أدوية علاج الإسهال عند الأطفال
يشيع حدوث الكثير من الحالات المرضية لدى الأطفال، حيث يعد من أبرز هذه الحالات الإسهال الذي يمكن علاجه بالعديد من الخيارات العلاجية، فما هو الإسهال لدى الأطفال؟ وما هي الأدوية العلاجية له؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الإسهال للأطفال
إسهال الأطفال (بالإنجليزية: Diarrhea in Children) الذي يتمثل في جعل البراز رخواً أو مائياً، كما يعد الإسهال من الحالات المرضية شائعة الحدوث لدى الأطفال. في مقالنا هذا سنوضح أدوية علاج الإسهال عند الأطفال.
تؤدي إصابة الطفل بالإسهال إلى زيادة حاجة الطفل للذهاب إلى الحمام لمرات كثيرة، كما يمكن أن يكون الإسهال لدى الأطفال قصير المدى أي الإسهال الذي يستمر ليوم أو يومين بعد ذلك يزول، أو إسهال طويل المدى ذلك عندما يستمر لبضعة أسابيع ويعرف هذا النوع من الإسهال المزمن. [1]
أدوية علاج الإسهال عند الأطفال
من المهم الإشارة إلى أنّ غالبية حالات الإسهال لدى الأطفال تزول من تلقاء نفسها خلال عدة أيام، أي دون خضوع الطفل لأي نوع من أنواع العلاجات سواءً الدوائية أو غيرها، لكن إذا لم تُجدي التدابير المنزلية أو إجراء تغييرات على النظام الحياتي للطفل نفعاً، هذا ما يدفع الطبيب اللجوء إلى العلاجات الأخرى، حيث تتضمن علاجات إسهال الأطفال الدوائية الأدوية التالية: [2]
المضادات الحيوية
من الممكن أن يصف الطبيب المضادات الحيوية، أو الأدوية المضادة للفطريات، ذلك عندما يكون الإسهال ناتجاً عن عدوى بكتيرية أو طفيلية، كما ينبغي الإشارة إلى أنّ المضادات الحيوية لا تُجدي نفعاً عندما يكون سبب إسهال الطفل ناتجاً عن عدوى فيروسية.
الأدوية المضادة للإسهال
قد يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية المضادة للإسهال، بما فيها الأدوية التي تحتوي على التركيبة العلمية اللوبيراميد، أو أدوية البزموث سبساليسيلات، حيث تعمل هذه الأدوية على تقليل عدد مرات التبرز المائي، كما أنها تخفف من الأعراض الحادة، كما ينبغي الإشارة إلى تجنب إعطاء الطفل أي من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب.
علاجات إسهال الأطفال الأخرى
لا يقتصر علاج حالات الإسهال لدى الأطفال على العلاجات الدوائية فحسب، إذ يتضمن العديد من الخيارات العلاجية الأخرى التي تتضمن الآتي: [2]
علاج الحالة المرضية المسببة للإسهال
قد يحدث الإسهال لدى الطفل نتيجة العديد من الأسباب المختلفة، لذا فعندما يكون الإسهال لدى الطفل ناتجاً عن إصابته ببعض الحالات المرضية الكامنة، بما فيها إصابته بمرض التهاب الأمعاء فإنّ الطبيب يحيل الطفل إلى أخصائي أمراض الجهاز الهضمي الذي يساعد في وضع خطة علاجية للطفل. [2]
تعويض السوائل
من الضروري عند إصابة الطفل بالإسهال تعويض السوائل والأملاح التي يخسرها الطفل خلال إصابته، هذا ما يوصي به الطبيب، إذ يتم تعويض السوائل المفقودة من خلال تناول السوائل بكثرة، كما يعد الماء من أفضل أنواع السوائل، لكنه لا يحتوي على الأملاح والكهارل والمعادن بما فيها، الصوديوم والبوتاسيوم التي تعد من الأملاح الضرورية لقيام الجسم بالعديد من وظائفه الحيوية.
مع ذلك فإنّه يمكن تعويض الكهارل المفقودة من خلال شرب عصائر الفاكهة للحصول على البوتاسيوم، أو بعض أنواع الحساء، ذلك بهدف تعويض الجسم عن الصوديوم المفقود، لكن ينبغي التأكيد على أنّ بعض عصائر الفاكهة قد تسبب الإسهال بما فيها عصائر التفاح.
علاوة على ذلك قد يصف الطبيب للأطفال المصابين بالإسهال محاليل فموية، بهدف تعويض السوائل، من أمثلة ذلك: محاليل البيديلات؛ للوقاية من الجفاف و تعويض السوائل المفقودة. [2]
اتباع نمط حياة صحي
على الرغم من أنّ الإسهال لدى الأطفال قد يزول خلال عدة أيام دون الخضوع للعلاج، لكنّ الطبيب يوصي أيضاً بالإضافة إلى العلاجات السابقة باتباع نمط حياة صحي من خلال إجراء بعض التدابير المنزلية للطفل، ذلك بهدف التغلب على مخاطر المؤشرات المرضية، والتقليل من الأعراض حتى يتماثل الطفل للشفاء التام، حيث تتضمن هذه التدابير ما يلي: [2]
تناول الأغذية الغنية بالألياف
يوصي الطبيب بإطعام الطفل الأغذية الغنية بالألياف، بالتحديد الألياف شبه الصلبة للطفل بشكل منتظم ، ذلك حتى تعود حركة الأمعاء والتبرز إلى طبيعتها، كما يمكن إطعام الطفل الأرز، والدجاج، والبيض، ومن المهم أيضاً تجنب إطعام الطفل مشتقات الحليب، أو الأغذية التي تحتوي على دهون، بالإضافة إلى الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من الألياف المفيدة للجسم.
شرب كميات كافية من السوائل
من الضروري عند إصابة الطفل بالإسهال شربه كميات كافية من السوائل بما في ذلك الماء والعصائر والحساء.
استخدام البروبيوتيك
يمكن الحصول على البروبيوتيك أو ما يعرف بالبكتيريا النافعة من خلال تناولها على شكل مكملات غذائية تحتوي على البكتيريا النافعة، التي تعد كائنات حية دقيقة تعمل على استعادة التوازن الصحي للقناة المعوية، كونها تعزز من مستويات البكتيريا النافعة في جسم الطفل.
وعلى الرغم من أنّ الأطباء لم يحددوا بشكل واضح بعد ما إذا كانت البكتيريا النافعة بالفعل قد تقلل من نوبات الإسهال لدى الأطفال، إلا أنها قد تكون مفيدة لعلاج بعض حالات الإسهال، كما تتواجد البكتيريا النافعة على شكل شرابات مناسبة، علاوة على ذلك يمكن الحصول على البكتيريا النافعة من خلال إطعام الطفل الزبادي.
أعراض إسهال الأطفال
على الرغم من اختلاف أعراض الإسهال لدى الأطفال، إذ إنها قد تختلف من طفل لآخر إلا أنها تتضمن بجميع الأحوال ما يلي: [1]
- انتفاخ بطن الطفل.
- شعور الطفل بألم في البطن.
- إصابة الطفل باضطراب في المعدة الذي يتمثل بشعور الطفل بالغثيان.
- ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل.
- رغبة الطفل المتكررة في استخدام الحمام.
- ظهور براز دموي.
- سلس البول.
- الإصابة بفقدان السوائل الذي قد يؤدي إلى إصابة الطفل بمرض الجفاف.
من المهم الإشارة إلى أنّ أعراض الإسهال لدى الأطفال قد تتشابه وتتداخل مع أعراض حالات مرضية أخرى، كما قد يكون إسهال الأطفال الحاد دلالة على حالة مرضية خطيرة، لذا لا بُد من مراجعة الطبيب وإجراء فحوصات تشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها.
أسباب الإسهال لدى الأطفال
بغض النظر كان الإسهال لدى الأطفال بسيطاً أو شديداً، مؤقتاً أو مزمناً، فإنّه يحدث نتيجة العديد من الأسباب التي تتضمن الآتي: [3]
الحساسية من الغلوتين
قد يكون الإسهال لدى الأطفال ناتجاً عن تناول بعض الأغذية التي تحتوي على الغلوتين، بما فيها الخبز، أو المعكرونة، أو البسكويت، أو الكعك، أو نتيجة الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية، كما يعد الغلوتين أحد أنواع المواد البروتينية التي توجد بشكل طبيعي في أغذية القمح. [3]
التهاب الجهاز الهضمي
قد يكون التهاب الجهاز الهضمي ناتجاً عن عدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو طفيلية، إذ إنّه في العادة يكون الإسهال الناتج عن هذه العدوى مزمناً، حيث تنتقل العدوى إلى الأطفال من خلال الاتصال المباشر الوثيق مع شخص يحمل هذه البكتيريا أو الفيروس أو الطفيل، أو من خلال شرب الماء أو المشروبات الملوثة، أو من خلال تناول الطفل الطعام الملوث.
كما يعاني الطفل عند إصابته بالتهاب الجهاز الهضمي من مشاكل في هضم الكربوهيدرات، أو البروتينات التي توجد في بعض أنواع الأغذية، بما فيها الحليب، أو منتجات الألبان، علاوة على ذلك تشير معاهد الصحة الوطنية إلى أنّ هذه الاضطرابات قد تسبب الإسهال الذي يستمر لمدة 6 أسابيع أي الإسهال المزمن، بالمقابل قد يزول إسهال الأطفال الناتج عن عدوى بكتيرية أو طفيلية دون الخضوع لعلاج خلال عدة أيام فقط. [3]
خلل في الجهاز الهضمي
عند إصابة الجهاز الهضمي بخلل فإنّ الاضطرابات الهضمية تحدث لدى الطفل، حيث يعاني الأطفال المصابون باضطرابات في الجهاز الهضمي من ظهور العديد من الأعراض التي تختلف باختلاف الاضطراب الذي أصاب الطفل.
لكن تعد متلازمة القولون العصبي من أكثر الاضطرابات الهضمية التي تؤدي إلى إسهال الأطفال، بالإضافة إلى الإسهال الوظيفي، أو ما يعرف بالإسهال غير المزمن الذي يصيب الأطفال الصغار، بالتحديد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 1-3 سنوات، والأطفال ما قبل سن المدارس أي قبل عمر 5 سنوات، كما أنّ الإسهال الوظيفي يؤدي إلى تبرز الطفل برازاً رخواً مائياً لأربع مرات أو أكثر بشكل يومي. [3]
التهاب الأمعاء
يمكن أن يؤدي إصابة الطفل بالتهاب الأمعاء، بما فيه مرض كرون، أو التهاب القولون التقرحي إلى حدوث الإسهال لدى الأطفال، حيث يصيب التهاب الأمعاء الأطفال في أي عمر، لكنه أكثر انتشاراً لدى الأطفال الذين تكون أعمارهم في سنوات المدرسة أو في سن المراهقة. [3]
ختاماً على الرغم من أنّ إسهال الأطفال من الحالات المرضية شائعة الحدوث، لكنها لا تلغي مراجعة الطبيب عند ظهور أعراض الإسهال على الطفل، ذلك بهدف إجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب وعلاجها، تجنباً لحدوث مضاعفات خطيرة.