هرمون الحليب (البرولاكتين) علاقته بالرضاعة وأسباب نقصه أو زيادته
ما هو هرمون الحليب (البرولاكتين)؟ وما هي علاقته بالرضاعة؟ وكيف نزيد من مستوي هرمون اللبن؟ وما هي أعراض نقصه؟ تابع معنا لتعرف الإجابة على كل تلك الاستفسارات.
- بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الخميس، 03 سبتمبر 2020 آخر تحديث: السبت، 03 أغسطس 2024
هناك مكونات تدخل في تركيب جسم الإنسان قد لا تبدو أهميتها حتى وقت معين، أو قد يُعتقد وجودها لدى النساء فقط أو لدى الرجال فقط، لكنها في الواقع موجودة لدى كليهما بنسب متفاوتة وحسب حالات معينة يمر بها الجسم، والمقصود هنا هو هرمون الحليب أو البرولاكتين. نتعرف في هذا المقال بشكل مفصل على طبيعة هرمون اللبن ووظيفته وعلامات نقصه وزيادته.
ما هو هرمون الحليب
هرمون الحليب أو البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactine) هو هرمون يتم إنتاجه في الغدة النخامية للدماغ، وهو يوجد لدى الرجال والنساء، ورغم تأديته وظائف عديدة في جسم الإنسان إلا أنه يُعرف بهرمون الرضاعة الطبيعية لدوره في إنتاج حليب الثدي.[1][2][3]
البرولاكتين والرضاعة
الأهمية والدلالة الأولى لهرمون الحليب تكمن في ارتباطه الوثيق بالرضاعة الطبيعية بعد ولادة الطفل، وهنا يمكن الإشارة إلى عدد من النقاط الهامة:[1]
- البرولاكتين هو الهرمون الرئيسي الذي يحتاجه الجسم لصنع حليب الثدي، ويقوم أثناء الحمل بإعداد الثديين لبدء إنتاج الحليب، إلا أن المستويات العالية من الاستروجين والبروجسترون التي تنتجها المشيمة تحول دون إنتاج كمية كبيرة من حليب الثدي.
- بعد الولادة مباشرة تنخفض مستويات هرموني الاستروجين والبروجسترون؛ مما يتيح ارتفاع البرولاكتين فيحفز غدد الحليب في الثديين لإنتاج الحليب في الثدي.
- في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة يكون هرمون البرولاكتين مسؤولاً عن زيادة إدرار الحليب والتي تسبب غالباً احتقان الثدي مع تغير اللبأ إلى الحليب الانتقالي.
- الارتفاع الأول في هرمون اللبن بعد الولادة الذي يحفز إنتاج الحليب لا يكفي للحفاظ على ذلك الإنتاج؛ مما يستوجب إرضاع الطفل بشكل متكرر.
- عندما يرضع الطفل من الثدي، أو يتم ضخ الحليب منه، ترسل الأعصاب الموجودة في الثديين إشارة إلى عقلك لإطلاق هرموني الأوكسيتوسين والبرولاكتين، فيحرض الأخير غدد الحليب على إنتاج المزيد من حليب الثدي، فيما يكون الأوكسيتوسين مسؤولاً عن نقل الحليب من الثديين إلى طفلك.
كيف نزيد مستويات هرمون الحليب
قد تكون هناك حاجة لرفع مستويات الهرمون بهدف تكوين إمدادات صحية من حليب الثدي، ولتحقيق ذلك يمكن اللجوء إلى:[1]
- أفضل طريقة لرفع مستويات هرمون الحليب هي الرضاعة الطبيعية أو ضخ الحليب بشكل متكرر؛ حيث يجب إرضاع الطفل بعد الولادة أو محاولة إعطائه ثدي الأم على الأقل كل ساعتين إلى ثلاث ساعات؛ فهذا يحفز دماغ الأم على إطلاق البرولاكتين.
- يمكن تجربة بعض الأعشاب والأطعمة والأدوية التي ينصح بها الأطباء للمساعدة في زيادة مستويات هرمون اللبن.
ما الذي يؤثر على مستوى هرمون الحليب
يمكن أن تؤثر بعض الأمور على مستوى البرولاكتين في الجسم والتي قد تتداخل مع إطلاقه أثناء الرضاعة الطبيعية مثل:[1]
- المكملات: إذا قمت بتكميل طفلك بالحليب الصناعي أو أعطيته الماء بين الوجبات فأنت لا تسمحين بإرسال إشارات لجسمك لإفراز الهرمون اللازم لإدرار اللبن.
- استخدام اللهاية المبكر: يحل استخدام اللهاية في الأيام والأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعية محل تحفيز الثدي؛ مما يعتبر فرصة ضائعة لزيادة الهرمون.
- تحديد النسل الذي يحتوي على الإستروجين: عندما يكون هناك تغيير في توازن الإستروجين والبرولاكتين فهذا يمكن أن يؤثر على إدرار حليب الثدي، كما أن تحديد النسل الذي يحتوي على هرمون الاستروجين يسبب انخفاضاً في إنتاج الحليب.
- جراحة الثدي: يمكن أن تتسبب جراحة الثدي التي تُجرى بالقرب من الهالة أو الحلمة في تلف الأعصاب التي تشير إلى الدماغ لإفراز الهرمون.
- الكريمات المخدرة: لا ينبغي استخدام كريم مخدر لعلاج التهاب الحلمات، إذ لا يقتصر الأمر على تخدير فم الطفل بل إن يسبب تخدير أعصاب الثدي، وإن لم تتمكن الأعصاب من إرسال إشارة إلى الدماغ فلن يتم إطلاق هرمون اللبن.
- التدخين: قد تؤدي عادة التدخين إلى انخفاض مستويات البرولاكتين.
- الاكتئاب: تكون مستويات هرمون الحليب أقل لدى الأمهات المصابات بالاكتئاب.
أعراض نقص هرمون الحليب
ينصح بإجراء اختبار مستوى البرولاكتين عند ظهور الأعراض التالية التي تنبئ عن نقصه في الجسم:[2]
عند النساء
- إفرازات حليب الثدي عندما لا تكون المرأة حاملاً أو مرضعة.
- أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل.
- فترات حيض غير منتظمة أو بلا فترات.
- العقم أو قلة فرص الإنجاب.
- الرقة في الثدي.[2]
عند الرجال
- انخفاض الدافع الجنسي.
- صعوبة في الانتصاب.
- تضخم الثدي أو تضاؤله.
- إنتاج حليب الثدي (وهو عرض نادر).[2]
عند كليهما
- الصداع غير المبرر.
-
مشاكل في الرؤية.[2]
أسباب ارتفاع مستويات هرمون الحليب غير الطبيعية
من الطبيعي أن يظهر معدل صغير لهرمون البرولاكتين في الدم عند الرجل أو المراة غير الحامل، لكن عندما يكون معدل هرمون اللبن مرتفعاً فيمكن أن يكون سبب ذلك:[2][3]
- الإصابة بالورم البرولاكتيني وهو ورم حميد يحدث في الغدة النخامية؛ مما يسبب إنتاج كمية كبيرة من هرمون الحليب.
- الإصابة بالأمراض التي تستهدف منطقة ما تحت المهاد (وهو الجزء المتحكم في الغدة النخامية).
- تناول العقاقير المضادةللاكتئاب، والأدوية المعالجة لمرض الذهان، أوارتفاع ضغط الدم.
- حدوث إصابة أو تهيج في الصدر (الثدي)، مثل: الندوب، أو القوباء المنطقية، أو ارتداء حمالة الصدر الضيقة.
- الإصابة بأمراض الكلى والفشل الكبدي من الممكن أن تحدث زيادة مستوى البرولاكتين وكذلك متلازمة المبيض متعدد الكيسات (وهو اختلال هرموني يؤثر على المبايض).
- فقدان الشهية (اضطراب الأكل).
نسب هرمون الحليب لدى الرجال والنساء
بالتأكيد تختلف نسبة وجود هرمون الحليب الطبيعية عند الرجال والنساء، وحتى عند النساء الحوامل وغير الحوامل، والمعدل الطبيعي للبرولاكتين في الدم هو:[2][3]
الرجال: 2 إلى 18 نانوجرام لكل مليلتر (نانوغرام / مل).
النساء غير الحوامل: 2 إلى 29 نانوغرام / مل.
النساء الحوامل: 10 إلى 209 نانوغرام / مل.
هرمون الحليب أو البرولاكتين موجود في الدم بنسب معينة حسب طبيعة الجسم وحالته، ونقص هذا الهرمون أو زيادته دليل على خلل في بعض وظائف الجسم، أو حتى قد يشير إلى بعض الممارسات التي تضر الجسم ومنها إهمال بعض النساء للرضاعة الطبيعية بعد الولادة؛ مما يؤثر على الأم والطفل مستقبلاً.