ما هو هرم ماسلو للاحتياجات الانسانية؟ مكوناته وتسلسله وتطبيقاته
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 آخر تحديث: الخميس، 17 سبتمبر 2020
ابراهام ماسلو صاحب النظرية الهرمية
ما هي الاحتياجات الإنسانية الأساسية
انتقادات هرم ماسلو
تطور هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية
تطبيقات هرم ماسلو في الاقتصاد والعلوم ومجالات أخرى
في علم النفس، تعرف الحاجة بأنها نقصٌ كليٌ أو جزئيٌ في شيء أساسي يحتاجه الفرد لبقائه وراحته، لكن الاحتياجات ليست جميعها متشابهة وليس من الضروري أن تؤدي كل حاجةٍ لخلق دافعٍ للعمل على تحقيقها.
فما هي الاحتياجات الأساسية للإنسان؟ وكيف يتم ترتيب هذه الاحتياجات؟ نعرفكم في هذا المقال على تسلسل عالم النفس ابراهام ماسلو الهرمي للاحتياجات الانسانية (Maslow"s Hierarchy of Needs).
ابراهام ماسلو ونظريته الهرمية للاحتياجات
أبراهام ماسلو هو عالم نفس أمريكي، قام في منتصف القرن الماضي بوضع أسس نظريته التي تشرح الاحتياجات والرغبات وعلاقتها بالسلوك البشري، كان المفهومان اللذان أشار إليهما في نظريته هما "الدافع والحاجة".
يعرّف ماسلو الدافع على أنه مسعى لتحقيق الاحتياجات والرغبات. وهو مجموعة من العوامل التي تغير سلوك الفرد من أجل تحقيق هدف ما.
بعبارة أخرى، عندما تنشأ حاجة ما، أو عندما يكون هناك عدم توازن بين ما نريده وما لدينا، يدفعنا الدافع للعمل، حيث نسخر مهاراتنا وإمكانياتنا لتحقيق ما نحتاجه.
أنواع الدوافع الإنسانية
هناك ثلاثة أنواع من الدوافع:
- الدوافع الفسيولوجية: التي تهدف إلى تحقيق احتياجاتنا الأساسية، مثل الأكل والشرب.
- الدوافع الثانوية: وهي تنشأ بفعل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، مثل المنافسة أو التعاون.
- الدوافع العليا: وهي الدوافع التي تهدف إلى تحقيق أهداف الفرد وتطبيق قيمه ومُثله.
احتياجات الإنسان الأساسية
يوضح ماسلو في نظريته أن البشر مختلفون بطبيعتهم، وكل واحدٍ منهم يمثل حالةً فريدة، لكن احتياجات الجميع الأساسية هي نفسها، ومن أجل تحسين حالة الأفراد، ينبغي علينا في البداية تأمين الاحتياجات الأساسية للجميع.
تكون الاحتياجات الأساسية دائمًا في قاعدة هرم ماسلو، فيما تكون الحاجات غير الأساسية في المستويات الأعلى، ويؤدي عدم تأمين وتحقيق الاحتياجات في الفئات الدنيا إلى عدم قدرة الفرد على تأمين احتياجاته في الفئات الأعلى منها.
تسلسل هرم ماسلو للاحتياجات
تسلسل ماسلو هو هيكل هرمي، حيث توجد الاحتياجات الأساسية في قاعدة الهرم، والتي يجب تحقيقها ليتمكن الفرد من تحقيق الاحتياجات الأعلى. دعونا نوضح هذا التسلسل بمزيد من التفصيل.
1. الاحتياجات الفسيولوجية
وهي تمثل الحاجات الأساسية، وبدونها لا يمكن أن تستمر الحياة، هذه الاحتياجات هي أول ما يجب تحقيقه لأن ذلك يعني استمرار الحياة.
إذا لم يتم تلبية هذه الاحتياجات الفسيولوجية، سيصبح تحقيقها هو الدافع الرئيسي لسلوك الفرد، ولن يكون هناك مجال لتحقيق أي حاجة أخرى (وهذا ينطبق على كل من البشر والحيوانات).
بمجرد تحقيق هذه الاحتياجات، سيكون هناك إمكانية ووقت لتحقيق أنواع أخرى من الاحتياجات.
الاحتياجات الفسيولوجية هي احتياجات مثل:
- الطعام
- الماء
- الجنس
- التنفس
- الحفاظ على درجة حرارة الجسم
2. احتياجات السلامة
بمجرد تلبية الاحتياجات الفسيولوجية، يكون هناك إمكانية لتحقيق احتياجات أخرى، احتياجات السلامة هي سلوكيات محددة يمكن أن تختلف من مجتمع إلى أخر، وتهدف إلى تكوين نظام يعيش فيه الفرد بأمان.
بعض هذه الاحتياجات هي:
- الأمان
- العمل
- التنظيف
- الرعاية الصحية
3. الاحتياجات الاجتماعية
هذه الاحتياجات لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة وتعاون مع أفراد المجتمع الأخرين من خلال إقامة علاقات اجتماعية وشخصية معهم. وهذه الاحتياجات هي التي تشكل الدافع لإقامة صداقات وعلاقات مع الأخرين.
من هذه الاحتياجات:
- وجود الأصدقاء
- التواصل مع الأخرين
- الانتماء إلى مجموعة أو مجتمع
- القبول من قبل الآخرين
4. احتياجات التقدير واحترام الذات
هذه الاحتياجات توضح حاجة الفرد إلى أن ينظر إليه مجتمعه على أنه فرد محبوب ومحترم وجدير بالاهتمام.
يمكن أن يؤثر تقييم المجتمع على تقييم الفرد الذاتي لنفسه، مع أن العديد من الأفراد قد لا يتأثرون بتقييمات المجتمع.
تشمل هذه الفئة احتياجات مثل:
- الشعور بتقدير الأخرين
- التميز ضمن المجموعة
- احترام الفرد لنفسه
- تقدير الفرد لنفسه
5. الحاجة إلى تحقيق الذات
هذه الفئة من الاحتياجات هي التي تلقى أكبر قدر من الانتقادات، لأنها غير واضحة، فهي تمثل الجزء النفسي من الاحتياجات، ويتم تحقيقها بمجرد تلبية جميع الاحتياجات الأخرى. إنها تشكل الدافع والطموح والحاجة إلى الاستفادة من القدرات البدنية والفكرية والعاطفية.
من أجل تحقيق هذه الاحتياجات، لا يجب تحقيق الاحتياجات السابقة فقط، بل من الضروري أن يمتلك الفرد خصائص شخصية ومهارات اجتماعية.
بعض الاحتياجات التي تتضمنها هذه الفئة هي:
- التطور الروحي والأخلاقي
- البحث عن هدف في الحياة
انتقادات هرم ماسلو
قام العديد من علماء النفس بدراسة وتقييم نظرية هرم ماسلو لتسلسل الاحتياجات، وتم انتقاد هذا النهج من قبل بعضهم، يركز الانتقاد على أن احتياجات البشر مترابطة مع بعضها البعض والعلاقات بينها معقدة ومتداخلة لدرجة أنه من المستحيل تقسيمها إلى فئات.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد العديد من العلماء نهج ماسلو لأنه لا يستند إلى أي أساسٍ علمي، ولم يتم التحقق من صحة نظريته، أيضًا، يعتقد البعض أن حاجات البشر لا يمكن تقسيمها، فماسلو ركز على الاحتياجات الأساسية التي وضعها في قاعدة الهرم، في حين أنه لم يركز على الاحتياجات النفسية، والتي أثبت العلم أنها احتياجاتٌ ضرورية وأساسية لا يمكن الاستغناء عنها.
تطور هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية
بالإضافة إلى الانتقادات السابقة، من الضروري أخذ تطور المجتمع في الاعتبار. فمنذ أن وضع ماسلو نظريته في خمسينيات القرن الماضي، تغيرت قيم وتقاليد المجتمع بشكل كبير.
فقد غيرت النزعة الاستهلاكية رغباتنا الطبيعية إلى حد كبير، مما دفعنا بدلًا من البحث عن احتياجاتنا الأساسية إلى الرغبة في تأمين احتياجات ثانوية ليست ضرورية لبقائنا واستمرارنا.
ففي هذا العصر، نحن نشتري الكثير من السلع والأشياء التي لا نحتاجها، ما يعني أن علينا إعادة تقييم هرم ماسلو وترتيب الاحتياجات وفق تسلسلٍ مختلفٍ تمامًا عن التسلسل الأصلي.
تطبيقات هرم ماسلو في الاقتصاد والعلوم ومجالات أخرى
تتنوع تطبيقات هرم ماسلو في مجالات مختلفة، من الاقتصاد إلى التسويق ومن التمريض إلى الموارد البشرية.
يمكننا أن نأخذ مجال الرعاية الصحية كمثال لتطبيق نظرية ماسلو:
فكر في مريض يأتي إلى غرفة الطوارئ لأنه يعاني من مرض ما. لعلاج مشكلته الصحية، يتم إتباع الخطوات التالية:
- معالجة الاحتياجات الجسدية (تخفيف الألم وتشخيص الإصابة).
- معالجة احتياجات السلامة (أي توفير مكان آمن يمكث فيه، ومحاولة تطبيق العلاج لضمان الشفاء واستمرار حياته).
- معالجة الاحتياجات الاجتماعية (إعلام الأحبة والعائلة بحالته).
أيضًا في الموارد البشرية، يُنظر إلى هرم ماسلو لخلق بيئة عمل صحية وفعالة وتحفيز الموظفين.
في مجال التسويق والاقتصاد، يتم استخدام هرم ماسلو بشكل أساسي لتحديد احتياجات العملاء ومكان وجودهم في الهرم. وبهذه الطريقة، يمكن إنشاء استراتيجية تسويق قوية تؤثر بشكلٍ مباشر على الاحتياجات الحالية.
- "نظرية الدافع البشري - أبراهام هارولد ماسلو" ، نشرت أصلًا في مجلة Psychological Review عام 1943
- "أبراهام ماسلو" ، المنشور على ويكيبيديا الانجليزية