هل الكركديه يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين

يتراوح معدل انتشار مقاومة الأنسولين من 15.5 إلى 46.5٪ بين البالغين في جميع أنحاء العالم، وتدل المؤشرات أن تلك الأرقام في ازدياد، فهل يمكن أن يساعد الكركديه في تقليل مقاومة الأنسولين؟ إليك هذا المقال.

مقاومة الأنسولين

مقاومة الأنسولين (بالإنجليزية: Insulin Resistance) هي حالة تحدث عندما يصبح الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال. الأنسولين هو هرمون ينتج في البنكرياس ويساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. يتم تفعيل الأنسولين عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، ويساعد في نقل السكر من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كمصدر للطاقة.^[1]  

في حالة مقاومة الأنسولين، تكون خلايا الجسم غير قادرة على استجابة بشكل صحيح للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر المزمن في الدم إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

هناك عوامل عديدة قد تؤدي إلى حدوث مقاومة الأنسولين، بما في ذلك العوامل الوراثية والعوامل البيئية وأسلوب الحياة، والجدير بالذكر هنا أن السمنة وأنماط التغذية غير الصحية والنشاط البدني المحدود يمكن أن تزيد من خطر حدوث مقاومة الأنسولين.^[1][2]  

الكركديه ومقاومة الأنسولين 

يعد شاي الكركديه من المشروبات الشائعة التي يشتهر تقديمها، وقد يكون مفيداً في تقليل مقاومة الأنسولين. الكركديه هو نوع من الشاي المصنوع من زهور نبات الهِبِيسكوس (بالإنجليزية: Hibiscus). يُعتقد أن الكركديه يحتوي على مركبات تساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل مقاومته.

يساعد شرب شاي الكركديه  في تخفيض مستويات السكر في الدم وزيادة حساسية الجسم للأنسولين. تُعزى هذه الفوائد جزئياً إلى المركبات النباتية الموجودة في الكركديه، مثل: الأنثوسيانين، والفلافونويدات، التي تعتبر مضادات للأكسدة وتساهم في تحسين صحة الأوعية الدموية وتقليل التهاب الأنسجة.^[3]  

ومع ذلك، يجب أن يُؤخذ في الاعتبار أن مقاومة الأنسولين عبارة عن حالة معقدة تتأثر بعدة عوامل، بما في ذلك الوراثة والنمط الغذائي العام ونمط الحياة وعوامل أخرى؛ لذا، فإن شرب شاي الكركديه وحده لن يكون كافيًا للتحكم الكامل في مقاومة الأنسولين، إذ يجب النظر فيه كجزء من نمط حياة صحي عام يشمل تغذية متوازنة وممارسة النشاط البدني والسيطرة على الوزن.^[2]

إذا كنت تعاني من مقاومة الأنسولين أو السكري، فمن الضروري استشارة الطبيب لتقييم حالتك وتوجيهك بشأن العلاج والإجراءات اللازمة للتحكم في مستويات السكر في الدم وتقليل مقاومة الأنسولين.

فوائد الكركديه الأخرى 

يُعتبر الكركديه  مشروبًا شعبيًا ومفضلاً في العديد من الثقافات، إلى جانب فوائده في تقليل مقاومة الأنسولين فهو يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة. إليك بعض الفوائد المحتملة لشاي الكركديه:^[2]

• تقليل ضغط الدم: إن شرب شاي الكركديه يمكن أن يساعد في تخفيض ضغط الدم المرتفع، وذلك بفضل خصائصه المضادة للأكسدة وتأثيره في توسيع الأوعية الدموية.
• تحسين صحة القلب: يعتقد أن الكركديه يساهم في تحسين صحة القلب عن طريق تقليل مستويات الكولسترول السيء  والدهون في الدم، مما يقلل من خطر الأمراض القلبية.
• دعم صحة المناعة: يحتوي الكركديه على مركبات مضادة للأكسدة التي تساعد في تعزيز نظام المناعة وحماية الجسم من الأمراض والالتهابات.
• تأثير مضاد للأكسدة: يعد الكركديه مصدراً غنياً بالمركبات المضادة للأكسدة التي تساهم في مكافحة الجذور الحرة وتقليل التأثيرات الضارة للأكسدة في الجسم.
• دعم صحة الكلى: هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن الكركديه يمكن أن يساهم في تعزيز صحة الكلى وتقليل مشاكلها.

مع ذلك، يجب أن يتم استهلاك شاي الكركديه بشكل معتدل وجزء من نمط حياة صحي عام. قد تحتوي بعض منتجات الكركديه المتاحة في الأسواق على إضافات سكرية، لذا يُفضل اختيار الأصناف الطبيعية وغير المحلاة  لتحقيق الاستفادة الصحية الكاملة من الكركديه. كما يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب قبل تضمين أي مكمل غذائي أو شاي في نظامك الغذائي.

طريقة تحضير الكركديه

يمكنك تحضير الكركديه بطريقة صحية عن طريق التالي:^[3]

تحضير المكونات

• 2-3 ملعقة كبيرة من زهور الكركديه المجففة.
• 4 أكواب من الماء.
• محلي طبيعي أو محلي خالٍ من السعرات الحرارية.

تطبيق الوصفة

• تسخين الماء: قم بغلي الماء في وعاء كبير.
• إضافة زهور الكركديه: أضف زهور الكركديه المجففة إلى الماء المغلي.
• النقع: اترك الزهور في الماء لمدة 5-10 دقائق.
• التصفية: صب الشاي من خلال مصفاة لفصل الزهور عن السائل.
• التحلية (اختياري): إذا رغبت في إضافة الحلاوة، يمكنك إضافة  محلي صناعي أو محلي طبيعي حسب الذوق، ويُفضل الابتعاد عن السكر الأبيض لتجنب زيادة السعرات الحرارية.
• التبريد والتقديم: يمكنك تبريد الشاي في الثلاجة لبضع ساعات قبل التقديم. يُمكن تقديمه ساخنًا أو باردًا، حسب الرغبة.

طرق تقليل مقاومة الانسولين

هناك عدة طرق يمكن اتباعها لتقليل مقاومة الأنسولين. إليك بعض الإرشادات العامة:^[1][3]

النظام الغذائي الصحي

ينصح باتباع نظام غذائي متوازن وصحي يشمل الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة. يجب تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات المكررة والمشروبات الغازية والأطعمة المصنعة.

 ممارسة التمارين الرياضية

 يُنصح بممارسة النشاط البدني بانتظام، مثل المشي أو ركوب الدراجة الهوائية أو التمارين الرياضية الأخرى. تساعد التمارين الرياضية في زيادة حساسية الجسم للأنسولين وتحسين استجابته للسكر في الدم.

التحكم في الوزن

 إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فإن فقدان الوزن بشكل صحي يمكن أن يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين. ينصح باتباع نهج شامل يشمل النظام الغذائي والنشاط البدني لتحقيق أفضل النتائج.

الحد من التوتر والقلق

يعتبر التوتر والقلق عوامل تزيد من مقاومة الأنسولين. ينصح بتبني تقنيات إدارة التوتر، مثل: التأمل، والاسترخاء، واليوغا لتقليل التوتر وتعزيز صحة الجسم بشكل عام.

تناول الأطعمة الغنية بالمضادات الأكسدة

ينصح بتضمين الأطعمة الغنية بالمضادات الأكسدة في النظام الغذائي، مثل: الفواكه، والخضروات الطازجة، والأطعمة ذات الألوان الزاهية. تساعد المضادات الأكسدة في تقليل التأثيرات الضارة للأكسدة وتعزيز صحة الجسم.

الحصول على قسط كافٍ من النوم

 يعتبر النوم الجيد والكافي أساسيًا للصحة العامة. يجب الحرص على الحصول على نوم كافٍ لمدة 7-9 ساعات في الليلة، حيث يساهم النوم الجيد في تنظيم مستويات السكر في الدم والحفاظ على حساسية الجسم للأنسولين. 

ختاماً، يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب أو خبير التغذية لتقييم حالتك الصحية الخاصة وتوجيهك بشكل خاص. قد يتم توصية بعض الأشخاص بتعديلات إضافية في نظامهم العلاجي أو استخدام أدوية أخرى للتحكم في مقاومة الأنسولين.