفس المفاجئ.
- تسارع ضربات القلب.
- زيادة التعرق.
- الشعور بالقلق والاضطراب.
- الدوخة والإغماء.
أسباب جلطة الرئة عند النساء
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى جلطة الرئة عند النساء، ومن ضمن هذه الأسباب الآتي: [2]
- التاريخ المرضي الذي يضم إصابة السيدة بالسكتة الدماغية.
- الخلود للراحة في الفراش لفترات طويلة بسبب إجراء إحدى العمليات الجراحية.
- إصابة أحد الأوردة نتيجة تعرض المريضة إلى كسور في الركبة أو الساق.
- إصابة المريضة بأحد أمراض القلب، وأشهرها مرض الارتجاف الأذيني.
- معاناة المريضة من أحد أمراض الأوعية الدموية.
- زيادة عوامل التخثر في الدم؛ نتيجة لبعض الأسباب الوراثية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض عوامل الخطورة التي من المحتمل أن تؤدي إلى الإصابة بجلطة الرئة عند النساء، ومن أشهر هذه العوامل: [2]
- السمنة المفرطة.
- اعتياد المريضة على السفر لمسافات طويلة.
- تناول المريضة أحد الأدوية التي تحتوي على الهرمونات البديلة.
- إصابة أحد أوردة المريضة نتيجة تعرضها لحادث.
- وضع القسطرة الوريدية المركزية من خلال الساق أو الذراع.
جلطة الرئة عند الحامل
يتسبب الحمل في العديد من التغيرات الهرمونية التي تؤثر على تدفق الدم، حيث يبدأ الجسم في زيادة إنتاج عوامل التخثر تجنباً لحدوث النزيف أثناء الولادة، مما يزيد من معدل الإصابة بجلطة الرئة عند النساء أثناء الحمل، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى تسبب الجلطة الرئوية في 15% من وفيات الأمهات بعد الولادة، الأمر الذي يدل على خطورتها في هذه المرحلة الحرجة. [3]
هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال إصابة الأم بجلطة الرئة أثناء الحمل، ومن ضمنها: [3]
- التدخين.
- التلقيح الصناعي.
- تسمم الحمل.
- تجاوز الأم سن الأربعين.
- الإصابة بالدوالي.
- الولادة القيصرية.
- معاناة الأم من السمنة المفرطة.
- قلة الحركة بسبب بقاء الأم فترة طويلة في الفراش.
- وجود تاريخ مرضي لولادة الأم جنين ميت من قبل.
- إصابة الأم بمرض وراثي نادر يسمى التهاب الوريد الخثاري.
- وجود تاريخ مرضي سابق لإصابة الأم بإحدى جلطات الأوردة العميقة أو جلطة في الرئة.
- السرطان.
- التهاب الأمعاء
- أمراض القلب
- الشلل النصفي.
- أمراض الكلى.
- مرض الذئبة الحمامية.
- مرض فقر الدم المنجلي.
جلطة الرئة بعد الولادة
تتعرض الأم إلى كثير من التغيرات التي تطرأ على جسمها بعد الولادة، حيث يبدأ الجسم في التعافي واستعادة الحالة التي كان عليها قبل الحمل.
وتمثل الأسابيع الستة الأولى التي تلي الولادة أكثر الفترات الحرجة التي تزيد فيها فرصة الإصابة بالجلطات الدموية، التي من الممكن أن تتحرر وتصل إلى الرئة وتسبب جلطة الرئة، ووفقاً لتقرير جمعية القلب الأمريكية، فإن سيدة من ضمن عشر سيدات معرضة للإصابة بجلطة دموية في هذه المرحلة على وجه التحديد. [4]
وفي المجمل يجب أن تكون كل سيدة على دراية كاملة بكل علامات الخطر التي تشير إلى احتمال إصابتها بجلطة الرئة؛ مثل ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب؛ نظراً لزيادة معدلات الإصابة بها في فترة ما بعد الولادة، خاصةً إذا كانت الأم لديها تاريخاً مرضياً سابقاً ينطوي على إصابتها بإحدى الجلطات الدموية. [4]
أقراص منع الحمل وجلطة الرئة عند النساء
صرحت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA إن الاستخدام الطويل لأقراص منع الحمل يزيد من معدل الإصابة بجلطة الرئة عند النساء، وأنه من بين 10000 سيدة يستخدمن أقراص منع الحمل ستكون 6 إلى 9 سيدات أكثر عرضة للإصابة بجلطة الرئة.
تحتل المنتجات التي تحتوي على مادة الدروسبيرينون المرتبة الأولى في زيادة معدلات الإصابة، الأمر الذي يفرض أهمية اختيار المكونات الفعالة الأقل في معدل الإصابة، خاصةً عند السيدات اللاتي لديهن تاريخاً مرضياً أو أحد عوامل الخطورة التي تزيد من فرصة إصابتهن بجلطة الرئة. [5]
تشخيص جلطة الرئة عند النساء
هناك بعض الإجراءات الطبية التي يلجأ إليها الأطباء لتشخيص جلطة الرئة، وتضم هذه الإجراءات: [2]
- التصوير بالأشعة المقطعية.
- مسح الرئة.
- تحاليل الدم، وأهمها تحليل D- Dimer.
- تصوير الأوعية الرئوية.
- الموجات فوق الصوتية على الساق، وهي تعد الإجراء المناسب للنساء اللواتي يُعانين من التحسس من الصبغات المستخدمة في الأشعة المقطعية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للساق والرئة.
علاج جلطة الرئة عند النساء
تعتمد الخطة العلاجية لجلطة الرئة عند النساء على حجم الجلطة التي تعاني منها المريضة، وتاريخها السابق والمشاكل الصحية التي تعاني أيضاً منها، حيث يفاضل الأطباء بين استخدام الأدوية أو اللجوء إلى أحد الإجراءات الطبية أو الجراحية بناءً على هذه العوامل. ونستعرض في الأسطر التالية أهم الأدوية والإجراءات الطبية المستخدمة في علاج جلطة الرئة. [1]
مذيبات التجلط
يلجأ الأطباء إلى استخدام مذيبات التجلط التي تضم الأدوية التي تحتوي على منشط البلازمينوجين النسيجي TPA، خاصةً إذا كانت حالة المريضة غير مستقرة بسبب الانسداد الرئوي، أو كانت تعاني من انخفاض شديد في ضغط الدم، وينبغي إعطاء هذه الأدوية داخل المستشفى لمتابعة حالة المريضة وتجنب إصابتها بالنزيف، الذي يعد أشهر الأعراض الجانبية لهذه الفئة من الأدوية. [1]
مضادات التجلط
لا تساهم مضادات التجلط أو (مميعات الدم) في إذابة الجلطة الرئوية، لكنها تساعد على عدم زيادة حجمها، كما تمنع تكون جلطات جديدة، وتتوفر مضادات التجلط على شكل أقراص فموية أو حقن، ويعد الوارفارين والهيبارين من بين أشهر هذه الأدوية. [2]
الإجراءات الطبية
هناك بعض الحالات الخطيرة التي تستدعي التدخل الجراحي لإنقاذ حياة المريضة، خاصةً عند فشل الأدوية في السيطرة على أعراض الجلطة الرئوية، وتضم الخيارات الجراحية: [1]
- استئصال الجلطة: يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بإدخال أنبوب رفيع عبر أحد أوردة الفخذ أو الذراع؛ ليستخدمه في إزالة الجلطة الدموية التي في الرئة.
- مرشح الوريد الأجوف السفلي: يساعد هذا الإجراء على منع وصول الجلطات إلى الرئتين، وفيه يتم وضع مرشح داخل الوريد الأجوف السفلي، وهو الوريد المسؤول عن نقل الدم من الجزء السفلي من الجسم إلى القلب.