مولدات الضد

مهما كان نوع مولد الضد في الجسم إلا أنّها جميعاً تعمل بنفس المبدأ، لكن ما هي مولدات الضد؟ وكيف تعمل ضمن الجسم؟

ما هي مولدات الضد

مولد الضد أو المستضد (بالإنجليزية: Antigen) بشكل عام هو أي مادة قادرة على تحفيز الاستجابة المناعية ضد تلك المادة، حيث أنّ مولدات الضد تشمل على سبيل المثال السموم، والمواد الكيميائية، والبكتيريا، والفيروسات، وغيرها من المواد التي تأتي من خارج الجسم، كما يمكن أن تكون مولدات الضد موجودةً في أنسجة وخلايا الجسم، مثل الخلايا السرطانية فتسبب بذلك استجابةً مناعية هي الأخرى.^[1]

 أنواع مولدات الضد

يمكن تصنيف مولدات الضد إلى عدة أنواع، ولكنّ هذه الأنواع تختلف وفقاً لطبيعة التصنيف المستخدم، إذ يتم تصنيف مولدات الضد إما على أساس منشأ مولد الضد، أو على أساس طبيعة الاستجابة المناعية التي يتسبب بها مولد الضد، وذلك كالتالي:^[2]

أنواع مولدات الضد على أساس منشأ مولد الضد

• مولدات الضد الخارجية (المستضدات الخارجية): وهي المستضدات التي تدخل إلى الجسم من الخارج أثناء عملية الشهيق أو مع الحقن مثلاً، ويشمل هذا النوع غبار الطلع، والمواد المسببة للحساسية الغذائية، والغبار، وغيرها.
• مولدات الضد الداخلية: وهو مولدات الضد أو المستضدات التي تنشأ بداخل الجسم كنتيجة للالتهابات الفيروسية، أو البكتيرية، أو ضمن استقلاب الخلايا.
• مولدات الضد الذاتية : وهي البروتينات الذاتية أو الأحماض النووية التي تتعرض لهجوم من الجهاز المناعي؛ بسبب التغيرات الجينية أو البيئية التي طرأت عليها.
• مولدات ضد الأورام: وهي مولدات الضد الموجودة على سطح الخلايا السرطانية، التي تُحفز الاستجابة المناعية لدى المضيف.^[2]

أنواع مولدات الضد على أساس نوع الاستجابة المناعية

• مولدات الضد المستمنعة: قد تكون مولدات الضد هذه من البروتينات أو السكريات، وتتميز بأنها قادرة على توليد استجابة مناعية من تلقاء نفسها.
• مولدات الضد الناشبة أو الهبتين: وهي مواد غير بروتينية تحتاج إلى الارتباط بجزيئات حاملة؛ حتى تتمكن من تحفيز استجابة مناعية لدى المضيف. ^[2]  

مولدات الضد في فصائل الدم

عند نقل الدم من إنسان لآخر يجب مراعاة ما يُسمى فصيلة الدم أو الزمرة الدموية، فصائل الدم هذه تُحدد عن طريق مولدات الضد الموجودة ضمن خلايا الدم الحمراء، ومولدات الضد في فصائل الدم هو بنية موجودة على سطح الخلية تتسبب في حدوث استجابة مناعية إن كانت البنية غريبة عن الجسم.^[3]

أهم نظام لتصنيف الدم هو نظام ABO حيث يُصنف الدم إلى زمرة A وB وO بناءً على نوع المستضد الموجود على خلايا الدم الحمراء، حيث نجد أن مولدات الضد في فصائل الدم هي كالتالي:^[3]

• في الدم من فصيلة A تحتوي خلايا الدم الحمراء مولد الضد من النوع A فقط
• في الدم من فصيلة B تحتوي خلايا الدم الحمراء مولد الضد من النوع B فقط
• في الدم من فصيلة AB تحتوي خلايا الدم الحمراء مولد الضد من النوع A ومن النوع B.
• في الدم من فصيلة O كلا مولدي الضد غير موجودان.

يمتلك الأشخاص ذوي الزمر الدموية A، وB، وO في بلازما الدم أجساماً مضادة تُدمر المستضدات التي لا يمتلكونها، أما أصحاب الزمرة الدموية AB فلا يحتوي بلازما الدم لديهم أجساماً مضادة ولهذا نجد أنّ الزمرة AB هي مستقبل عام، بينما بقية الزمر يجب أن تستقبل الدم وفق قواعد نقل الدم (مع مراعاة عامل الريزوس طبعاً)، ونؤكد أن جميع فصائل الدم تحتوي على مولدات الضد ما عدا فصيلة الدم (O).^[3]     

ما الذي يتكون في الدم لمحاربة مولدات الضد

يخطر على الأذهان سؤال ما الذي يتكون في الدم لمحاربة مولدات الضد؟ عندما يدخل مولد الضد إلى الجسم يبدأ الجهاز المناعي بإنتاج أجسامٍ مضادةٍ له تُدعى بالأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، حيث تقوم الخلايا الليمفاوية وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء بالتعرف على هذا المستضد وإنتاج الجسم المضاد المناسب له، فكل جسم مضاد يمتلك شكلاً فريداً يتطابق مع الشكل الخاص بمولد الضد، في بعض الأحيان يمكن أن تُفرز خلايا الدم البيضاء مواد كيميائية تُسمى مضادات السموم؛ لتدمير السموم التي تُنتجها بعض أنواع البكتيريا.^[4]  

الفرق بين مولدات الضد والأجسام المضادة

الأجسام المضادة أو كما تُعرف أيضاً بالغلوبولين المناعي هي بروتينات على شكل y يُنتجها الجهاز المناعي؛ للمساعدة في منع الأجسام الدخيلة من إيذاء الجسم، والأجسام المضادة تُشبه إلى حدّ ما فرقة الاستكشاف في جيش الجسم الدفاعي، إذ تقوم الأجسام المضادة بالعثور على الجسم الغريب والالتصاق به حتى يتمكن الجسم من تدميره، ويكون كل جسم مضاد مرتبطاً بمولد ضد واحد فقط ويمتلك مستقبلات خاصة لا ترتبط إلا بهذا المستضد.^[5]

يمكن من خلال الجدول التالي توضيح الفرق بين مولدات الضد والأجسام المضادة

^[6]  

فوائد مولدات الضد

مولدات الضد كما سبق أن ذكرنا هي كافة المواد التي يمكن أن تُحفز استجابةً مناعية، سواء كانت داخلية أو خارجية، وهذا يعني أنّ أيّ جسمٍ غريب عن جسم الإنسان يمكن أن يكون مولد ضد، المواد المذكورة لا تُصبح مولدات ضد إلا بعد دخولها للجسم، ولهذا من غير الممكن أن نحصرها في تصنيفات لنذكر فوائدها كمولدات ضد.^[5]

ختاماً نوضح أن مولدات الضد من خارج الجسم كالمواد السامة مثلاً، أو من داخل الجسم مثل الخلايا السرطانية؛ تنتج من خلال عمليات معقدة داخل أجسامنا.