أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية
إذا تم تشخيص أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية وبدأت الخطة العلاجية مبكراً فإن المصاب يقي نفسه من المضاعفات بنجاح.
أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية
أسباب تكوّن الشخصية الاعتمادية
علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية
يتم الاعتماد على أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية لتشخيص هذا الاضطراب بشكل أساسي، ويجمع هذه الأعراض افتقار المصاب إلى الاعتماد على نفسه، وعدم قدرته على اتخاذ القرارات، ولا بُد من المسارعة إلى الطبيب فور التشخيص، وثبوت الإصابة حتى يتجنب المرء أية مضاعفات أكثر خطورة؛ فإن عدم العلاج يؤدي إلى الإصابة بعدة اضطرابات أكثر خطورة أحياناً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اضطراب الشخصية الاعتمادية
يُعد اضطراب الشخصية الاعتمادية (بالإنجليزية: Dependent personality disorder) من أنواع اضطرابات الشخصية القلقة (بالإنجليزية: Anxious personality disorder)، وعادة ما يشعر المصابون بالخضوع أو العجز أو عدم القدرة على رعاية أنفسهم بشكل ذاتي، لكن الشخص يستطيع تجاوز العديد من مضاعفات هذا الاضطراب مع التدريب، والحصول على العلاج المناسب. [1]
أبرز أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية
هُناك العديد من الأعراض التي تظهر على المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية، وأبرزها: الاعتماد العاطفي على الآخرين، وبذل جهود كبيرة في محاولة إرضائهم، ويميلون إلى إظهار السلوكيات السلبية بالإضافة إلى التشتت والاحتياج إلى الغير، وعادة ما تكون لديهم مخاوف من الانفصال، وفيما يأتي بعضاً من أعراض الاضطراب الأخرى: [2]
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات: تتميز الشخصية الاعتمادية بعدم القدرة على اتخاذ القرارات اليومية، حتى تتم استشارة الآخرين والاطمئنان إلى موافقة رأيهم، ويشمل ذلك كثيراً من الأمور الدقيقة في الحياة؛ مثل اختيار الملابس المناسبة التي يمكن ارتداؤها.
- تجنب المسؤوليات: عادة ما يتجنب الشخص الاعتمادي تحمل المسؤوليات مثل الكبار، وإنما تطغى سلوكيات العجز والسلبية على تصرفاته، ويلجأ هؤلاء الأشخاص إلى الآخرين؛ مثل الزوج أو الأصدقاء حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات التي تتعلق بالمسؤوليات المختلفة؛ مثل: اختيار مكان العَمل، أو السكن.
- الخوف على العلاقات: تخاف الشخصية الاعتمادية من الهجران، ويشعر الشخص بشعور سلبي جداً في حالة انتهاء العلاقة مع الآخرين، وفي معظم الحالات ينتقل المصاب إلى علاقة أخرى فور انتهاء العلاقة الحالية.
- عدم الثقة بالنفس: يعاني المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادي من عدم الثقة بالنفس، ويرون بأنهم غير قادرين على رعاية أنفسهم، كما أنهم متشائمون عادة.
- الابتعاد عن الاختلاف مع الآخرين: يخاف الشخص الاعتمادي من فقدان الدعم أو عدم القبول، ولذلك يفضل الابتعاد عن إظهار الخلاف مع الآخرين، كما أن الشخصية الاعتمادية تتميز بالحساسية المفرطة تجاه النقد.
- عدم القدرة على بدء المشاريع: لا يستطيع المصاب بهذا الاضطراب بدء المشاريع الخاصة أو الاستمرار بالمهام المختلفة، ويعود السبب في ذلك إلى فقدان الثقة بالنفس.
- تحمل سوء المعاملة: يميل الشخص الاعتمادي إلى تحمل سوء المُعاملة من الآخرين، وذلك إلى جانب تحمل الاعتداءات التي يتعرضون إليها أيضاً.
أسباب تكوّن الشخصية الاعتمادية
على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق وراء تكون الشخصية الاعتمادية عند المرء، إلا أن المختصين يعتقدون وجود العديد من العوامل التي تُسهم في ذلك، وفيما يأتي قائمة بأبرز هذه العوامل: [1]
- العلاقات المؤذية: عادة ما تزداد فرصة التشخيص باضطراب الشخصية الاعتمادية عند الأفراد الذين لديهم تجربة سابقة مع العلاقات المُسيئة، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين ليست لديهم هذا النوع من العلاقات بكثرة.
- الصدمات والإساءة أثناء الطفولة: يتعرض بعض الأطفال إلى المعاملة السيئة سواءً كانت إساءة لفظية أو فعلية أو كانت الإساءة من خلال الإهمال، وتكون لدى هذه الفئة من الأطفال فرصة إصابة أكبر، وكذلك الأفراد الذين تعرضوا إلى مرض يُهدد الحياة في مرحلة الطفولة.
- التاريخ العائلي: يُمكن أن يكون الشخص الذي لدى أفراد عائلته تاريخ مع اضطراب الشخصية الاعتمادية فرصة أكبر للتشخيص على أنه مصاب بهذا الاضطراب أيضاً.
علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية
عادة ما يتم الاعتماد على واحد أو أكثر من الطرق العلاجية الآتية للتعامل مع اضطرابات الشخصية الاعتمادية: [3]
- العلاج النفسي: في مُعظم الأحيان يكون العلاج النفسي أول الخطوات والطرق التي يعتمد عليها مقدم الرعاية الصحية للمساعدة في السيطرة على الأعراض، ومن ذلك: العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج النفسي الديناميكي، وهي علاجات تُسهم في تمكين المصاب من تعلم سلوكيات جديدة بدلاً من السلوكيات السلبية التي لديه.
- الحصول على الدواء: حتى الآن لم تتم الموافقة على أية أدوية لعلاج هذا الاضطراب بخصوصه إلا أن بعض الأدوية المضادة للقلق، ومضادات الاكتئاب، ومثبتات الحالة المزاجية يمكنها المُساعدة في السيطرة على أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية بشكل عام.
- التعرف على الاضطراب: من الجيد التعرف على الاضطراب بشكل جيد إلى جانب التعرف على اضطرابات الشخصية الأخرى؛ فإن ذلك يساعد المصاب على تحديد الدعم الذي يحتاجه لتحسين حالته النفسية، وكذلك يساعد المقربين من الأصدقاء وأفراد العائلة في معرفة الدعم الذي ينبغي تقديمه إلى المصاب أيضاً.
- توفير الدعم: ربما يسهم الدعم المناسب الذي يتم تقديمه إلى الشخصية الاعتمادية في شعورهم بالتحسن، ويمكن الانخراط في بعض مجموعات الدعم الموثوقة على شبكات التواصل الاجتماعي أو المواقع الأخرى أيضاً لهذه الغاية.
الرعاية الذاتية للشخصية الاعتمادية
تساعد الإرشادات الآتية الشخصية الاعتمادية على التعامل مع الاضطراب الذي يعانون منه: [4]
- الالتزام بالعلاج: لا بُد من التزام الخطة العلاجية التي يرسمها مقدم الرعاية الصحية للشخص، ويشمل ذلك تناول جميع الأدوية الموصوفة عند وجودها، بالإضافة إلى حضور جميع جلسات العلاج النفسي في وقتها المحدد.
- معرفة المحفزات: ينبغي على المصابين معرفة المحفزات التي تؤدي إلى ظهور أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية مع التعرف على الأساليب والخطوات التي ينبغي اتخاذها عند مواجهة هذه المحفزات لضمان عدم ظهور الأعراض.
- العناية بالذات: من الضروري محافظة المصابين على جميع أشكال الرعاية الذاتية بما في ذلك أخذ القسط الكافي من النوم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم، وكذلك عليهم متابعة نظام غذائي صحي أيضاً.
إرشادات التعامل مع الشخص الاعتمادي
ينبغي على الأصدقاء وأفراد العائلة والأشخاص المقربين التعامل مع الشخصية الاعتمادية بالشكل المناسب لضمان المُحافظة على استقرار صحتهم العقلية، والحد من ظهور الأعراض أو التعرض إلى المضاعفات، ومن الإرشادات المُفيدة في ذلك: التراجع والسماح للمصاب باتخاذ القرارات، وكذلك تشجيع الشخصية الاعتمادية على تحمل مسؤوليات شؤون المنزل، وتحفيزهم على التعبير عن الآراء الحقيقية لديهم. [4]
مضاعفات اضطراب الشخصية الاعتمادية
يمكن أن يؤدي ترك اضطراب الشخصية الاعتمادية دون علاج إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات، ومنها ما يأتي: [5]
- الاضطرابات الأخرى: في بعض الأحيان يتسبب اضطراب الشخصية الاعتمادية باضطرابات القلق المُختلفة؛ مثل: اضطراب الهلع، واضطراب الشخصية الانطوائية، وكذلك اضطراب الوسواس القهري، ويصاب البعض بالاكتئاب أيضاً.
- اضطراب تعاطي المخدرات: يُعد تعاطي المخدرات من المضاعفات الخطيرة التي تنتج عن الإصابة بالاضطراب المذكور، وتشير العديد من الأعراض إلى هذا الاضطراب، ومنها: الأرق، والنوبات، ومشاكل القلب والأوعية الدموية، ويُمكن أن ينتهي تعاطي بعض المواد المخدرة بالموت.
- الرهاب: يُعرف الرهاب باسم الفوبيا أيضاً، ويطلق عليه كذلك اسم اضطراب القلق الاجتماعي (بالإنجليزية: Social anxiety disorder)، ومن أعراض نوبات الرهاب: زيادة عدد نبضات القلب، والشعور بضيق في التنفس، وارتفاع ضغط الدم، والارتعاد، والتعرق الشديد، وسرعة الكلام أو عدم القدرة على الكلام.
عند ظهور الأعراض المختلفة للاضطرابات النفسية بما فيها اضطراب الشخصية الاعتمادية، ينبغي على المرء زيارة مقدم الرعاية الطبية، وإجراء التشخيص دون تأخير، وذلك لتشكيل خطة العلاج المناسبة، ثم البدء بتنفيذها على الفور إذا كان التشخيص إيجابياً؛ فإن الشخصية الاعتمادية يمكن أن تتسبب ببعض الاضطرابات الخطيرة التي تنتهي بالوفاة.