أسباب الرحم المقلوب والوقاية منه
من الضروري معرفة أسباب الرحم المقلوب، بالإضافة إلى معرفة جميع الأعراض التي تصاحب هذه الحالة حتى تتجنب المرأة مضاعفتها الخطيرة، وتطلب الرعاية الصحية على الفور عند الشعور بالأعراض، وذلك لأن سرعة اتخاذ الإجراءات الصحية تُسهم في المُحافظة على استقرار الحالة الصحية للمرأة بشكل كبير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
انقلاب الرحم
إن انقلاب الرحم (بالإنجليزية: Uterine inversion) من مضاعفات الولادة التي تُهدد حياة الأم، ويعني هذا الانقلاب عادة التصاق المشيمة بالرحم، وعدم خروجها كما هو المعتاد عند ولادة الطفل، وإنما تخرج المشيمة في هذه الحالة ساحبة معها الرحم من الداخل إلى الخارج.
تعد مشكلة انقلاب الرحم من المشاكل الصحية النادرة، إلا أن نسبة الوفاة بسببها تصل إلى 15% تقريباً، وينبغي أن تحصل المرأة على الرعاية بعد الولادة أيضاً لضمان تحسن حالتها بشكل أفضل. [1]
أسباب الرحم المقلوب وطرق الوقاية
لا توجد أدلة كافية لمعرفة أسباب الرحم المقلوب حتى الآن، ولذلك فإن النساء لا يستطعن الوقاية من هذه المشكلة التي تصاحب الولادة أحياناً أو منعها، ومن المرجح أن ينقلب الرحم عندما يسحب الطبيب المختص الحبل السري بعد الولادة إذا كانت المشيمة منغرسة في الجزء العلوي من الرحم، أو إذا أصيبت المرأة بوهن الرحم (بالإنجليزية: Uterine atony) أيضاً. [2]
عوامل خطورة انقلاب الرحم
هُناك عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة بانقلاب الرحم عند الولادة، وأبرز هذه العوامل ما يأتي: [3]
- زمن الولادة: إذا كان زمن الولادة قصيراً جداً مقارنة بالزمن الطبيعي الذي تستغرق هذه العملية أو كان الوقت طويلاً جداً؛ فإن فرصة انقلاب رحم المرأة تصبح أكبر.
- أدوية إرخاء الرحم: في بعض الأحيان يتم اللجوء إلى بعض أدوية إرخاء الرحم أثناء المخاض، ويُمكن لعدة من هذه الأدوية أن تزيد من خطورة الرحم المقلوب.
- الوزن الزائد للجنين: في حالة العملقة الجنينية (بالإنجليزية: Fetal macrosomia) تزداد فرصة الانقلاب للرحم، وكذلك إذا كان وزن الطفل أكبر من المتوسط عند الولادة أيضاً، وتشير العملقة الجنينة إلى زيادة وزن الأطفال عن المتوسط بشكل كبير عند ولادتهم.
- التشوهات في الرحم: يُعد تشوه الرحم من عوامل خطورة انقلاب الرحم، وكذلك وجود أية مشاكل تُعاني منها المرأة في بنية الرحم أيضاً.
- تسمم الحمل: إذا صاحبت الأعراض الشديدة تسمم الحمل أو أصيبت المرأة بارتفاع شديد في الضغط نتيجة لهذا التسمم أو أي من الأعراض المرتبطة بالحمل للتسمم المذكور؛ فيُمكن أن تتعرض إلى انقلاب الرحم.
- تأخر خروج المشيمة: إذا لم تخرج المشيمة خلال 30 دقيقة من ولادة الطفل أو لم تخرج نهائياً أو بقي جزء منها ولم يخرج؛ فإن المرأة معرضة إلى الانقلاب المذكور، وكذلك الحال عند تنمو المشيمة في الرحم بعمق مما يمنع من انفصال المشيمة عن الرحم بعد الولادة أيضاً.
- طول الحبل السري: في حالة كان الحبل السري عند المرأة أقصر من المُعتاد؛ فإن خطورة قلب الرحم تصبح أكبر مقارنةً بالنساء اللواتي لديهن حبل سري ذو طول طبيعي.
درجات انقلاب الرحم
هُناك 4 درجات لانقلاب الرحم كما يأتي: [1]
- الانقلاب غير الكامل: في هذه الدرجة ينهار الجزء العلوي المعروف باسم قاع الرحم إلا أن الرحم لا يعبر من العُنق.
- الانقلاب الكامل: عند التعرض إلى هذه الدرجة ينقلب الرحم من الداخل إلى الخارج، ويخرج من عنق الرحم.
- الانقلاب المنهار: في الانقلاب المنهار (بالإنجليزية: Prolapsed inversion) يخرج قاع الرحم من مهبل المرأة.
- الانقلاب الكلي: عند الانقلاب الكلي يبرز كلّ من الرحم والمهبل إلى الخارج، ويشيع هذا النوع في حالات الإصابة بالسرطان أكثر من الولادة.
أعراض انقلاب الرحم عند المرأة
من الضروري معرفة المرأة بأعراض انقلاب الرحم حتى تطلب المساعدة الطبية على الفور وتُقلل من فرصة المضاعفات الخطيرة التي تنتهي بالموت، وأبرز هذه الأعراض: وجع البطن، والنزيف الشديد، بالإضافة إلى علامات الصدمة بما فيها انخفاض ضغط الدم بشكل شديد.
عند التعرض إلى الانقلاب الكامل؛ فإن المرأة تستطيع رؤية الرحم من المهبل، وعادة ما تحدث الانقلاب عند الولادة، كما أن الطبيب يتحقق من وضع الرحم بعد الولادة لضمان سلامة المرأة. [4]
تشخيص انقلاب الرحم
عادة ما يستطيع الأطباء تشخيص حالة الرحم المقلوب بسهولة، وذلك بالاعتماد على الأعراض التي تصاحب هذا الانقلاب بما فيها بروز الرحم من المهبل أو عدم وجوده في مكانه الصحيح، وكذلك فقدان الدم الشديد، وانخفاض ضغط الدم، ومن الضروري البدء بعلاج الحالة على الفور وعدم تأخير ذلك؛ فإن العلاج السريع يضمن عدم تعرض المرأة إلى أية مضاعفات طويلة الأمد. [5]
علاج انقلاب رحم المرأة
يعتمد نجاح علاج انقلاب الرحم بشكل أساسي على سرعة اتخاذ الإجراءات الصحيحة من قبل مقدم الرعاية الصحية، وفيما يأتي بعضاً من طُرق التعامل مع هذه الحالة وعلاجها: [2]
- الرعاية الصحية المُعززة: عند الحاجة يستعين الطبيب بفريق طبي لإدارة التخدير وضمان عدم شعور المرأة بالألم إلى جانب فحص مستويات الدم، وتوصيل أدوات المُحافظة على الدم حسب الحاجة بالإضافة إلى مساعدة الطبيب في التعامل مع الحالة بشكل عام.
- إعادة إدخال الرحم يدوياً: يُمكن أن يحاول مقدم الرعاية الصحية دفع الجزء العلوي من الرحم برفق ليعود إلى مكانه عبر القناة المهبلية وعُنق الرحم، وفي هذه الحالة تتلقى المرأة المرخيات أحياناً، وكذلك يترك الطبيب المشيمة مُعلقة بالرحم إذا لم تنفصل أثناء إعادته إلى مكانه في بعض الأحيان لأن استئصال المشيمة يزيد الخطورة على حياة المرأة.
- الجراحة: إذا لم تنجح المحاولات اليدوية في إدخال الرحم وإعادته إلى مكانه؛ فيُمكن أن يلجأ الطبيب إلى جراحة فتح البطن، وكذلك في حالة كانت المرأة تفقد كثيراً من الدم أيضاً، وتهدف هذه الجراحة إلى مساعدة الطبيب في الوصول إلى تجويف الحوض، ثم إعادة الرحم إلى مكانه لتستعيد المرأة صحتها وعافيتها.
- تعزيز استقرار الرحم: بعد إعادة الرحم إلى مكانه بشكل صحيح من قبل مقدم الرعاية الصحية يُمكن أن تتناول المرأة بعض أنواع الأدوية لمساعدة الرحم على الانقباض مرة أخرى؛ فإن هذا الانقباض يُقلل من النزيف، كما أنه يساعد على استقرار الرحم في مكانه أيضاً.
طرق تصحيح الرحم
التصحيح الهيدروستاتيكي للرحم
ربما يلجأ مقدم الرعاية الصحية إلى التصحيح الهيدروستاتيكي لإعادة الرحم المُنقلب، وعند ذلك يتم وضع المرأة بحيث ينخفض رأسها قرابة نصف متر عن العجان، ثم يقوم الطبيب بتجهيز نظام تنظيف عالي المستوى من فوهة كبيرة ومرشّ وأنابيب يبلغ طولها 2 متر، وخزان ماء دافئ بسعة 3-5 لترات، وبعد ذلك ينبغي على الطبيب معرفة مكان القبو المهبلي الخلفي. [6]
يضع الطبيب فوهة المَرَشّ في القبو المهبلي الخلفي عند العثور عليه، ويُمسك بشفرتي المهبل مُعتمداً على اليد الأخرى، مع استخدام الساعد لدعم فوهة المرش؛ فإن تشغيل المرش بالضغط الكامل يساعد على تمدد القبو الخلفي للمهبل، ويزيد من محيط الفتحة، ويُقلل من انقباض عُنق الرحم، ويؤدي إلى تصحيح انقلاب الرحم. [6]
التصحيح اليدوي للرحم
يُمكن الاعتماد على التصحيح اليدوي للرحم في حالة لم ينجح التصحيح الهيدروستاتيكي في هذه المهمة، ويتم ذلك عن طريق استخدام المُخدر العام، ثم الإمساك بالرحم المقلوب، ودفعه برفق إلى الموضع التشريحي الطبيعي من خلال عُنق الرحم، وتتم إزالة المشيمة المتصلة بعد الانتهاء من التصحيح بشكل يدوي في هذه الحالة، وذلك إذا لم تنفصل المشيمة وحدها عند الولادة الطبيعية أو المبكرة. [6]
على الرغم من خطورة الرحم المقلوب لتسببه بالوفاة في بعض الأحيان، إلا أن التشخيص المبكر وبدء العلاج على الفور يُساعدان في الحفاظ على حياة المرأة، وعادة ما تبدأ خطوات العلاج بالإعادة اليدوية للرحم تحت تأثير التخدير العام للجسم، وإذا لم تنجح الإعادة اليدوية؛ فيلجأ الطبيب إلى شق البطن ثم إعادة الرحم بعد ذلك.