خرافات عن آثار العادة السرية على القدرة الجنسية والإنجابية
تعد العادة السرية أو ما يُعرف بالاستمناء من أكثر المواضيع جدلاً واهتمامًا، لذلك نشأت العديد من الأساطير والخرافات حول آثار هذه العادة على القدرة الجنسية والإنجابية للفرد، سوف نستكشف في هذا المقال بعض تلك الأساطير والخرافات ونلقي الضوء على الحقائق العلمية المتعلقة بهذا الموضوع.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي العادة السرية
العادة السرية أو الاستمناء (بالإنجليزية: Masturbation) هي عملية تحفيز الأعضاء التناسلية الذكرية أو الأنثوية بهدف تحقيق النشوة الجنسية بواسطة الشخص نفسه. يعتبر الاستمناء أمرًا شائعًا لدى الكثير من الأفراد سواء كانوا رجالًا أو نساءً. وتختلف تجربة الاستمناء من شخص لآخر، فبعض الأشخاص يقومون بها بشكل منتظم بينما يقوم البعض الآخر بها بشكل أقل تكرارًا أو لا يقومون بها على الإطلاق.[1]
خرافات عن العادة السرية
يطلق البعض أساطير وخرافات عن آثار العادة السرية المتعلقة بالقدرة الجنسية والصحة الإنجابية بهدف التحذير من تلك الممارسة، لكن إطلاق الخرافات والمبالغة ليس حلّاَ، بل يجب اتباع خطوات معينة ومدروسة للتخلص من العادة السرية وتجنب آثارها ومن ضمن تلك الخرافات ما يلي:[2][3][4]
العادة السرية تؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية
تعتقد بعض الأساطير أن ممارسة العادة السرية يؤدي إلى ضعف القدرة الجنسية عند الرجال والنساء. ومع ذلك، لا توجد أي دلائل علمية قوية تدعم هذه الفرضية، وقد يكون ضعف القدرة الجنسية يرجع لأسباب أخرى، إن القدرة الجنسية هي مجموعة من العوامل المعقدة التي تتأثر بالجوانب الجسدية والنفسية والعاطفية. بعض الأفراد قد يلاحظون تأثيرًا مؤقتًا بعد القيام بالعادة السرية، مثل: قلة الرغبة الجنسية، أو ضعف الانتصاب لفترة قصيرة. ومع ذلك، فإن هذه التأثيرات عابرة وعادةً ما تستعيد القدرة الجنسية الطبيعية بعد فترة قصيرة من الراحة والاسترخاء.
العادة السرية تسبب العقم
تعتبر هذه الأسطورة من أكثر الأفكار الشائعة والخاطئة حول العادة السرية. فالاستمناء بحد ذاته لا يؤثر على الصحة الإنجابية بأي شكل من الأشكال. إن القدرة على الإنجاب تعتمد على عوامل متعددة مثل جودة الحيوانات المنوية ووظيفة الجهاز التناسلي والتوقيت الصحيح للحمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجسم يستعيد بشكل طبيعي وبسرعة الحيوية الجنسية بعد الاستمناء دون أن يؤثر ذلك على قدرة الشخص على الإنجاب.
العادة السرية تؤثر على مدة العلاقة الحميمية
لا يوجد دليل علمي قوي يثبت أن العادة السرية تؤثر بشكل مباشر على مدة العلاقة الحميمية بين الشريكين. مدة العلاقة الحميمية تعتمد على عوامل متعددة بما في ذلك الاتصال العاطفي، التوافق الجنسي، الثقة، والتواصل الجيد بين الشريكين.
ممارسة العادة السرية بشكل معتدل وصحي لا يجب أن تؤثر على القدرة الجنسية أو القدرة على التواصل الجنسي مع الشريك. ومع ذلك، قد يؤثر الانشغال المفرط بالعادة السرية والاعتماد الزائد عليها على حساب العلاقة الحميمية. قد يؤدي التركيز الزائد على العادة السرية إلى قلة الرغبة الجنسية مع الشريك وتقليل الاستعداد للمشاركة في العمليات الحميمية.
تؤثر العادة السرية على مستويات هرمون الذكورة
يعد هرمون الذكورة (هرمون التستوستيرون) أحد الهرمونات الجنسية التي تلعب دورًا هامًا في النمو والتطور الجنسي للذكور، بما في ذلك نمو العضلات وتطور الشعر والنشاط الجنسي.
هناك بعض الدراسات التي أشارت إلى أن العادة السرية قد تؤدي إلى زيادة قصيرة في مستويات التستوستيرون في الدم بعد الانتهاء من الممارسة، ولكن هذه الزيادة غالبًا ما تكون طفيفة ومؤقتة، وتعود المستويات إلى طبيعتها في فترة قصيرة.
بصفة عامة، هرمون الذكورة يتم تنظيمه بواسطة الجهاز الهرموني المعقد في الجسم، ويتأثر بعوامل متعددة مثل الوراثة، والتغذية السليمة، والنشاط البدني، والصحة العامة.
تسبب العادة السرية العقم عند الرجال
لا يوجد دليل علمي قوي يدعم فرضية أن العادة السرية تسبب العقم عند الرجال. العقم عند الرجال يمكن أن يكون نتيجة لعوامل مختلفة، مثل التشوهات العضوية في الجهاز التناسلي، اضطرابات هرمونية، التهابات، مشاكل في الجودة المنوية أو العدد، وعوامل أخرى. وليس للعادة السرية علاقة مباشرة بحدوث هذه المشاكل الصحية.
ممارسة العادة السرية بشكل طبيعي ومعتدل غالبًا لا تؤثر سلبًا على صحة الرجل وخصوبته. ومع ذلك، في حالات نادرة قد تحدث إصابات أو إجراءات غير آمنة أثناء ممارسة العادة السرية، وهذا قد يؤدي إلى مشاكل صحية مؤقتة مثل التهابات الجهاز التناسلي. لذلك، من الأهمية بمكان ممارسة العادة السرية بطريقة آمنة ونظيفة للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي.
تؤثر العادة السرية على النساء ورغبتهن تجاه أزواجهن
هناك اعتقادات متناقضة وأساطير تدور حول هذا الموضوع، ولكن من المهم أن نستند إلى الحقائق العلمية المتاحة. يجب أن نفهم أن الجنس والرغبة الجنسية مسألة فردية تتأثر بعوامل عديدة.
قد تساهم العادة السرية في زيادة الانتعاش الجنسي والتحرر الجنسي لدى النساء وتعزز رغبتهن تجاه أزواجهن. فهي تعزز الشعور بالرضا الذاتي وتساهم في التواصل الجنسي الذاتي والتعبير عن الرغبات الخاصة.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الرغبة الجنسية تختلف من شخص لآخر وقد تتأثر بعوامل عديدة مثل الصحة العامة والعوامل النفسية والعاطفية والثقافية والبيئية. قد يؤثر التوتر النفسي والضغوطات الحياتية والمشاكل العاطفية على رغبة المرأة الجنسية بصورة عامة، بغض النظر عما إذا كانت تمارس العادة السرية أم لا.
من الضروري التواصل والتفاهم بين الشريكين في العلاقة الزوجية بشأن احتياجاتهم ورغباتهم الجنسية. قد يكون هناك حاجة لمناقشة استخدام العادة السرية كوسيلة لتحقيق الرغب
العادة السرية تؤدي إلى ظهور حب الشباب
ليس هناك أي دليل علمي يثبت أن العادة السرية تؤدي مباشرة إلى ظهور حب الشباب. حب الشباب هو حالة تصيب الجلد وتتسبب في ظهور البثور والرؤوس السوداء والبيضاء والرؤوس المغلقة والالتهابات الجلدية الأخرى. يتسبب حب الشباب عادةً من تغيرات هرمونية، زيادة إفراز الزهم (الدهون الطبيعية في البشرة)، وتكاثر البكتيريا في المسام الجلدية.
ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية ظهور حب الشباب، مثل التغيرات الهرمونية التي تحدث في سن المراهقة، واستخدام بعض أنواع المستحضرات الجلدية غير الملائمة، وعدم الحفاظ على نظافة البشرة بشكل جيد، والتعرض المفرط للإجهاد. من الممكن أن يكون للعادة السرية تأثير طفيف على بعض هذه العوامل، مثل التغيرات الهرمونية، ولكنها ليست السبب المباشر لظهور حب الشباب.
العادة السرية تؤدي إلى فقدان الذاكرة
ليس هناك دليل علمي يشير إلى أن العادة السرية تؤدي مباشرة إلى ضعف الذاكرة، لكن بعض الأفراد قد يشعرون بالتعب أو الخمول بعد القيام بالعادة السرية، وقد يؤثر هذا على قدرتهم على التركيز لفترة قصيرة. ومع ذلك، فإن هذا التأثير عابر وعادةً ما يعود الشخص إلى حالته العادية بعد فترة قصيرة من الراحة والاسترخاء.
تحتاج الذاكرة إلى عوامل متعددة للحفاظ على أدائها الجيد، مثل التغذية السليمة، والنوم الجيد، والنشاط البدني، والتحفيز العقلي. بالطبع، يمكن أن يؤثر الإجهاد وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم والتركيز السليم على الذاكرة والأداء العقلي بشكل عام، ولكن ليس العادة السرية بشكل خاص.
حقائق عن العادة السرية
إن انتشار الخرافات والأساطير عن العادة السرية لا يعني أنها ممارسة صحيحة، بل يمكن لممارسة العادة السرية أن تحمل الكثير من الأضرار والآثار الجانبية، وهي كالتالي:[4]
- الشعور بالذنب أو الخجل: قد يعاني البعض من الشعور بالذنب أو الخجل بعد ممارسة العادة السرية، خاصة في حالة الثقافات أو الديانات التي تحرّم تلك الممارسة.
- تأثير على العلاقات الشخصية: قد يؤدي الانشغال المستمر بالعادة السرية إلى تقليل الوقت والطاقة المخصصة للتواصل وبناء العلاقات الشخصية الحميمة.
- تأثير عاطفي ونفسي: قد يشعر البعض بالتوتر العاطفي أو الشعور بالذنب أو العار بعد ممارسة العادة السرية بشكل متكرر. قد يؤثر هذا على الثقة بالنفس والصورة الذاتية.
- انعدام التركيز أو الإدمان النفسي: في بعض الحالات، قد يصبح الشخص متعلقًا بشكل مفرط بممارسة العادة السرية، مما يؤدي إلى انعدام التركيز على الأنشطة اليومية الأخرى ويمكن أن يشكل اعتمادًا نفسيًا.
طرق مختلفة من أجل التخلص من العادة السرية
يمكن التخلص من العادة السرية بطرق مختلفة عن طريق اتباع الأساليب التالية:[5]
- الوعي والتفهم: قم بفهم الأسباب والدوافع التي تدفعك إلى ممارسة العادة السرية. قد يكون الاسترخاء، التوتر النفسي، العادات القديمة أو الروتين الجنسي هي بعض الأسباب المحتملة.
- تحديد الهدف: حدد هدفًا واضحًا للتوقف عن العادة السرية وتحديد مدة زمنية معينة لتحقيقه. يكون الهدف واقعيًا وقابلاً للقيام به ويمكن تحقيقه بتدرج.
- البحث عن بدائل صحية: ابحث عن أنشطة بديلة تستطيع القيام بها بدلاً من العادة السرية. قد تكون الرياضة، القراءة، الكتابة، الرسم، الاستماع إلى الموسيقى، تعلم شيء جديد، ممارسة التأمل أو اليوغا بدائل مفيدة لتحويل انتباهك وطاقتك.
- تغيير الروتين: قم بتغيير نمط الحياة والروتين الذي يرتبط بالعادة السرية. جرب ممارسة نشاطات مختلفة واكتشف هوايات جديدة تساعد في تحويل انتباهك وتفكيرك.
- التواصل مع مختص في الصحة النفسية: إذا واجهت صعوبة في التخلص من العادة السرية بمفردك، فقد يكون الحل في البحث عن مساعدة من مختصين مثل الأخصائيين النفسيين أو الاستشاريين الزوجيين للحصول على الدعم والإرشاد المناسب.
ختاماً،يجب أن تتذكر أن كل شخص فريد وتجربته في التخلص من العادة السرية قد تكون مختلفة. يجب أن تكون صبورًا مع نفسك وتدرك أن التغيير قد يحتاج إلى وقت ومجهود.