أضرار الكيتو دايت على الكبد
يكاد لا يمر على الإنسان يوم دون أن يظهر أمامه سواءً على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حديث عابر في الطريق الكثير من برامج الحمية التي تهدف إلى إنقاص الوزن، ومن بين هذه البرامج الكيتو دايت الذي يتسائل الكثير من الأشخاص عن مدى تأثيره على الجسم، فما هي أضرار الكيتو دايت على الكبد، وما هو الكيتو دايت؟ ما هي فوائده.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الكيتو دايت
الكيتو دايت (بالإنجليزية: Ketogenic Diet) الذي يعد من الأنظمة الغذائية المنتشرة بشكل كبير كون استخدامها يعود على الجسم بالعديد من الآثار الإيجابية. في هذا المقال سنوضح ما هي أضرار الكيتو دايت على الكبد.
يهدف الكيتو دايت إلى الحصول على سعرات حرارية أكثر من الأغذية التي تحتوي على البروتينات والدهون، بالإضافة إلى كميات أقل من الأغذية التي تحتوي على الكربوهيدرات التي يسهل هضمها بما فيها السكر، والمعجنات، والخبز الأبيض. يحتاج الكيتو دايت حتى يبدأ تأثيره إلى عدة أيام أي ما يتراوح بين 3-4 أيام، حتى يبدأ الجسم بتكسير البروتينات والدهون للحصول على الطاقة الضرورية للجسم. [1]
أضرار الكيتو دايت على الكبد
على الرغم من أنّ نظام الكيتو دايت آمن للكثير من الأشخاص إلا أنه قد يسبب الكثير من الآثار الجانبية بشكل خاص في الفترات المبكرة من البدء بهذا النظام، إذ يعد نظام الكيتو جزء من التمثيل الغذائي الذي عندما تكون مستويات الكربوهيدرات منخفضة تنخفض مستويات الإنسولين أيضاً مما يؤدي إلى إطلاق الدهون لتوفير الطاقة للجسم، بعد ذلك تدخل هذه الدهون إلى الكبد لتتحول إلى كيتونات، كما أنه أثناء نظام الكيتو تقوم أجزاء كثيرة من الجسم بحرق الكيتونات للحصول على الطاقة بدلاً من الكربوهيدرات فقط بما في ذلك العقل والعضلات.
لذا فإنّ اتباع الكيتو دايت لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدهون على الكبد بالفعل، بالإضافة إلى أنّ الكيتو دايت يمكن أن يزيد من حالة الفشل أو التليف الكبدي سوءاً إذا قام الشخص باتباعه وهو مصاب بالأصل بالفشل الكبدي. [2]
أضرار الكيتو دايت على الجسم
لا تقتصر تأثيرات نظام الكيتو دايت على الكبد فحسب إنما يتسبب بالعديد من الآثار الجانبية التي تشمل عدة أجزاء من الجسم، إذ تتضمن أضرار الكيتو دايت على الجسم ما يلي: [2]
رائحة الفم الكريهة
من أكثر الآثار الجانبية انتشاراً لاستخدام نظام الكيتو دايت هي رائحة الفم الكريهة التي غالباً ما تشبه الفاكهة وحلوة، ذلك لأنها ناتجة عن الأسيتون وهو كيتون منتج ثانوي لعملية التمثيل الغذائي للدهون، إذ ترتفع مستويات الأسيتون في الدم أثناء الكيتوزيه ليتخلص الجسم منها عن طريق الفم، كما يمكن أن تشبه رائحة العرق والبول أيضاً رائحة الأسيتون، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ رائحة الفم الكريهة ستزول خلال عدة أيام. [2]
إنفلونزا الكيتو
من الممكن أن تظهر بعض الأعراض التي تشابه أعراض الإنفلونزا، أو ما يعرف بإنفلونزا منخفضة الكربوهيدرات التي تتمثل في الصداع، والإعياء والتعب، وقلة النوم، وعدم القدرة على التركيز، والغثيان، بالإضافة إلى انخفاض طاقة الجسم وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة البدنية، لكن من الجدير بالذكر تنتهي أعراض الإنفلونزا خلال عدة أيام قليلة. [2]
تشنج عضلات الساقين
عند اتباع نظام الكيتو من الممكن أن يعاني الشخص من تقلصات في الساقين التي يمكن أن تكون مؤلمة، كما أنها قد تكون علامة على أن الشخص بحاجة إلى شرب المزيد من الماء، إذ تنجم تشنجات الساقين عند اتباع نظام الكيتو نتيجة الجفاف وفقدان المعادن، ذلك لأن نظام الكيتو يسبب انخفاضاً في مستويات الماء.
كما أنّ الجسم عندما يقلل الإنسان من كمية الكربوهيدرات التي يتناولها فإنه يلجأ إلى صرف الغليكوجين وهو الجلوكوز المخزن في العضلات والكبد هذا ما يجعل الناس يفقدون الوزن بشكل سريع، لذا من الأفضل الاستمرار في شرب الماء لتقليل خطر الإصابة بالجفاف، وتغيرات الكهارل، ومشاكل الكلى. [2]
مشاكل في الجهاز الهضمي
من الممكن أيضاً أن يسبب نظام الكيتو مشاكلاً في الجهاز الهضمي، إذ إنه من أبرز هذه المشاكل الإصابة بالإمساك الذي يحدث بشكل خاص في أول فترة من البدء بنظام الكيتو، كما أنّ الإمساك يحدث نتيجة عدم تناول ما يكفي من الألياف، وعدم شرب كميات كافية من السوائل، بالإضافة إلى ذلك قد يصاب الشخص بالإسهال لكنه أقل شيوعاً.
من الجدير بالذكر أنّ مشاكل الجهاز الهضمي تحدث عندما يتم تغيير طريقة تناول الطعام بشكل كبير، مع ذلك فإنّ مشاكل الجهاز الهضمي تزول خلال أسابيع قليلة. [2]
ارتفاع معدل ضربات القلب
من الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها نظام الكيتو دايت أيضاً ارتفاع في معدل ضربات القلب أو ما يعرف بخفقان القلب الذي يمكن أن يحدث في الأيام القليلة من النظام الغذائي الجديد، إذ يحدث ذلك نتيجة الإصابة بالجفاف، وعدم تناول كميات كافية من الملح، بالإضافة إلى شرب كميات إضافية من القهوة، كما يوصي الطبيب إذا لم تزول المشكلة خلال عدة أيام بتناول كميات إضافية من الكربوهيدرات. [2]
فوائد نظام الكيتو
على الرغم من أنّ الآثار الجانبية لنظام الكيتو كثيرة إلا أن البدء به يعود على الجسم بالعديد من الفوائد التي تتضمن الآتي: [3]
تحسين وظائف الدماغ
تشير بعض الدراسات إلى أنّ نظام الكيتو الذي يوفر كيتونات قد تفيد الأعصاب بشكل كبير، مما يعني أنها تقوي وتحمي الدماغ والخلايا العصبية، لذا فإنّ حمية الكيتو دايت تساعد في التقليل من الإصابة بمرض الزهايمر، كما أنها تقلل من حدة الأعراض المرافقة به، مع ذلك فإنّ هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها بشكل كامل. [3]
تقليل نوبات الصرع
من الممكن أن تُحدث نسبة الدهون، والبروتين، والكربوهيدرات في نظام كيتو الغذائي تغييراً في طريقة تعامل الجسم مع الطاقة، إذ إنه خلال نظام الكيتو يستخدم الجسم الكيتون للحصول على الطاقة، كما تشير مؤسسات الصرع بأنّ نظام الكيتو قد يقلل من حدوث نوبات لدى المصابين بمرض الصرع بشكل خاص المصابين الذين لم يستجيبوا لأي علاجات أخرى، كما لوحظ بأنّ نظام الكيتو يكون تأثيره أعلى لدى الأطفال المصابين بالصرع. [3]
تحسين صحة القلب
عندما يبدأ الشخص باتباع نظام الكيتو ويتناول الدهون الصحية بدلاً من الدهون الضارة يمكن أن يساعد في تحسين صحة القلب، كونه يقلل من كمية الكولسترول في الدم، كما لاحظت بعض الدراسات أنّ الأشخاص الذين اتبعوا نظام الكيتو قلت لديهم مستويات الكوليسترول الكلي، والبروتين الدهني منخفض الكثافة أو ما يعرف بالكوليسترول السيئ، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الدهون الثلاثية، بينما ارتفعت مستويات الكوليسترول المفيد. [3]
الوقاية من السرطان
قام العديد من الباحثون بمتابعة آثار نظام الكيتو على منع نمو الخلايا السرطانية أو علاج بعض أنواع السرطانات، إذ أشاروا إلى أنّه من الممكن أن يكون نظام الكيتو علاجاً تكميلياً آمناً ومناسباً إذا تم استخدامه بالتزامن مع العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي لدى المصابين ببعض أنواع السرطان، ذلك لأنّ نظام الكيتو يسبب إجهاداً تأكسدياً أكثر في الخلايا الطبيعية مما يؤدي إلى موتها.
كما تشير دراسة إلى أنّ نظام الكيتو يقلل بطبيعة الحال من كمية السكر في الدم، بالتالي تقليل خطر حدوث مضاعفات مرتبطة بهرمون الإنسولين وهو الهرمون الذي يتحكم بمستويات السكر في الدم، كما قد يكون له علاقة ببعض أنواع السرطانات، مع ذلك فإنّ فعالية نظام الكيتو في الوقاية من الإصابة بالسرطان تحتاج إلى مزيد من الدراسات لإثباتها بشكل كامل. [3]
ختاماً لا بد من الإشارة إلى أنّ أنظمة الحمية آمنة بشكل عام للكثير من الأشخاص، لكن يحتاج بعضها إلى المراقبة والاستشارة الطبية، إذ إنه قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية غير المرغوب بها، لذا من الأفضل البدء بنظام الكيتو تحت إشراف طبي حتى وإن كان في البداية فقط.