أسباب تورم الساقين
تُعد حالة تورم الساقين شائعة الانتشار، إذ قد يختبرها الكبير والصغير، فهي لا ترتبط بسن معين، أو وظيفة معينة، وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى تورم الساقين من البساطة إلى شديد الخطورة، وبالرغم من أنها في معظم الأحيان لا تستدعي القلق، إلا أنها قد تكون علامة إنذار لحالة أشد خطورة، لذلك دعنا نتعرف إلى أسباب تورم الساقين بالتفصيل، والأعراض الشائعة، وكيف يتم الوصول إلى التشخيص السليم وراء تورم الساقين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تورم الساقين
تورم الساقان (بالإنجليزية: Leg Swelling) أي انتفاخهما، وقد يحدث في أي جزء من الساقين معاً أو أحدهما، بما في ذلك القدمان، والكاحلان، والساقان، والفخذان، ويمكن أن يحدث هذا رئيسياً؛ نتيجة: [1]
- تراكم السوائل: يعني هذا أن الأنسجة، أو الأوعية الدموية في ساقيك تحتوي على سوائل أكثر مما ينبغي، وقد يُطلق عليها مصطلح الوذمة (بالإنجليزية: Edema).
- الالتهابات: قد توجد التهابات في الأنسجة، أو المفاصل، وتُعد استجابة طبيعية عند تعرضك إلى كسر في العظام، أو تمزق في أحد الأربطة، لكنها أيضاً قد تكون علامة على مرض التهابي أكثر خطورة.
وقد يكون تورم الساقين حالة عرضية مؤقتة، أو قد تكون دليلاً على حالة صحية خطيرة، لذلك يُفضل دائماً زيارة الطبيب عند عدم وضوح السبب الرئيسي وراء تورم الساقين، والحصول على الرعاية المناسبة؛ لتخفيف الأعراض، والشعور بالألم، وتتمكن من ممارسة نشاطاتك اليومية بسهولة. [1]
أسباب تورم الساقين
يوجد عدد لا يُحصى من مسببات تورم الساقين المتنوعة بين البسيط والمحفوف بالمخاطر.
أمراض الكلى والكبد
قد تكون اضطرابات الكلى، وتليف الكبد السبب وراء تورم الساقين، إذ عندما لا تؤدي الكلى وظيفتها الطبيعية في التخلص من الماء والفضلات من الدم، تبدأ السوائل تتجمع في جسمك، وتُسبب تورماً في ساقيك، أو الذراعين. [2] وغالباً ما يُصاحب تورم الساقين الناتج عن مشكلات الكلى، بعض من الأعراض التالية: [4]
- العطش الشديد.
- ظهور كدمات ونزيف.
- ضيق التنفس.
- الشعور بإعياء، أو الغثيان.
أما بالنسبة للكبد، نجد أن وجود اضطرابات في وظيفته قد يؤثر على إنتاج بروتين الألبومين، الذي يساعد على منع تسرب الدم من الأوعية الدموية، إذ نجد أن تسرب الدم قد يُسبب مشكلات في الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الجزء السفلي من الجسم.
الأمراض القلبية
قد يكون هذا السبب أكثر شيوعاً عند كبار السن، خاصة مع قصور القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: Congestive Heart Failure) وهو أحد أمراض القلب، حيث إنه يكون فيه القلب أضعف من أن يضخ كل الدم الذي يحتاجه الجسم، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الساقين، بالإضافة إلى التهاب التامور في القلب، الذي يسبب ضيق التنفس مع تورم مزمن في الساقين، والكاحلين. [2] [4]
تناول الأدوية
قد يكون تورم الساقين عبارة عن أثر جانبي غير مرغوب فيه لتناول دواء ما، وتشمل قائمة الأدوية التي قد تسبب تورماً في الساقين ما يأتي:
- أدوية القلب من حاصرات قنوات الكالسيوم؛ مثل: أملوديبين (الاسم التجاري: Norvasc)، و نيفيديبين (الاسم التجاري: Adalat CC).
- بعض الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية؛ مثل: الأسبرين، إيبوبروفين، نابروكسين، سيليكوكسيب (الاسم التجاري: Celebrex).
- بعض أدوية مرض السكري؛ مثل: الميتفورمين.
- أدوية منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين، أو البروجسترون.
- بعض مضادات الاكتئاب؛ مثل: نورتريبتيلين ، أميتريبتيلين.
ويجب أن تعلم أن الطبيب الشخص الوحيد القادر على تحديد الأثر الجانبي للأدوية، ومن ثم اتخاذ القرار بوقف تناولها، أو تعديل جرعتها. [4]
الحمل عند السيدات
تُعاني معظم السيدات خلال فترة الحمل خاصة الفترة الأخيرة تورم الساقين، إذ يضغط الجنين في أثناء نموه على أوردة الساقين، مما يؤدي إلى إبطاء الدورة الدموية، وتراكم السوائل، بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية في تلك المرحلة. وفي حالة ظهور بعض من الأعراض التالية مع تورم الساقين، يجب استشارة الطبيب فوراً، لأن ذلك قد يعني أنكِ تعانين من تسمم الحمل (بالإنجليزية: preeclampsia)، وأبرز تلك الأعراض ما يأتي:
- صداع شديد.
- تغيرات في الرؤية؛ مثل: التشويش، وجود حساسية تجاه الضوء.
- انتفاخات شديدة، خاصة حول العينين.
وقد تعاني بعض السيدات من تورم الساقين المصحوب بضيق في التنفس قبل الولادة، أو بعد الولادة مباشرة، ويُعد نوع من قصور القلب المرتبط بالحمل، وتلك الحالة تتطلب الرعاية الطبية بشكل فوري وضروري. [3] [4]
المشكلات الصحية الوريدية
توجد العديد من الحالات الوريدية التي قد تتسبب في ظهور العلامة المميزة من تورم الساقين، وأبرزها: [3] [4]
- تجلط الأوردة العميقة (بالإنجليزية: Deep vein thrombosis): هي جلطة دموية تتشكل في أحد أوردة الجسم، وعادةً تكون في أسفل الساق، أو الحوض، أو الفخذين، قد تتسبب في تورم إحدى الساقين مصحوباً بجلد أحمر اللون دافئ الملمس، وقد تكون حالة شديدة الخطورة عندما تنفصل الجلطة وتنتقل إلى الرئتين مسببة انسداداً رئوياً، قد يؤدي إلى الوفاة.
- التهاب الوريد الخثاري (بالإنجليزية: thrombophlebitis): حالة تتشكل فيها جلطات بالقرب من سطح الجلد، وعادةً لا تنفجر، ومن أحد أعراضها تورم إحدى الساقين.
- دوالي الساقين والقصور الوريدي المزمن: تحدث تلك الحالات عندما لا تحافظ صمامات أوردة الساق على تدفق الدم نحو قلبك، وغالباً يصاحبها: ألم عند الوقوف أو الجلوس مدة زمنية طويلة، وتغيرات في لون الجلد، بالإضافة إلى جفاف الجلد وتشققه.
حالات الالتهاب الشائعة
كما علمنا قد يكون تورم الساقين ناتجاً عن حدوث التهابات، وتتدرج الالتهابات من التهابات مؤقتة بسيطة، إلى التهابات مرضية خطيرة، ويشمل كل مما يلي: [4]
- التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Osteoarthritis): هو مرض مزمن يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة مفاصلك، مسبباً تورم في الساقين من فترة لأخرى.
- التهاب الجراب في الركبة: هو التهاب يظهر في صورة كيس مملوء بالسوائل، يكون شبيه بالوسادة بين العظام والعضلات، أو الجلد، أو الأوتار.
- مرض النقرس (بالإنجليزية: Gout): حالة مرضية ناتجة عن تراكم حمض اليوريك في المفاصل، وقد تأتي في صورة نوبات مزعجة من تورم الساقين.
- التهاب النسيج الخلوي (بالإنجليزية: Cellulitis): هي عدوى خطيرة تحدث عند دخول البكتيريا خلال شقوق في جلدك، وتكون أكثر شيوعاً أسفل الساق، ويكون فيها تورم الساقين مصحوباً بترقق الجلد، والشعور بألم، أو حمى، وظهور بقع حمراء، أو بثور.
- الالتهابات الناتجة عن جروح: عند تعرضك إلى جرح في الساق، أو خدش، يندفع جسمك بالسوائل، وكرات الدم البيضاء نحو المنطقة المصابة، مما قد يسبب تورم في الساقين يستمر نحو 2-3 أسابيع، وفي حالة إصابة الجرح بعدوى بكتيرية شديدة، قد يزداد التورم سوءاً.
الإصابات والكسور العظمية
قد يكون رد فعل طبيعي من الجسم عند حدوث التواء، أو كسور في العظام، أن ينقل السوائل وكرات الدم البيضاء إلى المنطقة المصابة، ويطلق مواد كيميائية تساعد في عملية الشفاء، وكل هذا قد يتسبب في تورم إحدى الساقين، أو كلاهما، ومن أكثر الإصابات شيوعاً: [2] [4]
- تمزق وتر العرقوب: هو أكبر وتر في الجسم الذي يساعدك على المشي، والجري، والقفز، وعند حدوث تمزق فيه، قد تسمع صوت فرقعة حائلة، وتشعر بألم حاد بسبب التواء الجزء الخلفي من الكاحل، وأسفل الساق، وهي من الحالات التي قد تؤثر على قدرة الشخص فيما بعد على المشي، وتُعد من الإصابات الشهيرة في ملاعب كرة القدم.
- تمزق الرباط الصليبي الأمامي: يمتد الرباط الصليبي الأمامي مائلاً عبر مقدمة الركبة، كما يثبت عظام أسفل القدمين في مكانها، عند حدوث تمزق فيها قد تنفجر الركبة، مما يؤدي إلى ألم شديد، وتورم الساق بشدة.
الوذمة اللمفية
تحدث عندما لا تقوم الغدد الليمفاوية بترشيح السائل الليمفاوي جيداً، خاصة في الكاحلين، والقدمين، مما قد يؤدي إلى تورم طرف واحد أو الطرفين؛ نتيجة توسع الأوردة، ويتدرج الألم الناتج من البسيط إلى الألم الدرامي الشديد، وقد تكون حالة شائعة عند مرضى السرطان الذين أُزيل لهم العقد الليمفاوية للخضوع إلى العلاج. [3]
ويوجد نوع آخر من الوذمة يُطلق عليه -الوذمة مجهولة السبب- التي تحدث عادةً في النساء دون أسباب واضحة، ويتعرف إليها الطبيب بعد إقصاء جميع الأسباب التي تم ذكرها. [2]
الأسباب الشائعة الأخرى
- احتباس الماء والملح خاصة بعد تناول الأغذية المالحة بكثرة.
- الوقوف على الساقين مدة زمنية طويلة، أو الجلوس في وضع ثابت طويلاً.
- الإصابة بحساسية عند تناول طعام ما، أو دواء، أو التعرض إلى لدغات الحشرات.
- تلقي ضربة شديدة على الساق، أو السقوط عليها.
- انخفاض مستوى هرمونات الغدة الدرقية.
- قلة ممارسة التمارين الرياضية
- السمنة.
- إجراء عمليات جراحية طبية في الساقين. [5]
أعراض تورم الساقين المميزة
يُصاحب تورم الساقين العديد من الأعراض والعلامات التي تختلف باختلاف السبب وراء التورم، لكن عادةً يظهر التالي: [5]
- ألم في الساق مصاحب للانتفاخ.
- الشعور بتخدير الساقين.
- الشعور بالدفء يتخلل الساقين.
- تغير لون جلد الساقين.
- الاحمرار.
- الحكة.
- ظهور طفح جلدي.
- ظهور تقرحات جلدية.
- الشعور بضيق التنفس، خاصة مع الأمراض القلبية، وتسمم الحمل في السيدات.
كيف يتم تشخيص تورم الساقين
في معظم الأحيان لا يكتفي الطبيب بالفحص البصري لتورم الساقين، بل يطلب اختبارات للكشف عن سبب التورم، ومنها: [5]
- تحاليل الدم.
- فحص البول.
- الأشعة السينية، والأشعة المقطعية.
- فحص الموجات فوق الصوتية الدوبلر.
- تخطيط القلب الكهربائي.
- اختبارات وظائف الكلى، والكبد.
- اختبار وظائف الغدة الدرقية.
- فحص عوامل التخثر الدموية.
- فحص عينة من العقد الليمفاوية.
علاج تورم الساقين
يعتمد أفضل علاج لحالة تورم الساقين على السبب، فإذا كان الشخص يُعاني من حالة مرضية؛ مثل: أمراض الكلى، أو الكبد، أو القصور الوريدي، يكون العلاج المناسب لتورم الساقين هو تلقي العلاج للحالة الأساسية، الذي قد يؤدي إلى التخلص من التورم، أو تخفيف الشعور بالألم المصاحب له.
وإليك قائمة بأفضل النصائح العملية التي قد تُعالج التورم، أو تخفف من حدته، ويمكن اعتبار بعضها وسائل وقائية في الوقت ذاته: [5] [6]
- عدم الوقوف فترة طويلة على الساقين.
- عدم المكوث مطولاً على ساق من الساقين، أو التفاف أحدهما حول الآخر.
- يمكنك أن تجرب الاستلقاء على السرير مع رفع القدمين لأعلى.
- رفع الساقين يومياً فوق مستوى القلب لمدة 20 دقيقة.
- ارتداء الجوارب الضاغطة.
- استخدام كمادات ثلج على المنطقة المتورمة إذا كان سبب التورم حدوث التواء.
- ممارسة الرياضة الخفيفة؛ مثل: المشي، والهرولة، والسباحة.
- التقليل أو الحد من تناول الأطعمة المالحة الغنية بعنصر الصوديوم.
- عدم ارتداء ملابس، أو أحذية ضيقة.
- قد ينصحك الطبيب بتناول الأدوية الأعشاب المدرة للبول.
- قد ينصح الطبيب بإجراء عملية جراحية في بعض الحالات؛ لإصلاح المنطقة المتورمة.
- تناول المسكنات، أو مضادات الالتهابات التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل: إيبوبروفين (الاسم التجاري: Advil)، أو نابروكسين الصوديوم (الاسم التجاري: Aleve)، أو تطبيق الكريمات المُسكنة الموضعية.
- اتباع نظام غذائي صحي؛ للتخلص من الوزن الزائد إن وجد.
- تناول الأطعمة الغنية بعنصر البوتاسيوم؛ لأنها قد تقلل من احتباس السوائل في الجسم.
- تدليك القدمين والساقين بانتظام.
متى يجب زيارة الطبيب
قد نجد في معظم الأحيان أن تورم الساقين العرضي يُشفى دون تدخلات طبية، وبقليل من العناية المناسبة، لكن في الوقت ذاته كما علمنا قد يكون مؤشراً خطيراً، لذلك هناك بعض العلامات التي قد تحتاج منك زيارة طبية فورية عند الإصابة بتورم الساقين، وهي: [5] [6]
- يزداد التورم سوءاً بمرور الأيام حتى بالعناية المنزلية المناسبة، أو لا يتحسن بالسرعة التي أخبرك الطبيب عليها.
- الشعور بصعوبة في التنفس، أو ألم في الصدر.
- الشعور بالدوار، أو الإغماء.
- الإصابة بالحمى.
قد يكون تورم الساقين محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لحالات معينة، ويعتمد الأمر على الأسباب التي ذكرناها بالتفصيل، فقد يكون الأمر وليد حالة لحظية، أو قد يكون وليد حالة صحية مزمنة. لذلك النصيحة الأكثر أهمية بالنسبة لك ألا تتردد في استشارة الطبيب المختص للوصول إلى التشخيص السليم وراء تورم ساقيك، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة.